العدد 3040 - السبت 01 يناير 2011م الموافق 26 محرم 1432هـ

تقرير جديد يكشف عن تقدم كبير في القضاء على عادة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث

يقدم تقرير جديد لمركز إنوتشنتي للأبحاث التابع لليونيسف دلائل حول تخلي مجتمعات في مختلف أنحاء إفريقيا عن عادة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (أو ما يعرف بختان الفتيات) بالرغم من الضغوطات الاجتماعية المعارضة.

ويقدم التقرير الذي يحمل عنوان ديناميكيات التغيير الاجتماعي: نحو التخلي عن ختان الفتيات في خمس دول إفريقية حلولا وأمثلة عن مجتمعات نجحت في القضاء على هذه الممارسة. كما يفحص الظروف اللازمة للوصول إلى إجماع حول التخلي عن هذه العادة وتحديد الاستراتيجيات اللازمة لنبذها بشكل دائم.

يذكر التقرير أيضا بأن عملية تغيير السلوكيات (العادات الاجتماعية) – والتي قد تمتد ممارستها لقرون مضت- هي عملية معقدة تتطلب وقتا. ويجد أن المبادرات الناجحة للتخلي عن هذه العادة هي التي تضع النقاش حول ختان الفتيات في إطار لا يشعر المستهدفين بالتهديد، ويعمل على تعزيز الجوانب الإيجابية من الثقافة المحلية، ويبني ثقة المجتمع عن طريق تنفيذ مشاريع إنمائية تتصدى للاحتياجات المحلية. حيث يبين هذا للمجتمع أن هذه الأفكار الجديدة مصحوبة بنوايا حسنة تهدف لتحسين حياة أفراده. وتضمنت برامج التخلي الناجحة قادة المجتمع الذين يتمتعون باحترام الناس بما فيهم رجال الدين والقادة المحليون، كما أنها أشركت الشبكات الاجتماعية والمؤسسات. تستخدم هذه المبادرات الإصلاح التشريعي والسياسات الوطنية والإعلام لتمكين العملية ودعمها.

يقول مدير مركز إنوشنتي للأبحاث بالإنابة جوردون آلكساندر: «يتأثر قرار العائلة بالعمل بعادة ختان الفتيات أو التخلي عنها بالحوافز والعقوبات الاجتماعية. إنّ فهم الديناميكيات الاجتماعية المتعددة التي تعمل على الإبقاء على ختان الفتيات يساعد في تغيير الطرق التي يتم من خلالها التعامل مع التخلي عن هذه العادات. لا توجد هناك إجابة واحدة أو طريقة واحدة أو حل سريع، ولكن هناك تقدم، يجب أن يتم تعزيز الجهود لإحداث التغيير في حياة الفتيات الآن».

يفحص التقرير عددا من الاستراتيجيات الواعدة التي تدعم المجتمعات في مصر وإثيوبيا وكينيا والسنغال والسودان للتخلي عن عادة ختان الإناث.

يتم قطع أو تشويه الأعضاء التناسلية لملايين الفتيات كل عام، وتعتبر هذه العادة انتهاكا خطيرا لحقوقهم الإنسانية قد يتسبب في مشاكل صحية خطيرة تستمر مدى الحياة منها النزيف ومشاكل في التبول وتعقيدات في الولادة ووفيات المواليد.

ولكن لا تعتبر المجتمعات التي تمارس هذه العادة ختان الفتيات عملا خطيرا، بل على العكس تعتبره خطوة هامة لتربية الفتيات، وفي كثير من الحالات جعلها مناسبة للزواج. ويمكن لعدم الالتزام بعادة الختان أو تجاهلها أن يؤدي إلى إقصاء الفتاة وعائلتها اجتماعيا.

وكثيرا ما تذكر العائلات الدين والثقافة والعادات كأسباب لختان بناتهن. حيث تؤمن الكثير من المجتمعات على سبيل المثال أن ختان الفتان مفروض في التعاليم الدينية، بالرغم من أن أيا من الأديان الرئيسية لا تنص على ذلك. كما يبين التقرير أن أحد العوامل الرئيسية التي تشجع الأهالي على اتخاذ قرار بختان بناتهن – وهو مصلحة بناتهن – قد يكون أيضا الدافع وراء القضاء على هذه الممارسة بمجرد أن تتطور وتتغير العادات والتطورات الاجتماعية.

وأضاف آلكساندر»يعتبر هذا التقرير مساهمة هامة في فهمنا الجماعي لمدى إمكانية التغيير المستدام في نطاق واسع في المجتمعات»، وقال «ذلك يؤثر بشكل كبير على الطريقة التي نتصدى بها لختان الفتيات والممارسات الخطيرة الأخرى ومختلف أشكال العنف ضد الفتيات والنساء مثل الزواج القسري وزواج الأطفال، وهي ممارسات تتأثر بديناميكيات اجتماعية مشابهة». وتشير التقديرات إلى أن عدد الفتيات والنساء اللواتي تم ختانهن حول العالم يتراوح بين 70 مليون و140 مليون. وفي إفريقيا تتعرض حوالي 3 مليون فتاة وامرأة لخطر الختان كل عام. كما تظهر هذه العادة أيضا في بعض الدول الآسيوية والشرق الأوسط، وإلى حد أقل في بعض المجتمعات المهاجرة في أوروبا وأستراليا وكندا ونيوزلندا والولايات المتحدة الأمريكية

العدد 3040 - السبت 01 يناير 2011م الموافق 26 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً