العدد 3403 - السبت 31 ديسمبر 2011م الموافق 06 صفر 1433هـ

تقرير: الاتحاد الأوروبي يخفق في العام 2011

عام جديد يمر على القادة الأوروبيين تملأه اخفاقات كثيرة بعد أن عقدوا قمة تلو الأخرى لحل الأزمات القائمة دون ظهور إشارة إلى تسوية أزمة الديون في أوروبا.

وعلى رغم أن العام بدأ بشكل جيد بالنسبة إلى اليورو بانضمام أستونيا إلى منطقة اليورو إلا أن العام الماضي (2011) انتهي بتراجع اليورو إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار خلال 11 شهراً؛ ما أثار مخاوف جدية بشأن مستقبل العملة الموحدة.

وأثنى رئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، على انضمام أستونيا إلى منطقة اليورو قائلاً: «إن هذه الخطوة دليل قوي على الجاذبية والاستقرار اللذين يمنحهما اليورو للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».

وأعلن قادة الاتحاد الأوروبي عدداً من المبادرات والمقترحات وبرامج التقشف لاحتواء الأزمة إلا أن وكالات التصنيف هي التي كانت تحدد حالات الصعود والتراجع في الأسواق المالية.

وفي مارس/آذار الماضي وافق قادة الاتحاد الأوروبي على خطة إنقاذ مؤقتة قيمتها 500 مليار يورو ومرفق الاستقرار المالي الأوروبي (إي إف إس إف) الذي يتوقع أن تحل محله آلية الاستقرار الأوروبي الدائمة (إي إس إم) بحلول يوليو/تموز المقبل.

وأثرت أزمة الديون على الأنظمة السياسية من خلال سقوط رئيسي الوزراء اليوناني جورج باباندريو، والإيطالي سيلفيو برلسكوني وتغيير الحكومة في إسبانيا.

واتفق قادة منطقة اليورو الـ 17 على منح اليونان خطة إنقاذ أخرى بقيمة مئة مليار يورو وحذف نسبة 50 في المئة من ديونها لدى البنوك الخاصة إلا أن الخوف من استمرار عجز اليونان وإمكانية انتقال العجز إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لايزال قائماً.

وفي مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي حذرت وكالة التصنيفات الأميركية (ستاندرد أند بورز) جميع دول منطقة اليورو تقريباً من تراجع اليورو.

كما وافق قادة الاتحاد الأوروبي على العمل من أجل تحقيق مزيد من التكامل الاقتصادي والانضباط في الموازنة إلا أن بريطانيا رفضت ذلك.

ويحذر المحللون من تفاقم الأوضاع في منطقة اليورو في العام الجاري (2012) ومن احتمال تأثير أزمة اليورو بشكل سلبي على الأسواق العالمية وأن تسبب ركوداً اقتصادياً للعالم وليس واضحاً ما اذا كانت منطقة اليورو قادرة على مواجهة الأزمة.

أما على الصعيد الخارجي واجه الاتحاد الأوروبي تحديات أمنية وسياسية واستراتيجية هائلة مع بداية «الربيع العربي»؛ إذ ركزت السياسة الأوروبية على دعم الأنظمة في شمال إفريقيا وهذا التغيير المفاجئ في الأحداث جعل أوروبا غير مستعدة وقادرة على التعامل مع الوضع.

وأصدر الاتحاد الأوروبي في ديسمبر تقريراً مطولاً عن رده على «الربيع العربي»، أشار فيه إلى أنه «منذ المظاهرات الأولى التي وقعت في تونس في شهر ديسمبر العام 2010 هزت موجة من الاستياء الشعبي العالم العربي من خلال مطالبة الناس بالديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

كما ذكر التقرير أن «الاتحاد الأوروبي سارع إلى الاعتراف بتحديات المرحلة الانتقالية السياسية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة ككل على رغم ضخامة هذه الثورات».

ولفتت الوثيقة أيضاً إلى أن «الاتحاد الأوروبي اعترف أيضاً بضرورة اعتماد نهج جديد في العلاقات مع جيرانه الجنوبيين».

ومن غير المتوقع أن تكون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي قوية ومؤثرة في تشكيل الأحداث العالمية مع استمرار أزمة الديون في العام الجاري (2012).

وفيما يتعلق بسورية دعا الاتحاد الأوروبي الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي والسماح بتغيير النظام.

وتراجعت علاقات الاتحاد الأوروبي مع إيران إلى أدنى مستوياتها مع قيام بروكسل بزيادة العقوبات ضد الجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وسيقرر الاتحاد الأوروبي في يناير/كانون الثاني الجاري ما اذا كان سيتم حظر واردات النفط من إيران إلى أوروبا.

يذكر، أن الدورة 21 للمجلس المشترك للاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي عقدت في العاصمة الإماراتية (أبوظبي) في أبريل/نيسان الماضي.

وشدَّد المجلس على أن مواصلة تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي سيكون بمثابة مساهمة فاعلة وقيمة للأمن والاستقرار في المنطقة.


ميركل: يجب على أوروبا التعاون لنجاح اليورو

برلين - رويترز

قالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، في كلمتها عشية بدء السنة الجديدة إنه يجب على أوروبا التعاون بشكل أوثق إذا كانت تريد نجاح اليورو كعملتها المشتركة. وأضافت أنه مازال أمام أوروبا طريق طويل قبل التغلب على مشكلتها المتعلقة بالديون السيادية.

وقالت ميركل، إنها ستفعل كل ما في وسعها لتعزيز اليورو؛ ولكنها أوضحت أن هذا لن ينجح إلا إذا استفادت أوروبا من أخطائها.

وأوضحت ميركل في كلمة تلفزيونية مسجَّلة سلفاً لبثها اليوم (أمس) السبت:»لايمكن لأي عملة مشتركة أن تنجح بشكل حقيقي إلا إذا تعاوننا في أوروبا بشكل أكبر مما فعلنا. أوروبا تنمو معاً في الأزمة».

وأضافت في نسخة رسمية من كلمتها أن»الطريق للتغلب على ذلك مازال طويلاً ولن يكون خالياً من النكسات ولكن في نهايته ستخرج أوروبا من الأزمة أقوى مما دخلتها».

وقالت ميركل إنه على رغم أن الاقتصاد الألماني يسير بشكل جيد فإن العام المقبل (الجاري) (2012) «سيكون بلا شك أكثر صعوبة من العام 2011».

بروفوبولس: العودة إلى الدراخما ستكون كارثة

أثينا - رويترز

قال محافظ البنك المركزي اليوناني إن اليونان ستواجه عواقب كارثية إذا عادت الى الدراخما، محذراً من أن مثل هذه الخطوة ستعني انخفاضاً حاداً لقيمة العملة. وأضاف جورج بروفوبولس في مقابلة صحافية «العودة إلى الدراخما ستعني جحيماً حقيقياً (...) على الأقل في السنوات الأولى. مستويات المعيشة ستهوي. العملة الجديدة ستنخفض قيمتها بشكل كبير ربما يصل من 60 إلى 70 في المئة»

العدد 3403 - السبت 31 ديسمبر 2011م الموافق 06 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً