قال مدير إدارة التعليم المستمر مجيد مفيز إن مملكة البحرين حققت على صعيد محو الأمية نتائج مشرفة، معولاً في ذلك على انخفاض نسبة الأمية في الفئة المستهدفة، وبفضل الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم متمثلة في إدارة التعليم المستمر والمراكز التعليمية التابعة إليها، إلى 2.46 في المئة وذلك بحسب تقرير التعليم للجميع الصادر في العام 2010 عن منظمة اليونسكو، والذي عززه تقرير المعرفة العربي.

وذكر خلال رده على أسئلة «الوسط» أن عدد المشاركين في برامج التعليم الأساسي المعادل خلال هذا العام بلغ (2130) دارساً ودارسة كما تم إلحاق عدد (219) من الدارسين والدارسات من الحاصلين على الشهادة الإعدادية المعادلة لهذا العام الدراسي بالتعليم الثانوي النظامي وذلك لفتح المجال أمام الدراسين للاستفادة من الدراسة النظامية المسائية وأخذ الدروس مباشرة من المعلمين، بعد أن كان هؤلاء الدارسون يحوَّلون إلى دراسة المنازل بعد تخرّجهم من الإعدادية النظامية وبذلك بلغ عدد الدارسين في التعليم الأساسي (الابتدائي والإعدادي) والثانوي 2349 دارساً ودارسة.

وذكر أنه يعمل تحت إدارة التعليم المستمر ما مجموعه 27 مركزاً مسائياً 15 منهم للرجال و12 للنساء، مشيراً إلى أن برامج التعليم المسائي جاءت تلبية للاحتياجات التعليمية لجميع فئات الراغبين في التعليم فهي موزعة على أربع مراحل كالتالي:

المرحلة الأولى: مرحلة محو الأمية وتعادل في نهايتها المستوى الرابع في التعليم الابتدائي.

المرحلة الثانية: مرحلة المتابعة وتعادل في نهايتها المستوى السادس في التعليم الابتدائي.

المرحلة الثالثة: مرحلة التقوية (الشهادة الإعدادية المعادلة) وتعادل في نهايتها مستوى الصف الثالث الإعدادي في التعليم النظامي.

ونوّه إلى أن هذه البرامج تُعَدُّ معادلة لمستوى المراحل الدراسية في التعليم الأساسي بالمدارس النظامية، أما المرحلة الرابعة فبيّن أنها مرحلة التعليم الثانوي المسائي وهي ثلاث سنوات دراسية تطابق المرحلة الثانوية (المسار الموحد) في التعليم النظامي في جميع متطلباتها، مشيراً إلى أنه إضافة إلى ذلك تقام العديد من الأنشطة المعززة للمنهج الدراسي من خلال تنظيم زيارات ميدانية تهدف إلى ترسـيخ المعلومة العلمية لدى المتعلم ومحاضـرات تثقيفية لزيادة الكم المعرفي ومنح فرصـة المشاركة في مناقشات وحوارات تهم الدارسين وتعمل على توسيع مداركهم حيث تعمل على تغذية مصادر المعرفة والاطلاع لديهم.

وأضاف أن هذه المراكز تتخذ مدارس وزارة التربية والتعليم مقارّاً لها في الفترة من الثالثة وحتى الخامسة والنصف عصراً للنساء، بينما تعمل مراكز الرجال في الفترة من السادسة والربع وحتى التاسعة والنصف مساءً.

ولفت إلى أن وزارة التربية والتعليم ما زالت تضطلع بدور حيوي في مجال محو الأمية الأبجدية عبر حزمة من البرامج والمشاريع المتنوعة في حقل التعليم المستمر وتبذل جهوداً كبيرة للقضاء على الأمية في مملكة البحرين ونشر العلم بين الفئات التي حرمت من التعليم لأي سبب من الأسباب؛ الأمر الذي عزّز من حصولها على مركز متقدم على مستوى العالم في مجال محو الأمية والتنمية البشرية.

وذكر أن وزارة التربية والتعليم قامت بإعداد خطة برامج لتمكين الدارسين من تملك مهارات التعلم الأساسية التي تعينهم على المضي في التطور المعرفي الذي يعود على تقدمهم الذاتي في مجال الحياة والعمل وستعمل على تنفيذها عن طريق عقد شركات مع جهات داخل وخارج الوزارة وذلك لتعزز برامج محو الأمية التي تعمل على تمكين الدارس لمواجهة متطلبات حياته العلمية والعملية ما يؤدي إلى فتح مجالات عدة للتطور والنماء للفرد في داخل مجتمعه وخارجه.

وقال: «انطلاقاً من توجيهات وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي بدفع مسيرة التربية والتعليم في المملكة نحو التطوير الشامل في جميع المجالات، وحرصاً من الوزارة على تقديم خدمات تعليمية لفئات مختلفة من الجمهور تحقيقاً لمبدأ (التعليم للجميع) الذي نصت عليه المواثيق الدولية فقد تم تطبيق برنامج التعليم الثانوي المسائي - المساوي للتعليم الثانوي النظامي توحيد المسارات».

وبيّن «أنه وفي إطار التواصل مع الدارسين ورغبة من الإدارة في الوصول لأكبر شريحة منهم، فقد تم تدشين خدمة تسجيل الدارسين ودفع الرسوم لبرامج خدمة المجتمع على موقع الحكومة الإلكترونية، كما تم إصدار العديد من المطويات والنشرات التي تروج لبرامج خدمة المجتمع والتعريف بنظام التعليم المسائي ولوائح التسجيل فيه».

وذكر أنه في ضوء برامج خدمة المجتمع التي تم تنفيذها خلال الفصل العام الدراسي 2010/ 2011، فقد تم تنفيذ دروس التقوية لطلبة وطالبات المنازل للمرحلة الثانوية في مركزين - وللعام الثاني نظراً إلى الإقبال الشديد على البرنامج في نسخته الأولى - وهما مدرسة الشيخ عيسى بن علي الثانوية، ومدرسة الهداية الخليفية الثانوية, لافتاً إلى أنه انتظم في الدراسة بالبرنامج ما يقارب 1035 دارساً ودارسة في مختلف المقررات الدراسية.

وتابع أن تنفيذ برامج تعليم اللغات الحية، والتي تشمل اللغات اليابانية والإسبانية والتركية والروسية والإنجليزية والفرنسية، والعربية لغير الناطقين بها، إذ بلغ العدد الكلي للمشاركين في هذه الدورات 130 مشاركاً، على حدِّ قوله.

ولفت إلى أن إدارة التعليم المستمر تعمل كجزء من المنظومة التربوية في تنفيذ وتحقيق مؤشرات الأداء التي تم التوافق عليها عند رسم خطط برنامج عمل الحكومة (2011/ 2014) وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية داخل الوزارة وخارجها مع السعي دوماً إلى المراجعة والتقييم بما يضمن تأكيد فائدة الجميع من البرامج المقدمة.

العشرات من معلمات محو الأمية غير مثبتات في «التربية» منذ سنوات

يمر اليوم العالمي لمحو الأمية، الموافق الثامن من شهر سبتمبر/ أيلول، ومازالت العشرات من معلمات محو الأمية من حملة الشهادات الجامعية غير مثبتات في وزارة التربية والتعليم ويعملن بنظام الساعات منذ سنوات على رغم توصية رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بتعديل أوضاع معلمات محو الأمية منذ زهاء ثلاثة أعوام.

وفي ذلك، قالت عدد منهن خلال حديثهن إلى «الوسط»، إن سنوات خبرتهن تجاوزت العشر ومازلن يعمل بعقود مؤقتة ويدفع لهن 4 دنانير نظير ساعة العمل فقط، مشيرات إلى أن وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي سبق أن صرح بموافقته على رصد 1.65 مليون دينار، وذلك لتحسين أوضاع معلمات محو الأمية من خلال ////توضيح 95 معلمة محو أمية وتعليم الكبار وشراء خمس سنوات خدمة لكل معلمة وسداد اشتراكات مدة الخدمة السابقة والتي تمت معادلتها بسنوات خبرة فعلية، مستدركات بأنه تم استثناء المعلمات الجامعيات من هذا التعديل على رغم أن توجيه سمو رئيس الوزراء جاء لتعديل أوضاع معلمات محو الأمية بشكل عام.

وقلن: «مازلنا نعمل بنظام الساعات ورواتبنا لا تتجاوز الـ 150 دينارا في الشهر ورفعنا رسائل لمكتب سمو رئيس الوزراء للنظر في تعديل أوضاعنا أسوة بزميلاتنا، وأملنا أن يتم التجاوب معها».

ولفتن إلى أنهن بلا إجازات ولا علاوات ولا حقوق ولم تشملهن زيادة الرواتب الأخيرة.

وذكرن أن وزارة التربية والتعليم سبق أن علقت على المواضيع المنشورة بشأن مطالبة المعلمات الجامعيات بتثبيتهن، بأن بإمكانهم التقدم للمسابقات الوظيفية والتنافس وفق الكفاءة على شواغر وزارة التربية، مستدركات بأن الوزارة لم تأخذ بسنوات خبرتهن وعطائهن طوال تلك السنوات ونجاحهن في خفض نسبة الأمية وكفاءتهن بتثبيتهن أو تخصيص راتب ثابت لهن أو رفع ثمن الساعة في أقل تقدير، على حد قولهن.

وأشرن إلى أن الأزمة التي تعرضت لها مملكة البحرين منذ الرابع عشر من فبراير/ شباط الماضي، أدت إلى ضيق وقت الدراسة، مستدركات بأنهن عملن بجهد لإكمال المناهج وتدريس الطلبة والطالبات وسير العملية التعليمية بكل مرونة ويسر.

وأملن ألا يمر اليوم العالمي لمحو الأمية على غرار كل عام، وأن يتم النظر في تعديل أوضاعهن، وذلك تقديراً لسنوات خدمتهن الطويلة.

يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، أعلنت الثامن من سبتمبر يوماً عالمياً لمحو الأمية؛ وذلك في العام 1965؛ وتبنت قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة القاضي بتحديد عقد لمحو الأمية في الفترة من يناير/ كانون الثاني للعام 2003 ولغاية ديسمبر/ كانون الأول للعام 2012. ويأتي هذا القرار وفقاً للالتزام بالإعلان العالمي للتعليم للجميع ولتحقيق أهداف مؤتمر دكار 2000، وأهداف اليونسكو للقضاء على الفقر، والتقليل من وفيات الأطفال والحد من النمو السكاني وتحقيق المساواة بين الجنسين والتأكيد على مساندة التطور وإيجاد السلام والديمقراطية، والأسباب الداعية لتبني هذا القرار تتمحور في أن محو أمية الأطفال والشباب والكبار يعد تحدياً كمياً ونوعياً للدول المتقدمة والصناعية وان محو الأمية حق أساسي من حقوق الإنسان، وهو ضرورة أولية للتعلم من أجل المعرفة، فضلا عما أظهرته الخبرة والمعرفة بأن المعركة من أجل القراءة تتطلب جهودا مركزة ومكثفة ومستمرة وليست برامج وحملات أو مشاريع لمرة واحدة فقط