العدد 2133 - الثلثاء 08 يوليو 2008م الموافق 05 رجب 1429هـ

قمّة «الفاو» فشلت في وضع حلول لأزمة الغذاء في العالم

تعهدت قمّة منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة (الفاو) التي عقدت في السادس من شهر يونيو/حزيران الماضي بخفض عدد الأشخاص الذين يُعانون من الجوع إلى النصف بحلول العام 2015 وبـ«التحرك بشكل عاجل بشأن الأزمة الغذائية العالمية» بعد مناقشات شاقة أدّت إلى تأخير صدور الإعلان الختامي.

وفي الإعلان الختامي للقمّة التي استمرت ثلاثة أيام في روما وشهدت وعوداً بتقديم مساعدات قدرها 5.6 مليارات دولار وخلافات بشأن الوقود الحيوي، قالت الدول المشاركة: «نحن على اقتناع أنّ المجتمع الدولي بحاجة إلى التحرك بشكل عاجل ومنسق لمحاربة الانعكاسات السلبية لارتفاع الأسعار الكبير على أفقر دول العالم وشعوبها».

وأعادت الدول الأعضاء في الفاو «التذكير بنتائج» قمتي الأغذية في 1996 و2002 بشأن ضرورة «تحقيق الأمن الغذائي» و»خفض عدد الأشخاص الذي يعانون من سوء التغذية بالنصف بحلول العام 2015 في أبعد تقدير».

وأضاف الإعلان «ثمّة حاجة عاجلة لمساعدة الدول النامية والدول الناشئة لتعزيز قطاعها الزراعي وإنتاجها الغذائي وزيادة الاستثمارات من مصادر خاصة وعامّة».

وصدر الإعلان بعد تأخير بسبب خلافات أبرزها تلك المتعلقة بالوقود الحيوي والحواجز التجارية. واعتبر البيان أن الوقود الحيوي يشكل «تحديات وفرص في آن» ودعا إلى مزيد من الأبحاث.

وأشار الإعلان الختامي أيضاً إلى أنّ الغذاء «لا يجوز أنْ يُستعمل كوسيلة ضغط اقتصادي وسياسي».

وشجّعت قمّة الفاو الأسرة الدولية على «مواصلة جهودها في مجال تحرير المبادلات الدولية للمنتجات الزراعية وتخفيف الحواجز أمام التجارة والحد من السياسات التي تؤثر على الأسواق».

من جانبه، وجّه المقرر السابق للأمم المتحدة من أجل الحق في الغذاء يان زيغلر انتقاداً شديداً إلى توصيات القمّة، معتبراً أنها تهدد بـ»مفاقمة الجوع في العالم، بدل مكافحته». وقال: «إنه انتصار المؤسسات الكبرى التي تسيطر على نحو ثمانين في المئة من التجارة الزراعية في العالم».

وانتقد المقرر الدولي السابق بشدة عدم التزام دول الاتحاد الأوروبي تقليص مساعداتها الزراعية، لافتا إلى أنّ الأمر يؤدّي إلى وضع تنافسي غير مشروع حيال المزارعين في الدول النامية.

وأضاف «اليوم، نجد في أيّ من أسواق إفريقيا فاكهة وخضرا أوروبية، بنصف أو ثلث أسعار المنتجات المحلية»، مُعرباً عن أسفه لعدم مناقشة المشاركين في القمّة قضية منْع الوقود الحيوي، واصفا إياهم بأنهم «مجرمون».

ونسب زيغلر فشل القمّة في شكل جزئي إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون،«الذي يتعرض للتأثير الأميركي في شكل كبير» والذي «لم يقم بصياغة أيّ توصية يمكنها أنْ تزعج المؤسسات الكبرى في شكل أو في آخر».

وكانت القمّة قد أصدرت قائمة تشير إلى أنّ 37 دولة في احتياج عاجل لمساعدات غذائية من الخارج، من بين هذه الدول 21 دولة إفريقية و10 في آسيا و5 في أميركا الوسطى والجنوبية ودولة واحدة فقط في أوروبا وهي مولدوفا.

وكانت (الفاو) قد نشرت تقريراً يتوقع من خلاله زيادة الإنتاج العالمي من الوقود الحيوي سريعاً في الأعوام العشرة المقبلة مدعوما بأهداف حكومية مرتفعة لنسبته في مزيج البنزين.

إذ يتوقع أن يصل إنتاج الايثانول العالمي إلى نحو 125 مليار لتر في العام 2017 أي مثلي حجم الإنتاج في 2007.

ومن المنتظر أيضا أنْ تتجاوز أسعار الأيثانول 55 دولاراً للمئة لتر في 2009 تزامناً مع صعود أسعار النفط.

وقال التقرير من المتوقع نمو إنتاج الديزل الحيوي بإيقاع أسرع من الايثانول ليصل إلى نحو 24 مليار لتر بحلول 2017 من نحو 11 ملياراً في نهاية 2007.

وأضاف التقرير «هذا النمو في الإنتاج يحدث على رغم حقيقة أن أسعار الديزل الحيوي العالمية من المتوقع أن تظل أعلى كثيرا من تكاليف إنتاج الوقود الأحفوري وأن تبقي في نطاق 104 إلى 106 دولارات للمئة لتر لمعظم فترة التوقعات».

ويُعاني اليوم ما يقدّر بنحو 850 مليون نسمة من الجوع، يعيش نحو 820 مليون نسمة منهم في البلدان النامية، وهي نفس البلدان التي يتوقع أن تكون الأشد تضرراً من تغير المناخ.

ويتعين أن تعمل الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وغيره من القطاعات معاً لمعالجة هذه التحديات وابتكار الاستراتيجيات والاستجابات الملائمة.

العدد 2133 - الثلثاء 08 يوليو 2008م الموافق 05 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً