العدد 3004 - الجمعة 26 نوفمبر 2010م الموافق 20 ذي الحجة 1431هـ

مطالبات بتحسين أوضاع حجاج البحرين وزيادة مساحاتهم في منى

في خطب الجمعة أمس:

تناول أئمة وخطباء الجمعة يوم أمس، ثلاثة موضوعات رئيسية، أولها الحج، ودعوات الانفصال عن علماء الدين، والحسد والسحر والشعوذة.

ففي موضوع الحج، دعا أئمة وخطباء الجمعة إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المشكلات التي تعرض لها حجاج البحرين هذا العام 2010، وخصوصاً قلة المساحات المخصصة لهم في صعيد منى.

كما دعا الخطباء الحجاج إلى الحرص على ما اكتسبوه بعد أدائهم مناسك أعظم ركن في الإسلام، معتبرين أن «الحج رحلة من أجمل الرحلات السياحية».

أما في موضوع الحسد والسحر والشعوذة، فحذروا من اللجوء إلى المشعوذين لدفع الحسد.

وفي موضوع الحج، دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، الحجاج إلى الحرص على عدم اكتساب الذنوب، والبقاء بصفاء قلبهم، بعد أن عادوا كما ولدتهم أمهاتهم، بعد قضائهم أعظم ركن في الإسلام.

واعتبر القطان في خطبته أمس أن، أن أيام الحج، رحلة من أروع الرحلات، وسياحة من أجمل السياحات، إذ عاد الحجاج بعده فرحين بما آتاهم الله من فضله.

وحذر الحجاج من الشيطان وزيغه، وما يوسوس للإنسان المسلم، لارتكاب المعاصي والذنوب، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «الحاج منذ أن يلبي وحتى يقضي حجه وأعمال الحج ومناسكه، تذكره أن العبادة لا تستحق لغير الله».

وفي السياق نفسه، أوضح أنه «مهما حرص الإنسان على إكمال عمله، فإنه لابد من التقصير، والله علمنا كيفية رفع التقصير، وذلك بالاستغفار بعد أداء العبادات»، مضيفاً أن «الدنيا ميدان تنافس ومضمار لكسب الأجر والثواب، والتقرب إلى الله بالعبادات والدعاء والتضرع له».

وفي سياق الحج أيضاً، انتقد إمام وخطيب جامع كرزكان الكبير الشيخ عيسى عيد، تصريحات مسئولي بعثة مملكة البحرين للحج، التي تتحدث عن «وجود وتوفير تسهيلات وخدمات جديدة للحجاج، وعن وضع قوانين وضوابط تضمن سلامة الحاج وتوفر راحته، إلاّ أن الحاج عندما يبدأ رحلته إلى الحج لا يجد شيئا مما قيل بل لربما صارت الأمور إلى التعقيد والصعوبة اكثر، والتضييق على الحاج اكثر».

وأضاف «إجراءات جسر الملك فهد مازالت على حالها من التأخير، والتضييق على الحجاج في عرفات ومنى من قبل البعثة البحرينية يزداد عاماً بعد عام، وتتقلص المساحة المعطاة للحاج في كل عام، فبعد أن كان يعطى للحاج مساحة ما يقارب المترين مربع في السنوات السابقة، قلص بعد ذلك إلى متر ونصف متر مربع، ثم قلصت المساحة إلى ما يقارب المتر فقط في العام الماضي وما قبله، وفي هذا العام قلصت المساحة إلى نصف متر مربع تقريبا لكل حاج».

وأوضح أن «من الملاحظ أن البعثة تأخذ نفس الأجرة على الحاج من المقاولين على رغم تقليص المسافة إلى هذا الحد».

وفي حين أثنى على زيارات مسئولي البعثة لمقار الحملات البحرينية، نوّه عيد إلى أن «من اللازم أن تلتزم البعثة نفسها بتوفير راحة الحاج وسلامته بتوفير المساحة الكافية لراحة الحاج وسلامته مساواة للحجاج البحرينيين بغيرهم من حجاج باقي دول الخليج، وغيرهم من بعض الدول الإسلامية».

واعتبر عيد أن «ما حدث هذا العام من سلب راحة الحاج في عرفات ومنى، يعد تقصيرا مجحفا في حق الحجاج، إذ كيف تعجز الدولة متمثلة في البعثة الرسمية عن توفير المساحة الكافية في خلال عام كامل».

وواصل إمام وخطيب جامع كرزكان الكبير حديثه عن الحج، وأكد أن على الحجاج «المحافظة على صحة الحج وعدم القيام ببعض الأمور التي تبطل الحج حتى انتهاء مدته، والمحافظة على مكتسباته الإيمانية والأخلاقية والاجتماعية, وغيرها، بحيث تصبح تلك المكتسبات من الركائز الثابتة في حياة الحاج، فلا تصبح موقتة بوقت الحج فقط، وتنتهي بانتهاء موسمه».

وتعجب عيد ممن «يأخذه العُجب بأداء مناسكه في الحج فيبقى متفاخرا بما قام به, ويظن أنه قام به على وجه الصحة, فإن العُجب عبارة عن استعظام الإنسان نفسه لاتصافه بنحلة كريمة, ومزيه مشرقة, ولا شك أن العُجب من الصفات المقيتة والمبطلة للعمل الصحيح».

