العدد 1089 - الإثنين 29 أغسطس 2005م الموافق 24 رجب 1426هـ

في الذكرى الأولى لرحيله... أطياف دريدا في العدد العاشر من "أوان"

الصخير - جامعة البحرين 

تحديث: 12 مايو 2017

بالتزامن مع الذكرى الأولى لرحيل فيلسوف التفكيك جاك دريدا، يصدر العدد الجديد "العاشر" من مجلة "أوان" التي تعنى بمراجعات وعروض الكتب وتصدر عن كلية الآداب بجامعة البحرين مخصصا محور العدد لترجمات ودراسات وقراءات عن عودة دريدا الشبح هذه المرة. وفي هذا السياق يكتب فريد الزاهي مقالا "لأكثر من لغة: جاك دريدا من ترجمة لأخرى"، وفيها يتساءل عما يجعل الثقافة العربية قريبة من جاك دريدا وبعيدة عنه في الآن نفسه؟ وإلام تعود غرابة هذه العلاقة الانتقائية جدا والملتبسة جدا؟ ويرى الزاهي أن "بين دريدا والثقافة العربية المعاصرة ضرب من العداء الخفي أو الممانعة المعلنة والمقاومة الناجمة عن أسلوب دريدا الفلسفي الذي يبدو حتى لفلاسفة العرب الأكثر تحررا ضربا من الهيروغليفية المقنعة. وحتى بالمغرب العربي الذي تعرف على أعمال دريدا مبكرا وبشكل مباشر في لغتها، لم يجد دريدا إلا هوامش لم تتح لفكره فيها الفرصة ليغدو مكونا ثقافيا محليا. أما الاهتمام المتأخر به في المشرق العربي فناجم عن الشهرة التي حظي بها هذا المفكر في الولايات المتحدة، والتي حولت فكره إلى مذهب، يسمى التفكيكية. والحقيقة أن تلقي دريدا في الولايات المتحدة نفسها يخضع إلى القانون نفسه الذي يسود في العالم العربي: قلة الترجمات مقارنة مع كثرة الكتابات البيداغوجية والديداكتيكية والتحليلية والتأويلية والسياقية".

وفي الملف ذاته، يقدم إدريس الخضراوي قراءة مطولة في كتاب الناقد البحريني محمد أحمد البنكي "دريدا عربيا" وهو قراءة في الفكر النقدي العربي وكيف استقبل فكر دريدا في حقبه المتعاقبة. ويكتب هيثم سرحان عن جاك دريدا بوصفه "الفيلسوف الأوروبي الثالث الذي استطاع دفع عجلة الفكر والفلسفة إلى حدودها البعيدة ومدياتها القصوى. وقد كان الموت هو الجامع المشترك بين الفلاسفة الثلاثة؛ إذ أعلن فريدريك نيتشه عن موت الإله، ثم تبعه مارتن هيدغر معلنا موت الفلسفة، ثم كان جاك دريدا الذي استطاع قراءة مشروع الفلسفة الغربية لينقض الأوهام التي أنجزتها ليعلن نهاية الـميتافيزيقيا وموت البنيوية التي كانت نتيجة حتمية من نتائج تطرف الفلسفة الأوروبية التي أسست برامجها على تصورات ومفاهيم ميتافيزيقية". أما محمد شوقي الزين فيكتب عن دريدا الشبح العائد هذه السنة بعد أن رحل ولم يبق منه "سوى الأثر الذي عاد ليثأر لنسيانه الفاحش في مؤسسات المعنى والذاكرة، وكأنه تنبأ بمصيره ومآله: مقبرة النسيان. الأثر هو ما تبقى من دريدا: روايات في السلوك الفلسفي أو مسيرة حياة. وهو أيضا حروف منقوشة على صخور النص". وباعتماد تفكيكية دريدا يكتب خالد أمين عن "التمثيل والحضور وأسطورة الأصل" وهي كتابة في تفكيك المنظومات المتمركزة. كما تكتب هبة مشهور عن "التفكيك والقراءة من خلال مسار الخلق"، وهي قراءة في السورة رقم 96 في القرآن الكريم، وهي تحديدا أول ما أنزل من القرآن الكريم؛ هذه البداية أدرجت لاحقا في النص نفسه. هذه السورة هي بداية الوحي ولكنها ليست بداية النص في تكوينه النهائي؛ فترتيب النص وبناؤه لهما وظيفة في تأدية المعنى الذي يتعدى الوحي والتنزيل والرسالة.

واستمرار لفكر التفكيك تنشر أوان حوارا مع الفيلسوف الفرنسي إيمانويل ليفيناس فيلسوف الغيرية بامتياز، وصوت الآخر في الفلسفة الغربية، وهو الذي قوض التقليد الذاتي للفلسفة الظاهراتية من جهة، ولأنطولوجيا هايدغر وعمائها الأخلاقي من جهة ثانية.

وفي باب "دراسات" يساهم إسماعيل الربيعي بدراسة عن "إدوارد سعيد والتوسط الثقافي"، وفيها يستكشف النتاج المعرفي الذي قدمه هذا المفكر الإنساني، وهو ما جعل منه واحدا من أبرز المثقفين في المشهد الفكري العالمي، "باعتبار الألمعية وقوة التطبيق المنهجي والانفتاح العالي في الدلالات التي تزخر بها الأفكار والتصورات". ويدرس محمود الذوادي "ظاهرة الدعا والفرنكوأراب في ميزان علم النفس الاجتماعي"، ويتمثل خطاب الدعا في لجوء الإناث المغاربيات إلى استعمال كلمات وعبارات يطلبن أو يتضرعن بها إلى الله أو إلى الجن أو إلى الأولياء الصالحين لكي يعاقب لهن الطفل العاصي لأمر والديه أو لكي يلقى الفرد المغضوب عليه ما يستحقه من عقاب على أيدي تلك القوى الماورائية. أما ظاهرة الفرنكوأراب فهي الخطاب الذي يمزج فيه كل من الذكر والأنثى بمجتمعات المغرب العربي حديثهما باللهجة العربية العامية بعبارات وكلمات فرنسية. كما يكتب بنعيسى بوحمالة دراسة مطولة ومعمقة لشعرية السبعينات وما تنطوي عليه من وعي جذري بالكتابة وبالعالم





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً