العدد 1290 - السبت 18 مارس 2006م الموافق 17 صفر 1427هـ

تواصل عملية سامراء وبوش يتعهد بإكمال المهمة في العراق

نفي القبض على قتلة أطوار بهجت وتظاهرات ضد الحرب في جميع أنحاء العالم

بعد ثلاث سنوات من غزو العراق، قال الرئيس الاميركي جورج بوش أمس إن قرار شن الحرب على هذا البلد كان «صائبا» وتعهد بالقضاء على أعمال العنف الدموية التي أودت بحياة نحو 2300 جندي أميركي. وجاء خطاب بوش في وقت تواصلت فيه العملية العسكرية واسعة النطاق في سامراء إذ القي القبض على قتلة إعلامي في قناة العراقية وليس قتلة الصحافية أطوار بهجت، كما أعلن من قبل.وجرت تظاهرات ضد الحرب في الكثير من مدن العالم أمس.

وقال الرئيس في حديثه الإذاعي الأسبوعي «سننتهي من المهمة. وبهزيمة الإرهابيين في العراق فإننا سنحقق قدراً أكبر من الأمن لبلدنا». وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت أخيرا تراجع شعبية بوش الى أدنى مستوياتها اذ يشكك المزيد من الاميركيين في طريقة إدارته للحرب على العراق وفيما إذا كانت الإطاحة بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين تستحق كل ذلك العناء. وقال بوش «ان قرار الولايات المتحدة وشركائنا في التحالف للإطاحة بصدام من السلطة كان قرارا صعبا، ولكنه القرار الصائب». واضاف «ان أميركا والعالم أصبحا أكثر أمنا اليوم من دون وجود صدام في السلطة. فلم يعد صدام يضطهد الشعب العراقي ويرعى الإرهاب ويهدد العالم. انه يحاكم الآن على جرائمه ويعيش أكثر من 25 مليون عراقي الآن في حرية».

وقال بوش انه في مواجهة الاشتباكات الدامية في العراق «قد يبدو في بعض الأحيان من الصعب فهم كيف أننا نقول ان تقدما يحصل في هذا البلد».

الى ذلك أعلن مسئول عسكري اميركي كبير أمس ان الولايات المتحدة تأمل في التمكن من نقل 75 في المئة من أراضي العراق الى سلطة القوات العراقية بحلول نهاية الصيف. وأعرب الجنرال بيتر كياريلي الذي يتولى إمرة القوات المتعددة الجنسية في العراق عن ارتياحه لاداء الجيش العراقي خلال حوادث الأسابيع الأخيرة التي شهدت نشوب اعمال عنف طائفية واعتبر انه بات «مجهزا ومدربا بشكل جيد» لمواجهة المتمردين. وبحسب ضابط كبير فانه يتوقع بحلول نهاية الصيف ان «تتمكن الوحدات العراقية من تولي 75 في المئة من أراضي البلاد» في حين كان الرئيس جورج بوش يأمل في تحقيق هذا الهدف في نهاية السنة الجارية.

في غضون ذلك تجمع مئات الأشخاص أمس في وسط ستوكهولم احتجاجا على الوجود العسكري الاميركي في العراق وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لشن الحرب على هذا البلد. وسار المتظاهرون من كل الأعمار والفئات تلبية لدعوة «شبكة ضد الحرب» التي تضم نحو خمسين منظمة سويدية، وهم يرفعون لافتات كتب عليها «لتخرج الولايات المتحدة من العراق» و«لتسقط الامبريالية الاميركية» و«لتخرج (اسرائيل) من فلسطين». كما خرج أمس قرابة 12 ألف شخص من مناهضي الحرب في مظاهرات حاشدة بوسط العاصمة لندن للمطالبة بمغادرة القوات البريطانية من العراق. وجرت تظاهرات مماثلة أيضا في الولايات المتحدة. وفي روما تظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص بعد ظهر أمس وسط إجراءات أمنية مشددة احتجاجا على الحرب.

ميدانيا واصل نحو 1500 جندي عراقي وأميركي عمليتهم العسكرية الواسعة شمالي شرقي مدينة سامراء لليوم الثالث على التوالي وسط أنباء عن اعتقال عشرات من المشتبه بهم فضلا عن العثور على كميات من الأسلحة والأعتدة.

وأعلن المتحدث الإعلامى باسم القوات الأميركية في بغداد جيراك فيزر اعتقال 50 شخصا من المشتبه في علاقتهم بالمسلحين أمس خلال العملية.

وأعلن الجيش الاميركي في بيان أمس مقتل جنديين اميركيين بإطلاق «نار غير مباشر» وإصابة آخر بجروح شمال - غرب تكريت قبل يومين. وأضاف البيان ان «جنديا آخر أصيب بجروح ونقل الى مستشفى عسكري».

على صعيد متصل أعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية مقتل شخص في انفجار وتعرض زوار العتبات الشيعية الى هجمات في طريقهم الى كربلاء، بالإضافة الى انفجار عبوات استهدفت رجال أمن. وأوضح مصدر أمني ان عراقيا قتل أمس في انفجار عبوة ناسفة وأصيب آخر بجروح في شارع الصناعة في جنوب بغداد، في وقت انفجرت فيه عبوة ناسفة على بعد 45 كم غربي مدينة كركوك ما أسفر عن مقتل سائق مركبة تقل عددا من العمال كانت متوجهة إلى قضاء بيجي وإصابة أربعة من هؤلاء العمال.

من جهة أخرى نفت وزارة الدفاع العراقية أمس ما نسب الى وزير الدفاع سعدون الدليمي من تصريحات بشأن اعتقال قتلة الصحافيين في قناة «العربية» أطوار بهجت وزميليها، مؤكدة توقيف قتلة مسئول إعلامي وسائقه في قناة «العراقية». وأفاد بيان وزارة الدفاع ان «التصريح الذي تناقلته وكالات الأنباء والخاص باعتقال ستة إرهابيين قاموا بجريمة اغتيال مراسلة «العربية» اطوار بهجت وزميليها غير صحيح».


هيئة علماء المسلمين ترفض الحوار بين واشنطن وطهران

البيت الأبيض: مناورة إيرانية بشأن العراق

بغداد، واشنطن - أ ف ب

قال البيت الأبيض أمس الأول إن الاستعداد الإيراني لمناقشة الوضع في العراق، يحمله على الاشتباه في وجود مناورة، للتخفيف من الضغوط الدولية التي تمارس على الجمهورية الإسلامية بسبب أنشطتها النووية. وكشف مستشار الرئيس جورج بوش لشئون الأمن القومي ستيفن هادلي، لبعض الصحافيين ان إيران انتظرت إحالة ملفها على مجلس الأمن للموافقة على البدء بمناقشات بشأن الوضع في العراق. وقال هادلي ان «ما يقلقنا هو ان يكون ذلك استراتيجية فقط لإبعاد الضغط عنهم في نيويورك» اذ يحاول مجلس الأمن في الوقت الراهن الاتفاق على الرد الذي يتعين اعتماده حيال التحدي النووي الإيراني. على صعيد متصل أعلنت قوى سياسية عراقية أمس رفضها الحوار بين الولايات المتحدة وإيران بشأن العراق. وأبدت هيئة علماء المسلمين في العراق (سنة) «امتعاضا واستياء شديدين» من دعوة زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عبدالعزيز الحكيم إيران الى فتح حوار مع واشنطن بشأن العراق، ووصفت هذه الدعوة بأنها «محاولة لشرعنة التدخل الإيراني» في شئون العراق. من جانبه قال وزير الدفاع البريطاني جون ريد في مؤتمر صحافي أمس في بغداد إنه يتعين على إيران والجيران الآخرين للعراق مساعدته في الوقوف على قدميه بدلا من التدخل في شئونه الداخلية.

العدد 1290 - السبت 18 مارس 2006م الموافق 17 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً