العدد 3397 - الأحد 25 ديسمبر 2011م الموافق 30 محرم 1433هـ

التعاون والتضامن أساسان حاسمان لتحقيق الأهداف الإنمائية (1 - 2)

تبرهن التجارب على أن شتى أنواع التعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، إذا ما اعتمدت على الدعم التمويلي الكافي، فإنما تعتبر بمثابة أدوات رئيسة لمواجهة تحديات التنمية في عصرنا.

إلا أن التعاون فيما بين بلدان الجنوب يلعب دوراً تكميلياً ولا يحل محل التعاون بين الشمال والجنوب؛ بل وتعد كل هذه الشراكات مواتية جميعها، وخاصة في ضوء التحديات التي تواجه اقتصادنا العالمي وقضايا التنمية المستدامة.

ومن بين هذه التحديات يكتسب ضمان الأمن الغذائي للجميع أهمية بالغة. فهناك ما يقرب من 925 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ينامون جوعى كل ليلة، ومعظمهم في جنوب الكرة الأرضية.

لقد تمكّن المجتمع الدولي بالفعل من خفض هذه الأرقام الإجمالية بقدر كبير، بيد أنه لايزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به في هذا الإتجاه سواء الآن أو في السنوات المقبلة.

ولاشك في أن عزمنا على النظر بعين ناقدة للاستراتيجيات الخاصة بالتصدي لانعدام الأمن الغذائي، إنما يوضح مدى تضامننا مع هذه الفئات الضعيفة من السكّان.

وتؤكّد جهود الأمم المتحدة المتعلقة بالتنمية المستدامة، والتي تتضمن تغير المناخ، والتنوع البيولوجي، والتصحر، أنه من الواجب علينا أن نكون أكثر يقظة. لذا، يتوجب علينا أن نوسّع نطاق البحث عن حلول مبتكرة ومستدامة لظاهرة انعدام الأمن الغذائي.

وتحقيقاً لهذه الغاية، يمكننا تبادل الدروس المستفادة وعرض استراتيجيات وتقنيات الجنوب الناجحة، من بين أمور أخرى:

أولها، تحسين الإنتاجية الزراعية، وثانياً، زيادة الحماية الاجتماعية وبناء قدرات الفئات الأكثر ضعفاً، ثالثاً، إدارة النظم الايكولوجية الهشة، رابعاً، تحسين التغذية، وخامساً، مكافحة الأمراض.

هذه المناهج ينبغي أن تساهم في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة.

وسننظر أيضاً في مصادر الطاقة المتجدّدة، ونماذج الأعمال التجارية الزراعية الهادفة إلى إنتاج الطعام المغذي.

هكذا، تمكنت كثير من بلدان الجنوب من إخراج الملايين من البشر من براثن الفقر المدقع والجوع.

فهذه الدول لديها المعرفة والدراية التقنية المهمة، والتي يمكن وضعها موضع الاستخدام الأمثل من خلال زيادة تبادل المعلومات والخبرة والتكنولوجيا بين بلدان الجنوب، بغية زيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين توزيع الأغذية لصالح أعداد أكبر من السكّان.

ناصر الناصر

وكالة إنتر بريس سيرفس

سفير قطر ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة

العدد 3397 - الأحد 25 ديسمبر 2011م الموافق 30 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً