العدد 1224 - الأربعاء 11 يناير 2006م الموافق 11 ذي الحجة 1426هـ

ألمانيا تناقش عدم تحديد السرعة على الطرق السريعة

غالبا ما يشعر الأجانب ممن اعتادوا القيادة الهادئة على الطرق السريعة في بلدانهم بالذعر عندما يقودون سياراتهم على تلك الطرق، ولكن في ألمانيا، وذلك عندما يجدون أنفسهم وسط سيارات يقودها الرجال غالبا من تلك التي تنتجها شركات مثل مرسيدس وبي إم دبليو وهي تمرق إلى جوارهم بسرعة تفوق كيلومتر في الساعة موجهة أنوار مصابيحها الامامية باتجاه السيارات التي تسير بسرعة بطيئة.

ووجد زائر أميركي لألمانيا هذا السلوك مقلقا بشدة وهو ما دفعه للإحجام عن تكرار تجربة القيادة على الطرق السريعة هناك والتخلي عن ذلك في أقرب فرصة، إذ قال لموظف شركة تأجير السيارات التي استأجر منها سيارة لاستخدامها خلال وجوده في ألمانيا إنه سيستخدم القطارات في التنقل بدلاً من السيارات.

وشهدت ألمانيا على مدى أسابيع مناقشات حامية احتدمت خلال برامج التلفزيون الحوارية عن إيجابيات وسلبيات عدم تحديد سرعة قصوى على الطرق السريعة في البلاد، وذلك بعدما قضت محكمة بسجن شخص متخصص في اختبارات القيادة للسيارات التي تنتجها شركة مرسيدس لمدة شهراً، بتهمة القتل الخطأ بعد أن أطاح بسيارة «كيا» صغيرة من على الطريق السريع ما أدى إلى مقتل أم صغيرة في السن وطفلها اللذين كانا يستقلان السيارة.

ولا توجد على معظم الطرق السريعة في ألمانيا سوى سرعة «منصوح بها» تبلغ كيلومترا في الساعة.

وفي واقع الأمر لا يوجد أي مؤشر يفيد بأن عدم تحديد سرعة قصوى على الطريق السريعة في ألمانيا هو سبب غالبية الحوادث المميتة التي تقع على تلك الطرق.

فعدد القتلى جراء هذه الحوادث يبلغ حالياً أدنى مستوياته على الاطلاق.

فعلى سبيل المثال، بلغ عدد قتلى حوادث الطرق في سبتمبر/ أيلول العام الماضي شخصاً فقط وهو أقل معدل يسجل في أحد شهور فصل الصيف منذ بدء تسجيل الاحصاءات في هذا الصدد العام .

ويسقط غالبية هؤلاء القتلى ضحايا لحوادث تقع على الطرق الريفية ذات الاتجاه الواحد.

ولكن إذا نظرنا إلى مخالفات المرور والأفعال العدوانية التي تحدث على الطريق بين سائقي السيارات وبعضهم بعضاً فإن القصة ستختلف تماماً.

فقد سجل مركز مرور فلينسبرغ المركزي قرابة , مليون مخالفة مرورية خطيرة خلال العام وهو رقم قياسي.

و, في المئة من مرتكبي هذه المخالفات هم من الرجال كما أن أكثر من نصفها مخالفات تتعلق بالسرعة الزائدة.

ويعد هذا المركز من أكبر مصارف المعلومات في العالم بأسره، إذ يسجل جميع المخالفات التي ارتكبها كل قائدي السيارات في البلاد.

وإذا ما سجل المركز أكثر من نقطة ضد صاحب رخصة سيارة فإن ذلك يعني أن هذا الشخص لن يستطيع استعادة الرخصة إلا بعد اجتياز اختبار طبي نفسي.

ويقول خبير الطب النفسي الشهير في مجال المرور هاينر إركه إن معظم الاعتداءات التي تقع على الطرق بين سائقي السيارات وبعضهم البعض تعزى إلى أسلوب «تنشئة الذكور».

وتلعب مسائل مثل المنافسة وإثبات القوة والتفوق في هذه الحالة دورها.

وأشار إركه في مقابلة مع مجلة «نادي السيارات» الاوروبي إلى أن في المئة من مرتكبي المخالفات الناجمة عن نزاع بشأن أسبقية المرور على الطريق هم من قائدي السيارات الذكور كما أن هؤلاء أيضاً يمثلون في المئة من مرتكبي المخالفات المتعلقة بالسرعة الزائدة

العدد 1224 - الأربعاء 11 يناير 2006م الموافق 11 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً