العدد 3496 - الإثنين 02 أبريل 2012م الموافق 11 جمادى الأولى 1433هـ

مؤسسات المجتمع المدني: التعامل مع قضية "الطفل عمر" تجاوز وقائعها وحمّلها أبعاداً من العداء والكراهية

الوسط – محرر الشئون المحلية  

تحديث: 12 مايو 2017

أصدرت مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني بياناً اليوم (الثلثاء 3 أبريل/ نيسان 2012) عبرت فيه عن أسفها البالغ لما اتخذته قضية الطفل عمر ومعلمته من منحى خطير وتداعياتها جراء الشحن الطائفي والتشرذم المجتمعي الناجم عن تضخيم بعض الحوادث الفردية لتعميمها على أبناء المجتمع بمختلف طوائفه.
والبيان موقع من كل من: جمعية الاجتماعيين البحرينية، جمعية المحامين البحرينية، جمعية الشفافية، الاتحاد النسائي، جمعية نهضة فتاة البحرين، جمعية البحرين النسائية، جمعية أوال النسائية، جمعية فتاة الريف، جمعية المرأة البحرينية، جمعية سيدات الأعمال، جمعية التجديد، جمعية الشباب الديمقراطي البحريني، جمعية الشبيبة البحرينية، الملتقى الاجتماعي الوطني.
وهذا نص البيان:
من المؤسف أن تتخذ قضية الطفل عمر ومعلمته، هذا المنحى الخطر من التداعيات، خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب طرق الإثارة في عرضها ومعالجتها على صفحات الجرائد المحلية والعربية، وبعض القنوات الفضائية، فضلا عن انتشار التعليقات بشأنها في مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها، فالقضية بغض النظر عن صحة أو عدم صحة بعض وقائعها، التي تضاربت بل وتناقضت الأقاويل والإشاعات، وسواء تم تضخيم بعض تفاصيلها أم التعتيم على بعض تفاصيلها الأخرى، فإنه كان يتوجب النظر إليها، وفي كل الأحوال باعتبارها تصرفاً شخصياً أو فردياً وأن يقتصر مجال التحقق منه والتصرف إزاءه في إطار التحقيقات الرسمية، وأن يخضع للتحقيق الإداري والمحاسبة ومن ثم اتخاذ القرار الذي يرتأيه المسئولون المعنيون مناسبا بشأنه، وهو ما يعني أن المعالجة في إطار دولة القانون تكون قد تمت.
ولكن التعامل مع هذه القضية مع الأسف قد تم بخلاف ذلك، في مختلف وسائل الإعلام والاتصال، حيث اتخذت القضية منطلقا ووسيلة تتجاوز وقائعها، لتكون دعوة للنظر إليها بوصفها تتعدى التصرف الشخصي، وتحميل هذه القضية أبعادا ودلالات من العداء والكراهية، مما سوف يؤدي إلى زيادة الشحن الطائفي، والى زعزعة الثقة المتبادلة بين الطائفتين الكريمتين، وتهديد تعايشهما المشترك، الذي لا بديل ولا غنى عنه لأبناء الوطن الواحد، حيث أن الاستجابة لمثل هذه الدعوة، فيما لو تحققت لا سمح الله، سوف تؤدي إلى شيوع وانتشار تأويل كل تصرف شخصي خارج على العرف أو مخالف للقانون، يقوم به فرد من طائفة ويقع أثره السلبي على فرد من الطائفة الأخرى، بأنه فعل نابع عن نزعة طائفية، فتنتشر الكراهية وتتقطع علاقات المودة والتواصل السائدة على مر تاريخ هذا البلد، والتي كانت وستبقى بإذن الواحد الأحد صمام الأمان والسلم الاجتماعي للبحرين.
وهنا تكمن الحاجة الماسة لأصدار التشريعات القانونية مثل قانون تجريم التمييز لسد الثغرات وتفويت الفرصة على المتنفعين من الشحن الطائفي ومن على شاكلتهم الذين يرمون بالوطن في أتون الاحتراب الطائفي من اجل مصالح فئوية ضيقة لا سيما وان هذا القانون يعطي لأي مواطن او مقيم الحق في القصاص واقتضاء التعويض الجابر للضرر ويكون له مسلك وطريق واضحين وفق النظم والضوابط الذي سوف يتضمنها بعيدا عن الضجيج الطائفي.
وإذا كنا نطالب بألا يتم تعميم مسئولية ما يبدر عن مهاجر من أفعال مجرمة على بقية أفراد الجاليات العربية والإسلامية في المجتمعات الغربية، كما هو حال مرتكب جرائم تولوز في فرنسا مؤخرا، فإنه من الأولى لنا نحن المسلمون أن نتمسك وبقوة بقول جل من قائل ( ولا تزر وازرة وزر أخرى) صدق الله العظيم، حيث لا يمكن أن نلتزم بقيم وتعاليم ديننا الحنيف بازدواجية في المعايير والمواقف.
فنحن حين نطالب بعدم تعميم المسئولية الفردية لتتحول مسئولية جماعية، فإننا بذلك لا نحافظ على موقع ومكانة جالية عربية أو إسلامية في بلد أجنبي، وإنما نحن نحافظ ونصون سلمنا الاجتماعي في وطننا من خلال التصدي لكل ما يدعو للفرقة بين مكونات مجتمعنا البحريني، الذي لن يتحقق له الأمن والأمان إلا بتحكيم ضمائرنا والالتزام بما يدعو له ديننا الحنيف من ضرورة الاعتصام بحبل الله جميعا، ونبذ كل دعوات إشعال الفتنة الطائفية، وتعزيز وشائج اللحمة الوطنية الجامعة لنا، والتي كانت وستبقى السياج الحافظ لحاضرنا والحارس الأمين لمستقبلنا.
إن الجمعيات الموقعة على هذا البيان، والمنضوية تحت مبادرة ( البحرين وطن يجمعنا)، تهيب بجميع المؤسسات الحكومية المعنية وكافة مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة والمؤثرة، وتناشد قبل ذلك ضمائر المواطنين على اختلاف فئاتهم ومواقعهم، وخصوصا أصحاب الفكر والرأي والتأثير من رجال دين وكتاب ومثقفين وساسة، من أجل العمل، كل في مجاله وبكامل طاقته وقدراته، للوقوف في وجه هذه الدعوة التحريضية، وما يمكن أن تؤدي إليه من منزلق خطير غير مسبوق، يتهدد وحدة وسلامة مجتمعنا البحريني، وينشر سموم الطائفية والكراهية بين أبناء الوطن الواحد.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 12:08 م

      إلى متى؟

      كل الكلام اللي في الموضوع صحيح لكن هل من قرأ استوعب ؟ كلا عدنا للطائفية ألا لعنة الله على من أثارها وأججها وترون هذا في مشاركاتكم وتعليقاتكم في كل الصحف مع الأسف

    • زائر 26 | 11:42 م

      وين مؤسسات المجتمع المدي

      نفس ماتقولون طفل السنابس راحت قضيته والي هي ابشع من قضية عمر .

      اين مديره مدرسه الدير التي كانت تهدد الاطفال برجال الامن وتبعثهم الى مركز سماهيج .

      ولا على ناس وناس

      قضية ملفقه المدرسة كانت تعمل في هذا المجال منذ 10 سنوات والكل يعرفها .

    • زائر 25 | 10:54 م

      عمر حادث مفبرك مقابل علي السنكيس

      حادث مفبرك للتغطية ع الحادثة الاولى
      على ان ذلك عنف متبادل

    • زائر 23 | 7:49 م

      فاعل خير

      قصة مفبركة وبايخة بعد .. المهم من الجميع عدم الأنجرار وراء مثل هذة القصص الخيالية والمقصود منها اثارة الرائ العام واذكاء الطائفية المقيتة بين المجتمع الواحد و شق الوحدة الوطنية التي حافظ عليها الاجداد والاباء رحمهم الله جميعا" على مر العصور ...

    • زائر 20 | 3:31 م

      بشأن القضية

      أريد بها اشغال الراي المحلي والتغطية على انتهاكات المتكررة

      اعطاء القضية بعدا طائفيا منسجما والسياسة الاعلامية الرسمية

      القضية حدثت قبل شهور فلماذا تثار الان ؟

      لماذا اصدر البعض حكمهم قبل كلمة القانون والقضاء ؟

      لماذا تبنتها بعض الجهات بشكل واضح قبل الحكم ؟

      لماذا السماح لوسائل الاعلام الرسمية بتناولها ؟

      لماذا تنشر القضية في الصحافة الاجنبية ؟

      لماذا كل هذا الحماس الرسمي للقضية ؟



      القضية لها اسم اخر ويبدو ان صانعها هو المروج لها

    • زائر 18 | 2:15 م

      الله المستعان على مايصفون

      لا حول ولاقوة الا بالله

    • زائر 17 | 2:07 م

      الغريق يتعلق بقشة

      يبدوا أن هناك من أغرقته الموجات العاتية نتيجة الحجم الهائل للإنتهاكات الواردة فيه.

    • زائر 12 | 1:45 م

      قصة عمر في عالم هويولود

      هذه القصة المفبركة والتي تسببت في ضرر مادي وأدبي للمعلمة الموقرة يراد إشغال الناس نضالاتهم. اعتقد بأن المفبرك واهم والإخراج أسوء من السيء.

    • زائر 11 | 1:35 م

      من البسيتين

      الموضوع ما يستاهل كل هذي الضجة، في الجرائد والاعلام ووسائل التواصل. و و ، عمر نفسه ما يدري بالسالفة.

    • زائر 5 | 12:50 م

      والله لو يخلون كاميرات تصوير بالصفوف

      كان شفنا البلاوي من المدرسين والتهديدات والضرب بالتلاميذ. بس نحاول ما نشوف

    • زائر 4 | 12:47 م

      هدف الحملة

      الهدف من الحملة ليس المدافعة عن الطفل عمر بل الإثارة الطائفية ثم يقوم الطرف بالمدافعة عن المعلمة المظلومة وثم يقوم الطرف الثاني التراشق بالسب والشتم وتحويل القضية الطائفية ولكن خاب ظنهم لان المعارضة فهمت اللعبة وفهمت ان ورأت إثارة القضية هو ضياع المطالب والحقوق المشروعة عن طريق تشويه القضية الحقيقية

    • زائر 2 | 12:36 م

      ايييه استويت شماعه يا "عمر"

      لا تعليق

    • زائر 1 | 12:15 م

      شنو هاتخلف

      المستغرب من الموضوع انه اخذ ابعاد طائفية بحتة مع العلم ان الموضوع من طرف طفل لايعلم شنو الموضوع وان الاهل والناس اعطت الموضوع ابعاد طائفية مع العلم بأن المدرس لايحترم الان مثل قبل والسبب هو اولياء الامور والثقافة الخاطئة مع لو ننظر شنو كان ايام الاب في وقت التدريس.

      والله المستعان

اقرأ ايضاً