العدد 3098 - الإثنين 28 فبراير 2011م الموافق 25 ربيع الاول 1432هـ

«العفو الدولية» تطالب بالتحقيق في اعتداء الأمن على المسعفين يوم «الخميس الدامي»

منظمة دولية تنقل شهادات عدد ممَّن تعرضوا للضرب من الطاقم الطبي في أحداث البحرين

المسعف جميل عبدالله  -  الطبيب صادق العكري
المسعف جميل عبدالله - الطبيب صادق العكري

طالبت منظمة العفو الدولية بالتحقيق السريع في حوادث اعتداء قوات الأمن على الطاقم الطبي في الأحداث الأخيرة التي شهدتها البحرين.

وأعدت المنظمة تقريراً يعتمد على شهادات الطاقم الطبي التابع لمجمع السلمانية الطبي بشأن ما تعرضوا له خلال الأحداث الأمنية الأخيرة التي تشهدها البحرين، وخصوصاً في صباح يوم الخميس (17 فبراير/ شباط 2011)، والذي عُرف بيوم «الخميس الدامي»، بعد ساعات من مهاجمة عدد كبير من قوات الأمن المتظاهرين الذين كانوا يبيتون في خيام نصبت في دوار اللؤلوة.

وأشار التقرير إلى أنه بين الساعتين الثالثة فجراً والسابعة صباحاً تم نقل نحو 200 شخص بواسطة سيارات الإسعاف إلى مجمع السلمانية، إلا أنه ومع ذلك مُنعت سيارات الإسعاف بعد ذلك من دخول المنطقة بأمر من وزارة الداخلية التي أبلغت وزارة الصحة أنه تم مسح المنطقة، وأنه لا وجود للمزيد من المصابين هناك.

ووصفت المنظمة هجوم قوات الأمن بأنه انتهاك لمعايير القانون الدولي الإنساني، التي تنص على أن الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين لا يحق لهم استعمال القوة إلا في حالة الضرورة القصوى وإلى الحد الذي تقتضيه ظروف معينة، بما في ذلك أي خطر يهدد حياتهم أو حياة الآخرين، معتبرة في الوقت نفسه هجوم قوات الأمن على عدد من أفراد الطاقم الصحي بغير المبرر، مطالبة بالتحقيق فيه على الفور وبشكل مستقل، وإلى تقديم المسئولين عن ذلك إلى العدالة.

وتطرق التقرير إلى الطبيب صادق العكري الذي خضع لعملية جراحية بعد تعرضه لهجوم من قبل قوات الأمن في دوار اللؤلؤة، وكان متواجداً في الخيمة الطبية في يوم الخميس (17 فبراير 2011)، حين أطلقت قوات الأمن النار والغازات المسيلة للدموع على المعتصمين.

وأبلغ العكري منظمة العفو الدولية أنه في يوم الخميس المذكور، فوجئ برجال الأمن يحيطون به، ويقيدون يديه إلى الخلف، ومن ثم يجبرونه على الصعود إلى حافلة تابعة لهم. وقال: «قام رجال الأمن بخلع سروالي، ومن ثم ضربوني بالعصي على جميع أنحاء جسمي. وقام أحدهم بتغطية وجهي بقميص، وكنت حينها أنزف دماً من آثار الضرب، إلا أنه هددني في حال وقوع بقعة دم مني في الحافلة، فإنه سيضربني حتى الموت».

وتابع: «حين أبلغتهم بأني طبيب، وتأكدوا من ذلك من خلال ردائي الأبيض وعلامة الهلال الأحمر عليه، أخذوني إلى سيارة إسعاف نقلتني إلى مجمع السلمانية».

وأدى ذلك إلى إصابة العكري بكسر في الأنف وإصابة في العين اليسرى وكدمات في صدره وبطنه، إلا أنه أبلغ منظمة العفو: «سوف تختفي هذه الإصابات الجسدية ولكن الضرر النفسي لن يختفي. لم أكن لأصدق أن ذلك من الممكن أن يحدث في البحرين».

وأكدت منظمة العفو في تقريرها أنها تحدثت مع أكثر من عشرة من رجال الإسعاف الذين عملوا في يوم الخميس المذكور، وأن الغالبية أبلغوا المنظمة تعرضهم للضرب والشتم والتهديد من قبل قوات مكافحة الشغب.

وأشار التقرير إلى أنه في نحو الساعة التاسعة من صباح اليوم نفسه، توجهت

خمس سيارات إسعاف إلى دوار اللؤلؤة، إلا أنها أوقفت لاحقاً من قبل قوات الأمن في إشارة المرور الموصلة إلى الدوار.

وتطرق التقرير إلى رواية أحد المسعفين واسمه جميل عبدالله، الذي أكد أنه في يوم الخميس توجه إلى منطقة الدوار لثلاث مرات على الأقل، وفي المرة الأخيرة، طلب منه رجال الأمن التقدم نحو الدوار، إلا أنهم، بحسب جميل، قاموا بفتح بابي سيارة الإسعاف من الجانبين، وسحبوه إلى الخارج وانهالوا عليه بالضرب.

وقال جميل لمنظمة العفو: «حاولت المقاومة، إلا أنهم قاموا بسحبي على الأرض، وضربي بالعصي الخشبية السوداء، كما أن بعضهم خلعوا خوذاتهم المعدنية وضربوني بها، وشعرت حينها بأني سأموت، في الوقت الذي قام أحد رجال الأمن بتصوير زملائه وهم يضربونني».

وواصل حديثه: «بعد أن استمر رجال الأمن في ضربي لمدة خمس أو ست دقائق حاولت معاودة ركوب سيارة الإسعاف، وفوجئت حينها بوجود زميلي عيسى سلمان الذي كان هو الآخر ينهمر الدم من وجهه بسبب تعرضه لضربتين على رأسه بعقب بندقية لأحد عناصر قوات الأمن، وكان عيسى قد تعرض قبل ذلك بساعتين

للركل والضرب من قبل بعض أفراد الأمن أثناء محاولته نقل مصابين من الدوار، بل إنهم هددوه بالقتل في حال عودته للدوار».

كما أكد جميل أنه رأى ثلاثة ضباط كانوا يقفون على بعد مسافة لا تزيد على 50 متراً وشهدوا الاعتداءات التي تعرض لها وزملاؤه، إلا أنهم لم يتدخلوا لإيقاف هذه الاعتداءات.

كما نقلت المنظمة في تقريرها شهادة المسعف جعفر حسن، الذي أكد أنه وفي يوم الخميس المذكور، أحاطت به قوات الأمن التي حطمت نوافذ سيارة الإسعاف بأعقاب البنادق، وسحبوه خارج السيارة وانهالوا عليه بالضرب في جميع أنحاء جسمه باستخدام العصي، ناهيك عن ركله وشتمه.

كما نقل المسعف جاسم محمد حسن للمنظمة تعرضه للضرب من قبل قوات الأمن باستخدام العصي والبنادق، وأنه بينما كان يتعرض للضرب، صرخ أحد أفراد الأمن: «اتركوه، إنه آسيوي الجنسية»، وعندما دققوا في وجهه وتبين لهم أنه بحريني، استمروا في ضربه.

وأشار جاسم إلى تعرض زميله ياسر إلى الضرب هو الآخر، وهو ما أدى إلى إصابته في منطقة البطن، مؤكداً أن قوات الأمن هددوهما بالقتل في حال عاودا المجيء إلى الدوار.

ودعت المنظمة في تقريرها إلى حث السلطات على ضمان الحماية الفورية لجميع العاملين في المجال الصحي، ودعوة السلطات إلى إجراء تحقيق مستقل وشامل في الاعتداءات على المسعفين ومنع وصول سيارات الإسعاف إلى موقع الجرحى والمصابين، وتقديم المسئولين عن هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان إلى العدالة. كما دعت المنظمة إلى حث الأطباء والممرضات والمساعدين الطبيين والعاملين في المهن الصحية الأخرى لتقديم الرعاية الطبية الطارئة لمن يحتاجهم من الجرحى والمصابين، وتوثيق وتقديم تقرير عن إصاباتهم من دون تخوف أو تدخل أية جهات لمنع ذلك

العدد 3098 - الإثنين 28 فبراير 2011م الموافق 25 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 64 | 11:32 ص

      لظالم جوله وللمظوم دوله

      حسبي الله ونعم الوكيل اعلموا احبتي ان كل من عاون ظالم على ظلم الناس بحرف واحد فقد اشترك معه في عمله وحشره معه النار

    • زائر 63 | 10:31 ص

      البورى

      يجب محاسبت كل كبير وصغير وكل من تورط تحملة المسئولية با ختصار من طئط الى سسلام عليكم

    • زائر 60 | 8:07 ص

      لعنكم الله يا جلادين

      وطردكم الله من رحمته ان الله يمهل ولا يهمل والعقاااااااااب جاي وبسرعة باذن الله عليكم رقيب عتيد لن ينسى مافعلتموه

    • زائر 57 | 7:05 ص

      مواطن حافي

      وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ( اللهم انتقم ممن ظلمنا واعتدى عليا ) شافاكما الله وشكر الله سعيكم يا ملائكة الأرض

    • زائر 52 | 5:09 ص

      بس لا

      بس ذبحتون بالجدب يا أعلام البحرين الاعور كفاية الصور تنطق بالحقيقة ما يحتاج تغالطون نفسكم للحين انتون مو متصورين ان العالم تطور وما ينخش شي الانترنت والفيس بوك والتويتر فاضحتنكم واصلا محد يطالع محطاتكم البايخة والجدابة

    • زائر 48 | 3:41 ص

      إلى وزير الداخلية

      ماذا كانوا يحملون هؤلاء المسعفين هل كان لديهم اسلحة بيضاء ايضا لذلك تم الاعتداء عليهم عجبي؛ ياللعجب ياللعجب الجيش يقتل الشعب .

    • حور من العين | 3:21 ص

      ليش مافي رد

      مستغربة ليش مافي رد من الفئة التي تكذب الاحداث والصور غريبة

    • dora | 2:26 ص

      حسبي الله ونعم الوكيل

      ليسوا سوى وحوووووش لا بارك الله فيهم لا يعلمون بأن الله يمهل ولا يهمل

    • زائر 39 | 1:52 ص

      شنو الضمان ؟؟؟

      شنو الضمان ان ما يتكرر هذا الشي ؟ من امن العقاب اساء الادب

    • زائر 38 | 1:48 ص

      الطواقم الطبية خط أحمر _________صريح و واضح

      ومالنتيجة هل ستقومون بمحاسبة من قام بالأعتداء على هؤلاء الشرفاء والعكري رأى الموت بأعينه ولم نرى أحد من النواب الموالين أدان أحداث يوم الخميس الدامي الشكوى لغير الله مذلة

    • زائر 37 | 1:46 ص

      عفوا

      الشمس لا تغطى بمنخل

    • زائر 35 | 1:31 ص

      محمد الدوسري

      يجب محاسبت كل من اعتدى على الشعب بدئا من كبيرهم الى صغيرهم

      كما ويجب ان يرحل ذلك الشخص الغير مرغوب به في البحرين الذي تسبب في ازمات الشعب البحريني

    • زائر 34 | 1:25 ص

      امس وكيل الصحه يعلن

      امس وكيل الصحه يعلن بان محد منع الاسعاف للجرحى في اليوم الدامي
      عجل ليش هالمصابين في المسعفين ؟؟
      يصير يرد على هالسؤال ؟

    • زائر 13 | 11:59 م

      نعم نريد تحقيق دولي محايد

      وهناك وثائق جدا مهمة

    • زائر 12 | 11:36 م

      الله على الظالم

      حسبي الله ونعم الوكيل لايرحمون ولايخلون رحمة الله تنزل

    • زائر 1 | 9:11 م

      المشتكى إلى الله

      حسبي آللـ

اقرأ ايضاً