العدد 3493 - الجمعة 30 مارس 2012م الموافق 08 جمادى الأولى 1433هـ

سوريا تعلن انتهاء معركة اسقاط الدولة "بلا رجعة"

اعلنت سوريا ان "معركة اسقاط الدولة" في البلاد انتهت "بلا رجعة" مؤكدة على رغبتها بانجاح مهمة المبعوث الخاص اليها، فيما تستمر العمليات العسكرية في عدد من المدن السورية التي ربطت السلطات ايقافها عند "احلال السلام والامن" فيها.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في تصريحات نشرتها وكالة الانباء السورية (سانا) السبت ان "معركة اسقاط الدولة في سورية انتهت بلا رجعة"، بعد سنة على بدء الحركة الاحتجاجية التي تقمعها السلطات.
واضاف ان "سوريا تخوض معركة دبلوماسية مع عالم غربي معاد لها لكن من مصلحتها انجاح مهمة مبعوث الامم المتحدة كوفي عنان دبلوماسيا من باب سحب الذرائع وتعزيز مواقف حلفائها الدوليين وتكريس الانطباع بأن النظام السياسي في سوريا منفتح وليس خائفا من الواقع وهو متأكد مما يقوله".
واكد مقدسي ان "الجيش ليس فرحا بالتواجد في الأماكن السكنية وسيغادر ما أن يتم إحلال الأمن والسلم دون اتفاقات".
واوضح المتحدث ان "تحقيق سحب المظهر المسلح يتم عندما يتاح لأي منطقة العودة إلى الحياة الطبيعية وعندما يستطيع المواطنون إرسال أولادهم للمدارس واستعادة حياتهم الطبيعية وليس من أجل أن يؤخذ المواطنون رهائن وتفجر مراكز الطاقة ويقتل الناس في الشارع ويزداد التسليح".
ولفت مقدسي إلى أن "وجود العنصر المسلح المضاد لشرعية الدولة في الأزمة السورية بات أمرا موثقا قانونيا ودوليا ومعترفا به وفق تقرير بعثة المراقبين العرب وهو الذي يعطل الحل السياسي وإكمال مسيرة الإصلاح والانفتاح".
وكشف المتحدث ان "الجانب السوري نجح بالتفاهم المشترك مع (المبعوث الخاص كوفي) عنان عندما أقر الأخير بحق الدولة في الرد على العنف المسلح كمنطق سياسي وسيادي وهو ما لم يكن موجودا في موضوع بعثة المراقبين العرب".
واكد ان "بوصلة القيادة السورية في أي اتفاق أو مبادرة هي حماية الاستقرار وحفظ سيادة الدولة والمحافظة على ما تم استخلاصه من عبر في مبادرات وتجارب سابقة".
وتابع ان "سوريا تطالب العالم بان يساعدها بدلا من الضغط عليها واذا كان هدف اي مبادرة مساعدة سوريا في تثبيت الاستقرار وتحقيق الاصلاحات فسوريا ترحب بها".
وقال مسؤولون في الامم المتحدة الجمعة ان المنظمة الدولية تخطط لارسال بعثة لمراقبة وقف اطلاق النار في سوريا عند توقف اعمال العنف لكن دمشق لم توافق حتى الآن على ارسال مسؤولين لاجراء محادثات في هذا الشأن.
وصرح مسؤول في الامم المتحدة طالبا عدم كشف هويته ان هذه البعثة تحتاج الى 250 مراقبا على الاقل اذا اوقفت الحكومة السورية هجومها على المحتجين ووافقت على نشر بعثة دولية.
ويأمل الخبراء التقنيون لحفظ السلام في الامم المتحدة في التوجه الى دمشق قريبا في اطار هذه "البعثة" لمناقشة هذه المسألة لكن الحكومة السورية لم توافق على الزيارة بعد.
وكشف مقدسي "توصلنا مع عنان في موضوع التهدئة وسنقوم بالتفاوض من أجل توقيع بروتوكول إطاري يحدد آلية ارتباط وهي كلمة عسكرية الطابع نوعا ما وهي تنسيق بين مجموعة من المراقبين يأتون إلى سوريا في مهمة محددة لدراسة الموضوع في إطار محدد تحت مظلة السيادة السورية".
واضاف "لا شيء يضمن عدم تكرار ما جرى مع بعثة المراقبين العرب في مهمة عنان ونحن مضطرون للمضي قدما في لعبة سحب الذرائع من خلال الحكمة واستخلاص العبر تحت سقف ثوابت سيادة سورية وعدم المس باستقرارها وامنها".
واشار " كما أن لدينا حلفاء في المجتمع الدولي يؤمنون بأن الحل في سورية سوري بحت ونحن نعمل على تعزيز تفهمهم وموقفهم المبدئي".
ومنذ اندلاع الازمة في سوريا قبل عام لم تتمكن الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي من تبني قرار اذ استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع قرارين يدينان النظام السوري.
وميدانيا، استمرت العمليات العسكرية واشتباكات بين الجيش وعناصر منشقة عنه منذ الصباح، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ففي حمص (وسط)، اشار المرصد في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه الى "تعرض حي الخالدية لقصف صباح اليوم السبت حيث سقط على الحي عدة قذائف هاون كما سمع صوت اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في الحي".
واضاف "ان سقوط قذائف هاون على حي البياضة اودى بحياة طفل كما قتل رجل اثر اطلاق رصاص عشوائي من حاجز المركز الثقافي في بلدة تلبيسة" (ريف حمص)
وفي ريف دمشق، اضاف المرصد "دارت اشتباكات عنيفة فجر السبت بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة قرب مركز امني في الغوطة الشرقية" دون الافصاح عن مزيد من التفاصيل.
وفي ريف درعا، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومجموعات مسلحة منشقة في محيط منطقة الكرك الشرقي والغارية الشرقية اثر استهداف ناقلة جند مدرعة من قبل مجموعة منشقة اسفرت عن مقتل جندي، بحسب المرصد.
واشار المرصد الى وفاة ثلاثة مواطنين في قرية طفس متاثرين بجراح اصيبوا بها امس خلال اشتباكات.
كما عثر على جثث لخمسة مواطنين عليها اثار تعذيب صباح السبت في قرية تحتايا بريف معرة النعمان الشرقي الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب). بحسب المرصد.
واوضح انه "تم التعرف على اربعة منها فيما ما يزال الخامس مجهول الهوية.
ياتي ذلك فيما بحثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في الرياض مع السعوديين في الجهود الدولية لارسال مزيد من المساعدة الانسانية الى سوريا وجهود دعم المعارضة لتقديم رؤية سياسية موحدة وشاملة للمستقبل عشية توجهها الى تركيا للمشاركة في مؤتمر "اصدقاء سوريا".
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:53 ص

      الحل السياسي أولا وأخيرا

      نعم لا نوافق على العنف والقتل في سوريا، ولكن كذلك لا نقبل تمترس المعارضة خلف هذا العدو الأمريكي

    • زائر 1 | 6:50 ص

      سوريا قوية ولازالت

      من كان يتوقع أن تخرج سوريا من هذه المؤامرة الكبرى ولديها كل العلم أنها مؤامرة بعيدة كل البعد عن الديمقراطية هي مؤامرة واضحة في جنح الظلام ولاأحد كان يتوقع أن سوريا ستصمد ولاكن بفضل الله وبفضل الحق ينتصر كل شيء

اقرأ ايضاً