نشطت خلال الأيام القليلة الماضية حركة الإصدارات الخاصة بموسم عاشوراء، إذ شهدت محلات التسجيلات الصوتية إقبالاً ملحوظاً تزامناً مع طرح الكثير من الرواديد إصدارات جديدة إحياء لهذه الذكرى.

فقد ذكر أحد العاملين بمركز العرفان للتسجيلات الإسلامية بجدحفص أحمد ضيف أن حجم الإصدارات هذا العام أكثر من الأعوام السابقة، وأشار إلى أن هناك 10 إصدارات، ومن أبرز ما عرض في الأسواق حتى الآن هي للرواديد: جعفر القشعمي، علي حمادي، حسين السيسي، سيد ناصر شرف، صالح الدرازي وأبا ذر الحلواجي، منوهاً إلى أن غالبية هذه الإصدارات تم تسجيلها في استوديوهات بدولة الكويت، فيما يتم النسخ في البحرين.

وتحدث ضيف عن أن أسعار الإصدارات شبيهة بالأعوام السابقة ولم تتغير، لافتاً إلى أن الإقبال على شراء الإصدارات الجديدة ممتاز.

إلى ذلك، قال الرادود الحسيني جعفر الدرازي لـ «الوسط»: «إن موسم عاشوراء لهذا العام يمتاز بكثرة الإصدارات الحسينية مقارنة بالمواسم السابقة، إذ طُرحت في الأسواق إصدارات لأكثر من 20 رادوداً من مختلف الفئات العمرية، ومن بينها إصدارات لرواديد لا تتجاوز أعمارهم 16 عاماً».

ورأى أن «ذلك يعكس الحماس والدافع لطرح أعمال جديدة بغض النظر عن الوضع السياسي الذي تمر به البحرين»، منوهاً إلى أن «الرواديد يحرصون على جودة العمل، كما أن هناك تنوعاً في هذه الإصدارات وهو يعود بالدرجة الأولى إلى خبرة كل رادود».

وبخصوص لجوء الرواديد لتسجيل الإصدارات في دولة الكويت؛ أوضح الدرازي أن ذلك يعود إلى أن كلفة تسجيل الإصدارات في الكويت أقل من البحرين، إذ يتراوح سعر تسجيل الإصدار في البحرين بنحو 4 آلاف دينار بحريني، في حين لا تتجاوز الكلفة في الكويت 1500 دينار كويتي، وهو ما يعني توفير نصف السعر تقريباً، وخصوصاً أن الكثير من الرواديد يعملون على السهل الممتنع لأن الساحة العزائية والأشرطة كانت تباع في السابق بشكل أفضل من الوقت الحالي، وذلك بالنظر إلى أنه في السابق كان يباع نحو 25 ألف نسخة من الإصدار الواحد خلال موسم عاشوراء، أما الآن فقد تغير الوضع، وخصوصاً مع انتشار الإصدارات على الانترنت وبالمجان، وهو الأمر الذي كانت له انعكاسات على سوق الإصدارات وعلى الرواديد وشركات الإنتاج، على اعتبار تراجع حركة الشراء مع انتشار الإصدارات على شبكة الانترنت.

وانتقد الدرازي انتشار الإصدارات على الانترنت بالمجان، وقال: «هذه الظاهرة أثرت كثيراً على الإصدارات، كما أن وضع الإصدارات على الإنترنت يضيع جهود العاملين عليها، ولا يمكن نسيان الجانب المادي، فعرض الإصدارات بهذه الطريقة يضعف المردود المادي، وخصوصاً أن هذه المشروعات تتم بتمويلات فردية وتحتاج إلى الكثير من الجوانب الفنية من ضرورة توفير كورال، وضرورة نشر إعلانات، وبالتالي لابد من إعطاء الإصدار فرصة لتحقيق بعض الربح بعد عرضه في السوق، ويمكن نشره على الإنترنت بعد تحقيق العائد المادي الذي يغطي كلفته، كما أن هذا الأمر يعرقل التطور بالعمل الحسيني وإشباع الساحة بالإنتاج الحسيني، على اعتبار ضعف الجانب المادي الذي يحول دون الارتقاء بالإصدارات».

وذكر الدرازي «لدي إصداران خلال موسم عاشوراء هذا العام، أحدهما إصدار مشترك مع الرادود الكويتي علي عسكر، الذي طلب مشاركتي في العمل، كما أن لدي إصداراً آخر يحمل اسم (سؤال العاشر)».

إلى ذلك، اعتبر الشاعر عبدالله القرمزي أن الإصدارات لهذا الموسم تأثرت بالواقع في البحرين من خلال عناوين بعض الإصدارات ومنها إصدارات الرواديد: الشيخ حسين الأكرف (ربيع الحسين)، عبدالأمير البلادي (صمود)، جعفر القشعمي (منصورين).

وأشار إلى أن ثورة الربيع العربي في الدول العربية ألقت بظلالها على الحركة الحسينية، فضلاً عن المفردات المستخدمة في القصائد، وهي تعكس مدى الشحنات الحماسية في الكلمات المطروحة.

وبخصوص مشاركته في هذا الموسم، أوضح القرمزي أن لديه مشاركات محلية وخليجية، مشيراً على أن هذا الموسم تراجعت فيه الإصدارات بحكم الأحداث السياسية التي تشهدها مملكة البحرين، فضلاً عن تراجع المنتجين عن إنتاج الإصدار، وذلك بسبب انشغال الناس بالقنوات الفضائية ومتابعة الإصدارات عبر الانترنت، ما نتج عن ذلك خسارة للمنتج والرادود.

وذكر أن بعض الرواديد اعتادوا في كل عام على أن يكون لهم إصدار أو إصداران، إلا أن عدداً منهم فضل أن يسجل قصيدة ويعرضها على القنوات الفضائية بطريقة فيديو كليب، على اعتبار أن ذلك أقل كلفة من إنتاج إصدار كامل