العدد 3004 - الجمعة 26 نوفمبر 2010م الموافق 20 ذي الحجة 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

أول الغيث قطرة

إن أبرز ما أفرزته الانتخابات النيابية والبلدية والتي أقيمت الشهر الماضي هو فوز جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بـ 18 مقعداً من أصل 40 أي ما يمثل 45 % من المجلس وفوز أول امرأة بحرينية عبر صناديق الاقتراع وخسارة كبيرة ومذلة للسلفيين والإخوان المسلمين. لكن الأبرز في ذلك هو وصول فاطمة السلمان للمجلس البلدي وحصولها على العضوية وهي بذلك تسجل اسمها من ذهب لكونها أول امرأة تدخل المجالس البلدية في الخليج وأول امرأة بحرينية تفوز في الانتخابات عبر صناديق الاقتراع.

جاء هذا الفوز في وقت نحن بأمس الحاجة لدخول المرأة والمشاركة بفعالية في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وهذا ما أكده خلال برقية التهنئة التي بعثها فور فوز فاطمة السلمان بالمقعد البلدي, حيث قال: «إننا نثق بان هذا الفوز يجيء نتيجة للتقدم الذي أحرزته المرأة البحرينية في سلم الاستعدادات للتنمية والنهضة الشاملة في مملكتنا العزيزة» ويضيف قائلا «إن هذه ثمرة طيبة مميزة من ثمار مشروعنا الحضاري الذي يتوجه إلى كافة المواطنين رجالا ونساء، نود أن نشيد بالدور الحيوي للمرأة البحرينية في كافة مجالات الحياة، هذا الفوز بشرى لفوز قادم للمرأة البحرينية».

بالفعل فقد بات دخول المرأة في الانتخابات وفوزها متطلباً ضرورياً لإعطائها المجال لإظهار ما لديها من إمكانات قد تخلف الرجل عن امتلاكها كما أن لديها ما يميزها عن الرجل ويؤهلها للانتصار. والمرأة اليوم لا ينقصها ناقص ولن تكون أقل بذلاً للجهد من الرجال .

إن فوز النائبة لطيفة القعود بالتزكية لهذه الدورة أيضاً دليل على كفاءتها وما حققته خلال الدورة السابقة. وأيضاً فوز فاطمة السلمان بالمقعد البلدي عبر أصوات الناخبين بات يعطي مؤشراً واضحاً على استيعاب جزئي من قبل الشعب البحريني بأهمية المرأة في المجتمع ودورها الكبير في العطاء، لذلك نحن بحاجة للاستيعاب الكلي من قبل الشعب بأهمية المرأة وإبعاد جميع المناظير الأخرى في هذا الأمر.

وعلى الرغم من مواجهة المرأة للعديد من المنغصات والحواجز الصعبة والتي تقف أمام ترشحها وتحنيها عن الدخول في المعترك الانتخابي إلا أن هذه الأمور يجب ألا تقف عائقاً أمام المرأة. وقد شاهدنا جميعاً ما واجهته المرشحات خلال الحملات الانتخابية، فلم يبقَ مال سياسي ولا مراكز عامة ولا خطاب ديني ولا تهديد ولا غيرها من الحواجز إلا واستخدمتها تلك الجهات التي لها مصالح في عدم دخول المرأة في الانتخابات وفوزها.ولكن وقفت المرأة قوية لتواجه ما قد يعرقل دخولها في مشروع التنمية لأنها جزء منه وباعتبارها نصف المجتمع.

نحن لن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما تواجهه المرأة لثنيها عن المشاركة كجزء من المجتمع، فهناك الكثير من الحلول لعلاج الوضع الراهن ومساعدة المرأة في ذلك. ومن هنا سأتعرض لبعض من تلك الحلول. أولها ما قام به المجلس الأعلى للمرأة في حملته (حطي الكسرة وغيري) خلال فترة الانتخابات والتي استهدف عبرها المرأة لتشجيعها على المشاركة في الانتخابات سواء عبر التصويت أو الترشح. إن ما أعجبني وأعجب الكثيرين في الحملة هو الزخم الإعلامي الكبير الذي صاحبها وكذلك أسلوب إيصال فكرتها للمجتمع النسوي، فنحن إذاً بحاجة ماسة لمثل هذه الحملات التي تشجع المرأة وتساعدها على تهيئة الجو المناسب لدخولها في الانتخابات. أما ثاني تلك الحلول هو تغيير نظرة المجتمع نحو المرأة باعتبارها ربة بيت تقوم بوظائفه فقط لأنها باتت أكبر من ذلك بكثير فالموروث الاجتماعي أخذ حقه وأكثر من ذلك، وكما تعرضنا أعلاه بأن الوضع الراهن يحتم علينا دخول المرأة بجنب الرجل واعتبارها مساوية له في عملية العطاء. أما ثالث الحلول فهو نظام الكوتا النسائية بتطبيقه وقتياً فقط أي خلال الدورة الانتخابية القادمة لان من خلاله سيتاح للمرأة الدخول في المجلس النيابي أو البلدي ثم تثبت جدارتها وبالتالي ستحل جميع العوائق التي قد تقف أمام المرأة في الدورات القادمة لأنها ستعطي صورة مشرفة عن ما تملكه المرأة من إمكانات هائلة، أي أن نظام الكوتا النسائية هو الحل الأمثل والمايسترو لجميع الحواجز التي تقف أمام المرأة والتي لابد من كسرها.

ختاماً، أبارك للعضو البلدي فاطمة السلمان وصولها للمجلس عبر صناديق الاقتراع وتشريفها للمرأة البحرينية بشكل خاص والمرأة العربية بشكل عام، وكذلك أبارك للنائب لطيفة العقود وصولها للمرة الثانية للمجلس النيابي وأقول لهما إنكما أولى قطرات الغيث.

حسن حمزة


مصادرة الشعر

 

أيها الشاعر الساكن في الخيال

عش في جنانك وتوغل حتى الخبال

وإياك... ثم إياك والاقتراب من المحظور!

من سبر أغوار الجروح بالدواء المر!

فكن ما تكون... هائماً بين الطهر والفجور

ولا يكن لك في الواقع مسمار جحا

ولا تكن في مراسي المنطق سباحاً حشور

إنما الشعر سَكَرْ... فيه انتشاء دون ظفر

فيه ثغور... غير تلك الثغور

وشعور غير ذاك الشعور

ولقاء بالحسان غير لقاء الجمعان

إنما الشعر حلمٌ و خَدَرْ

عنده يصغر فعل «الهيروئين»

وإن قلت في السياسة حرفاً

منصوباً أو مكسوراً أو مضموم

فأنت من الشعر لعين أو مطرود أو مرجوم

هكذا دين «الصحافة» في بلادي و بلاد اليعربيين.

لؤي الخزاعي


التعارف في القرآن

 

تلاوة القرآن حياة وإحياء وحيا لمن تدبر وتأمل في آياته المحكمات بعيدا عن المماحكة والاختيال والتعسف في تأويل آياته المباركة كلها التي هي منتجع لكل علم ومعرفة وتربية واخلاق، «افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها».

ولقد استوقفتني آية التعارف «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، ان أكرمكم عند الله اتقاكم». (الحجرات 130) جاءت هذه الآية الكريمة لتحث الناس على التعارف فيما بينهم، ونبذ العنف والعداء، وان يتحرروا من أَسرِ العصبية القبلية والشعوبية والمذهبية والطائفية الى ربقة الإسلام السمح، لاشك ان الآية الكريمة بمثابة مجابهة ونبذ لعادات العرب الجاهلية، وأن يتعارفوا وألا يتم هذا إلا بالتقوى. إن الآية الكريمة توحي بان سبب أو علة خلق الناس التعارف وان حرف اللام في التعارف تفيد السبب او العلة في خلق الانسان. خلق الله الإنسان وجعله بؤرة علم وفكر ومقدرة على رغم من صغر حجمه وأودع فيه العالم كله، يسأل الإمام علي الإنسان بقوله

أتحسب انك جرم صغير، وفيك انطوى العالم الأكبر

التقوى اسم وفعلها يتقي واتقِ الخطر ابتعد عنه خذ الوقاية، من أين تأتينا التقوى في خضم هذا البحر المتلاطم والكوارث الطبيعية وكما يقول المثل السمك الكبير يبتلع السمك الصغير، وتزداد التجاذبات والتصريحات المذهبية والسياسية من هنا وهناك. التقوى ذكرها القرآن الكريم في آيات كثيرة وأسهب المفسرون في تعريفها فقال بعضهم: فان التقوى تكمل بها النفوس، وتتفاضل الأشخاص وترتفع بها الدرجات في أعلى الجنان، فمن أراد شرفا فليلتمس ذلك منها. قال الرسول الأكرم (ص): من سره ان يكون أكرم الناس، فليتق الله) والتقوى العمل بالتنزيل، والاستعداد ليوم الرحيل، لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه اشد من محاسبته شريكه، وقال الإمام الحسن (ع) مازالت التقوى بالمتقين، حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام.

يظن الناس ان تقوى الله بكثرة الصلاة، الصيام، وأداء فريضة الحج، ثم هم لا يأتمرون بمعروف، ولا ينهون عن منكر، يؤذون الناس، ويعتدون على حرماتهم، ثم لا يتورعون عن أكل أموال الناس بالباطل، وهذا ظن خاطئ وزعم فاسد، طبعا هذه معايير للتقوى يمكن الإنسان ان يختبر نفسه لنصبح أكرم عند الله، وليس عند الناس ونقولها بصراحة ان الدين الإسلامي أصبح سلعة، والشعارات الدينية تجارة ومكسب ثمين، هل الذين اغتالوا صوت العدالة الإنسانية والفكر العربي الأصيل فجر 19 رمضان العام 40 هجرية وفي بيت الله وأثناء أداء الصلاة كانوا من الروم والفرس بل كانوا من المسلمين ومن أكثر الناس صلاة وصياما وسجودا وتهجدا.

ان الإنسان بطبيعته البيولوجية تواق الى الكزموبوليتنية والا تغرس في نفسه العنجهية والعصبية والطائفية والمذهبية ليصبح شريرا يذكي العنف بين أبناء جلدته، ومن الغريب ان من ينادي بنظرية الأعنف nonviolence هو نفسه يمارسها ويتعاطاها ويشدد عليها، يحيط نفسه بهالة قدسية وايجابية لكنه في جميع الأحوال دوغمائي السلوك والتصرف في جميع معاملاته.

علوي محسن الخباز


نغمة حزن

 

نغمات للأحزان تحكي

في لذات وحدة فريدة

بظلم لمكان لا نفس فيه

تطيل الشهيق بدموع ساقطة

تكبل القيود لعين نائمة

وتختفي...

بلا أثر لها...

وتبتعد...

كغريب تاه في جعبات الليالي

وتدنو لها الرياح على تل وحيد

تسترق بها النظر لأبعاد بعيدة

تتحدث لكنها صامتة لأوجاعها

تطيل بنظراتها أكثر...

ولكن يبقى لا أثر بلا أثر

فتعيد بموجاتها مرة أخرى

نغمات تبكي بحرقة دائمة

نغمات لا معنى لها...

فقط تطلق لغات موسيقى

مملة... كئيبة وجامدة

تحاول بها أن تفضفض أحوالها

لكنها... لا تستطيع

تبقى فقط ألحان ونغمات

لا عنوان لها...

إسراء سيف


أبوذيات

 

لا تنسوني يا ربعي من دعاكم

لبوا دعوه من محب دعاكم

بنية خير يالأخوه دعاكم؟

عسى بالخير دنياكم ضويهّ

***

ألم وآهات في مهجتي يسري

وإنشلت بعد ياصاح يسري

يادنيا من تحبين يسري

من الدنيا أنا شفت الأذيهّ

***

يا صاح كلهم مشوا عني وجفوني

وطول الليل ما غمضت جفوني

أنا شسويت يوم أنهم جفوني

أجر الآه كل صبح ومسيهّ

***

شلت العسل بيدي وقرضني نحلها

وأشوف الوقت كل أعظامي نحلها

هذي مشكلة عند من نحلها

إللي يحلها... رب البرية

***

يا حسرة أنا بالماي أشرق

سبب منهو رحل أبطئ وأشرق

قالوا لي نورة اليوم أشرق

ياليت شفته ونعقد سويهّ

***

كسر قلبي وخلاني أجبره

يعاندني ولا أقدر أجبره

بس حوضي أنا أقدر أجبره

حوض الناس ما يلزم عليّه

جميل صلاح


ادرس وتعلم لا لتتوظف

 

«ما الفائدة من الدراسة ولاتوجد وظائف» تكاد تكون هذه الإجابة صحيحة بل ومقنعة على فرض أن الهدف من العلم هو الحصول على الشهادة للحصول على الوظيفة، أو كما عبر عنه أحد المحاضرين للأسف أن الهدف من التعلم رفع مستوى المعيشة، وهذا ما يعتقده الكثير وهنا لا أنكر هذه الفائدة التي يجنيها الطالب من التعلم، لكن ليست هي الهدف الرئيسي.

وهذا الاعتقاد أثر سلباً على مجتمعنا ومن هذه الآثار السلبية:

- ترك الدراسة مبكراً، أو التوقف عند حدٍ معين كما هو شائع.

- عدم تحقق الأهداف الحقيقية للعلم، كما سيتبين في هذا الموضوع

- التوجه لدراسة معينة، بحسب قوى العرض والطلب على وظيفة تتطلب علماً معيناً.

- مجتمع متأخر في مسارات الحياة.

وهذا الموضوع سيبين ما هو الهدف من طلب العلم، بعد أن يبين مفهوم العلم ثم الهدف من الحياة، وجميع ما سيلي هو جمع من آراء علماء الإسلام دمجتها.

مفهوم العلم في الفكر الوضعي والفكر الإسلامي: مفهوم العلم في الفكر الوضعي الذي يتمثل في مصطلح (since) يعني العلم الطبيعي أو التجريبي أو العلم بالقضايا المحسوسة الخاضعة للتجربة. ويعطي العلم في الفكر الوضعي تفسيرات محسوسة وتجريبية عادة وخاضعة لقوانين مادية وطبيعية ( Law of Nature) وبذلك لا يكون هذا العلم بحاجة إلى الله، وهذا المفهوم لا يعني مفهوم العلم بمقاصده الشاملة، إذ لا يمكن إطلاق هذا اللون من العلم على العلم الشرعي أو العلوم الدينية، لأن كثيراً منها لا يمثل قضايا محسوسة أو خاضعة للتجربة، وعلوم الدين ليست علماً لأنها تعطي تفاسير غيبية عادة في تفسيرها للظواهر الكونية أو الطبيعية وتربطها بالله خالق القوانين والظواهر.

والعلم من وجهة نظر الإسلام أو كما يدل معناها اللغوي والاصطلاحي، فهي تشمل كل ألوان العلوم ولا تفصل بينها فصلاً حقيقياً، بل تعتبرها أجزاء لحقيقة واحدة، والعلم في نظر الإسلام كل متكامل في تفاصيله ومكوناته وتتداخل مجالاته وأجزاؤه مع بعضها، لأن العلم أيا كان حقله فإن مصدره واحد هو علم الله تعالى وهو علم واحد لا يقبل التجزئة.

تقسيم العلوم بحسب موضوعاتها: ويمكن تقسيم العلوم بحسب موضوعاتها إلى علوم دينية وشرعية، كعلوم القرآن والحديث والكلام والفقه وغيرها، وعلوم إنسانية واجتماعية والتي دعا الإسلام الى اكتشاف قوانينها وإخضاع مناهجها لعلوم الشريعة، إذ تشكل الأخيرة قاعدة لها، كعلوم السياسة والاقتصاد والقانون والنفس والاجتماع والتاريخ وغيرها، وعلوم عقلية ونظرية، كالفلسفة والمنطق والرياضيات وغيرها، وهي علوم أو أدوات يمكن أن تكون لصيقة بقنوات الإيمان والهداية، وعلوم طبيعية، وهي ذات علاقة بالخلق المادي أو المحسوس، كعلوم الفيزياء والكيمياء والطب وغيرها.

الترابط بين العلوم الشرعية والطبيعية: قال الله تعالى في محكم كتابه «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق» هذه الآية الكريمة تشير إلى الترابط بين العلوم الشرعية والعلوم الطبيعية، فالعلم الطبيعي يؤدي إلى الإيمان وإلى معرفة الله تعالى، وبالتالي فطريق ذلك أيضا هي العلوم الشرعية فضلا عن علاقة العلوم الشرعية بالعلوم الاجتماعية وبفلسفة التاريخ، كما في عشرات الآيات.

فعلوم الدين هي التي تحدد الأطر والقواعد الإيمانية والعقيدية والأخلاقية للعلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية وسائر العلوم، لكي لا تطلق لنفسها العنان ويشط بها المسير، فتكون هدفا بذاتها بدل ان تكون في خدمة أداء الإنسان لتكاليفه وفرائضه فتخرج عن المسارات التي يريدها الله تعالى، وبذلك تكون فتنة للإنسان وتدميرا لإنسانيته وأخلاقه.

وظيفة الإنسان في الحياة: خلق الإنسان لكي يؤدي وظيفة ذات أهمية بالغة، والعنوان العام لهذه الوظيفة هو عبادة الله سبحانه وتعالى، هذه العبادة تتمظهر عن طريق عمارة الكون والاستفادة من ثروات الطبيعة، وتحمل مسئولية عمارة الكون باعتبار كون الإنسان خليفة الله سبحانه وتعالى في هذه الأرض.


الهدف من العلم:

 

- معرفة الله سبحانه وتعالى.

- صناعة الإنسان: العلم يعتبر وسيلة لصناعة إنسان متكامل بتنمية الفضائل الإنسانية، وصناعته كما يرى الإسلام.

- بناء الوطن: العلم يعتبر وسيلة لبناء وطن قوي ومتقدم في المسار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والصناعي وكل مسارات الحياة، والعلاقة بين هذا الهدف وهدف صناعة الإنسان هي علاقة تكامل.

فكل العلوم الهدف منها، على اختلاف أسمائها أو حقولها هو معرفة الله وأداء الإنسان تكليفه الحقيقي على الأرض بتبوؤ مكانة خلافة الله في الأرض والقيام بتسخير الإمكانات والطاقات لإعمار الحياة .

رضا عابد


جرائم الحاسب الآلي (4)

 

تشمل الجرائم المالية المتعلقة بالحاسب الآلي كثيراً من التنوع بفضل التطور العلمي، ومع تطور البنوك في أساليب تعاملها مع العملاء ابتكرت وسيلة جديدة للوفاء أكثر تقدما وهي النقود الكتابية فيقوم البنك بدور الوسيط في الوفاء عن طريق النقل المصرفي، ثم أنشأت البنوك وسيلة للائتمان أكثر تطورا وهي بطاقة الائتمان والتي تعد مظهرا من مظاهر التطور في الحياة التجارية.

ونظرا لما تؤديه هذه البطاقات من خدمات تتميز بالتطور والحداثة تؤدي لتسهيل التعامل لمن يحملها ومن يقبل بها إذ إنها تتعدى حدود الدول وتقفز فوق عوائق عدم صرف العملة غير الوطنية فقد ارتفع معدل الأمان في ظل تطور وازدياد عمليات تزييف وتزوير العملة عن طريق الحاسب الآلي إلا أن التطور العلمي في مجال بطاقات الائتمان له بعض السلبيات بعد أن أضحى التعامل المالي عبر بطاقة الائتمان أو بطاقة الدفع الالكتروني هو السائد فقد واكب هذا التطور تنوع في أساليب وطرق التلاعب والتحايل في استخدام هذه البطاقات مما يمثل تهديدا مباشرا أو فوريا على الأمن الاقتصادي فضلا عن التعدي على حقوق الأفراد بغض النظر عن مواقعهم في العالم.

وقد واجه قانون العقوبات البحريني تلك الجرائم كلا على حدة أي أن الجريمة قد تكون سرقة ولها عقوبتها في القانون أو تزويرا أو تزييفا أو اختلاسا أو تبديدا، كل جريمة حسب أركانها القانونية، كل ما في الأمر أن تلك الجرائم ترتبط بشكل وثيق بالبطاقة الائتمانية أو بطاقة الصراف الآلي، وهي جرائم تقليدية وإنما تتم من خلال البطاقة أو تكون البطاقة عنصرا فيها أو أن تلك الجرائم ترتكب على البطاقة نفسها.

وبشكل آخر قد تكون البطاقة وسيلة للدفع مقابل إتمام جرائم كلعب القمار، المخدرات، غسيل الأموال، الإرهاب ولذلك تكون دليلا على الجاني في هذه الجرائم وسندا للقضاء في كشف حقيقة الجريمة ذلك لسهولة الاتصال بين الطرفين ولإمكانية اختزال العملة الورقية والبشرية وقد تكون أحيانا وسيلة لعدم تقابل ومعرفة الجاني بالمجني عليه.

وفي النهاية، نؤكد أن إدارة الجرائم الاقتصادية تقوم برصد أندية القمار المنتشرة عبر شبكة الانترنت فضلا عن مراقبة الجرائم المنظمة لجرائم الأموال عبر الانترنت وتتصدى أيضا لجميع الجرائم الخطرة التي تكون شبكة الانترنت عنصرا فيها وسوف نكمل الحلقات في جرائم الحاسب الآلي.

وزارة الداخلية

العدد 3004 - الجمعة 26 نوفمبر 2010م الموافق 20 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • أسماء بدر | 3:10 ص

      رضا عابد

      نعم اعجبني ماذهبت إليه أخي رضا عابد , فالكثير من شباب مجتمعنا يتوقف عن العلم وحجتهُ لاتوجد وظائف وكأنه يعلم علم اليقين بالمستقبل وكأنه لايهتم بضمون العلم وفائدته ولكن همهُ الوحيد هو الحصول على وظيفة ..
      وفقك الله أخي رضا عابد .. والى الامام إن شاء الله

    • زائر 3 | 2:27 ص

      زائر 1

      لم يجبرنا أحد .. ونحن واثقون ممن اخترناه !
      وفي 2014 بكل حيرتنا بنختار .. ونفسها نفس الحرية اللي الحين مارسناها في 2010..!

    • زائر 2 | 1:57 ص

      الى الأخ علوي محسن الخباز

      وهل يأست اللغة العربية لكي تستعينو بمفردات لايعلمها عامة لناس ليس استخدام مثل تلكم المصطلحات تجعل الانسان مثقفا ولا توصل رسالة ايجابية لعامة الناس عن المثقف ونصيحتي للذين يودون الكتابه ان يتفكروا خيرا لهم من ان ينقلوا ففي تفكرهم تتولد الافكار وتتطور وفي نقلهم يكونون مثلهم كمثل......

    • زائر 1 | 12:10 ص

      فوز فاطمة سلمان غير متوقع

      نبارك للسيدة فاطمة سلمان هذا الفوز
      و لكن السؤال الذي يطرح هل كانت هذه ستفوز في الدوائرة التي اسمتها الوفاق دوائر مغلقة
      و مع العلم فانه لا توجد دوائر مغلقة في الشارع السني
      وهذا دليل بان الحراك الانتخابي السني لديه مناخ جيد والدليل وصول مترشحين مستقلين وسقوط صقور الحركة اليدينة السنية
      وهذا ما نتمناه في 2014 بان يفسح المجال في كل الدوائر ليترشح الناس و يكون الحرية للارفاد بان يختاروا من يمثلهم دون املاءات من الاخرين

اقرأ ايضاً