العدد 3086 - الأربعاء 16 فبراير 2011م الموافق 13 ربيع الاول 1432هـ

الصايغ: الخطاب المسرحي يجب أن يكون ناقلاً لنبض المجتمع

في تعليقه على مسرحية «القاع» بالدمام

أكد المخرج المسرحي أحمد الصايغ خلال تعليقه على عرض مسرحية القاع بالدمام «أن الخطاب المسرحي يجب أن يكون ناقلا لنبض المجتمع منفتحا على قضاياه وهمومه الفكرية قادرا على أن يكشف لنا أحوال النفس البشرية وبشكل فني تمكنه طبيعته من الانفتاح على المجتمع حتى تصل الفكرة له بشكل واضح»

جاء ذلك في الجلسة التطبيقية النقدية ضمن مهرجان مسرح الدمام للعروض القصيرة الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون بالدمام 12 فبراير/ شباط 2011م، حيث عرضت مجموعة «إبداع للأعمال الفنية» مسرحية «القاع» تأليف عمار جابر وإخراج احمد النمر.. وقد اتكأ المخرج على حرفية النص دون تأويل ولذا لم يكن هناك إبهار ما في الديكور أو المؤثرات أو الإضاءة إذ إنها إضافة إلى الحوار وحركة الممثلين اتجهت إلى إبراز «القاع» بكل ما يوحي به من رؤى ومدلولات.

والقاع هنا قاع سفينة، الشخصيات الأربع توزعت باهتماماتها على ما يدور بخلدها رغم وحدة المكان والمصير.. فهناك المهتم بتغذية الجسد وآخر بالعقل وآخر بالروح وآخر بالجذور والتراث والكل في إطار الحاضر «القاع».

والصراع الدائر بين الشخصيات ليس الخلاص ولكن كيفية إشباع الذات وفق أفكارها وشعورها الآني وليس المصير القادم المجهول أيضا وتجريد الزمان في المسرحية رغم تحديد المكان أعطى للمتلقي إيحاءات عديدة بالواقع المعاصر..

«الجرب» الذي أصيبت به الشخوص ما دعا إلى عزلها في القاع قد يحمل رموزا عدة ولكنه في العرض «مرض» فرض عزل هؤلاء الشخوص بعيدا للخطورة والعدوى واللاعلاج.

ولكن مع سرعة الإلقاء كانت مخارج الحروف تتداخل في بعض الجمل وتضعف كثيرا في أحيان أخرى.. كما يهبط الإيقاع أحيانا دون مبرر. وإن كانت حركة الممثلين على خشبة المسرح «قاع السفينة المظلم» توحي بوعي المخرج وفهمه.

وعلى هامش المهرجان كانت هناك ندوة تطبيقية أدارها علي الزاير وقدم خلالها المخرج احمد النمر والمخرج المسرحي البحريني أحمد الصايغ الذي بدأ الحديث مشيرا إلى أن مفهوم النص المسرحي دائما ما يثير إشكالية عند مجموعة من المثقفين وخصوصا في فهمهم للنص المسرحي وذلك من الناحية الأدبية حيث يعرفه بعضهم بأنه مولود مصطنع وهناك من اصطنعه فهو نص في نظمهم لا يصلح للقراءة.

ويضيف الصايغ: نص مسرحية «القاع» هو نص مسرحي حواري يهيمن عليه الحوار على الحدث التصاعدي حيث إن النص يحرك الخيال عند القارئ في تصوراته من خلال حوار يدور بين مجموعة من الممثلين محصورين في مكان واحد والذي هو قبو السفينة.

ويتابع الصايغ: ومن أهم مميزات النص اختزاله للوقت في لحظات معدودة بحيث أن النص يتكلم عن فترة مضت من المعاناة التي عاناها أبطال المسرحية أو بمعنى أدق التي عاشوها في قاع السفينة تاركا الخيال لنا عن ما كان يعاني منه أبطال المسرحية قبل وجودهم في هذا القبو الذي سماه بالحجر الصحي والذي كان واضحا من خلال الحوارات بين الممثلين وهم في هذا المكان المعزول بسبب إصابتهم بمرض الجرب.

وينهي الصايغ مداخلته قائلا: خلاصة القول إن الخطاب المسرحي يجب أن يكون ناقلا لنبض المجتمع منفتحاً على قضاياه وهمومه الفكرية قادرا على أن يكشف لنا أحوال النفس البشرية وبشكل فني تمكنه طبيعته من الانفتاح على المجتمع حتى تصل الفكرة له بشكل واضح.

هذا وقد كانت هناك بعض المداخلات التي أكدت على الحماس والأداء الجيد للممثلين، وأيضا بعض نقاط الضعف مثل الموسيقى التي لم تكن مناسبة في بعض المشاهد، وكذلك نهاية العرض.

العدد 3086 - الأربعاء 16 فبراير 2011م الموافق 13 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً