العدد 1252 - الأربعاء 08 فبراير 2006م الموافق 09 محرم 1427هـ

محنة المثقف، والكتابة باليد اليسرى، ورفاهية المؤسسة

سقف لن يكتسب صفة الأفق

على المثقف حين يشعر بأنه استنفد مِحَنَه أن يأوي الى ركن قصي، وأن يعتزل ما يدفعه الى الحياة بشكل حقيقي، وأن يكون بمعزل عن الذروة في انتباهته، وأن يكون منفصلا عن ممارسة فعل الكشف، ويحرم من غنيمته المصقولة بالمحن.

المؤسسة - في العالم الثالث - محاولة لتدجين المثقف، وإصرار على اخضاعه الى درس الطاعة وخلوة القانون، اذ تظل تعبيرا عن الحد من الإفراط في الطموح والرؤية، ومحاولة التفكير في ظل «البنود والمواد» والرقابة وقائمة طويلة من الاشتراطات التي تسهم في اختزال حياته، وما يرتبط بتلك الحياة من مباهج الانجاز والتمرد والخروج على النص. لأن الخروج على النص، نص آخر، يقول ما لا يرد على بال المؤسسة، وما لا تقوله المؤسسة هو ما يجب أن يصر المثقف على قوله، والا أصبح جزءا من اليافطة ومكتب الاستقبال والنظام الأمني، عدا عن برامجها المسلوقة! ولأن «النص آلة كسولة... ثمة قارئ يعيد تنشيطها» على حد تعبير الكاتب الايطالي امبرتو إيكو.

كل مؤسسة، انتماء أو شبه انتماء، وفي الحالين معا، الأمر لا يختلف كثيرا عن موت أو احتضار! لأن المؤسسة في نهاية المطاف لن تتخلى عن سلطتها في سبيل أن يتوغل المثقف في مباهجه وتمرده والمآزق التي يخلفها وراءه في المحيط الذي يحيا فيه. وربما صار مثقف هذا الجزء من العالم أكثر قدرة على كشف الحيل والأحاجي والتوريات الممنهجة التي تهدف - فيما تهدف اليه - الى جعل المثقف آلة استقبال من دون أن يكون له دور أو فعل أو توجيه لما يستقبله، الأمر الذي ينتج عنه قوالب ونسخ مكررة للمثقف، والفعل الذي يتم ترشيده من قبل المؤسسة للقيام بدورها والترويج لخطابها خارج أسوارها وجدرانها.

سقف المؤسسة ورأس المثقف

كل مؤسسة، سقف وإن علا، ومثل ذلك السقف لا يمكن أن يكتسب صفة الأفق البعيد، لا يمكن أن يكتسب صفة الفضاء الذي لن يتحقق للمثقف مادام مستمرا لعادة السقف تلك، ومادام مشدودا لأطريته، وعلى رغم تعدد السقوف وتباينها في مؤسسة وأخرى، فإن رأس المثقف لن يكون بمنأى عن الاصطدام بذلك السقف كلما استشعر حاجته للخروج على عادة الاستلاب المتفق عليها ضمنيا بينه وبين المؤسسة، وتلك حقيقة يحاول كثير من المثقفين بذل ما في وسعهم لطرد إلحاحها، وفقاعة حضورها واعتمالها في نفسياتهم ومداركهم ووعيهم.

ماذا بعد الأنقاض؟

على رغم كونها مؤسسة، فإن حجم الانقاض والدمار اللذين تخلفهما وراءها يكاد يكون خارج نطاق التصور. بهذه المفارقة يمكننا أن ننظر الى المؤسسة، والانقاض والدمار اللذين أنا بصددهما ليس بالضرورة أن يكونا معاينين في هيئة منظورة وقائمة، بقدر ما يتجسدان في حجم التفاهة والتدجين اللذين تخلفهما المؤسسة في نفسيات ومدارك ووعي أتباعها. ثم عليك بعد ذلك أن تكون أكثر قدرة على الإمعان في تخيل ما الذي يمكن له أن يقوم فوق تلك الانقاض؟ تماما كما ورد على لسان شاغل الناس وليام شكسبير: «كنت أعرف جيدا ما تهدّم، لكني لم أعرف أبدا ما الذي سيقوم فوق تلك الأنقاض!».

المؤسسة وتراكم الرفاهية

محن المثقف مركبة، بعضها من صنعه هو، وفي ذلك غبطته، وفي ذلك حافز استمراره في البحث عن محن ينتخبها بدقة وحساسية عالية، فيما المحن الأخرى التي تكون على حسابه، ويظل يدفع فواتيرها على الدوام، تكون من طرف وانتاج المؤسسة ورعايتها الدائمة لها في موقف ينم عن أنانية مستشرية هي من نسيجها وبنيتها وتركيبها، مثل تلك المحن ما لم تتراكم فلن تشعر المؤسسة بأي شكل من أشكال رفاهيتها، ولن تكتفي بالشعور ذاك ما لم تجد له موطئ قدم وشواهد على الأرض، فمقابل محن المثقف، ثمة رفاهية وغبطة تراكمها المؤسسة استلابا ونهبا من دون أن يطرف لها جفن - هذا اذا كان لها جفن أساسا - ويحق لنا بعد ذلك أن نسأل: هل يمكننا أن نطلق على ترحيل تلك المحن الى المثقف، اسم محن؟ أم نزوع نحو الامعان في سد الأفق أمامه، ووضع المتاريس في طريقه، وأحيانا تخريب الطرق التي يمر من خلالها، في محاولة للإيقاع به وإرساله الى حتف يليق بمواهبها في الخديعة؟

ما بعد الملح!

كل رفاهية، عيش بأدوات ومفاعيل ما بعد الضروري والملحّ والعاجل، تماما كما هو الحال مع ما بعد الملح، أن تتجاوز حاسة الذوق للطعم الواحد الى ألوان وكرنفالات من الطَعُوم المتعددة... وكل محنة بعيدا عن استقبال وعي ومدارك المثقف لها، في الصورة النقيضة، وبتحايل بالغ وبارع، هي على النقيض من الرفاهية، على النقيض من تعدد الطَعُوم، وعلى النقيض من تعدّد أدوات ومفاعيل ما بعد الضروري والملحّ والعاجل.

بيئة طاردة للرفاهية

ثمة أمر لابد من الانتباه اليه، يتركز ويتحدد في المناخ والبيئة اللتين يتجسد فيهما ذلك الصنف من المؤسسات الطاردة للرفاهية والأفق والفضاء والتعدد في الخيارات، في الوقت الذي سينكشف فيه المناخ والبيئة اللذان ينتجان مثقفا بهكذا مواصفات مربكة ومُتصرف في ارادتها واتجاهاتها وخياراتها.

مناخ وبيئة تجد مواد عمارتها الخام في قابليات واستعدادات محفزة لها كي تصبح أمرا واقعا من جهة، وفي موقف يدعو الى التندّر والانبطاح من شدة الضحك، وسخرية المواقف، حين تصبح حالا ضرورية وملحّة، من جهة أخرى. كل ذلك بفعل شروخ في بنية المجتمع عموما، وبنية المثقف خصوصا، في ظل بيئة لها مراكز وعظها وارشادها الداعية الى الاسكات والاصغاء وتنمية ملكة التلقي والاستقبال، والتحريض على أي محاولة للإغواء أو التشويش على مشروع النفاذ الى تلك الشروخ.

شروخ أصلها الذهاب في الاستبداد حتى النفس الأخير من عمر السلطة - والتي يبدو أنْ لا نفس أخيرا لها - مثل ذلك الاستبداد الذي يتحول من سلوك الى قانون له بنوده ومواده، له أشكال تفريخه في الكثير من مواقع الحياة، وهي مواقع لن تستثني رجل الدين في حلقته، والأكاديمي في قاعة محاضراته، ورجل الأمن في حفظ نظامه الخاص، والأب في دائرة سلطته المطلقة في البيت، تعبيرا عن حال تعويض عن القمع في الخارج، وتعويضا عن ارادته وخياراته المصادرة، والتفاتاته المتوجسة التي لا حصر لها كلما تراءى له شبح السلطة في الخارج.

ثقافة الزجر

أنا ابن المؤسسة الدينية، وكنت طالبا في احدى حوزاتها قبل 25 عاماً، لم اتردد لحظة واحدة في التسلل ليلا الى أحد المطارات من دون أن امتلك ثمن تذكرة السفر، بفعل الزجر حتى في الأسواق، ساعة التبضع، وهي لحظات بمثابة ترويح عن النفس واستراحة نلوذ بها بعيدا عن علم المواريث، و«اللمعة» وأصول الفقه، و«شرائع الاسلام» بأجزائه الأربعة، و«ألفية ابن مالك»، وبتصرف كذاك، يمكن القول إن ثمة خروجاً على السلطة المقررة شرعا من خلال الفهم المتحرك الذي يتيح لعدد من المشايخ الذين لم يبلغوا درجات متقدمة في التحصيل العلمي، التصرف من عندياتهم، في محاولة لتقرير أننا يجب أن نكون في الذروة من نموذج السلوك، ولم يحدث مرة أن كان للزجر ما يبرره، اذ نلنا نصيبنا منه، بل وأكثر من ذلك، حين وجه أحد المشايخ قبضته الى صدر أحدنا لأنه ضحك من عنوان أحد الكتب التي لا علاقة لها بتخصصنا، فيما نالنا نصيب وافر من تلك القبضة حين أعربنا عن اعجابنا بأحد عناوين كتب الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو. مثل تلك السلطة لا يمكنها أن تعد محيطها بنخبة لا تعاني من أمراض وأعراض جانبية جراء السلوك الذي عوملت به، ويظل الحل الأمثل للتخلص من تلك الأمراض والأعراض هو الخروج عليها من دون تشهير أو محاولة كشف لحزمة كبيرة من الحقائق التي لو وصلت الى الناس، لمهدت الى سلطة من نوع آخر، سلطة الكفر بها وبصكوكها، من دون أن يعني ذلك - إطلاقا - الكفر بسماحة الدين، ورحابته، وسعة أفقه.

الخيال والتدرّج

تنمو المؤسسة بتدرّج وتراتبية، ولن يكون المثقف على مبعدة من ذلك، اذ هو في الصميم من حركيتهما وترتيبهما وتوافقهما، بل يمكن القول، ان التدرّج والتراتبية يضعان في حسابهما - على أسوأ تقدير - تحييد المثقف، وتركه في مهب انشغالات بالجملة كيما يتاح لها الوقت الذي تدشن فيه نتائج ومحصلات ذلك التدرّج والتراتبية.

يحضر سلفادور دالي في هكذا توصيف ينم عن الضد مما تحاول المؤسسة تحقيقه أو الوصول اليه. خروج واع يمكن لغوايته أن يسبب ارباكا في محيط ملاييني اذا ما توافرت له فرص الخروج على المؤسسات: «لم يحدث أبدا أن رفضت لخيالي الخصب المطواع، اجراءات البحث الأشد صرامة، فهي تضفي على اختلالي الوراثي قليلا من الصلابة».

مثل ذلك الخيال هو على النقيض من التدرّج والتراتبية، وعلى النقيض من السقف، وعلى النقيض من التأطير، يخلف وراءه دماره المنتج والفاعل، فيما هو مدرك وواع للتساؤلات التي تنشأ وتدفع الى التفكير في «ما الذي سيقوم فوق تلك الأنقاض؟».

الكتابة باليد اليسرى!

عودة الى المثقف الذي يراد له أن يكتب باليد اليسرى (وهو تعبير يعني باللغة الإيطالية، أن ما يتم كتابته يشكل مرتبة ثانية في اهتمامات الكاتب)، ولو قدّر لتلك المؤسسة أن تحيل معظم الكتّاب والمثقفين الى الكتابة باليد اليسرى، فلن تتردد في ذلك، بحيث يأتي كل ما ينتج عنهم في المرتبة العاشرة من اهتماماتهم، ما يجعل ذلك النتاج يصب في نهاية المطاف في صالح توجهات المؤسسة وأهدافها.

استدراج إيكو

يمكن تلمّس جانب مما ذهبنا اليه سابقا في عدد من كتب الروائي والسوسيولوجي الإيطالي امبرتو إيكو: «منمنمات»، «رؤية نهاية العالم»، و«اسم الوردة». في «رؤية نهاية العالم»، ثمة حديث عن الطرائق الشاذة، وعن الحركات الألفية في التاريخ، وكلها تصب في موضوعة الجنوح والشهوة اللتين هما من صميم ممارسة وذهنية المؤسسة/ السلطة وتوجهاتها.

استدرج إيكو من خلال حوارات مع موسيقيين أمثال: بريو، وهنري بوسور، في نهاية العام 1959 - ،1962 الى مساحة من كشف نقاء الفضاء، ووضوح الأفق الذي يتحرك من خلاله المثقف بعيدا عن المؤسسة بمعناها السلطوي البغيض، وهو في حقيقة الأمر ليس اكتشافا بقدر ما هو امعان في التأكيد على روعة المحصلات ورصانتها حين تتم بعيدا عن جُدُر وأسوار وسقوف المؤسسات.

الدرجة الصفر للكتابة

في «الدرجة الصفر للكتابة»، ثمة ما يحيل الى عدد من المفاهيم التي تطرقت اليها هذه الكتابة في فقرات سابقة، من دون أن تكون بتلك الدرجة من المباشرة في الطرح والتناول، اذ ثمة توصيف عميق لحال المؤسسة والمثقف، كل من جهة الدور الذي يلعبه، مع أهمية ملاحظة تناول بارت لدور المؤسسة في بيئة على النقيض من المناخ والبيئة اللتين نعاني منهما في جزء من العالم، يبدو أنه ملعون ومسخوط عليه. علينا أن نستدرك في هذا المقام بالقول: ان ميشيل فوكو نفسه لم يوفر مؤسسات جزء من فرنسا وأوروبا في فترات متأخرة من ممارساتها وتعاطيها مع نماذج انسانية، وإن بدت خارج وجهة ومسار هذا الموضوع، في عدد من كتبه واصداراته، وربما يكون «تاريخ العيادة... وتاريخ الجنون» يمثلان جانبا مما نحن بصدده.

لا يشكونّ قلب العارف!

جانب من محنة المثقف يمكننا تلمّسه في عدد من الرؤى والتجليات لأبي يزيد البسطامي اذ يشير في احدى مكاشفاته: «صارت أنملته عريضة من كثرة ما كتب»... فلا تذهبن بأحد الظنون أن عرض الأنملة هي سر المحنة! وله «من باع نفسه كيف تكون له نفس؟» و«لا يشكونّ قلب العارف وان قطّع بالمقراض» و«دق رجل الباب على ابي يزيد، فقال أبو يزيد: ماذا تطلب؟ فقال: ابا يزيد، قال أبويزيد: وأنا كذلك في طلب أبي يزيد منذ عشرين سنة!» وقيل له: بأي شيء وجدت هذه المعرفة؟ فقال: ببطن جائع وبدن عارٍ. و«كفر أهل الهمّة، اسلم من ايمان أهل المنّة».

اتسع بطن من لا يشبع

حدّث أبوالهيثم قال: حدثني أبو البشير، محمد بن بشر الفزاري، عن ابراهيم بن عقيل البصري، قال: قال معاوية يوما وعنده صعصعة بن صوحان، وكان قد قدم عليه بكتاب عليّ، وعنده وجوه الناس: الأرض لله، وأنا خليفة الله، فما آخذ من مال الله فهو لي، وما تركت منه كان جائزا لي. فقال صعصعة: (من المتقارب)

تمنّيك نفسك ما لا يكونّ

جهلا معاوي لا تأثم

فقال معاوية: يا صعصعة، علمت الكلام. قال: العلم بالتعلم، ومن لا يعلم يجهل. قال معاوية: ما أحوجك الى أن أذيقك وبال أمرك. قال: ليس ذلك بيدك، ذلك بيد الذي لا يؤخر نفسا اذا جاء أجلها. قال: ومن يحول بيني وبينك؟ قال: الذي يحول بين المرء وقلبه. قال معاوية: اتسع بطنك للكلام كما اتسع بطن البعير للشعير، قال: اتسع بطن من لا يشبع، ودعا عليه من لا يجمع.

وفي سنة اثنتين وثمانين، قتل الحجاج ابن القريّة - أيوب بن يزيد بن قيس بن زرارة الهلالي، والقريّة أمه - لخروجه مع ابن الأشعث، وانشائه الكتب له، ووضعه الصدور والخطب، وكان ابن القريّة من البلاغة والعلم والفصاحة بالموضع الموصوف، وكان قتله صبرا، وهو القائل: الناس ثلاثة: عاقل، وأحمق، وفاجر: فأما العاقل فإن الدين شريعته، والحلم طبيعته، والرأي الحسن سجيته، إنْ نطق أصاب، وان كُلّم أجاب، وإن سمع العلم وعى، وان سمع الفقه روى.

وحبس الحجاج ابراهيم التميمي بواسط، فلما دخل السجن وقف على مكان مشرف، ونادى بأعلى صوته: يا أهل بلاء الله في عافيته، ويا أهل عافية الله في بلائه، اصبروا. فنادوه جميعا: لبيك لبيك. ومات في حبس الحجاج، وانما كان الحجاج طلب ابراهيم النخعي فنجا، ووقع ابراهيم التميمي. وحُكي عن الأعمش قال: قلت لإبراهيم النخعي: أين كنت حين طلبك الحجاج؟ فقال: بحيث يقول الشاعر: (من البحر الطويل)

عوى الذئب فاستأنست بالذئب اذ عوى

وصـــوّتَ انســـان فكـــدت أطـــــير

أي حيث الوحشة التي فيها استئناس، وحيث الوحدة التي فيها رفقة، وحيث انبعاث صلة لسان وحوار مع ما عداه من كائنات، في محاولة للتغلب على المحنة، واستئناسا بالخروج على سقف السلطة والقمع.

وذكر بعض الاخباريين أن عمر بن عبدالعزيز رضي الله تعالى عنه وأرضاه، في عنفوان حداثته، جنى عليه عبد له أسود جناية، فبطحه وهم ليضربه، فقال له العبد: يا مولاي، لم تضربني؟ قال: لأنك جنيت كذا وكذا، قال: فهل جنيت أنت جناية غضب بها عليك مولاك؟ قال عمر: نعم، فقال: فهل عجّل عليك بالعقوبة؟، قال: اللهم لا، قال العبد: فلمَ تعجّل عليّ، ولم يعجّلْ عليك؟ قال: قم فأنت حر لوجه الله. وكان ذلك سبب توبته، وكان عمر يكثر هذا الكلام في دعائه فيقول: «يا حليما لا يعجّل على من عصاه»

العدد 1252 - الأربعاء 08 فبراير 2006م الموافق 09 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً