العدد 3174 - الإثنين 16 مايو 2011م الموافق 13 جمادى الآخرة 1432هـ

«ليبيا الأحرار» قناة تحتضنها قطر لدعم الثورة الليبية

على بعد آلاف الكيلومترات من بنغازي ينشط عشرات الصحافيين والتقنيين على مدار الساعة لدعم الثورة من خلال قناة «ليبيا الأحرار» التي تحتضنها قطر وتساهم في تمويلها، على أن تنتقل في المستقبل إلى ليبيا لتتحول «من قناة ثورة إلى قناة دولة».

وقال مسئول الإعلام في المجلس الوطني الانتقالي، محمود شمام وهو بمثابة وزير الإعلام للثورة الليبية، «نحن لسنا قناة نضالية بمعنى النضال بل نحن قناة تتبنى مطالب الشعب الليبي وحقه في الحرية والكرامة».

وشمام أطلق مع عدد من الصحافيين والناشطين الليبيين القناة منذ نهاية مارس/ آذار وهي تبث من مبنى في وسط الدوحة التاريخي مستخدمة معدات ومكاتب قناة «الريان» القطرية، بانتظار «تحرير طرابلس» بحسب شمام.

وقال المعارض الليبي المعروف المقيم منذ سنوات بين واشنطن والدوحة وبيروت لوكالة «فرانس برس»: «بصورة عامة الهدف من القناة هو تقديم خدمة نوعية للمشاهد الليبي المحروم من أية قنوات ذات قيمة مهنية وسياسية، ولسد عجز في ظل عدم وجود أعلام مضاد للإعلام الحكومي» الليبي.

ففي مكاتب القناة التي تتمتع بحماية مشددة وبتدقيق ملحوظ على الداخل إليها والخارج منها بسبب التهديدات التي تلقاها القيمون عليها، يعمل المعدون على برامج متنوعة تحظى الأخبار بحصة الأسد منها.

وتبث القناة أخباراً عن تقدم الثورة والأوضاع الميدانية، لاسيما في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، كما تبث رسائل مصورة من مقاتلين على الجبهة إلى جانب البرامج الحوارية من بنغازي في شرق البلاد، معقل الثورة.

أما البرامج «غير الإخبارية» فغالباً ما تكون سياسية بامتياز أيضاً، كبرنامج يفند في إطار هزلي كوميدي «فلسفة» الزعيم الليبي، معمر القذافي الذي يحكم بلاده منذ أكثر من أربعة عقود.

وغالباً ما يوصف القذافي في القناة بالطاغية، لاسيما في الأغاني والأناشيد الثورية التي تحث الليبيين على دعم الثوار.

وقال شمام إن المتوافر لليبيين منذ عقود هو «أعلام حكومي بكل خصائصه ودعاياته الغوبلزية المباشرة لذا أردنا إلغاء هذا الاحتكار لنعطي لشعبنا قناة تناقش الأمور بكل صراحة بشكل نقدي كصورة أخرى مقابلة للإعلام الحكومي».

من جانبه، قال المدير العام للقناة والذي شارك في تأسيسها، محمد العكاري لوكالة «فرانس برس» إن «ليبيا الأحرار» يعمل فيها حوإلى مئة صحافي وتقني وموظف وتبث حالياً 12 ساعة يومياً بعد أن بثت في الفترة الأولى ست ساعات.

والغالبية العظمى من موظفي القناة ليبيون، فباستثناء بعض التقنيين، يعمل عشرات الشبان والشابات الليبيين على مدار الساعة لإيصال صوت «الأحرار» إلى مواطنيهم على بعد آلاف الكيلومترات.

وتبث القناة على أقمار عرب سات ونورسات كما باتت تحظى بموقع على الإنترنت «يحتل المرتبة الرابعة في ليبيا من بين كل المواقع»، بحسب العكاري، إضافة إلى تطبيقات على أجهزة «آي باد» و»آي فون».

وقال عكاري «هناك عملية كاملة داخل ليبيا وأجهزتنا وفرقنا موجودة في بنغازي وسيكون لدينا في المناطق المحررة ومناطق القتال الميدانية مراسلون».

وعن مستقبل القناة، قال عكاري «نحن أسسنا (ليبيا الأحرار) لتكون قناة دولة وليس قناة ثورة»، أي أن مشروعها هو الدولة الليبية القادمة بعد تغيير النظام في ليبيا دون أن تكون حكومية.

أما شمام، فقال إن القناة وفرت للفرق العاملة لديها «أفضل الأجهزة وستكون هناك محطة أرضية في طرابلس بعد ساعات من تحريرها وستكون لدينا محطة إف إم في بعض المناطق ومحطات أرضية في بعض المناطق الأخرى».

وأضاف «نحن الآن سوف ندرب الكوادر التي لدينا وقد تعاقدنا مع مدربين من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لتدريبهم على كيفية العمل الإعلامي» و»نحن نأمل ونخطط أيضاً لأن تنتقل هذه القناة برمتها إلى طرابلس عندما تتحرر من قبضة القذافي».

وعن تمويل القناة، قال العكاري لوكالة «فرانس برس»: «هناك العديد من رجال الأعمال والمتبرعين الذين يدعمون القناة، لكن السند الأقوى هو بالطبع دولة قطر التي لن نتمكن أبداً من شكرها بما يكفي»، علماً أن قطر هي أول دولة عربية تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي كما أنها تشارك في العمليات الجوية في ليبيا.

وعن علاقة القناة بالمجلس الوطني الانتقالي، أوضح شمام أنها «علاقة أدبية، فأنا أسست هذه المحطة حتى قبل أن أكون المسئول الإعلامي في المجلس الوطني وهذه القناة ليست صوتاً للمجلس الوطني وإنما على تواصل مع قرارات المجلس».

وأضاف «هي لا تتلقى توجيهاتها من المجلس وهي قناة يقرر محرروها خطها السياسي كل يوم».

ويقول أحد مقدمي البرامج العاملين في القناة لـ «فرانس برس» طالباً عدم ذكر اسمه خوفاً «من بطش نظام القذافي بأقاربه الموجودين في طرابلس» على حد قوله، «هناك كوادر في القناة يخشون من التهديدات الموجهة لأهلهم فالتهديدات والمضايقات طالت أناساً تكلموا في الإعلام من خلال مداخلات تلفونية فما بالك لمن يعمل في قناة».

إلا أنه كان متفائلاً بنهاية وشيكة لهذا الخوف لأنه اعتبر أن «الخناق يضيق على النظام وبعد تحرير طرابلس سننتقل مباشرة للبث من هناك»

العدد 3174 - الإثنين 16 مايو 2011م الموافق 13 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً