العدد -6 - الثلثاء 03 سبتمبر 2002م الموافق 25 جمادى الآخرة 1423هـ

ما يفتقده الإنسان العربي والمسلم ليس الحرية وإنما الديمقراطية

الملك المفدى في لقاء مع مجلس إدارة «الوسط»:

وصف عاهل البلاد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ما تمر به البحرين اليوم من انفتاح وأجواء ديمقراطية إنما هي «استعادة لتجارب الماضي» الذي استوعبها الشعب البحريني، وقال: «أتمنى أن يعينني الله أن أبقى ميزان هذه الأمة وألا أنحاز إلى أية فئة».

وقال: إن ما يفتقده الإنسان العربي والمسلم ليس الحرية وإنما الديمقراطية، بمعنى المشاركة في صنع القرار والمشاركة في الثروة.

وأكد عاهل البلاد في لقائه مع رئيس وعدد من أعضاء مجلس إدارة دار الوسط للتوزيع والنشر بمناسبة قرب صدور الصحيفة، أنه يشجع قيام الأحزاب في البحرين على أسس قانونية، وان مشروع قانون أعد فعلاً لقيام الأحزاب، غير أنه يفضل أن يترك هذا الأمر إلى رغبة الشعب نفسه من خلال نوابه في البرلمان الذي ستجري الانتخابات له 24 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وأبدى رأيه في شأن الدعوات الخاصة بمقاطعة الانتخابات قائلاً: «لا أود التدخل في شئون الجمعيات، إلاّ إنه من الأفضل للقوى الوطنية أن تشارك في الانتخابات وتعارض، خيراً من أن تقاطع، لأن المشاركة الإيجابية تمكنها من إيصال رأيها ومنظوراتها بشكل سليم، خير من بقاء هذه الآراء حبيسة المجالس» متمنياً مشاركة الجميع في هذه التجربة بدافع وطني حتى يتم التعرف على إيجابيات التجربة وسلبياتها.

وذكر أن السلطة استمعت إلى ما قيل عن توزيع الدوائر الانتخابية في الانتخابات البلدية الماضية، وبالتالي قامت بإجراء تعديلات بالنسبة إلى الانتخابات البرلمانية، ما يعني أن ليس هناك أمر نهائي، واصفاً الخطوات التي تسير بها البحرين في اتجاه تشكلها الديمقراطي بأنها سريعة جداً بالنسبة إلى بعض الدول العربية الشقيقة، ولكنه يفضل أن تؤخذ الأمور برويّة حتى تتبين ملامح التجربة.

وأشار الملك إلى مسألة التعيين قائلاً: «إنها فرصة للذين لم تسمح لهم كتلهم الانتخابية الصغيرة في التمثيل في البرلمان المنتخب، إذ لابد من تمثيل أكبر قدر من الطوائف والأفكار النيّرة والملل الموجودة على أرض البحرين في صنع القرار السياسي»، مؤكداً: «لا أريد أن يشعر أي فرد على أرض البحرين بالظلم، لأن الشعور بالظلم قد يكون أقسى من الظلم نفسه، ولا يمكن أن يشعر المواطن بالاعتزاز في وطنه مادام ذليلاً فيه».

وقال: «إنني أتقبل النقد وجميع الآراء مادامت تستهدف المصلحة الوطنية، ولكن من الخطأ أن يصر الإنسان على رأيه على اعتبار أنه الرأي الوحيد والصحيح» مؤكداً على أهمية النقاش ولا سيما في الأجواء المنفتحة التي يستطيع فيها المواطن البحريني الإدلاء برأيه بكل حرية، وأن الرأي الأصلح هو الذي سيثبت في النهاية.

وعلى المستوى الاقتصادي، أشار عاهل البلاد إلى أن هناك ما يربو على 16 مشروعاً اقتصادياً ضخماً جرى إنجازها خلال العامين الماضيين، ما بين مشروعات خدمية وسياحية وصناعية، وهذا يعطي مؤشراً واضحاً على ما تسير إليه البحرين من نمو اقتصادي غير مسبوق يتماشى مع الحراك السياسي والاجتماعي الذي تشهده البلاد.

وعن الزيارات التي قام بها عظمته أخيراً قال: «إن البحرين تحظى بسمعة طيبة على أكثر من صعيد، وان الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى إيران أسفرت عن عدد من الإيجابيات والتفاهم على أكثر من موضوع، وخصوصاً الجانب الاقتصادي، مؤكداً عظمته ان عدداً من الاتفاقات الاقتصادية بين الجانبين ستوقع عما قريب»، قائلاً: «إن المصالح المشتركة بين الدول هي التي تجعلها حريصة على سلامة بعضها بعضاً».


لدى استقباله مجلس الإدارة

الملك: الظروف المحلية والخارجية تحتم صدور «الوسط»

الصافرية - الوسط

قال عظمة الملك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أمس: «إننا ندعم الكلمة الصادقة والصريحة والسعي إلى الوصول إلى الحقيقة مادمنا قد اخترنا الشفافية وخدمة المجتمع منهاجا» وان الظروف الحالية تتطلب صدور صحيفة كـ «الوسط».

وأضاف - خلال مقابلته في قصر الصافرية أمس رئيس مجلس إدارة شركة دار الوسط للنشر والتوزيع فاروق المؤيد ونائب الرئيس فيصل جواد ورئيس التحرير منصور الجمري وجواد حبيب ومدير التحرير وليد نويهض، ومحرر الاخبار غسان الشهابي، بمناسبة صدور الأعداد التجريبية في أواخر أغسطس/ آب الماضي - أن «الظروف الراهنة محلياً وإقليمياً تتطلب صدور صحيفة مثل «الوسط» (...) فصحيفتكم تمثل النموذج المطلوب لتكاتف المجتمع البحريني».

وهنأ عظمة الملك خلال اللقاء - الذي حضره ولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة - رئيس وأعضاء مجلس إدارة وهيئة تحرير «الوسط» بصدور الأعداد التجريبية معربا عن خالص أمنياته لهم التوفيق والنجاح في خدمة القطاع الصحافي في البلاد، متمنيا أن تكون «الوسط» إضافة جديدة إلى الصحافة البحرينية.

وأكد عاهل البلاد اهتمام مملكة البحرين بالصحافة باعتبارها المرآة الصادقة التي تعكس التطور والنمو اللذين تشهدهما البلاد في ظل مناخ حرية التعبير التي كفلها دستور المملكة. في الوقت الذي عبر فيه عن اعتزازه بالكوادر البحرينية العاملة في المجال الصحافي، مشيدا بما تقوم به الصحافة المحلية من طرح موضوعي لمختلف القضايا والآراء المحلية والعربية والدولية التي تسهم في إطلاع الرأي العام البحريني على مسارات الأحداث والتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأكد عاهل البلاد دعمه الشخصي للصحيفة ولكل ما يمكن أن يدعم الإصلاح والوحدة الوطنية للمملكة وشعبها، ووقوفه مع كل ما يدعم تنوير المجتمع ويسهم في رفعته ونمائه

العدد -6 - الثلثاء 03 سبتمبر 2002م الموافق 25 جمادى الآخرة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً