العدد 3004 - الجمعة 26 نوفمبر 2010م الموافق 20 ذي الحجة 1431هـ

أسر «أطفال القوقعة» يُطالبون بالسماح لاختصاصي التأهيل متابعة أبنائهم

التقوا وزير الصحة... ولوحوا باعتصام إذا لم يستجب لهم

مجمع السلمانية الطبي
مجمع السلمانية الطبي

طالب عدد من أسر الأطفال الذين أجريت لهم زراعة قوقعة، وزارة الصحة بالسماح لاختصاصي التأهيل الذي نحّته إدارة مجمع السلمانية الطبي عن مسئوليته السابقة المتمثلة في التأهيل السمعي والنطقي لأطفال زراعة القوقعة، ما أثار غضب أهالي الأطفال.

وجراء هذا المنع أصبح في مجمع السلمانية الطبي اختصاصية تأهيل واحدة فقط مخولة بمتابعة حالات تأهيل الأطفال بعد زراعة القوقعة مقابل نحو 100 إلى 120 أسرة لديها أطفال زرعت لهم قوقعة وبعض الأسر لديها أكثر من طفل.

من جهتها لوحت أسر أطفال القوقعة بالاعتصام إذا لم تستجب وزارة الصحة لمطلبهم وذلك بعد أن التقوا وزير الصحة مؤخراً لمناقشة هذا الموضوع.

وفي هذا السياق، قالت أم لطفلين من أطفال القوقعة: «التقينا نحن والأسر الأخرى وزير الصحة فيصل الحمر واتفقنا مع الوزير على أن البرنامج يحتاج إلى كادر وعدد كبير من اختصاصيي النطق لتأهيل أطفالنا، وقال الوزير إنه ينظر لهذا القسم نظرة مستقبلية وليس آنية كما أبلغنا بأن هناك 50 طفلاً ينتظرون إجراء زراعة قوقعة لهم لذلك يحتاج القسم إلى كوادر أخرى لتأهيل الأطفال، واختلفنا مع الوزير حينما قال إن هناك خمسة اختصاصيين لتأهيل أطفال القوقعة لأننا طوال متابعتنا لطفلينا في مجمع السلمانية لم نرَ إلا اختصاصيين اثنين قامت الوزارة بتنحية أحدهما عن مهماته في تأهيل الأطفال وذلك هو موضوع اختلافنا الأساسي».

وواصلت الأم: «طفلاي في المرحلة المدرسية وتواجد الاختصاصي المعني في مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود في الفترة المسائية وإشرافه على الأطفال شكّل أهمية كبرى في حياة طفليّ حيث نجد منه كل المتابعة والاهتمام، ومن الصعب أن تُنحي الوزارة أحد الكفاءات التي نشأ أطفالنا في كنف رعايتها واهتمامها هكذا ومن دون أسباب واضحة ومُقنعة».

وأضافت أن «وزير الصحة وعدنا بتوفير الخدمة دون الاختصاصي الذي تمت تنحيته ونحن كأسرة بها طفلان يحتاجان إلى تأهيل متواصل وجدنا إخلاصاً منقطع النظير من هذا الاختصاصي وبرنامج زراعة القوقعة الرائد منذ سبع إلى ثماني سنوات في البحرين بحاجة إلى دعم ومساندة رسمية وأهلية بدلاً من عرقلة جهود العاملين فيه وهو ما سينعكس سلباً على الأطفال».

وبيّنت أم الطفلين أن «زراعة القوقعة تُكلف أكثر من 10 آلاف دينار للطفل الواحد والكثير من الحالات تحتاج بعد الزراعة إلى فترات طويلة ومتواصلة من التأهيل، والكثير من الأطفال هم في السن المدرسي وانتظموا في المدارس النظامية الحكومية ولا يمكن الكثير منهم من الاستفادة من البرنامج التأهيلي في مجمع السلمانية في الفترة الصباحية فيلجأون إلى مركز الأمير سلطان في الفترة المسائية».

وأضافت أن «وزارة الصحة نحّت هذا الاختصاصي عن القيام بتأهيل الأطفال بعد زراعة القوقعة في مجمع السلمانية ومركز الأمير سلطان ولا زلنا لا نفهم السبب».

وتساءلت «لماذا الوزارة غامضة في قراراتها؟، ولماذا هذا التسرع في قرار يُؤثر بشكل سلبي على أطفالنا؟».

وتمضي الأم: «يُشرف هذا الاختصاصي على عدد من المعلمات في المركز والتجربة الرائدة في برنامج زراعة القوقعة وتأهيل الأطفال بعد الزراعة حظيت بإشادة الوفود الخليجية التي قدمت واضطلعت بالتجربة، وهناك 120 أسرة تستفيد من خبراته واستشاراته وكما تعلمون فإن بعض الأسر لديها أكثر من طفل وبدلاً من أن تفخر الوزارة بهذا البرنامج يُكافأ إخلاص هذا الاختصاصي بتنحيته عن مهماته في تأهيل أطفال القوقعة».

وفصلت الأم: «هناك الكثير من المزايا التي أدت إلى إصرارنا على إعادة هذا الاختصاصي إلى مهماته في متابعة أطفالنا، فهو متعاون مع الجميع، ويُمكننا الاتصال به في أي وقت ودائماً ما نلجأ إليه عندما تواجهنا الكثير من المشكلات وخاصة عندما يحدث بعد عودة أطفالنا من المدرسة في حالة حدوث خلل في جهاز القوقعة أو في حالة حاجته إلى إعادة البرمجة، وهو يحل لنا ولغيرنا من الأسر الكثير من المشكلات التي تواجهنا».

وذكرت «نحن شعب متحضر ونطالب بالتدوير والتنمية ولكن التمييز فيه إشكالية، لماذا تم تخفيف مسئوليات هذا الاختصاصي؟، علماً بأن أطفال القوقعة بحاجة ماسة لخدماته وإشرافه، ولماذا لا تتم إعادته إلى أطفالنا؟، هل هذا جزاء إخلاصه ودوره الفاعل مع الأطفال جميعاً؟».

وأضافت «سنواصل التعاون مع اختصاصيي التأهيل الخمسة الذين تحدثت عنهم الوزارة، ولكننا لم نرَ إلا واحدة حالياً بعد تنحية هذا الاختصاصي».


بعد أن تكفل الملك بزراعة القوقعة لهما...

«أحمد» و«نور» يأملان عودة الاختصاصي الذي تابعهما منذ عامهما الأول

تكفل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتكاليف زراعة القوقعة للطفل «أحمد» في جمهورية مصر العربية حينما كان هذا البرنامج متوقفاً في وزارة الصحة في البحرين، كما تكفل بباقي كلفة عملية أخته «نور» حينما سافرت الأسرة في العام 2004 لمصر حاملة معها عربون العملية فقط.

يدا الملك السخيتان اللتان امتدتا لهذه الأسرة، كانتا الانطلاقة التي انطلق منها «أحمد» وانطلقت منها «نور» من عالم الصمت إلى الحياة كلها في عالم التواصل الاجتماعي بالكلام والسمع.

فأحمد الذي ولد بعجز سمعي أصبح اليوم بعد زراعة القوقعة وبرنامج التأهيل على يد الاختصاصي الذي نحته وزارة الصحة عن مهماته -أصبح أحمد- يسمع ويتحدث وهو الآن في الصف الثاني الابتدائي في إحدى المدارس الخاصة ومستواه الدراسي جيد.

أما أخته «نور» فهي في الثالث الإعدادي تذكر دروسها في إحدى المدارس النظامية وتحاول بذل قصارى جهدها لتحقيق طموحاتها ومنها كانت البداية.

أم أحمد ونور فتحت قلبها لـ»الوسط» لتروي رحلة الكفاح مع طفلين كانا عاجزين سمعياً إذ أفادت بأنه «اكتشفنا عجز السمع لدى ابنتي نور منذ ولادتها ولبست السماعة العادية وعمرها تسعة أشهر ثم بدأنا معها برنامج النطق من دون نتائج مجدية، وتابع الاختصاصي -الذي أبعدته الوزارة مؤخراً عن مهماته- حالتها منذ نعومة أظفارها وهو يعرف كل تفاصيل حالتها وتطوراتها بالإضافة إلى متابعته أيضاً حالة ابني أحمد منذ نعومة أظفاره، عمر نور الآن 15 عاماً كان خلالها الاختصاصي مخلصاً يعمل بكل جهده على تذليل العقبات التي تواجهنا وهو ما ساهم في أن يستمر ابناي في دراستهما حيث تدرس ابنتي في مدرسة نظامية».

وعن تفاصيل زراعة القوقعة لنور وأحمد، قالت الأم: «عندما أصبح عمر ابنتي نور ثماني سنوات جمعنا التبرعات عبر الصحافة وأهل الخير حتى نسافر معها إلى مصر ونجري لها زراعة القوقعة، وسافرنا لمصر ومعنا عربون لعملية واحدة فقط ونحمل معنا طفلان عاجزان سمعياً، وكان عمر أحمد حينها عاماً ونصف العام».

وأوضحت «رجحنا أن تجرى العملية لنور وبالفعل أجريت لها العملية، وخلال 24 ساعة جاءتنا البشارة حيث وردنا اتصال من سفارة البحرين في مصر يبلغوننا بأن جلالة الملك تكفل بباقي كلفة عملية نور وبكامل كلفة عملية أحمد، أثلج الخبر صدورنا لأننا كنا هناك ننتظر المعجزة لإتمام علاج الطفلين وفي ظروف صعبة للغاية».

وأضافت «حتى المبلغ الذي جمعناه قبل سفرنا كعربون لعملية نور كان نتاج الأيادي البيضاء فبعض الأطفال كسروا حصالاتهم ليتبرعوا لنا وذلك دين علينا».

وواصلت الأم: «هذه الشجرة التي زرعها جلالة الملك وزرعتها طيبة أهل البحرين لابد أن نرعاها حتى تُثمر وتؤتي قطافها، فبعد زراعة القوقعة لنور علمها الاختصاصي بشكل مباشر حتى كبرت وواصلت في مدرستها».

وذكرت «وبعد أن سافرنا بأحمد لزراعة القوقعة وعدنا بدأ الاختصاصي مع أحمد في التأهيل المستمر والمتابعة الحثيثة، ونتائج نور الدراسية بعد زراعة القوقعة والتأهيل تثبت جدوى هذا البرنامج الرائد لأن مستواها كان ضعيف حينما كانت تستعمل السماعة والفرق كبير وواضح، وأحمد حالياً يتابع في الثاني الابتدائي ويتلقى دروساً مسائية في مركز ألأمير سلطان ومستواه جيد ونحن نكافح لأجلهما».

العدد 3004 - الجمعة 26 نوفمبر 2010م الموافق 20 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:37 ص

      سؤال

      برنامج بخصوص تاهيل زارعى القوقعة بالصوت والصورة لتعليمهم النطق وتمييز الاصوات ردوا علينا نحن اهل الطفل سليمان محمد ولكم جزيل الشكر والتقدير

اقرأ ايضاً