وحذر عيد من الرياء بالقول: «يظل الحاج يصف كيفية أدائه لتلك الأعمال وهو يريد أن يعلم الآخرين بأنه أداها على أحسن وجه, وقام بأداء كل المستحبات المندوبة هناك مثلا. ولا شك أن هذا مبطل للعمل, وإن كان متأخرا عن العمل لأنه يدل أن العمل لم يكن خالصا لوجه الله تبارك وتعالى».


الانفصال عن علماء الدين

واستمراراً للموضوع الذي طرحه الأسبوع الماضي، بيّن إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى أحمد قاسم أن الدعوة للإنفصال عن علماء الدين «تعتمد على عدد من الدعاوى، ومن بينها أن مرجعية علماء الدين بلا موجب، حيث أن الكل يملك القدرة على التفكير وفرصة الرجوع إلى المصادر الإسلامية لو أراد ذلك والتعامل معها التعامل الناجح».

وقال «يُشم من أقوالهم بأن مرجعية الفقهاء والعلماء موضوعها الحلال والحرام، وما يجب وما لا يجب، وهذه مسائل قد تجاوزها الزمن ولا ينبغي أن تأخذ من اهتمام الشعوب والمجتمعات».

وواصل قاسم حديثه في خطبته قائلاً: «علماء الدين الحقيقيون مِن أخشى من يخشى الله، ومن أبعدهم عن الكذب، فلا يقولون على الله افتراء، ولا يستحلون الكذب على خلقه، ويحترمون العلم كل الاحترام ولا يستخفون بقدره. ومن تقواهم أنهم إذا استفتوا في أمر الدين مما يجهلونه، اعتذروا عن الجواب أو أرجأوه إلى المراجعة، ومن خالطهم يعرف منهم هذه السيرة».

وأضاف «أيُ عالم دينٍ حقيقيٍ أعطى آراءً من عنده في الهندسة أو الطب أو الرياضيات أو الفلك أو غيرها؟ بل أيٌ منهم استغنى بعلمٍ يدعيه في هندسةٍ أو طبٍ أو بخبرةٍ ينسبها إلى نفسه، في طيرانٍ أو غير ذلك مما ليس له، ولم يرجع إلى المختصين في اختصاصهم؟».

وقال إن «عالم الدين كغيره من أهل الاختصاصات الأخرى، لا يتحدث في مجالٍ غير مجاله، إلا أن يكون له أكثر من اختصاص ويتناول ذلك المجال اختصاصه، وإذا وجد عالم دينٍ شاذٌ لا يقدر الأمور حق تقديرها، وخاض بالقول في العلم بغير علم، فموقفه مرفوضٌ ديناً. على أن أكثر الناس فضولاً وأبعدهم عن الموضوعية واحترام الذات وتوقير العلم والتأدب بأدبه، هؤلاء الناس الذين يكثرون القول في الدين ويبتون بآرائهم في القضايا الدينية وهم بعيدون عن شأن الدين ودراسته، ويفتون في أمره وهم أبعد الناس عن درايته».

وذكر أن «علماء الدين شأنهم شأن غيرهم، من كان منهم محسناً قدّر له إحسانه، ومن كان مسيئاً أدين بإساءته، ومن كان صادقاً ومخلصاً متواضعاً أقبل عليه الناس، ومن كان دون ذلك وجد منه ابتعاداً ونفورا، ولذلك نجد العلماء أقداراً متفاوتةً عند الناس، متهمين في هذا القول بالسذاجة». مبيناً أن «العلماء الصادقين ممن يخشى الله عز وجل لا يظنون بأنفسهم خيراً برغم ما يكونون عليه من خير، ولا يعطونها فرصةً لأن تستكثر طاعة أو تستقل معصية، أو أن تزكي عملها ونفسها وتعيش حالة التبجح بعلمٍ أو تقوى».

وأكد أن «علماء الدين الحقيقيين ليسوا جماعةً من الأشرار أو من سفلة الناس الذين يصح أن تنالهم الألسن لتُسقط شأنهم درءاً لما يؤدي السكوت عليهم من خطر انتشار الشر وشيوع التسافل، على أنهم ليسوا فوق النقد مع الاحتفاظ بحرمة العلم والإيمان والكرامة الإنسانية ومراعاة جانب الأدب كما في كل الآخرين».


الحسد والعين

وتحت عنوان الحسد والعين، والحذر من السحر والشعوذة، بيّن إمام وخطيب مسجد أبوبكر الصديق الشيخ علي مطر، أن هذا الموضوع من المسائل التي يكثر الكلام حولها وعن حقيقة الإصابة بالعين ومدى تأثيرها وكيفية الوقاية منها».

وأوضح أن «الأشياء كلها بقدر الله تعالى ولا تقع إلا على حسب ما قدرها الله تعالى وسبق بها علمه فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى وفيه صحة أمر العين وإنها قوية الضرر».

ولفت إلى أن «من رأى شيئاً أعجبه واستحسنه أو اندهش وانبهر به، سواء في نفسه وأهله وماله أو الآخرين، فيقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله تبارك الله أحسن الخالقين».

وبيّن مطر كيفية الوقاية من العين والحسد قائلاً: «علَّمنا ربنا تبارك وتعالى أن نستعيذ به ونتحصن بجنابه وندعوه سبحانه، لأنه سبحانه قد عَلِم أزلاً أن الحسد والعين أمر فوق طاقة دَفْع البشر له»، مضيفاً أن ذلك يتم من خلال «قراءة القرآن وخاصة سورة الفاتحة والبقرة وآية الكرسي والمعوذات، وعلى الإنسان أن يرقي نفسه وأهله بالرقية الشرعية من كتاب الله وسنة رسول الله (ص)، ولا يشترط أن يلجأ للآخرين، إذ العبر بالمقروء لا القارئ».

وأضاف «على الإنسان المسلم أن يتحصن بتقوى الله تعالى وحفظ أوامره سبحانه، والعبادة والمحافظة على الصلوات، وخاصة صلاة الفجر في وقتها، فيكون المسلم في حفظ الله ورعايته وأمانه وجواره سبحانه».

وحذر مطر من «الاستعاذة والاستعانة بغير الله، في دفع شر الحاسد وأذى العين». كما حذر من «اللجوء إلى المشعوذين والسحرة والعرافين وغيرهم من الدجالين طلبا للرقية».

وقال: «على المسلم أن يعتقد اعتقاداً جازماً أن النفع والضر بيد الله تعالى، فلا يشغل قلبه وفكره في مثل هذه الأمور، فيعتقد أن كل شيء يصيبه بسبب العين، فيقع في الأوهام والوساوس ويسيطر عليه الخوف والقلق، ويكون ذلك سببا لتغير حياته سلبا».

وأشار إلى أن «من الناس من يبالغ في ذلك، فيترك أشياء كثيرة خوفا من العين، فلا يبني ولا يشتري الجديد من ملابس وسيارة، ولا يسافر ولا يظهر نعمة الله عليه، ولا يتفاعل مع الناس والمجتمع».

العدد 3004 - الجمعة 26 نوفمبر 2010م الموافق 20 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 10:08 ص

      ,هل الدرجة الاولى

      الدرجة الاولى مخصصة لاعضاء بغثة مملكة البحربن للحج حال رجوعنا من مطار جدة تفاجئنا بان المفولرة الاولى محجوزة بالكامل الى والباقى ولاد العبدة من اللجان والاطباء بالرجة الثانية والقهر ان غالبية من اسنراحو واستمتعوا بالكراسى المريحة طوال ايام الحج اكل ونوم وفلة عمل 0قهل يا ترى رئيس اليعثة على علم بذلك

    • زائر 5 | 3:29 ص

      الحمدلله الذي وفقنا لحج بيته الحرام

      بصراحة اني اول سنة اروح فما ادري بالوضع قبل عشان جذيه الوضع السنة كان عندنا عادي و المقاول وفر لينا خيمة كبيرة وااجد في عرفة و في منى اصغر بس مو صغيرة واجد كانت تكفينا عقب ما تم التبادل ويا حملة سنية هم ياخذونها النصف الاول و احنا النصف الثاني.... و الحمدلله على تيسير الامور

    • زائر 4 | 3:17 ص

      الى زائر رقم1

      سماحة الشيخ عيسى لايعلم بالموضوع الذى طرحته من تصرف القاول فهو ادى واجبه فى خطبته. فهناك طريقه واسلوب افضل واحسن من اسلوبك التهجمى على فضيلة الشيخ عيسى.فاالاحترام لمشايخنا المخلصين واجب علينا.

    • زائر 2 | 1:15 ص

      حاج من حملة أخرى

      مقاولنا أيضاً باع نصف خيمته على 50 بحرينياً و50 أماراتياً والبعثة جت وصورة الحجاج الأماراتيين في الخيمة والمشكلة الكبرى أننا دافعين على 950 ديناراً وال 50 البحرينيين دافعين على 300 ديناراً بحرينياً حسب كلام مسؤول في الحملة إسمه ج ف .
      هل ستعمل البعثة شيئ الله العالم.
      حاج من حملة س إ ال س

    • زائر 1 | 12:58 ص

      إلى فضيلة الشيخ عيسى عيد مع التحية

      لا تقفو ماليس لك به علم.
      هل تعلم بأن المقاول الذي أنت معه باع خيمته في النصف الثاني.
      البعثة لم تأخذ في هذا العام نفس الرسوم بل أخذت أقل من 50 % من الرسوم في كل سنة تأخذ 50 ديناراً على الحاج الواحد هذا العام أخذت 20 ديناراً.
      باع خيمته على ناس من البلاد القديم وعلى صندوق المنامة الخيري بثمن بخس أي ب 60 ديناراً على الشخص الواحد وهم لذيهم 180 شخصاً من غبائه والبعثة علمت بذلك وسوف تستدعيه.
      مع تحيات حاج من نفس الحملة

اقرأ ايضاً