يعاني أهالي عدة قرى في محافظة العاصمة والمحافظة الشمالية منذ ما يزيد على الأسبوع من استمرار تجاهل البلدية ووزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني والشركة المعنية بالنظافة فيما يتعلق برفع أكياس القمامة وكنس شوارع المنطقة، وهو الأمر الذي اضطر مجلس بلدي العاصمة للتلويح بلجنة تحقيق ورفع دعوى قضائية لإيقاف هذه المشكلة، وفي مقابل ذلك تتواصل مساعي أهالي منطقة السنابس وقرى أخرى في انتشال النفايات من خلال جهود شعبية.

وتظهر مشكلة عدم رفع النفايات بصورة واضحة في بعض المناطق التي شهدت أحداثاً أمنية خلال الفترة الماضية بصورة متكررة يومياً تقريباً، مثل: البلاد القديم، كرباباد، السنابس، النعيم، رأس الرمان وغيرها، وقد سبق أن هدد موظفون بشركات النظافة ضمن بيان صدر عن وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني بالإضراب عن العمل جراء قيام بعض المحتجين بافتعال بعثرة القمامة وإغلاق الشوارع ومنافذ القرى بالحاويات وتخريبها، وحصول بعض التعديات - بحسب البيان - على بعض العمال والموظفين العاملين بتلك الشركات.

إلى ذلك، أفاد المواطن محمد يوسف من منطقة السنابس أن مجموعة من المتطوعين من أهالي المنطقة دشنوا حملة لتنظيف المنطقة من النفايات المتكدسة وسط الأحياء السكنية، إذ يخرج مجموعة من الشباب بسياراتهم الخاصة (بيك أب) لانتشال أكياس القمامة من شوارع القرية وخصوصاً في فترة العصر ونقلها إلى الساحة الواقعة عند مدخل السنابس، واصفاً الوضع بـ «المأسوي والمزري في ظل تجمع كميات كبيرة من النفايات التي قد تؤدي إلى آثار سلبية على صحة الإنسان».

وذكر يوسف أن المنطقة تعاني منذ ما يزيد على الأسبوع من الروائح الكريهة المنبعثة من القمامة التي يخشى الأهالي منها على صحتهم من الجراثيم والبكتيريا الناتجة من تكدس النفايات وسط الأحياء السكنية، مشيراً إلى أن جهود أهالي المنطقة في التنظيف تقتصر على رفع أكياس القمامة والأوساخ، إلا أن مهمة كنس الشوارع تحتاج إلى جهود كبيرة.

وتحدث المواطن ماجد عبدالله من قرية سترة عن أن شركة التنظيفات بدأت خلال اليومين الماضيين بانتشال أكياس القمامة والأوساخ بعد أن كانت المنطقة تعاني من إهمال واضح خلال أيام عيد الفطر المبارك.

إلى ذلك، نفى رئيس مجلس بلدي الوسطى عبدالرزاق الحطاب أن يكون المجلس قد تلقى شكاوى من أهالي المحافظة الوسطى بخصوص وجود أكياس القمامة في الشوارع وامتناع شركة النظافة من رفعها.

من جانب آخر، أفاد نائب رئيس مجلس بلدي العاصمة محمد عبدالله منصور أنه لا يوجد أي مستجد حالياً بخصوص تردي أوضاع النظافة في عدد من قرى محافظة العاصمة، وأشار إلى أن رفع القمامة حالياً يقتصر على الجهود الشعبية، وسط صمت من الجانب الرسمي، وتجاهل للمطالب الشعبية بحل هذه الأزمة التي يضج منها الناس.

وأوضح منصور أن المجلس البلدي يتدارس تشكيل لجنة تحقيق بخصوص عدم رفع أكياس القمامة والأوساخ من الشوارع في عدد من القرى وخصوصاً بمحافظة العاصمة، وأشار إلى أن الأعضاء سيناقشون هذا الملف خلال اجتماع اللجان لبلورة موضوع لجنة التحقيق وإدراجه ضمن جدول أعمال الجلسة المقبلة للمجلس لمناقشته، وأشار إلى أن لجنة الخدمات والمرافق العامة بالمجلس ستلتقي اليوم (الاثنين) مع مسئول قسم خدمات النظافة ببلدية العاصمة ومسئول شركة مدينة الخليج للتنظيفات لبحث تردي أوضاع النظافة.

وذكر منصور أنه طلب أمس (الأحد) لقاءً مع وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي لبحث ملف النظافة الذي تعاني من بعض القرى وامتناع شركة النظافة من رفع أكياس القمامة وكنس الشوارع، وقال منصور: «من المعيب أن تتملص سواء الوزارة أو بلدي المنامة من المسئولية وتلقي كل الأزمة على عاتق شركة النظافة، فالسكوت عما يجري وعدم اتخاذ أي إجراء هو أكبر دليل على تورط الوزارة في ذلك، أي انها أقحمت نفسها في أمور سياسية بعيداً عن اختصاصاتها، ثم تطلب أن تحاسب البلديين والموظفين بعد ذلك بعدم خلط الأمور السياسية بالعمل البلدي»