العدد 3338 - الخميس 27 أكتوبر 2011م الموافق 30 ذي القعدة 1432هـ

آلاف الأطنان من المتفجرات والذخائر موزعة في مدينة سرت الليبية

تنتشر في منطقة سرت آلاف الأطنان من الذخائر بين أنقاض المدينة المهدمة التي كانت آخر مخبأ للزعيم الليبي، معمر القذافي أو في مخازن ضخمة خارجة عن أي مراقبة في الصحراء المجاورة.

والخطر الآني الأول ناجم عن مخازن الذخائر الصغيرة التي خبأها أنصار القذافي وآلاف القذائف والصواريخ التي لم تنفجر. وهو يهدد سكان سرت (360 كلم شرق طرابلس) حيث قتل الزعيم الليبي السابق في 20 أكتوبر/ تشرين الأول.

ويمكن مشاهدة قذائف من عيار مئة ملم لم تنفجر في وسط شارع الفاتح من سبتمبر فيما يعبر سكان بين الأنقاض المحيطة بها.

وحذر اختصاصي المتفجرات في الصليب الأحمر، غي مارو من «تلوث كثيف بالذخائر غير المنفجرة» في سرت. وقال «كنت أتوقع الأسوأ غير أن العديد من الذخائر انفجرت، ورغم ذلك هناك الكثير من العمل الواجب إنجازه».

ويعطي الصليب الأحمر بشكل متكرر تعليمات للسكان بعدم لمس المتفجرات لكن مارو أوضح أنه «سيكون هناك حتماً ضحايا بين الذين سينقلون الذخائر».

وإزاء هذه المخاطر، رصدت الحكومة الأميركية أربعين مليون دولار وأرسلت عشرات الخبراء باشر بعضهم العمل في وسط المدينة.

وعلى المدى البعيد، فإن القواعد العسكرية المنتشرة حول سرت تهدد استقرار منطقة الساحل برمتها، مع بقاء كميات هائلة من الأسلحة بما فيها صواريخ من الجيل الجديد فائقة الأداء خارج أي مراقبة، ما يفسح لاستخدامها في العديد من الحروب الإفريقية.

وقال مدير عمليات الطوارئ في منظمة هيومن رايتس ووتش، بيتر بوكرت «منذ أشهر نحذر المجلس الوطني الانتقالي والحلف الأطلسي» من هذه المخاطر.

وأعرب مسئولون في الأمم المتحدة مؤخراً عن مخاوفهم من أن تكون بعض هذه الأسلحة وصلت إلى أيدي متمردي دارفور، المنطقة المحاذية لليبيا، أو عناصر تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي.

وعثر مفتشون من «هيومن رايتس ووتش» في منشأة بضواحي سرت على «ما لا يقل عن 14 صندوقاً فارغا كانت تحتوي في السابق على ما مجموعه 28 صاروخاً من طراز اس ايه-24»، وهي صواريخ أرض جو روسية فائقة التطور قادرة على إسقاط طائرة مدنية في الجو، فضلاً عن صواريخ أرض جو اس ايه-7 غير مستخدمة.

وقال بوكيرت إنه فيما كانت «هيومن رايتس ووتش» تتفقد الموقع «وصل مدنيون ومقاتلون معارضون للقذافي (...) لنقل المزيد من الأسلحة» موضحاً أن الأسلحة الآلية الخفيفة نقلت في وقت سابق على ما يبدو.

وعلى مسافة في الصحراء، يقبع مخزن أسلحة أكبر بكثير وسط الرمال على مسافة 120 كلم جنوب سرت، يقدر خبير «هيومن رايتس ووتش» محتواه بـ «عشرات آلاف الأطنان من الذخائر». والمنشأة الواقعة في منطقة معزولة محاطة بكثبان ولم يشاهد فيها اي حارس خلال الأيام الماضية، تضم حوالى 80 موقعاً أسمنتياً محصناً تحتوي على ذخائر روسية وفرنسية بشكل أساسي.

وبين الأسلحة التي تحويها قذائف مدفعية من جميع العيارات وذخائر للمدفعيات المضادة للطائرات وصواريخ حرارية أو ذات رؤوس متفجرة من السمتكس وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف غراد انشطارية وقنابل جوية ثقيلة من عيار 250 و500 و900 كلغ، وأنابيب ضخمة تحتوي على الأرجح على عناصر نظام من صواريخ اس300 الروسية الانشطارية البالغ مداها 120 كلم، وقطع تبديل لصواريخ ثقيلة وغيرها.

وجردة هذه الأسلحة طويلة جداً تكاد لا تنتهي. وقد أحصى صحافي في وكالة «فرانس برس» في واحد فقط من هذه المواقع المحصنة كان نصف فارغ ثمانية آلاف قذيفة دبابات من عيار مئة ملم.

وحول القاعدة المشرعة يمكن مشاهدة آلاف صناديق الذخائر من جميع الأنواع مبعثرة بين الرمال، وقد وزعها أنصار القذافي بشكل متسرع على مساحة عشرات الهكتارات خشية أن يدمرها الحلف الأطلسي.

غير أن هذه المخاوف لم تتحقق، إذ لا تظهر أي آثار قصف في أي من المواقع المحصنة في حين تعرض بعضها للنهب

العدد 3338 - الخميس 27 أكتوبر 2011م الموافق 30 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً