العدد 1313 - الإثنين 10 أبريل 2006م الموافق 11 ربيع الاول 1427هـ

فضل الله يحذر من «خطاب عربي» يعتمد المذهبية

ردود فعل مستنكرة لتصريحات مبارك... وأميركا ترفض وصف القتال «بحرب أهلية»

الكويت، عواصم ، وكالات - حسين عبدالرحمن 

10 أبريل 2006

حذر المرجع الديني اللبناني السيدمحمدحسين فضل الله أمس من سلبيات اعتماد «خطاب رسمي عربي مذهبي» معتبراً أن وصف الرئيس المصري حسني مبارك الشيعة العرب بأنهم يوالون إيران أكثر من أوطانهم هو وصف «لا يتسم بالدقة».

في غضون ذلك أدان عراقيون تصريحات الرئيس المصري فيما رفض السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد وصف القتال في العراق بالحرب الأهلية.

وقال المرجع الديني اللبناني الذي يتخطى نفوذه الديني لبنان في بيان أمس «الخطورة كل الخطورة تكمن في ان يبدأ الخطاب العربي الرسمي في التركيز على الجانب الطائفي أو المذهبي والانسياق وراء الأوضاع التي يعمل المحتل الأميركي لتعزيزها على حساب الواقع الإسلامي». ولفت الى أن موقف الرئيس مبارك «يأتي في توقيت أقل ما يقال فيه إنه غير موفق إذ إن الأمة تنتظر حركة عربية وإسلامية وحدوية تتسم بالحسم في مواجهة الاحتلال الأميركي للعراق لتحميله المسئولية حيال المشهد اليومي الدامي هناك». واعتبر بان موقف الرئيس المصري «يفتقر الى الدقة في رصد حركة المسلمين الشيعة»، مؤكدا «أن الشيعة، وخصوصاً الشيعة العرب، مخلصون لأوطانهم وقدموا الغالي والنفيس دفاعا عنها». وكان مبارك صرح في حديث لقناة «العربية» الفضائية السبت الماضي ان ولاء غالبية الشيعة في المنطقة هو «لإيران وليس لدولهم». وفي لبنان أيضاً طلب حزب الله وحركة أمل الشيعيان اللبنانيان أمس (الاثنين) من الرئيس المصري حسني مبارك «تصحيح» موقفه. وفي بيان مشترك قال حزب الله وحركة أمل «نأمل من الرئاسة المصرية تصحيح الصورة والموقف لما تمثله من موقع ومن مقام في العالم العربي».

وفي تعليقه على حديث مبارك أعلن حزب الله اللبناني أن شيعة البنان أخذوا شهادة بوطنيتهم من خلال الجهود التي بذلوها في خدمة بلدهم، في وقت قال فيه رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر الصباح أمس إن تصريحات مبارك «لا تعني الكويت من قريب أو بعيد» وأكد «التلاحم الوطني الرائع» في الكويت. وقد استقبل المواطنون الشيعة في الكويت الموقف الحكومي بالارتياح. وكان النواب الشيعة في مجلس الأمة الكويتي سعوا إلى مناقشة تصريحات الرئيس المصري تحت قبة البرلمان وقال النائب صالح عاشور إننا سنقدم طلبا إلى رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي لمناقشة هذه التصريحات.

إلى ذلك، رأت شخصيات سياسية وشعبية في العراق أنه لا يمكن وصف أعمال العنف والقتال والاغتيالات التي تجتاح العراق بأنها «حرب طائفية» وأن التصريحات التي أطلقها مبارك بوصف ما يجري في العراق بأنه حرب أهلية بأنها «غير دقيقة وترتكز على معلومات خاطئة». وقال القيادي البارز في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الشيخ جلال الدين الصغير «لن ننجر إلى الحرب الأهلية التي يريدها الإرهابيون والتكفيريون والصداميون على رغم بحور الدم». ورأى زعيم جبهة الحوار الوطني صالح المطلق أن «هناك حرباً أهلية في العراق، لكنها ليست بين طوائف الشعب العراقي وإنما بين مليشيا الأحزاب والمواطنين». وقال إنه «لا توجد حرب طائفية بين جماهير الشعب. إنهم متماسكون ومتحابون». وانتقد الشيخ عبدالهادي الدراجي أبرز أتباع الصدر في بغداد تصريحات مبارك وقال «إنها كلام خطير وجاءت لإضافة الزيت على النار».

من جانبه، أكد وكيل وزارة الداخلية العراقية اللواء حسين على كمال أن العراق يعيش فعلا حربا أهلية منذ عام أو أكثر. وقال كمال إن الحقائق على الأرض تثبت هذا الطرح. مستشهدا بقتل الشيعة والسنة وتدمير الحسينيات والمساجد والهجمات على قوات الأمن العراقية وقتل المدنيين الأبرياء.

وفي سياق متصل نفى السفير الأميركي في بغداد وصف القتال في العراق بأنه حرب أهلية قائلاً إن العراقيين يقفون ضد هذا الاحتمال كما أن المؤسسات العراقية صامدة في وجه محاولات التفكيك ولاتزال تعمل كمؤسسات وطنية وليست طائفية

العدد 1313 - الإثنين 10 أبريل 2006م الموافق 11 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً