العدد 3100 - الأربعاء 02 مارس 2011م الموافق 27 ربيع الاول 1432هـ

تتلألأ اللوحات حين يقول الفن كلمته

وللؤلؤة لغته أيضا... بين الزحام وسط الجموع التي تجوب ميدان اللؤلؤ... كما تروق هذه التسميته لكل قلب طامح وعلى طريقة الثورة المصرية حيث أصبح لكل بلد طامح في التغيير ميدانه رغبة في تحقيق المأمول، وسط هذا الزحام وجد الفنانون لريشهم ولوحاتهم مكانا يعبرون فيه عن تضامنهم مع هذه الآمال والأحلام بغد أفضل تصنعه المخيلة وترسمه الريشة مراوحة بين واقعية الحدث ومجاوزته إلى الحلم القادم، ولم يكن الأمر مجرد وقفة تضامن بل إن الفنانين والمبدعين في البحرين هم جزء من حراك مجتمعهم لذلك تجدهم في كل مكان ولعل هذه رسالة الفن لديهم، بين جمالية اللون وبلاغة الموقف ...

وخصوصا قبل أن يتعلب أو يتخشب في نظريات وقوالب وأنماط جامدة، ونخبة ميتة، حيث يصنع نظريته في ظلال واقعه، فهاهو الفن ينزل في كل ساحة ليقول كلمته ببلاغة الصورة، كما تقول الحناجر وقبضات الأيدي الكثير ساعة الحماس.


الفن لغة عابرة

هنا يراهن الفن على قدرته في العبور لكل قارئ مبصر فهو لغة عالمية تستطيع أن تقول الكثير بالقليل وتستطيع أن تعبّر وتعبر عن ذاتها بكل تلقائية وعفوية، لتصل إلى ما تريد في أسرع وقت، لذلك تجد الراصدين للحدث لا يستطيعون مفارقة المكان ما لم يعبروا بين هذه الرسوم والأشكال واللوحات الفنية، فلا يكاد يخلو المكان بين الفينة والأخرى من راصد أو رامق أو باحث جاء يفتش بين الجموع ليصور بعدسته تلك اللوحات التي تراوحت بين تجسيد لحظات المأساة وبين ما بعدها من إعادة تشكل المكان بألوان مختلفة بين ألم اللحظة وأمل المستقبل.

بياض اللؤلؤة يدفئ الألوان

تكاد تتوسط اللؤلؤة أغلب اللوحات مرة بألوان طامحة أملة فيها من الأمل والتفاؤل الكثير كما فعل الفنان والخطاط محسن غريب وغيره من الفنانين حيث اختلط لديهم بياض اللؤلؤة بكل الألوان فأعطاها تفاؤلاً وصفاءً كصفاء اللولؤة ولمعانها وبريقها الأبيض، ومرة أخرى تشبعت اللوحات وحتى اللؤلؤة نفسها بألوان حارة محرقة كما فعل الفنان عقيل الدرازي وغيره ليجسد حجم المأساة التي اشتعلت ظلمة ذلك الليل وليرصد ساعات من الألم المشتعل مابين حمرة النار حين تخترق الجسد، وحمرة الدماء حين تغسل الجرح.


الكاركاتير وصيغة النبوؤة

إذا كان الفنان التشكيلي قام برصد الواقع وتجاوزه للأمل حيث توزّعت الرسومات بين ألوان حارة حارقة، وألوان دافئة باردة لتنشر الأمل والتفاؤل بالغد الأفضل، فإن الفنان الكاركاتيري قد اتخذ له صيغة أخرى ربما هي صيغة تحذيرية تنبؤية في جرأة ساخرة بحسب خصوصيته الفنية حين وجد لنفسه مكانا آخر وسط الجموع.

إذ توزعت معظم الأعمال للفنانين محمود حيدر والأخوين علي ومنصور الشهابي، في شكل جداريات ترجلت سابقة الحدث والمأساة متخذة صيغة تحذيرية وذلك من خلال رصدها لمعظم المشكلات والمعاناة التي يعيشها المواطن محذرة من هول المأساة، فمرة ترصد مشكلة الإسكان ومرة ترصد مشكلة البطالة ومرة ترصد مشكلة الاستئثار السياسي بالقرار، وكل ذلك في مواقف جاهرة بالسخرية واللذاعة السياسية، وكأنها بسبقها للحدث إنما كانت تتخذ صيغة تحذيرية من مآلات ما وقفت عليه ورصدته بجرأة سياسية فكانت بحق تمثل نبوءة فنية بما وصل إليه الواقع وما زال يئن تحت وطأته من مأساة.

العدد 3100 - الأربعاء 02 مارس 2011م الموافق 27 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً