دشنت 10 مؤسسات من مؤسسات المجتمع المدني مبادرة (البحرين وطن يجمعنا) أمس الإثنين (6 فبراير/ شباط 2011) الجاري بمقر جمعية الاجتماعيين.

وأطلقت المبادرة كل من جمعية النهضة والاتحاد النسائي وجمعية الشباب الديمقراطي وجمعية الشفافية وجمعية المستقبل النسائية وجمعية الاجتماعيين وجمعية أوال النسائية وجمعية المحامين وجمعية المرأة البحرينية وجمعية البحرين النسائية.

وقالت نائب رئيس جمعية الاجتماعيين هدى المحمود «إن هذه المبادرة جاءت نتيجة الانشقاقات التي بدأت تحدث في المجتمع، إذ إنه منذ بداية الأزمة التي شهدتها البحرين استشعرنا بأن النسيج الاجتماعي بين أبناء الوطن بات مهدداً، وإن الهدف من هذه المبادرة هو الحفاظ على الترابط الاجتماعي الذي كان يجمع جميع المواطنين».

وأضافت المحمود خلال المؤتمر الصحافي للإعلان عن تدشين المبادرة بأنه في ظل الظروف الخطيرة والتي من أهمها الاحتقان الطائفي الذي بدأ يتناول القناعات الفردية، ويهدد روابط ووحدة نسيجه المجتمعي، الذي تميزت به البحرين وحرصت على تعزيزه أجيالها المتعاقبة على امتداد التاريخ الحديث فإن الجمعيات المدنية وانطلاقاً من الإحساس بالمسئولية الوطنية، أطلقت هذه المبادرات للإسهام بكل إمكاناتها وطاقاتها في توطيد وحدة وطنية جامعة لكل مكونات هذا المجتمع.

وأشارت المحمود إلى أن المبادرة تهدف إلى استقطاب المزيد من مؤسسات المجتمع المدني لما تشكله من منظمات أهلية مؤهلة أكثر من غيرها، بحكم تركيبتها وأهدافها، لأنها تؤسس تياراً واسعاً وذا مصداقية وقدرة على التصدي لكل محاولات زعزعة السلم الاجتماعي، مبينة بأن جميع المبادرات التي أطلقت سابقاً كانت تطلق مبادرات أهلية تطلق من قبِل مواطنين لا يمثلون إلا أنفسهم ويشعرون بحس المسئولية اتجاه الوطن.

ولفتت المحمود إلى أن الدعوة مفتوحة لجميع مؤسسات المجتمع المدني للانضمام إلى هذه المبادرة، وفقاً لمبادئها وآلياتها المعلنة، والتي يتوقف تنفيذها على مشاركة جادة من قبل جميع أعضائها وتكاتف جهودهم وتكاملها في عمل متواصل ومتعدد المحاور والوسائل والميادين، منوّهة إلى أن تطبيق الأهداف سيكون على مدى زمني طويل، ليكون متناسباً مع حجم التحديات والأخطار المحدقة بالوطن.

وأعلنت المحمود أنه تم تشكيل مكتب تنفيذي لمتابعة تنفيذ المبادئ ويتكون من نائب رئيس جمعية الاجتماعيين هدى المحمود وممثل من الاتحاد النسائي زينب الناجم وممثل من جمعية المحامين عادل المتروك وممثل من جمعية الشفافية جليل النعيمي وممثل من الشباب الديمقراطي غسان سرحان.

وبينت المحمود أن من مهام متابعة التنفيذ والاتصال بمؤسسات المجتمع المدني والجهات الأخرى والتنسيق مع الجمعيات والجهات الأخرى لمتابعة تنفيذ برنامج المبادرة، إلى جانب التكامل والتفاعل مع المبادرات والحملات الأخرى المماثلة التي تقوم بها الجهات والشخصيات في هذا المجال، إضافة إلى الإشراف على صفحات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والتويتر وضوابط واشتراطات التواصل بها، مع التواصل مع بقية مؤسسات المجتمع المدني من أجل ضمان مشاركتها وانخراطها في المبادرة، وتسجيل محاضر الاجتماعات وإرسالها للأعضاء.

وشددت المحمود على دور الإعلام المحلي في ضرورة ترشيد الخطاب، وخصوصاً أن الرسالة الإعلامية هي رسالة موجهة لإحداث تغير سواء بالالتزام بالخط الوطني أو التأجيج أو الاستفزاز، مؤكدة بأنه لابد من ترشيد الخطاب الاجتماعي والبعد عمّا يؤجج الاستقرار ووحدة الصف.

أما فيما يتعلق بمبادئ المبادرة فذكر ممثل عن جمعية المحاميين المحامي عادل المتروك بأن جميع المبادئ اتفقت معها الجمعيات وخصوصاً أن الهدف واحد، إذ إن جميع الأهداف تنصب في مصلحة الحفاظ على الثوابت الوطنية.

ونوه المتروك إلى أنه من ضمن مبادئ المبادرة ترشيد مفهوم الانتماء والمواطنة وإشاعة روح الأخوة والمحبة بين أبناء الوطن الواحد، إلى جانب تعزيز روح التعايش السلمي وثقافة وقيم التسامح بين مكونات المجتمع، إضافة إلى توجيه طاقات مؤسسات المجتمع المدني نحو ممارسة دورها الوطني في دعم الوحدة ومحاربة كل أسباب ووسائل التفرقة والإقصاء والتمييز.

من جانبها، تحدثت ممثلة من الاتحاد النسائي قدسية جابر عن آليات التنفيذ للمبادرة، مشيرة إلى أنه سيتم تنظيم لقاءات مع المجالس الأهلية في مختلف مناطق البحرين، كما أنه سيتم تنظيم لقاءات وبرامج للأسر المختلطة في مختلف مناطق البحرين، مع تنظيم لقاءات مع أعضاء مجلسي النواب والشورى، وتنظيم فعاليات مجتمعية مشتركة مع مؤسسات المجتمع المدني.

ولفتت جابر إلى أنه سيتم التواصل مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية من أجل حث الخطباء والدعاة على بث روح الأخوة والتسامح بين أبناء الشعب الواحد، إضافة إلى تدشين صفحة للتواصل الاجتماعي باسم المبادرة على الفيسبوك والتويتر، وذلك لتنظيم وإدارة حملة الوحدة الوطنية، مع التواصل مع المبادرات الأهلية الأخرى التي تصب في السبيل ذاته، إلى جانب تكثيف الحملات الإعلامية وتوظيف وسائل الإعلام والعاملين في الحقل الإعلامي والصحافي.

ونوهت جابر إلى أنه سيتم التواصل والتنسيق مع جميع المبادرات والتوجهات الأهلية والشبابية الساعية لتعزيز الوحدة الوطنية، مع التواصل مع الجهات الرسمية التي تتفاعل مع مبادئ هذه المبادرة في مجال الوحدة الوطنية، إلى التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني وحثها على الانضمام إلى مبادرة «البحرين وطن يجمعنا».

من جهته أعلن ممثل جمعية الشباب الديمقراطي غسان سرحان عن تدشين صفحتي التواصل الاجتماعي على الفيسبوك وعلى التوتير، مشيراً إلى أن الثورة التكنولوجية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا.

وأوضح سرحان بأنه تم تدشين صفحة على الفيسبوك والتويتر باسم المبادرة يمكن الاطلاع عليها والمشاركة فيها، مع ضرورة احترام جميع الآراء مع عدم الإساءة للمعتقدات أو توجيه إساءة لأي مشارك.

وأعلنت المحمود أنه سيتم تنظيم اجتماع يوم غد الأربعاء في مقر جمعية الاجتماعيين، داعية مؤسسات المجتمع المدني الراغبين في المشاركة إلى الحضور