العدد 1224 - الأربعاء 11 يناير 2006م الموافق 11 ذي الحجة 1426هـ

أولمرت يواجه معضلة قلة خبرته العسكرية

سيتعين على ايهود اولمرت أن يقاوم الاتجاه السائد في «اسرائيل» منذ قيامها ليصبح أول رئيس وزراء ينتخب من دون ان يكون لديه ماض عسكري مرموق في بلد يشكل فيه الأمن مسألة محورية.

ومع توقع عدم قدرة آرييل شارون على مواصلة مهماته، يبدو اولمرت ربيب رئيس وزراء «إسرائيل» المريض، في صدارة المرشحين لتولي قيادة بلد لايزال رسمياً في حال حرب مع اثنين من جيرانه وفي مواجهة انتفاضة فلسطينية اندلعت قبل خمس سنوات.

وشارك شارون، أو قاد خلال اجتياح لبنان في في كل الحروب التي خاضتها «إسرائيل» منذ قيامها، حتى وصل إلى رتبة جنرال. وانتخب شارون سنة بعدما هزم ايهود باراك رئيس الاركان السابق الذي كان سلفه بنيامين نتانياهو عضوا في القوات الخاصة الاسرائيلية وشارك في العملية الشهيرة لتحرير ركاب الطائرة التي اختطفت في مطار تل أبيب. وكان لكل من رؤساء الوزراء السابقين مثل رئيس الاركان السابق إسحق رابين وإسحق شامير ومناحيم بيغن اللذين قادا مجموعات مسلحة، ماض عسكري في بلد يلعب فيه الجيش دورا مركزيا. واذا كان شارون اشتهر بصورة رأسه المعصوب لاصابته خلال حرب تشرين الاول/ اكتوبر فإن اولمرت لا يملك في جعبته سوى صور يظهر فيها وهو يعد تقارير لاذاعة الجيش الاسرائيلي اثناء ادائه الخدمة العسكرية.

ويقول شلومو بروم، النائب السابق لرئيس الاركان ومستشار باراك خلال رئاسته للحكومة، ان امتلاك ماض عسكري مرموق ليس بالضرورة شرطا اساسيا ليصبح المرء رئيسا للوزراء.

ويضيف بروم «لكن من المهم لأي رئيس وزراء ان يحيط نفسه باشخاص ضالعين في المجال الامني». ويضيف «حتى شارون رأى انه من الضروري له ان يستعين بافي ديشتر». وشجع شارون ديشتر المتقاعد، الذي كان رئيسا لجهاز الأمن الداخلي (شين بيت)، وكذلك رئيس الاركان السابق، وزير الدفاع شاوول موفاز، على الانضمام الى حزبه «كاديما» الذي أسسه قبل شهرين للمشاركة في انتخابات مارس/ اذار.

زعيم حزب العمل المعارض المعروف بتاريخه النقابي عمير بيريتس، عمل ايضا على نفي اتهامه بعدم الالمام بالقضايا الامنية عبر تعيين رئيس سابق لجهاز «شين بيت» وقائد القوات البحرية عامي ايالون في المرتبة الثانية على قائمة حزبه الانتخابية.

ويقر، خبير الشئون الأمنية في جامعة بار ايلان في تل ابيب جيرالد شتاينبرغ، بإن ماضي اولمرت قد يطرح مشكلة إذ إن المسألة الأمنية لا تزال تعتبر المسألة الرئيسية بالنسبة للناخبين.

ويقول شتاينبرغ ان «اولمرت قادر على التغلب على ذلك، لكنه يشكل عائقا». ويضيف «لا بد انه سيكون عليه اتخاذ قرارات خطيرة، سواءً في التعامل مع إيران أو الإرهاب الفلسطيني. السؤال المطروح ان كان سيتمكن من احاطة نفسه بخبراء موثوقين». ويضيف ان الامر «يتعلق كذلك بطريقة اتخاذ القرار. ان تصريحات رئيس الوزراء العمالي السابق شيمون بيريز بعد عمليات ارهابية، والتي اعتبرت غير مناسبة، كانت أحد الأسباب وراء فشله أمام نتانياهو سنة ».


حزب شارون في أفضل موقع منذ تأسيسه

القدس -ماريوس شاتنر

حقق حزب كاديما نتائج مذهلة بعد أسبوع من إصابة مؤسسه آرييل شارون بنزيف في الدماغ وادخاله إلى المستشفى، متقدماً على منافسيه من اليمين واليسار وفق استطلاعات الرأي.

أسس شارون كاديما في نوفمبر/ تشرين الثاني ليكون حزباً ممثلا لتيار الوسط واستقطب مسئولين بارزين من اليمين واليسار.

لكن بعد مرض شارون برزت شكوك بشأن قدرة الحزب في الاستمرار بسبب غياب زعيمه الذي يتمتع بشعبية واسعة، وزعامة بلا منازع.

لكن كاديما لايزال يحتفظ بشعبيته حتى انه حقق تقدما وفق استطلاعات الرأي على حزب العمل بزعامة النقابي عمير بيريتس وعلى الليكود اليميني بزعامة بنيامين نتانياهو.

ويبدو ان الحزبين يواجهان صعوبات في تحديد استراتيجيتهما لانتخابات اذار/مارس ولا يزال يتعين عليهما وضع لائحتي مرشحيهما.

ويفترض ان ينظم حزب العمل انتخابات داخلية في يناير/ كانون الثاني لهذا الغرض. وكان الحزب يعتزم في البداية تركيز حملته على الفروقات الاجتماعية.

ويتردد الحزب في خوض الحملة على أساس تقديم حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يحتل موقعا مهما في نقاشات الانتخابات، خشية انفضاض الرأي العام عنه ان أعلن عن مواقف تعتبر «مرنة».

وقال الأمين العام للحزب ايتان كابل أمس (الاربعاء) «كوننا نواجه صعوبة هو امر واقع»، لكنه عزا ذلك إلى حال الانفعال المتولدة عن مرض شارون الذي تقدمه وسائل الاعلام بوصفه «أبا الأمة».

وفي اليمين، يخشى ان يخسر الليكود اصوات ناخبي الوسط بعدما اختار الحزب تحت صدمة الانشقاق الذي احدثه شارون الاعتماد على الجناح المتشدد المعارض للانسحاب من غزة.

وحتى الآن، تفادى حزب العمل والليكود مهاجمة كاديما بصورة مباشرة خشية ان يبدو كل منهما وكأنه يستغل مرض شارون الذي يحظى بموجة تعاطف لم يعرفها خلال توليه مهماته.

لكن لا يتوقع ان تدوم هذه الهدنة، إذ أعلن ان حياة شارون لم تعد مهددة على الفور، ومع اقتراب موعد الانتخابات.

ومنذ أمس الأربعاء، هاجم مسئولون من حزب كاديما نتانياهو متهمين اياه بتقديم نفسه بوصفه وريثا لشارون في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية. وفي المقال يشيد نتانياهو بمزايا منافسه السياسي كمخطط استراتيجي يتحلى بنفس طويل.

وقال النائب روني بار اون المقرب من شارون «لدى نتانياهو الوقاحة ليقدم نفسه بوصفه خليفة بعد انسحابه من حكومة شارون» بسبب معارضته لخطة الانسحاب من قطاع غزة.

ويسهم وضع شارون الصحي في حال الغموض. فشارون الذي كان يبدو محتضراً قبل أيام، لم تعد حياته مهددة بالخطر «على الفور»، كما قال اطباؤه غير القادرين بعد على تحديد ان كان سيستعيد قدراته.

ومع استبعاد الاطباء ان يستعيد شارون قدرته على مواصلة مهماته السياسية، قد يستمر شارون في قيادة كاديما لكن دوره سيكون رمزياً. وهي فرضية طرحها شيمون بيريز. وافادت مصادر مقربة من كاديما، ان شيمون بيريز ( عاماً)، حصل على وعد بأن يشغل المنصب الثاني في حكومة يشكلها رئيس الوزراء بالوكالة ايهود اولمرت، زعيم كاديما حاليا.

وافادت نتائج استطلاعات للرأي نشرت الاربعاء ان كاديما سيحصل على نحو من مقعداً في الكنيست. في حين سيحصل حزب العمل على ما بين و مقعداً والليكود على إلى مقعداً.

وفي هذه الحال، لن يواجه الحزب الجديد صعوبات في تشكيل حكومة بالتحالف مع حزب العمل إذ يتفق الحزبان على مبدأ الفصل مع الفلسطينيين والانسحاب من قسم من الضفة الغربية مع الاحتفاظ بالتجمعات الاستيطانية الكبرى

العدد 1224 - الأربعاء 11 يناير 2006م الموافق 11 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً