العدد 3369 - الأحد 27 نوفمبر 2011م الموافق 02 محرم 1433هـ

العلوي: استقطاع رواتب المعلمين غير قانوني

من لقاء «الوسط» مع عدد من المعلمين المتضررين من استقطاعات رواتبهم
من لقاء «الوسط» مع عدد من المعلمين المتضررين من استقطاعات رواتبهم

قال المحامي السيد محسن العلوي إنه لا يوجد أي سند قانوني لوزارة التربية والتعليم في استقطاع رواتب المعلمين، وإنه يحق لهم اللجوء إلى المحكمة الكبرى الإدارية لرفع دعوى ضدها محلها إلغاء القرار الإداري باستقطاع نسبة من راتبهم وطلب التعويض المناسب لجبر ما أصابهم من ضرر جراء ذلك الاستقطاع ولشهور.

من جانبهم، ذكر عدد من المعلمين خلال لقائهم «الوسط» أن الوزارة قامت بالاستقطاع من رواتبهم بنسبة تفوق 50 في المئة طوال 9 أشهر.


فيما استقطعت أكثر من 50 % من رواتبهم طوال 9 أشهر

المحامي العلوي: لا يجوز قانوناً لـ «التربية» استقطاع رواتب المعلمين

الوسط - زينب التاجر

قال عدد من المعلمين خلال حديثهم إلى «الوسط» يوم أمس الأحد (27 نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2011) إن وزارة التربية والتعليم قامت بالاستقطاع من رواتبهم بنسبة تفوق 50 في المئة طوال 9 أشهر.

وأضافوا أنه على رغم تأكيدات الوزارة في بيان سابق لها أنها «لا تستقطع من رواتب الموظفين إلا في حدود الاستقطاعات المقررة قانوناً مثل التقاعد، وأن الاستقطاعات الأخرى فهي لا تخرج عن حالتين: الأولى الناجمة عن الغياب غير المبرر لبعض الموظفين وهذه تكون معلومة لدى الموظف مسبقاً، أو الاستقطاعات الناجمة عن تنفيذ قرار عقوبة إدارية بعد التحقيق مع الموظف، إلا أن الخصم من الراتب قد يكون في الشهر نفسه أو في أي شهر آخر بحسب تاريخ صدور القرار، وما عدا ذلك لا يوجد أي نوع من أنواع الاستقطاع»، فإن كشوف رواتب المعلمين خلال تسعة الأشهر الماضية تؤكد قيام الوزارة بالاستقطاع المستمر، على حد قولهم.

ومن وجهة نظر قانونية، أكد المحامي السيد محسن العلوي أنه لا يوجد أي سند قانوني لوزارة التربية والتعليم في اقتطاع رواتب المعلمين، موضحاً أنه وفقاً لقانون الخدمة المدنية فإنه يجوز للوزارة أن تستقطع نصف راتب الموظف المحبوس احتياطيّاً، أما في حال صدور قرار من الوزارة بوقف الموظف عن العمل فيستحق راتباً كاملاً.

وقال: «من باب أولى أن يستحق المعلمون الذين تمت إعادتهم إلى العمل راتباً كاملاً من دون أي اقتطاع منه»، مشيراً إلى أنه «لا يجوز وفقاً للقانون أن تتذرع وزارة التربية والتعليم بأن بعض المعلمين عليهم قضايا أمنية مازالت تنظر أمام المحاكم».

وتابع أنه فضلا عن أن غالبية قضايا المعلمين تم إلغاؤها فان قانون الخدمة المدنية لا يجيز للوزارة أن تستقطع مبلغاً أو معظم الرواتب لمجرد وجود قضية ضد المعلمين بالمحاكم.

العلوي: يحق للمعلمين قانوناً رفع دعوى ضد «التربية»

ولفت إلى أنه وبناء على ما سبق؛ يحق للمعلمين اللجوء إلى المحكمة الكبرى الإدارية لرفع دعوى ضد وزارة التربية والتعليم محلها إلغاء القرار الإداري باستقطاع نسبة من راتبهم وطلب التعويض المناسب لجبر ما أصابهم من ضرر جراء ذلك الاستقطاع ولشهور.

وبالعودة إلى المعلمين، أشاروا إلى أنهم يجهلون أسباب الاستقطاعات ومعاييرها وجدولها الزمني، مستغربين ما وصفوه بتقاذف وزارة التربية وديوان الخدمة المدنية مسئولية الاستقطاع من رواتبهم والتي شهدوه خلال مراجعتهم لهما على حد قولهم.

وتحدثوا عن مطالبتهم بإبراز إثبات براءة لوقف الاستقطاعات، مستدركين أن البعض منهم لم توجه له أية تهمة كما لم يتعرض للتحقيق من قبل السلطات الأمنية وعلى رغم ذلك يتم الاستقطاع من رواتبهم.

وقالوا: «المعلمون يعملون دواماً كاملاً فضلاً عن إسناد كثير من المهمات لهم كالأنشطة واللجان والتصحيح وغيرها وفي المقابل تعمد الوزارة إلى مواصلة الاستقطاع من رواتبهم».

واستغربوا من أن وزارة التربية عمدت إلى الاستقطاع من رواتبهم قبل صدور قرار وقفهم عن العمل، كما أشاروا إلى وقف مكافآتهم وعلاواتهم.

وتحدثوا عن الجانب النفسي والاجتماعي والاقتصادي لوضعهم، مشيرين إلى أن كثيراً منهم تلقى رسائل من البنوك تخطره بالمتأخرات وتهدده برفع قضايا ضده في حال لم يعمد إلى دفع أقساط القروض المتأخرة، في حين أشاروا إلى أن حياتهم الاجتماعية تأثرت نتيجة تأثر وضعهم الاقتصادي.

وتابعوا أن جميع المعلمين مرتبطين بالتزامات معيشية ورسوم مدارس وأقساط للبنوك، وأن قيام التربية بمواصلة الاستقطاع من المعلمين ومطالبتهم بمواصلة العمل من شأنه أن يؤثر على عطائهم، على حد قولهم.

وأضافوا أن الاستقطاع من رواتبهم لم يشمل المعلمين فقط بل طال حراس المدارس وموظفي الوزارة على حد السواء، كما ذكروا أن ملف المعلمين يتضمن كثيراً من النقاط، منها ما وصفوه بالنقل التعسفي وإنزال رتب كثير منهم.

وجاءوا على ذكر « تقرير بسيوني»، مشيرين إلى أنه أوصى بإعادة المفصولين إلى أعمالهم كما سبق أن وجه جلالة الملك ورئيس مجلس الوزراء إلى إعادة المفصولين في الوقت الذي لايزال هناك عشرات من المعلمين المفصولين.

يذكر أن وزارة التربية والتعليم سبق أن أوضحت في بيان سابق لها عن موضوع الاستقطاع أن الوزارة «لا تستقطع من رواتب الموظفين إلا في حدود الاستقطاعات المقررة قانوناً مثل التقاعد».

وقالت: «أما بالنسبة إلى الاستقطاعات الأخرى فهي لا تخرج عن حالتين: الأولى الناجمة عن الغياب غير المبرر لبعض الموظفين وهذه تكون معلومة لدى الموظف مسبقاً، أو الاستقطاعات الناجمة عن تنفيذ قرار عقوبة إدارية بعد التحقيق مع الموظف، إلا أن الخصم من الراتب قد يكون في الشهر نفسه أو في أي شهر آخر بحسب تاريخ صدور القرار، وما عدا ذلك لا يوجد أي نوع من أنواع الاستقطاع».

واستدركت الوزارة في بيانها أنه في حال «حدث ذلك بالنسبة إلى أي موظف (وهو أمر نادر الحدوث)؛ على الموظف مراجعة إدارة الموارد البشرية بالوزارة لمعرفة السبب، وإذا كان الأمر ناجماً عن خطأ فيتم تصحيحه، فالخطأ وارد وإن كان نادراً».


تَأَجَّل زواجه بعد أن تم فصله

أدى فصل (ح.م) إلى تأجيل زواجه بعد أن كان من المقرر أن يقام في شهر يوليو/ تموز الماضي، وذلك بسبب فصله من عمله.

وقال (ح.م): «إن زواجي كان من المقرر أن يقام في يوليو، إلا أنه بسبب فصلي فقد ألغيت عقد الشقة التي قمت باستئجارها وكنت أحاول تأثيثها، وذلك لعدم قدرتي على تحمل تكاليف الزواج». وأضاف أنه تم فصله بتاريخ 13 أبريل/ نيسان الماضي، في الوقت الذي لا يعلم فيه التهمة التي وجهت إليه حتى الآن.

وأشار إلى أنه كان يعمل منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام، إلا أنه لأسباب مجهولة تم الاستغناء عن خدمته.وأكد أن زواجه تم تأجيله إلى أجل غير مسمى، وخصوصاً في ظل عدم حصوله على عمل، إضافة إلى عدم عمل زوجته لكونها مازالت تدرس. ونوه (ح.م) إلى أنه لم يتم صرف بدل التعطل له على رغم المراجعة المستمر إلى وزارة العمل، إلا أن الأخيرة وعدته بأن يتم صرف بدل التعطل في شهر ديسمبر/ كانون الأول أو في شهر يناير/ كانون الثاني.


مفصولة من «التربية» تشكو تراكم الديون وعدم القدرة على السداد

اعتمدت المفصولة (ف.س) على مساعدة الأهل بعد أن فصلت من وزارة التربية والتعليم وخصوصاً أن راتب زوجها الذي يعمل في القطاع الخاص لا يكفي لسداد القروض.

وقالت (ف.س): «إن قرار الفصل أثر في حياتي بشكل كبير، وخصوصاً في ظل تراكم الديون، في الوقت الذي لا يستطيع فيه زوجي سداد القروض التي يدفعها من راتبه قبل فصلي».

وأضافت أن القروض أصبحت متراكمة من الجانبين فزوجها عليه أكثر من قرض، في الوقت الذي لديها هي أكثر من قرض ولا تستطيع الآن سداد قيمة القروض، مشيرة إلى أنه يتم الآن توفير احتياجات المنزل الأساسية فقط، في الوقت الذي تم الاستغناء عن الكثير من الأمور من أجل ذلك. وأكدت أن اعتماد عائلتها على مساعدة أهلها ومساعدة أهل زوجها لتوفير ما يحتاجه العائلة من عائد مالي.

واستغربت (ف.س) من أن يكون «الفصل» تكريماً لسنوات الخدمة التي قضتها في العمل في خدمة وزارة التربية والتعليم.


بعد خدمة عمل دامت 9 أعوام

مفصول من شركة كبرى ينتقل للعيش مع عائلته في غرفة

الوسط - فاطمة عبدالله

تسلم ورقة فصله في نهاية مارس/ آذار الماضي من دون تحقيق أو توجيه إنذار، لتنتقل حياته إلى منحى آخر هو وعائلته، إنه كباقي المفصولين الذين حكم عليهم بالفصل بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها البحرين مؤخراً. المفصول أبوأحمد كان يعمل في إحدى الشركات الكبرى لمدة تقرب من 9 أعوام، إلا أن الأقدار شاءت أن يفصل في نهاية شهر مارس، ليتغير مجرى حياته بالكامل، فبعد أن كان يعيش حياة شبه مرفهة أصبح لا يوفر إلا الاحتياجات الأساسية لأبنائه فقط، في الوقت الذي بدأ يستغني عن بعض هذه الاحتياجات لعدم توافر أي مصدر مالي لعائلته.

وقال الأب لاثنين من الأطفال كلاهما لم يتجاوز عمراهما الستة أعوام، في حديث إلى «الوسط»: «بعد أن تسلمت ورقة الفصل تغيرت حياتي فبعد أن كنت أقطن في شقة إيجار شددت الرحال إلى منزل والدي لأعيش بعد ذلك في غرفة واحدة مع ابني الاثنين وزوجتي، خصوصاً لعدم توافر أي مصدر دخل ثانٍ بالإمكان الاعتماد عليه».

وأضاف أبوأحمد أن ابنيه كانا في إحدى المدارس الخاصة، إلا أنه بمجرد الفصل تم إخراج الطفلين من المدرسة، مشيراً إلى أنه قام بتسجيل أحد الأطفال في المدارس الحكومية من أجل أن يضم إلى المدرسة العام المقبل. ولفت إلى أنه لا يوجد له مصدر دخل ثانٍ يستطيع من خلاله توفير احتياجات عائلته، فزوجته تخرجت بتفوق من الجامعة وحصلت على بكالوريوس محاسبة، إلا أنه لم يتم توظيفها حتى الآن، مبيناً أنه حاول البحث عن عمل منذ أن تم فصله من الشركة، كما أنه حضر أكثر من مقابلة عمل في عدد من الشركات، إلا أن المعيار في اختيار الموظف قد اختلف عن السابق، إذ بدأ ينظر أصحاب العمل لهؤلاء المفصولين نظرة مختلفة ويتم التوظيف على معايير لا تتعلق بحسب سنوات الخبرة أو المستوى الدراسي.

أما أكثر ما كان يُشعِر أبا أحمد بالحزن فهو إحساس أبنائه بالظروف القاسية التي تمر بها العائلة، إذ قال: «على رغم صغر سن طفلي فإنهما يشعران بظروف العائلة، فأكبر همومهما الآن هل حصلت على عمل أو لا، بدلاً من التفكير في الألعاب أو غيرها (...) إن خوفي بأن يؤثر ذلك على شخصيتهما مع مرور الوقت، على رغم حذري من التحدث أمامهما عما يتعلق بالفصل أو البحث عن العمل».

وأضاف قائلاً: «ابناي دائِمَا السؤال عما إذا حصلت على عمل أم لا، بدأت أستغرب من تفكير الأطفال فبدلاً من أن يتحدثا عن الألعاب التي كانا يعشقانها سابقاً، بدآ يتحدثان ويتساءلان عما إذا حصلت على عمل أم لا، كما أن ابناي يفرحان بمجرد عودتي من أي مقابلة عمل ظناً منهما بأني حصلت على عمل أستطيع من خلاله توفير ما كان لديهما سابقاً».

وأوضح أبوأحمد أن ابنه الأكبر دائماً ما يتساءل عما إذا كان سيعود إلى مدرسته القديمة أم لا، مؤكداً أنه لا يعرف كيف يرد على سؤال ابنه.

أما عن تأثير الفصل على حياته بشكل عام فقال أبوأحمد: «كنت أقدم المساعدة لوالدي ووالدتي وعدد من إخواني فكنت أشعر دائماً بأني مسئول عنهم وأني مسئول عن تقديم المساعدة، إلا أن المجريات تغيرت بعد فصلي فأصبحت غير قادر إلا على توفير الاحتياجات الأساسية وخصوصاً الطعام لأطفالي، في الوقت الذي بدأت أستغني حتى عن بعض الضروريات لعدم توافر أي مصدر دخل أستطيع من خلاله إعالة عائلتي».

وأضاف أنه حتى في الاحتياجات الأساسية بدأ يلجأ إلى السلع ذات السعر الأقل، وذلك لعدم توافر مصدر دخل، في الوقت الذي استغنى فيه بشكل تام عن الكماليات.

وفي سياق متصل، أكد أبوأحمد تراكم الديون عليه وعدم قدرته على السداد في الوقت الحالي، في الوقت الذي تلاحقه اتصالات البنوك من أجل تسديد القروض.

وعلى رغم ما حدث له من انتقال إلى منحى انتقلت معه العائلة بأكملها فإن الأمل لم يذب في قلب أبي أحمد فهو لم يتراجع في المطالبة بحقه سواء من خلال مطالبة الشركة التي فصلته أو المطالبة بحقه من خلال مراجعة وزارة العمل

العدد 3369 - الأحد 27 نوفمبر 2011م الموافق 02 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 11:18 ص

      بس كلام

      قف للمعلم وفيه التبجيلا .....................

      ما الذي حدي على ما بدي ؟؟؟


      متأمل

    • زائر 14 | 8:33 ص

      قدرة الله أعظم

      قال الإمام علي (ع ) ( إذا أخذت قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ) هذا ما نقوله لكل من سولت له نفسه في إلحاق الأذى بهؤلاء الأبرياء وننتظر قدرة الله

    • زائر 12 | 3:54 ص

      9 شهور وهذا حالنا

      زوجي مدرس وهذا حالنا كل شهر

      الراتب اللي ينزل لينا مرة 50 ومرة 70 ومرة وحدة 120

      جهال والتزامات

      المشتكى لله مانسامحهم على الفلس اللي حرمونه منه
      لكن بعد مستعدين نضحي ناس ارواح فقدت وفلوسنا تحت كرامتنا

    • زائر 10 | 3:35 ص

      وفي شي قانوني...!!!

      يا غافل لكم الله

    • زائر 7 | 2:15 ص

      صبرٌ جميييييل

      حسبـــي الله ونعم الوكيل

    • زائر 6 | 2:04 ص

      صبرًا جميل والله المستعان

      حسبنا الله ونعم الوكيل قطع الأعناق ولا قطع الارزاق يا مسؤولين تذكروا أنكم ستقفون بين يدي الباري يوم الحساب ،. ،،الله يرزقكم من أوسع أبوابه ،،،،

    • زائر 4 | 12:18 ص

      ام علاوي

      الناس تعبت حرام عليكم شوف لينا حل حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 3 | 12:09 ص

      ما يخاف الله هالوزير

      اتقي الله فيما تفعل حيت انك محاسب امام الله ورسوله ماذا ستقول الى الله يوم تقف بين يديه

    • زائر 2 | 11:48 م

      صبرا جميل يا أبا أحمد ...

      لقد قطّعت أحشاء قلبي يا أبو أحمد ... فرّج الله همك ورزقك من حلاله الطيب ... قال تعالى: "وبشر الصابرين ...... "

    • زائر 1 | 11:16 م

      حين يستقوي القوي على الضعيف

      لن يوفر له شى قانوني ضاربا عرض الحائط كل القوانين والاعراف الا ان تتدخل عدالة السماء

اقرأ ايضاً