العدد 3432 - الأحد 29 يناير 2012م الموافق 06 ربيع الاول 1433هـ

لقطاتٌ من داخل الملتقى الوطني

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مبادرة «الملتقى الوطني البحريني»، من آخر مبادرات الخير التي أطلقها البحرينيون وهم يرون وطنهم يتهاوى نحو منحدر سحيق.

المنتدى شارك فيه 150 شخصية وطنيةً من تيارات سياسية وفكرية مختلفة، ليثبتوا أن هذا البلد ليس رهينةً بأيدي دعاة الفتنة والشقاق، وأن هناك ضميراً بحرينياً حيّاً يؤرّقه ما يجري من تشطيرٍ للمجتمع الواحد.

القائمون على الملتقى من جيل الشيوخ، فمن بين 19 موقّعاً على الدعوة، نصفهم متقاعدون، وبعضهم جاوز السبعين. مثل هذه الطبقة خدمت الوطن في مواقع مختلفة، وتمتلك الخبرة والتجربة وتُرتجى منها الكلمة الحكيمة. وهم في تقديري لا يرجون عطاءً ولا نوالاً، خصوصاً في اتخاذهم مثل هذه المبادرة، وإنّما يُنتظر منهم أن يقدّموا النصيحة الخالصة لوجه الله والوطن.

النصف الثاني، في الخمسين، وهؤلاء مازالوا في طور العطاء، من أعمال إدارية وصناعية واقتصادية واجتماعية ونقابية وثقافية، وبعضهم منتمٍ لمؤسسات المجتمع المدني. واجتماع مثل هذا العدد، من تيارات وطوائف وانتماءات متعددة في قاعة واحدة، في هذا الظرف العصيب، حدثٌ لا يُستهان به، إذ حملهم على ذلك الخوف على حاضر البحرين ومستقبل أبنائها.

بعد كلمة علي فخرو الافتتاحية، ودعوته إلى «الترفع عن المهاترات والانقسامات، ويكفي ما فعله بالبلد بعض الجهلة والموتورين والمتنفعين»، أضاف جاسم مراد (نائب برلمان 73) مخاطباً المنتدين: «لا نريد مزايدات، وعلينا أن نحدّد أهدافاً معقولة وقابلة للتنفيذ». ثم جرت مداولاتٌ مباشرة، عبّر فيها الجميع عن آرائهم بوضوح. محمد حسن كمال الدين (سفير سابق) عبّر عن أمله بأن يمهد ذلك الأرضية لحوار حقيقي، فيما أشار كامل الصالح إلى أن المبادرة بالنقاط السبع، تمثل الحد الأدنى المقبول حالياً لدى الحراك الشعبي، وتساءل: «هل هي مازالت مقبولة عند الطرف الرسمي»؟.

هذا السؤال الجوهري كرّره آخرون، باعتبار المبادرة قد سُحِبت من الساحة بعد منتصف أبريل/ نيسان الماضي، ولكن أحد الحضور (إبراهيم الدرازي) ردّ بأنها وثيقة سياسية تم الاتفاق عليها، ولا يملك طرفٌ التخلي عنها، والدولة هي التي تمسك بمفاتيح الحل، ولابد من عدم تأخير الاتصال بها.

الناشط الحقوقي عبدالنبي العكري دعا إلى استباق الأحداث قبل أن تقع الكارثة، فنحن مقبلون على صدام. وهو هاجسٌ عبّرت عنه صباح الجنيد أيضاً بقولها «نحن أمام صدام أو افتعال صدام، فماذا يجب علينا أن نفعل في هذه الفترة القصيرة؟ هناك شارعان في البحرين وعلينا أن نأخذ ذلك في الاعتبار».

عيسى سيار (جمعية «العدالة») تحدّث عن احتقان تاريخي غير مسبوق في المجتمع، وأن البلد تحتاج إلى «عملية تبريد» وتهدئة وشراء خواطر، فأبناء الفرجان هم الذين يعانون، وعلى فريق العمل أن يتحرّك على خطين متوازيين: التوجه للجمعيات السياسية والنظام معاً، «فهاجسي أن الوقت ليس في صالح أي إنسان يعيش في هذا الوطن». أمّا شرف الموسوي (جمعية الشفافية) فقد دعا للاتصال برجال الدين والتجار ومنظمات المجتمع المدني المختلفة وعدم الاقتصار على السياسية منها.

أنيسة فخرو قالت إننا في مجتمع طائفي حقيقةً، والممثلون (في الملتقى أو لجنة المتابعة) يجب أن يكونوا مقبولين للشارعين السني والشيعي، وأن تستند المبادرة إلى مبادرة ولي العهد، ووثيقة المنامة وتوصيات لجنة بسيوني.

إنها مقتطفاتٌ سريعةٌ من صرخات في الظلام، أطلقها بحرينيون وبحرينيات يرون بلادهم تتهاوى نحو منحدر سحيق

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3432 - الأحد 29 يناير 2012م الموافق 06 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 11:48 ص

      الوطن والمواطن لا يحتمل

      الوطن والمواطن لايحتملان الانتظار

      سنة والوطن ينتظر فهل المطلوب منه الانتظار أكثر ؟؟

      اذا كان البعض لا يرى في الانتظار مشكلة فالبعض الاخر لا يحتمل الانتظار فما قدمه غال

    • زائر 13 | 5:33 ص

      هل الحكومة جادة

      هل النقاط السبع التي تقدم بها ولي العهد مازالت متمسكة بها الحكومة أو هي مجرد وسيلة للالتفات في وقت الازمة . أنه مؤشر سلبي جدأ حاصة في ضوء عدم جدية الحكومة في الوصول الى حلول طويلة الامد تريح البلاد والعباد

    • زائر 11 | 5:02 ص

      المصداقية

      الصراحة العديد من شخصيات الملتقى تمثل قيادات لجمعيات وواجهات لمواقف سياسية كانت ولازالت طرفا في المشكلة لذا من الصعب تصورها بان تكون وسيط نزيه وطرفا للحل

    • زائر 10 | 4:59 ص

      رقم 4

      و ما هو الفعل المطلوب من المعارضة و لم تفعله؟

    • زائر 8 | 4:20 ص

      النخب الوطنيه والمعتدلين

      انه وقت النخب ان تقول رأيها وبكل صراحه وأن توقف الموتورون والمتمصلحين من أي جهة كانت وتقف في وجه السلطه والمعارضه لتعمل التوازن والإصلاحات ستعم على الجميع بدون استثناء فكفى تخوفا وتغيبا ياايها النخب

    • زائر 6 | 3:05 ص

      رقم 3

      وماذا فعلت معارضتك للنقاط الي ذكرتها

    • زائر 4 | 1:20 ص

      كدنا ان ننسى ,,,

      بالمنسبة سيد وين راحت :-
      مرئيات الجمعيات السياسية؟؟!!
      و ما "تمخض" عنه الحوار الوطني ؟؟!!
      و توصيات لجنة بسيوني ؟؟!!
      و لجنة تفعيل توصيات لجنة بسيوني ؟؟!!
      و البقية عليك,,,,,,,,,,

      عمك اصمخ ,,,,يا سيد ,,,,,,

    • زائر 3 | 12:46 ص

      هؤلاء هم البحرينيون الأصيلون الأصليون

      سنة وشيعة يدا بيد نبني هذا الوطن

    • زائر 2 | 12:23 ص

      تلك إرادة الله

      ان الله سبحانه وتعالى أراد للأمور ان تنحى هذا المنحنى حتى يكون الحل حقيقي وجذري إنشاء الله ولا نريد الحلول الشكلية الترقيعية  

اقرأ ايضاً