العدد 2967 - الأربعاء 20 أكتوبر 2010م الموافق 12 ذي القعدة 1431هـ

جائزة فارييني لـ «الدراجي» في مهرجان أبوظبي السينمائي

أعلن مهرجان أبوظبي السينمائي عن اختيار المخرج العراقي محمد الدراجي من قبل مجلة «فارييتي» للفوز بجائزة «مخرج الشرق الأوسط» التي تقدمها المجلة في كل عام، والتي تسلمها في حفل خاص في قصر الإمارات يوم 19 أكتوبر/ تشرين الثاني 2010.

تأتي هذه الجائزة لتضاف إلى جوائز كثيرة أخرى حصدها الدراجي بعد أن حاز فيلمه «ابن بابل» الذي قدم عرضه العالمي الأول في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي (مهرجان أبوظبي السينمائي حالياً) على اهتمام كبير ليعرض عالمياً في مسابقة مهرجان ساندانس، وتظاهرة «بانوراما» بمهرجان برلين السينمائي ومهرجانات عدة أخرى، ما يجعل المهرجان المكان الأمثل لهذه المناسبة.

وقد وصفت مجلة «فارييتي» الدراجي بأنه «السينمائي الأكثر اجتهاداً في المنطقة» وأشادت بتصويره الآسر للحياة في عراق ما بعد صدام، الموضوع الذي تناوله في كلّ من أعماله الوثائقية والروائية.

عاش الدراجي في بغداد. درس الإخراج المسرحي، وعمل مصوراً في هولندا بعد انتقاله إليها العام 1995، قبل أن يغادرها إلى المملكة المتحدة لدراسة السينما وليؤسس هناك مكانة له عبر عدد من الأفلام القصيرة والوثائقية. في العام 2005، نال الدراجي إعجاب النقاد على فيلمه الروائي الطويل الأول «أحلام» والذي قدم من خلاله تصويراً صادماً للحياة في بغداد زمن الحرب. عرض الفيلم في عشرات المهرجانات السينمائية حول العالم. وكان الدراجي قد صوّر «أحلام» في العراق رغم تعرضه للكثير من الصعوبات والمخاطر كإطلاق النار على موقع التصوير في شارع الرشيد من قبل الجنود الأميركيين عام 2003، وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر بالإضافة إلى الافتقار للتمويل الكافي والمخاوف الأمنية. ليقدم بعدها فيلمه الطويل الثاني وهو الفيلم الوثائقي «حب وحرب ورب وجنون» الذي يعتبر كفيلم «ميكنغ أوف» سجل خلفيات العمل على صنع فيلم «أحلام» وقد عرض في مهرجان روتردام السينمائي الدولي وبعض المهرجانات الدولية الأخرى.

فيلمه الروائي الطويل الثاني جاء بعنوان «ابن بابل» (2009)، والذي فتح الطريق أمامه نحو العالمية. تلقى فيلم «ابن بابل» منحة مهرجان أبوظبي السينمائي لدعم إنتاجه في مرحلة الإنتاج النهائية وذلك قبل إطلاق الأخير صندوق «سند»، وقدم عرضه العالمي الأول ضمن احتفاليات المهرجان العام الماضي. وقد تم ترشيح الفيلم إلى مسابقة جائزة الأوسكار للأفلام الأجنبية للعام 2011، وبهذا يدخل التاريخ كأول فيلم عراقي يترشح لهذه الجائزة العالمية. يتناول فيلم «ابن بابل» الذي صور في العراق أيضاً، مشكلة العراقيين المفقودين عبر قصة فتى كردي يبلغ من العمر 12 عاماً يقرر مع جدته البحث عن أبيه الذي لم يعد إلى المنزل منذ حرب الخليج العام 1991.

يحضر الدراجي إلى أبوظبي هذا العام، ليس فقط لتلقي جائزة «فارييتي» كمخرج الشرق الأوسط لهذا العام، وإنما أيضاً ليقدم مشروعه الحالي «بين ذراعي أمي» الفيلم الفائز بمنحة صندوق «سند» الذي أطلقه مهرجان أبوظبي السينمائي مؤخراً وذلك لدعمه في مرحلة «التطوير» ويعرض هذا المشروع خارج المسابقة الرسمية كعمل قيد الإنجاز هذا العام.

وفي هذا الإطار علق بيتر سكارلت المدير التنفيذي لمهرجان أبوظبي السينمائي قائلاً: «تتسم أفلام الدراجي سواء التسجيلية أو الروائية، بالرؤية الواسعة التي تكسر الأفكار المسبقة للناس، لتظهر لهم العالم من منظور مختلف. وبالنسبة لي، فتلك هي واحدة من السمات المميزة لصناعة الأفلام الكبيرة. لقد تتبع المهرجان منذ فترة طويلة تطور الدراجي كمخرج، ونحن فخورون وسعداء بأن عمل هذا المخرج الموهوب المرتبط بالمجتمع يكرم الآن من قبل المجلة التي يعتبرها الكثيرون الموجه الأساسي للرأي في عالم السينما».

وعلق الدراجي قائلاً: «بعد أن عرض فيلم ابن بابل في مهرجان أبوظبي العام الماضي، تم اختياره ليعرض في مهرجان ساندانس. لقد دعمت أبوظبي الفيلم منذ أن كان مجرد صورة تتراءى في عينيّ، كما أني قد حصلت على تمويل من صندوق «سند» لكلّ من المشروعين الجديدين اللذين أعمل عليهما، وبالنسبة لمخرج مثلي يعمل في ظروف صعبة للغاية فإن هذا الدعم لا يقدر بثمن».

وفي السياق نفسه تحدث مدير مشروع المهرجان عيسى سيف راشد المزروعي: «عندما خصصت مجلة فارييتي هذه الجائزة منذ ثلاث سنوات مضت، سرّنا أن يرحب بالسينمائيين من الشرق الأوسط بهذه الطريقة في المجتمع السينمائي الدولي، وبالتأكيد فإنه يسعدنا دائماً أن نرى المواهب التي عرضنا أعمالها في المهرجان تتلقى إشادة دولية، ونحن نتطلع إلى العمل مع كل من الدراجي ومجلة «فارييتي» طويلا في الفترة المقبلة».

وفي تعليقه على منح هذه الجائزة قال تيم غراي محرر مجلة فارييتي: «أردنا تكريم محمد الدراجي هذا العام، ليس لأنه مخرج كبير من الشرق الأوسط، لكن وببساطة لأنه مخرج كبير صادف أنه من هذه المنطقة» وأضاف «لقد أردنا من خلال هذه الجائزة أن نوجه اهتمام الناس إلى هذه المنطقة، فمنذ عامين فقط لم يكن الكثيرون في هوليوود يعرفون أين تقع أبوظبي، ولكن المهرجان ومؤتمر «ذا سيركل» والمبادرات المختلفة الأخرى ومن ضمنها هذه الجائزة قد ساعدت على لفت انتباه العالم إلى صناعة السينما في هذه المنطقة».

يشار إلى أن فارييتي منحت جائزة «مخرج الشرق الأوسط» لإيليا سليمان العام الماضي.

العدد 2967 - الأربعاء 20 أكتوبر 2010م الموافق 12 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً