العدد 1159 - الإثنين 07 نوفمبر 2005م الموافق 05 شوال 1426هـ

المشاركون يدعون إلى رؤية واقعية للإصلاح وتوطين الديمقراطية

في افتتاح المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل...

أفتتحت في فندق الخليج صباح أمس فعاليات المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل بحضور جمع كبير من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني في البحرين والعالم العربي.

وفي بداية المؤتمر القى منسق اللجنة التحضيرية للمؤتمر الموازي عبدالنبي العكري كلمة قال فيها: «ينعقد المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل بمشاركة بحرينية وعربية ودولية حاولنا في اللجنة التحضيرية أن تعكس تنوع مؤسسات المجتمع المدني استنادا إلى معايير واضحة ومحددة».

ورد العكري على الانتقادات التي استهدفت المؤتمر قائلا: «جاءت الدعوة لتشكيل اللجنة التحضيرية من قبل أربع جمعيات أهلية بحرينية ليس منها سياسي، ولم يكن هناك اعتبار للتوجه السياسي أو المذهبي لمن وجهت لهم الدعوة. واللجنة التحضيرية المشكلة من جمعية نسائية وشبابية وحقوقية، وبالنسبة إلى استبعاد الجمعيات السياسية فهذا قرار اللجنة التحضيرية بعد نقاشات مستفيضة، وكذلك بالنسبة الى التشكيلات الجماهيرية، فنحن لم نهمشها وعرضنا عليها التمثيل بشخصيات وهو ما وافقت عليه».

وشدد العكري على ان المؤتمر الموازي ليس ديكورا للمنتدى الرسمي، وليس مروجا لمشروع الشرق الاوسط الكبير، وقال إن وفدا من المؤتمر سيلتقي وزيري الخارجية البحريني والبريطاني لعرض التوصيات الختامية عليهما بغرض التأثير على المنتدى الرسمي.

من جانبه قال رئيس مركز بيسان عزة عبدالهادي في الجلسة الافتتاحية ان من الضرورة بمكان تقديم رؤية واقعية لعمليات الاصلاح والتحول الديمقراطي والتنمية والسلام والأمن في المنطقة العربية».

كما تحدث عن أهمية بناء سلام حقيقي في الشرق الاوسط مستندا على مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية. وذكر عبدالهادي أن منطقتنا بحاجة الآن حواراً بين مختلف الاطراف الفاعلة فيها، وبين كل القوى الإسلامية والعلمائية وتفعيل برامج التنمية المستدامة.

من جهته طرح الناشط الإعلامي الأميركي جيمس زغبي عدة إشكالات أكد انها ستكون ماثلة أمام المنتدى الرسمي وخصوصا الدول الثماني الكبرى، فالولايات المتحدة (مثلاً) في الوقت الذي تطالب فيه بتعزيز مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان فإنها تناقض بسلوكها العملي هذه المبادئ والمرتكزات.


ورشة الديمقراطية وحقوق الإنسان ومشروعات الإصلاح

أدار هذه الورشة الوزير البحريني السابق علي فخرو، وشارك فيها نحو شخصية بحرينية وإقليمية، ومن ابرز المشاركين في الورشة النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون والناشط السياسي المصري سعد الدين إبراهيم ورئيس منتدى الحوار العربي الإيراني محمد صادق الحسيني.

وتحدث في البداية الوزير السابق علي فخرو الذي شكك في قدرة الدول الثماني الكبرى على الضغط من أجل مشروعات إصلاحية حقيقية في العالم العربي. وشدد فخرو على أن مشروعات الإصلاحات بجميع أشكالها الدينية والسياسية والاجتماعية لم تكن جديدة على هذه المنطقة بخلاف ما يروج لها في الغرب وخصوصا من جانب الولايات المتحدة الأميركية.

وقال فخرو إن مشروعات الإصلاح بدأت في المنطقة منذ أكثر من قرنين من الزمان، وهذه المنطقة ماجت وتموج بثورات وتحولات وتحركات سياسية كبرى، ويجب علينا أن نؤكد ذلك حتى لا يأتي من يسرق من هذه الأمة مشروعاتها الإصلاحية.

وذكر فخرو إن هناك إشكاليات حقيقية تواجه المنتدى الرسمي، ومن ابرز هذه الإشكاليات: «الإشكالية التاريخية، فعدد من الدول الثماني الكبرى لديها تاريخ أسود معنا منذ بداية القرن التاسع عشر، وساهمت بعضها في إجهاض الكثير من الحركات الإصلاحية في المنطقة بدءا من إفشال مشروع محمد علي الكبير في مصر، ومرورا باتفاق سايكس بيكو وإدخال المشروع الصهيوني في المنطقة الذي أقحمنا في دوامة سخرنا فيها كل الموارد والإمكانات طيلة سنوات طويلة.

وأشار فخرو أيضا إلى إشكالية العولمة التي أنتجت تفاوتا بين طبقتي الفقراء والأغنياء وقلصت الطبقة المتوسطة إلى درجة كبيرة، ما يعوق عملية الإصلاح بشكل كبير، لأن الطبقة العليا ليس مستعدة لأن تضحي بامتيازاتها من أجل عملية الإصلاح، والطبقة المتدنية منشغلة عن الإصلاح بالبحث عن قوتها اليومي.

ومن جهته، دعا الناشط عبدالرؤوف الشايب إلى إيجاد حل عادل لملف الشهداء وضحايا التعذيب في البحرين.وطرحت الكثير من الأوراق أبرزها ورقة الأكاديمي القطري نجيب النعيمي الذي رأى أن تفاوت وظيفة البرلمان من بلد إلى آخر يشكل صعوبة كبيرة للبدء في الإصلاح.

وفي الجلسة المسائية عرض رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية الناشط غالب عامر الأوضاع الحقوقية والسياسية التي تمر بها الجمهورية العربية السورية داعيا إلى المسارعة في وتيرة الإصلاحات، فيما ركز الناشط المصري سعد الدين إبراهيم على ضرورة توطين الديمقراطية من دون أن يكون للغرب وصاية على شعوب المنطقة وثرواتها.


مرهون: لا تركنوا الى الغرب في اصلاحاتكم

النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون طرح في ورقته المقدمة الى المؤتمر بعنوان: «فرص وتحديات التحول الديمقراطي في الوطن العربي» عدة أسئلة عن مستقبل مشروعات الاصلاح في المنطقة العربية.

وقال مرهون: «إجمالا يمكننا القول إن عملية الاصلاح السياسي في المنطقة العربية والخليجية منها على وجه الخصوص غدت الشاغل الاساسي للمهتمين بالشانين العربي والخليجي».

واضاف مرهون: ان اكبر خطيئة يقدم عليها دعاة الاصلاح والديمقراطية في البلاد العربية هي الركون الى ما تطرحه الولايات المتحدة الأميركية من دون مناقشة، وعلى الحكام العرب ان يمعنوا النظر بجد الى ما يحصل حولهم من تغييرات والكف عن الحج الى واشنطن بانتظام لتلقي توجيهاتها وإملاءاتها السياسية الداخلية والخارجية».

وشدد مرهون على انه لا مكان للاصلاح بلا اصلاحيين حقيقيين وفاعلين وقادرين على إحداث التغيير المطلوب في موازين القوى السياسية والاجتماعية. ودعا الحكومات العربية الى اشراك شعوبها بشكل صادق ليتمكنوا من التأثير الحقيقي على ادارة التحولات التي تبدو ماثلة امامهم

العدد 1159 - الإثنين 07 نوفمبر 2005م الموافق 05 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً