العدد 1162 - الخميس 10 نوفمبر 2005م الموافق 08 شوال 1426هـ

خوفي على ابني من بيته الثاني!

كلما كبر ابني أمام ناظري يزداد خوفي عليه أكثر، فمنذ ولادته بدأت تلك الهواجس تنتابني عندما ينام أو يضحك أو يبكي، فإذا كان نائماً أقترب منه مراراً وتكراراً لأتأكد أنه مازال على قيد الحياة، وإذا بكى أخاف أن يكون مريضاً يتألم، وإذا ضحك تقلقني عيون الناس، ومع خطوته الأولى تنامى ذلك الخوف من أن يتعثر ويقع فيتأذى، وإذا جلس يلعب أخاف أن يضع في فمه ما يضر. وهكذا، بدأت تتسع دائرة خوفي كلما بدأ يسعى إلى توسيع دائرة معارفه. وفي ظل هذه الحال، صرت أرى أشياء وأتنبه إلى أخرى لم أكن أدركها من قبل، فرحت أفكر بمستقبل أطفالنا الذين يماثلون ابني «صادق» فإذا كنت الآن أخاف عليه بهذا القدر وهو مازال ينطق كلماته الأولى، فما بالكم عندما يكبر ويدخل المدرسة؟! إذ بدأت تراودني أسئلة ومخاوف كثيرة عن هذا البيت التربوي الثاني، فالمدرسة هي الأساس الذي يبني عليه الطفل مستقبله، فإلى أي حد ستؤمن له الأرضية التربوية الجيدة والزاد العلمي المفيد؟ وهل سيستفيد مما يدرسه، ومن سيصادق من زملائه التلاميذ؟ هل سيصادق من تربوا على القيم والمبادئ، لأنه بالتأكيد يتأثر كثيراً بهم رغماً عنا؟

هل سيكون مدرسوه مؤهلين تربوياً فيقدمون إليه ما يحتاج إليه من رعاية وعلوم مختلفة، أم أنهم سيحوّلون حياته إلى جحيم من الواجبات المدرسية؟ هل سيكون لديه وقت فراغ لممارسة الرياضة أو هوايته المفضلة؟ وهل ستعتني مدرسته بهذه الناحية المهمة؟ هل ستعمل المدرسة على تنمية ذكائه وتساعده على التفكير المنطقي واستخدام التحليل والتركيب والاستنتاج في قراءة الأشياء؟ وهل ستشجعه على المشاركة والنقاش؟ وهل سيضطر إلى الاستعانة بالدروس الخصوصية لتحسين مستواه، وهل سيحب المدرسة أم تصبح عبئاً عليه وعلى والديه، وهل سيستفيد من كل ذلك؟!

جعفر الخابوري

العدد 1162 - الخميس 10 نوفمبر 2005م الموافق 08 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً