العدد 3100 - الأربعاء 02 مارس 2011م الموافق 27 ربيع الاول 1432هـ

«الأسرة» تحتفي بانتصار «إرادة الحياة»

ثورةُ المليار

أقامت أسرة الأدباء والكتاب أمسية للاحتفاء بتحرر وانتصار الشعب التونسي تحت عنوان (إرادة الحياة) وذلك مساء الأربعاء ( 2 فبراير/ شباط 2011) أدار الأمسية الشاعر أحمد الستراوي وشارك فيها كل من الشاعر حسين السماهيجي والشاعر مجتبى التتان والقاص أحمد الحجيري والشاعر أحمد العجمي، بعدها تم قراءة البيان الذي صدر حينها من الأدباء والمثقفين البحرينيين في التضامن مع الشعب المصري في تحرره من الأغلال، بعنون مع (الحرية ضد الاستبداد) والذي جاء فيه: «نحن أدباء وفناني ومثقفي البحرين، نعبر عن وقوفنا وتضامننا مع شعبنا في مصر وهو يصوغ لحظته التاريخية ضد الاستبداد، ومن أجل الحرية والكرامة، منددين بكل أشكال القمع التي تمارس ضده».

شعر: مجتبى التتان

إلى النوارسِ التي احترفَتْ الإباء

إلى الأقمارِ المنيرةِ في أكثرِ الأزمنةِ حلكة

إلى الأوطانِ التي نَـتَـفَـيَّأُ ظِلالَها وذكرياتِها

إلى البحرينِ التي نَفدي تُرابَها بِالدَّم

إلى الأمهاتِ اللائي يذرفن دمعَ الحنينِ كُلَّ مَساء

إلى شهداءِ الحريةِ والكرامةِ الذينَ صنَعُـوا الانتِـصارات

ماتَتْ عَصافيرُكِ وَالنَّخْلُ يَحتَضِرُ

ودَمعَةُ العَـيْــنِ فَوقَ الخَدِّ تَــنهَمِرُ

والشَّمسُ لمَّا تَـوارَتْ خلفَ أدمُعِها

رَأيتُ صورَتَها الحَمراءَ تَـنحدِرُ

أوطانُنا اليَـومَ أشلاءٌ مُبَعثَرةٌ

تَـناثَرَتْ في فَضاءٍ كُلُّهُ شَرَرُ

ودَمعُها دَمْعُ أمٍّ فارقَتْ وَلَداً

وقلبُها مُثْخَنٌ بالحُزنِ يَنفَطِرُ

أوطانُنا تَلعَقُ الآهاتِ ظامِئَةٌ

فَالجُوعُ والفَــقـرُ لا يُبقِي ولا يَــذَرُ

حُكَّامُها جَاهَـرُوا بِالظُّلمِ فَانـتَــفَضَتْ

وجَمْـرُ أوجاعِها في الصَّدرِ يَستَعِرُ

وما دَرَوا أنَّها رغمَ الحِصارِ بَقَتْ

أُمّاً وأبناؤُها الأحرارُ قد كبِرُوا

وأنها مَكْمَنُ العِـزِّ المُـقَدَّسِ في

عَصرِ الخُنوعِ الذي يَنتابُهُ الضَّجَرُ

السَّاقطونَ أباحُوا دَمَّها عَلَناً

وبِالمَبادِئِ والأعرافِ قَد غَدَرُوا

نالُوا مِن الأرضِ وافتَـضُّوا بَكارَتها

وفوقَ أشلائِها الحمراءِ قد عَبَـرُوا

وأوهمُوا الناسَ أنَّ العَدلَ مُنتَشِرٌ

وقِـيـلَ: عَيـشاً هنيئاً أيُّها البَـشَرُ

تَبـّـاً لَهُمْ حينما اغتالوا سَعادَتَها

بِالقهرِ والعُـنـفِ أزماناً وما اعتَــبَـرُوا

فالعابِثُون بِأحلامِ الشُّعوبِ معاً

جَميعُهُم في جَحِيــمِ الأرضِ قد قُبِرُوا

مُجَـنـزَرَاتُ بَني صُهْـيـونَ تُشبِهُهُمْ

والقَمعُ يُشبِهُهُمْ والفُسقُ والضَّرَرُ

تآمَـرُوا والضَّمِـيـرُ الحَيُّ قالَ لنا

عَدُّ المصائبِ مِنهُم لَيسَ يَنْحَصِرُ

فَظاعَةُ الظُّلْمِ والتَّعْـتِـيمِ تَـفْضَحُهُمْ

وللنِّفاقِ علَى أفعالِهمْ أثَــرُ

هُمُ الطُّغاةُ وقد بانَتْ حَقِـيقَتُهُمْ

كانُوا يَظُنُّونَ أنَّ الحُكمَ يُحتَكَرُ

كأنَّهُمْ وصَهِيلُ الرِّيحِ يَركُلُهُم

بِقُمْقُمِ الزَّيفِ والتَّزوِيرِ قد حُشِرُوا

فَـمِشْجَبُ النَّــفْيِ والتَّـبرير مِشجَبُهُمْ

يُعَـلِّقُونَ عَلَيهِ كُلَّما مَكرُوا

كُرْسِيُّـهُمْ مُسْـتَـقَـرٌّ لا مَساسَ بِهِ

وتَحتَهُ تُعدَمُ الواحاتُ والشَّجَرُ

الحَاكِمُونَ هُم الأَصفَارُ أَعهَدُهُمْ

والفاشِـلُونَ مِـراراً كُلَّمَا اختُـبِرُوا

المُطْبِقُونَ علَى الأنفاسِ سَيطَرةً

يَعوُونَ يعوُونَ... إلا أنَّهُمْ هِرَرُ

داسُوا بِحِقدٍ على الأعناقِ فَانبَجَسَتْ

ثَوْراتُ عِـزٍّ إليها تُـنْظَمُ الدُّرَرُ

قد قامَـرُوا بِـبِـلادٍ أُشْبِعَت ألَماً

ومَا دَرَوا أنَّهُمْ فِي البدءِ قَد خَسِـرُوا

على الذُّقُونِ تَعالَى صَوتُ ضَحكَتِهِمْ

حتى إذا حُوصِرُوا بِالرَّفضِ وانحَسَرُوا

قالُوا بِأنَّا مَنَحنا النَّاسَ عِزَّتَـهُمْ

لكنَّهُمْ أَنكَرُوا هذا وما شَكَرُوا

أَدوارُهُمْ كَالألاعيبِ التي اصطُنِعَتْ

كأنَّهَمْ مِن جَميعِ الناس قد سَخرُوا

ما راقبُوا اللهَ يَوماً في تَصَرُّفِهِم

وَكَوَّنُوا نَفْسَهُمْ بِاللُّؤْمِ واشْتُهِرُوا

فَـقَـولُهُمْ زائِفٌ والفِعلُ مُنْـتَـكِسٌ

والوَضعُ مُهْـتَـرِئٌ والجُهدُ مُدَّخَرُ

وثَورةُ الشَّعبِ قَد قالَتْ لسُلْطَتِهِم

حَتَّى متَى هذهِ الأوطانُ تَـنْـتَـظِرُ

فهذهِ تونُسُ الخَضراءُ قد قَطَعْت

لنَا التَّـذَاكِرَ لمَّا أنْ دَنا السَّفَرُ

كأنَّها وُلِدَتْ للتَّــوِّ حَامِلةً

أغلَى الهَدايـا لِمَنْ مَـرُّوا ومَن حَضَرُوا

مُسافِرُونَ مِن المَنْفَى إلى وَطَنٍ

أحرارُهُ بِنداءِ الحَـقِّ قَد جَهرُوا

مُسافِرُون مِن المَنفَى إلى جِهَةٍ

بِقاعُها بِالصَّباحِ العَذْبِ تَشتَهِرُ

قُلْ لِلشَّتاتِ الذِي أَدمَى مَرابِعَنا

أإنَّ الشَّهِيـدَ سَيَبقَى دَمُّهُ العَطِرُ

يَجرِي ويَروِي حُقُولاً لا حُدودَ لها

حتَّى يَـثُورَ نَباتُ الحَقلِ والثَّمَرُ

قُلْ لِلشَّتاتِ بِأنَّ العِزَّ يَجمَعُنا

معَ الأماسي التي يَحلُو بِها السَّمَـرُ

هناكَ تَــزْدَحِمُ الألوانُ راسِمةً

مَدينةً قد تَلاشَى دَربُها الوَعِرُ

هناكَ حَيثُ الأغاني قَصَّةٌ مَلأتْ

فُصولَ أحداثِها الأمثالُ والعِبَرُ

وقُـلْ لِمَنْ خَـنَـقُوا أنفاسَ واقِعِنا

وقَادَهُم في طريقِ النِّعمَةِ البَطَرُ

أنَّ الشُّعُوبَ سَريعاً سَوفَ تَخلَعُهُم

فَهُمْ بِنَـفْـسِ صُخورِ الجَهْـلِ قد عَثَرُوا

هذي الشُّعُوبُ احتَـسَتْ كَأسَ الإِباءِ لِذا

نَبْضُ الشُّعُوبِ علَى العِصيانِ مُقـتَدِرُ

مَنْ يَـرهَنْ الشَّعبَ يَوماً تَحتَ سَطوَتِهِ

يَعمَى بِهِ القلبُ والإحساسُ والبَصَرُ

والحاكِمُ العادِلُ الوافِي لأُمَّـتِـهِ

بِأَمـرِهِ النَّاسُ طَوعاً سَوفَ تَأتَـمِرُ

لَم يَبْـقَ مِن وَرَقِ التُّوتِ الذي سَقَطَتْ

أكوامُه غَـيرُ عارٍ ليسَ يُختَـصَرُ

العُـنصُرِيُّـونَ هُمْ تَـزويرُ حاضِرِنا

عرَّاهُمُ الواقعُ المَأزُومُ والخَطَرُ

زادُوا علَى قِمَّةِ التَّهريجِ بَصمَتَهُمْ

وهكذا القِمَمُ المَأساةِ تُـبْـتَـكَـرُ

داسُوا علَى حُلْمِ شَعبٍ عن قَضِيَّــتِهِ

في كُلِّ يَومٍ يُوافي سَمعَنا خَبَرُ

بِحَالِ مَن تَحتَ خَطِّ الفَـقْـرِ ما اكتَـرَثُوا

وبِالتَّـمَزُّقِ والحِرمانِ ما شَعَـرُوا

كأنَّهُمْ والهَوانُ المُرُّ مَصدَرُهُمْ

حَضارةٌ بِالعُلا والمَجْدِ تَـفْـتَخِرُ

ولا عَزاءَ لِمَنْ كالُوا المَدِيحَ لَهُمْ

فَكُلُّهُمْ كَنِظَامٍ بَائِدٍ ظَهَـرُوا

في كُلِّ يَومٍ لَهُمْ حَربٌ ومَعرَكَةٌ

مَن فَبْرَكُوها علَى أعتابِها اندَحَرُوا

الواقعُ المُرُّ يَحكِي عَن تَـفاهَتِهِمْ

فَهُمْ بِقَيْـدِ ابتِــزازِ الناسِ قد أُسِرُوا

ظلَّتْ بَـياناتُهُمْ جَوفاءَ كاذِبةً

وخلفَ أقنِعَةِ التَّـبريرِ تَستَـتِـرُ

قَد دَبَّجُوا مِن بَـياناتِ الخِداعِ لنا

كَماً رَهيـباً علَى التَّـلمِيعِ يَـقْـتَصِرُ

مَهازلُ العَارِ إنْ دارَ الزَّمَانُ بِها

فَاعلَمْ بِأنَّ فسادَ العَقلِ يُـبْـتَـكَرُ

علَى مَقاساتِ مَن أحقادُهُمْ طَفَحَتْ

كأنَّها فَوقَ بَحرِ الأُمَّةِ الجُزُرُ

فالظُّلمُ والكَذِبُ المَفضُوحُ دَيدَنُهُم

وخُبْـثُهُمْ أَصلُهُ المُستَنقَعُ القَذِرُ

والسَّطوُ والنَّهْبُ جُـزْءٌ مِن جَـرِيـمَتِهِمْ

مَعَ الفسادِ الذي تَندَى لَهُ الصُّوَرُ

هذي مُعاناةُ شَعبٍ ظَلَّ يَـشرَحُها

لَحنٌ حَزِيــنٌ بَكَاهُ العُودُ والوَتَـرُ

فهكذا تُسلَبُ الأوطانُ ثَـروَتَها

وهكذا هَيْـبَةُ الأوطانِ تُحتَـقَـرُ

ويُودَعُ السِّجْنَ أَحرارُ البلادِ إذا

ذابُوا بِحُبِّ تُرابِ الأرضِ وانصَهَـرُوا

فَأَشرَفُ النَّاسِ مِلْحُ القَـيدِ يَعرِفُهُمْ

والأرضُ تَعرِفُهُمْ والشَّمسُ والقَمَرُ

يُعَذَّبُونَ وأُذْنُ الأرضِ تَسمَعُهُمْ

وقَـلبُها فَوقَ حَدِّ الحُزنِ يَـنشَطِرُ

تاريخُهُم خَالدٌ في كُلِّ مَرحَلَةٍ

وكُلُّ تَاريخِ أَهلِ الظُّلْمِ مُندَثِـرُ

وصَرخَةُ الحَقِّ كَالشَّلالِ هادِرةٌ

ورَجْعُ أصدائِها التَّـــيَّـارُ والمَطَرُ

قُل للمُضَحِّـيـنَ مِن أَجلِ البِلادِ ألا

طُوبَى لِمَن في سَبِـيـلِ الحَقِّ قَد صَبَرُوا

وحَلَّـقُوا بِشُمُوخٍ فَوقَ أَمْكِنةٍ

سَمَاؤُها العِزُّ والأمجادُ والظَّفَـرُ

فَهذِهِ مُدُنُ التَّحريرِ مِن غَدِها

يُستَـأْصَلُ الهَاجِسُ المُسْوَدُّ والكَدَرُ

الوَضْعُ ما زالَ للتَّغيِــيـر مُفتَـقِراً

والشَّعبُ لِلعَدلِ والإنصافِ يَـفتَـقِـرُ

والنَّاسُ في مِصرَ قَـد هَبَّتْ مُدَجَّجَةً

بِثَورةٍ صَوتُها في الكَونِ يَـنـتَــشِرُ

زَئِـيـرُها يَخلَعُ الظُّلامَ قَاطِبَةً

ومَن أَساؤُوا ومَا جَاؤُوا لِـيَعـتَـذِرُوا

حِجارَةُ الغَضَبِ الشَّعـبِيِّ تَرشُقُهُمْ

إنَّ الإرادَةَ هذي لَيسَ تَـنكَسِرُ

فَالعاشِقونَ إلى المَيدانِ قَدْ نَزَلُوا

ومِن شَياطِينِ هذا العَصرِ قَـد ثَأَرُوا

إذا الشُّعُوبُ أَرادَتْ نَـيْـلَ عِـزَّتِها

سَـيـَسْـتَـجِـيـبُ لَها التَّارِيخُ وَالقَـدَرُ

لا شَيْءَ يَـشفِي غَليلَ النَّاسِ في زَمَنٍ

بِهِ القلوبُ مِن الآلامِ تُعْـتَصَرُ

إلا سُقُوطُ الطُّغَاةِ اليَومَ في سَقَرٍ

مِن القِلاعِ وَما أَدرَاكَ ما سَـقَـرُ

فَـقُـوَّةُ الشَّوْكِ بِاستِـبْدَادِهِمْ سَقَطَتْ

وثَــوْرَةُ الوَرْدِ فِي الأَرواحِ تَــنْـفَـجِـرُ

ولِلكَرَامَـةِ كُلُّ الأَنـفُسِ اشْتَعَـلَـتْ

فَهذِهِ ثَــورَةُ المِلْيـَـــــــارِ تَــنْــتَــصِرُ

العدد 3100 - الأربعاء 02 مارس 2011م الموافق 27 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً