العدد 1309 - الخميس 06 أبريل 2006م الموافق 07 ربيع الاول 1427هـ

الإعلام الأميركي متحيز في أنباء العراق سلباً أو إيجاباً

قال مشاركون في لجنة مناقشة نظمتها «رويترز» إن تغطية الإعلام الاميركي لما يحدث في العراق متحيزة فهي إما «أنباء طيبة» أو «أنباء سيئة» وان كل الأطراف تفتقر إلى تقديم الصورة الكاملة للحوادث.

كانت هذه من النقاط القليلة التي اتفق عليها الصحافيون وصحافيو الانترنت ومتحدث عسكري اميركي اجتمعوا في نيويورك لمناقشة التغطية الإعلامية للعراق. وقال روجر كوهين وهو صحافي في الهيرالد تريبيون زار العراق أخيرا «إذا كتبت تقريرا من العراق به أنباء طيبة تحسب على الفور على حساب الحكومة وكأنك تبرر لها... وإذا كتبت شيئا به انتقاد تحسب على حساب المعسكر الآخر». وصرح كوهين أن الصحافة الاميركية التقليدية وصحافيي الانترنت على السواء يسقطون في هذا الشرك ويتبعون خطاً واحداً. وأضاف «في غالبية الأحوال تقرأ الفقرة الأولى وتنظر إلى اسم الكاتب لتعرف تماما إلى أي اتجاه يسير (التقرير)». «الكل يذهب إلى المرجع الذي يريده ليثبت وجهة النظر التي يتبناها فعلاً «وعلى رغم الأنباء الطيبة والسيئة قليل هم الذين يغيرون مواقفهم». وقال اللفتنانت كولونيل ستيفن بويلان الذي عاد إلى الولايات المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول بعد ان قضى 16 شهراً في العراق شغل خلالها منصب كبير المتحدثين باسم الجيش الاميركي انه لاحظ بعد عودته ان تغطية العراق في وسائل الإعلام الاميركية قليلة. وقال «كنت اعتقد حين ذهبت إلى هناك في بادئ الأمر أنه لا تخرج من العراق أنباء طيبة كافية. ثم أدركت أن الأمر ليس مسألة أنباء طيبة أو سيئة. بل ان القصة الكاملة لا تروى». وانتقد مسئولو إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش الإعلام مراراً لتركيزه على أعمال العنف اليومية وعلى الصراع العرقي والطائفي لا على التقارير الايجابية مثل الاستقرار النسبي في أجزاء من العراق. من جانبه، قال غيث عبدالأحد وهو مصور صحافي عراقي انه من الخطأ القول إن الصحافيين يتجاهلون الأنباء الطيبة. وقال «إنها حرب أهلية. الناس يقتلون كل يوم بل كل ساعة... وفي كل مكان من العراق. إنها حرب أهلية ونحن حتى الآن لا نريد ان نسمي الأشياء بأسمائها». وقال زكي شهاب المحرر السياسي في صحيفة الحياة ومقرها لندن إن الأمن تدهور بدرجة كبيرة في السنة الماضية وانه لم يعد ممكننا ان يضمن الصحافيون العرب والعراقيون سلامتهم إذا ما سافروا خارج العاصمة (بغداد). وقال رئيس مكتب «رويترز» في بغداد اليستير مكدونالد ان العاملين العراقيين في الوكالة وعددهم نحو 70 في 18 مدينة في شتى أنحاء العراق يجدون صعوبة متزايدة في العمل بسبب التوترات الطائفية وان ذلك اضطر بعض الصحافيين إلى مغادرة بعض المدن بعد تلقيهم تهديدات بالقتل. وقال مكدونالد «أناس كثيرون يعملون معنا ويخشون كشف هويتهم كصحافيين». وأضاف ان الكتابة عن إعادة البناء تكون صعبة حين يتدهور الأمن. وأضاف «نحن نتطلع لوصول تقارير من مراسلينا من شتى أنحاء البلاد لكنهم ايضا يعطونا الانطباع انهم يجدون مهمتهم صعبة بصورة متزايدة.» وطبقاً للجنة حماية الصحافيين قتل ما لا يقل عن 67 صحافياً في العراق منذ الغزو الاميركي العام 2003.

وقال كوهين «هناك حملة منظمة لبث الرعب في نفوس الصحافيين سواء من الغرب أو من غير الغرب». وقال شهاب ان الصحافيين العراقيين يعملون عادة في السر ويرفضون الكشف عن هويتهم حتى لا يتهموا بالتواطؤ. وصرح عبدالأحد أن البرنامج الذي تبنته وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) لدفع أموال للمؤسسات الإخبارية العراقية التي تنشر تقارير ايجابية جعل الحياة أكثر صعوبة للصحافيين العراقيين. واستطرد «كيف تتصور ان ينزل صحافيون عراقيون محترمون إلى الشوارع ويكتبون تقريراً ايجابياً. الكل سيشير لهم ويقول إنهم مرتشون مأجورون لدى الاميركيين»

العدد 1309 - الخميس 06 أبريل 2006م الموافق 07 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً