العدد 1470 - الخميس 14 سبتمبر 2006م الموافق 20 شعبان 1427هـ

بابا الفاتيكان «بنديكت» يهاجم الإسلام

تواصلت ردود الفعل المستنكرة من جميع البلدان الإسلامية يوم الأمس عن التصريحات المسيئة للإسلام، والتي أطلقها بابا الفاتيكان عن الإسلام والنبي محمد (ص) والجهاد، اتهم فيها الإسلام بأنه دين ضد العقل. وكان بنديكت بابا الفاتيكان السادس عشر قد اختتم زيارته هذا الأسبوع لمعقل كاثوليكي في ألمانيا بتوجيه انتقادات - وصفت بالحادة في الصحافة الألمانية والإيطالية - لـ «الإسلام» و«القرآن الكريم» والنبي محمد (ص).

وخرجت صحيفة «لاريبوبليكا» التي تصدر في روما بعناوين تتضمن تصريحات وردت في محاضرة فلسفية ألقيت باحدى الجامعات قائلة «البابا يرفض كنسياً سيف محمد» مشيرة إلى أن البابا أصدر تحذيرا لكل من يريدون «فرض الايمان من دون إقناع».

وقال بابا الفاتيكان إنه قرأ حوارا جرى في أنقرة العام 1391 بين الامبراطور البيزنطي مانويل الثاني باليلولوجس ومثقف فارسي عن المسيحية والإسلام. ثمة ملاحظة أدلى بها مانويل أغضبت قسما كبيرا من المسلمين المحدثين ووصفها بنديكت بأنها فظة: «قل لي ما هو الشيء الجديد الذي أتى به محمد وهنا لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية مثل دعوته لنشر العقيدة التي بشر بها بالسيف».

وبعد نقل هذه الملاحظة نقل البابا عن أكاديمي يدعى تيودور كان قد تولى كتابة الحوار بين الامبراطور البيزنطي والمثقف الفارسي قوله «إن الله في الإسلام ليس كمثله شيء. ومشيئته ليست مرتبطة بأي من مقولاتنا ولا حتى بالعقل».

وعلى رغم ذلك فإن ثمة مراقبين في روما يرون أن المحاضرة - التي ينوي بنديكت نشرها في وقت لاحق وبشكل موسع مع عمل هوامش - أكثر صراحة وجرأة في الحديث عن الإسلام.

وقالت صحيفة «لاريبوبليكا» معلقة على الحدث إن نقل البابا «هذه الأقوال المعادية للقرآن» سيؤدي على الأرجح إلى إغضاب العالم الإسلامي. وأشار بنديكت الذي يزور تركيا في غضون شهور قلائل إلى آية «لا إكراه في الدين» معلنا اتفاقه معها لكنه قال إنها تتناقض مع آية أخرى تحض على الجهاد.

من جهته، طالب رئيس المجلس الفرنسي للديانة المسلمة دليل بوبكر أمس (الخميس) الفاتيكان بـ «توضيح» عن تصريحات البابا بشأن الإسلام التي ادلى بها خلال زيارته لالمانيا. وقال بوبكر خلال اتصال اجرته معه وكالة فرانس برس «نرغب ان تعطينا الكنيسة سريعا جدا رأيها وان توضح موقفها حتى لا تخلط بين الإسلام وهو دين منزل والتيار الإسلامي الذي هو ليس ديانة بل ايديولوجية سياسية». وتابع يقول «نؤمن بالله نفسه رب السلام والمحبة والرحمة. فالإسلام اولا هو دين التسامح والاخوة». وأكد بوبكر ان المسلمين يريدون «علاقات صداقة مع المسيحية».

كما ندد مسئول تركي مسلم بشدة يوم أمس بتصريحات البابا التي وصفها بأنها «حاقدة ومعادية» وقال مدير قسم الشئون الدينية في الحكومة التركية علي برداك اوغلو ان «كلام (البابا) يعكس الحقد الذي يكنه (...) تصريحاته معادية وحاقدة للغاية».

وقال برداك اوغلو انه لا يرى «أية مصلحة للعالم الإسلامي في قيام شخص لديه مثل هذه القناعات عن الإسلام ونبيه بزيارة الى تركيا»، وذلك تعقيبا على زيارة البابا المتوقعة لتركيا آواخر هذا العام.

خليجياً، حث الأمين العام لحزب الأمة الكويتي حاكم المطيري البابا على تقديم «اعتذار فوري صريح للعالم الإسلامي عما صدر عنه من طعن بالنبي محمد وبالدين الإسلامي». وحذر المطيري من «خطورة مثل هذا الخطاب البابوي غير المعهود وغير المسبوق» وربط بينه وبين ما اسماه «الحروب الغربية الجديدة على العالم الإسلامي كما في العراق وافغانستان ولبنان» معتبرا انها «حروب صليبية تغذيها احقاد تاريخية ودينية».

من جهته، رفض وكيل المراجع الشيعية في الكويت السيد محمد باقر الموسوي المهري كلام البابا معتبرا انه «مخالف للحقيقة والواقع»، داعيا بنديكت السادس عشر الى الاعتذار. وقال «هجوم (البابا) غير المبرر على الإسلام وعلى النبي محمد تناقض واضح وصريح مع الدعوة لحوار الحضارات بل تصريح يفتح باب العداء بين اصحاب الديانات السماوية». كذلك رفض المهري قول البابا نقلا عن امبراطور بيزنطي ان الإسلام جاء بـ «اشياء شريرة» وانتشر «بحد السيف»

العدد 1470 - الخميس 14 سبتمبر 2006م الموافق 20 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً