العدد 1252 - الأربعاء 08 فبراير 2006م الموافق 09 محرم 1427هـ

«ملكوت رأس الحسين»

عرفته من دمه

كان عبيطاً قاتماً في لونه

والنور يقطر من سنا وجناته

يبدو كلوحة بارع

أخذ الإله بكفه

أو فاتئد...

من كل ما وجلت له الأذهان

وانفلقت له الأوتاد.

رعباً صاعقاً...

من قوله... من ذكره

إن الذي فوق القناة معلق

رأس لشيخ في جلالة ربه

من كل شيء يعرف الرحمان موجوداً به

من عينه

إن كنت من رُتب البصائر حائزاً.. ومضاً

فحذق بالخواطر في جوائل طرفه

العرش في أجفانه...

اللوح في انتسابه...

أستغفر الله العظيم

الرب ينظر للأنام بلحظه.

من أنفه...

مازال يستاف الإبا من حوله

من ثغره

هجمت على الدنيا...

كوالهة الصبا...

حور الجنان لكي تفوز بلطفه.

فارمق بقايا جيده

هي ذي الثريا بالجروح... تشعبت

وتدفقت...

وتزهرت من نوره.

حتى ثغامة رأسه

ما شابها زمن توغل في طراوة عمره.

لولا البلاء... لكان أودى ليله بشهابه

لوكنت ممن يندبون...

لكنت تفلق هامة لدمائه.

لو كنت ممن يفجعون...

لكنت تزهق مهجة محظورة بعزائه

لو كنت ممن يشعرون...

لذقت سماً... كل شعر منشد برثائه

لوكنت ممن يسبرون...

لغاصت الأفهام منك إلى قواعر دره

ما كان موضعه الثرى...

لو كنت تعلم خافياً من سره

لما رأى جثمانه مستسلما ليقينه

والأرض تسحبه إلى أعطافها

كي تستبد بفضله

بعثت كرامة جده بوريده...

نبضت شجاعة حيدر بجبينه

زرقت رضاعة فاطم في عينه

جمعت عزوم الأنبياء بنفسه

صاحت به السادات من آبائه

زأرت على الجلاد صولة روحه

وثبت إلى فوق السنان برأسه

رغماً على أعدائه

إذ كان من نور الإله مخلقاً

لابد أن يسمو إلى عليائه

لولا مخافة ناصبي... يقلب القول البليغ لضده

أخبرتكم أن الحسين

إلهُ عزةِ أمّةٍ

والرمح عرش جلاله

والرأس فيه على ذرى كرسيِّهِ

إذ لا شهِيدَ كمثله

غازي الحداد

العدد 1252 - الأربعاء 08 فبراير 2006م الموافق 09 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً