العدد 1164 - السبت 12 نوفمبر 2005م الموافق 10 شوال 1426هـ

اختتام منتدى المستقبل من دون وثيقة نهائية

اختتم مؤتمر للإصلاح في الشرق الأوسط تشجعه الولايات المتحدة وسط حال من الارتباك أمس (السبت) من دون التوصل إلى إعلان نهائي بعد أن حاولت مصر طرح صيغة قالت واشنطن إنها ستضع قيوداً على جماعات المساعدات.

ولم تصدر عن المؤتمر وثيقة نهائية بشأن تعزيز الإصلاح السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهو هدف الاجتماع. ووصف مسئولون أميركيون ذلك بأنه شيء محبط.

وقال مسئول بارز بوزارة الخارجية في ختام لقاء “منتدى المستقبل”: “من الواضح أننا غير سعداء”. وتحصل مصر سنوياً على نحو ملياري دولار مساعدات من الولايات المتحدة.

وعلى رغم أن تحركها لسد الطريق أمام الوثيقة لن يؤثر على حصولها على تلك الأموال فقد قال مسئولون أميركيون إن تصرفها “غريب جداً”. كما غضبت المنظمات غير الحكومية.

وقال سعدالدين إبراهيم، وهو داعية حقوق إنسان مصري، “إن المصريين هم دائماً المشكلة أمام الديمقراطية... هم الذين أفشلوا الوثيقة النهائية للديمقراطية بالرفض”. ولم يتسن الحصول على تعليق بشكل فوري من الوفد المصري، ولكن دبلوماسياً خليجياً، قال: “إن دولاً عربياً أخرى أيضاً كانت لها تحفظات بشأن الوثيقة، وإن مصر لم تكن بمفردها”.

ووفقاً لمسودة من الإعلان النهائي كانت الوفود ستتعهد “بتوسيع نطاق الممارسات الديمقراطية وزيادة المشاركة في الحياة السياسية والعامة وتعزيز دور المجتمع المدني بما في ذلك المنظمات غير الحكومية”. وكانت مصر تريد أن تنص مسودة الوثيقة على أنه يتعين فقط دعم المنظمات غير الحكومية المسجل بشكل قانوني من قبل الدولة وتتبع قوانين الدولة.

وقال المسئول الأميركي: “كان من شأن ذلك أن يجعلها (المنظمات غير الحكومية) معرضة للتأثير والضغط الحكومي”. وكان البحرينيون الذين يستضيفون الاجتماع يريدون صدور الوثيقة بالإجماع.

وقال الأميركيون إن كل الوفود الأخرى وافقت على إسقاط الإشارة إلى المنظمات غير الحكومية، لكن المصريين عارضوا ذلك. وقال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة للصحافيين إنهم قرروا العودة إلى المسألة يوماً ما بعد مناقشات أعمق وعمل أفضل وتفكير ملي.

وقلل مسئولون أميركيون من أهمية الرفض المصري، وقالوا إن هناك تقدماً في مجالات أخرى، مضيفين “أن اللهجة الحماسية المعتادة بشأن (إسرائيل) لم تسيطر على المناقشات”.

وشهد منتدى العام الماضي، الذي ضم مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نداءات الولايات المتحدة من أجل الإصلاح مقابل مطالب عربية بحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كخطوة أولى لمعالجة الإرهاب.

وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس، في إشارة إلى القضية العربية الإسرائيلية إن الجميع ملتزم بالعمل من أجل المستقبل، ولكن عليهم أيضاً أن يحلوا مشكلات الوقت الراهن، وتعزيز الديمقراطية والإصلاح في الشرق الأوسط في بؤرة اهتمامات السياسة الخارجية الأميركية. وينظر إليها الكثير من العرب بالشك والارتياب.

وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إن الدول الغربية تروّج لقيم عالمية وليس لجدول أعمال تضعه واشنطن.

وأضاف “ستكون كارثة لهذه المنطقة إذا ظنت أن الديمقراطية فكرة أميركية”. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن تفجيرات هذا الأسبوع في الأردن تؤكد الحاجة إلى إصلاحات في الشرق الأوسط.

وقالت رايس للمندوبين “إنها تجعل عملنا أكثر إلحاحاً، للحصول على رد على إيديولوجيات الكراهية، التي أنتجت نوع العنف الذي شاهدناه في الأردن”

العدد 1164 - السبت 12 نوفمبر 2005م الموافق 10 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً