شاركت جموع أمس الإثنين (16 أبريل / نيسان 2012) في تشييع جثمان الرئيس التنفيذي السابق لهيئة تنظيم سوق العمل علي رضي إلى مثواه الأخير في مقبرة السنابس، بعد أن توفي يوم الجمعة الماضي أثناء سفرة عمل في الخارج.

وحضر التشييع، الذي انطلق من مأتم السنابس إلى المقبرة، جمع من أهالي وأصدقاء الفقيد، كما شارك رئيس مجلس الشورى علي الصالح، ووزير العمل السابق مجيد العلوي، والرئيس التنفيذي السابق في صندوق العمل (تمكين) عبدالاله القاسمي ومسئولون آخرون.

جموع تواري الرئيس التنفيذي السابق لـ «سوق العمل» علي رضي الثرى بالسنابس

السنابس - حسين الوسطي

شاركت جموع أمس الإثنين (16 أبريل/ نيسان 2012) في تشييع جثمان الرئيس التنفيذي السابق لهيئة تنظيم سوق العمل علي رضي إلى مثواه الأخير في مقبرة السنابس، بعد أن توفي الجمعة الماضي أثناء سَفْرة عمل في الخارج.

وحضر في التشييع - الذي انطلق من مأتم السنابس إلى المقبرة - جمع من أهالي وأصدقاء الفقيد، كما شارك رئيس مجلس الشورى علي الصالح، إلى جانب مشاركة عدد من مسئولي هيئة تنظيم سوق العمل.

وشارك في تشييع رضي، الرئيس التنفيذي السابق في صندوق العمل (تمكين) عبدالاله القاسمي، وقال لـ «الوسط»: « تربطني علاقة وطيدة بالفقيد علي رضي، سواء في العمل أو خارجه، وقد تعرفت إلى الفقيد منذ أن كان يعمل في وزارة الصناعة والتجارة، وكنت حينها أعمل في وزارة العمل، إذ تكونت بيننا علاقة قوية بحكم المشاريع المشتركة بين الوزارتين، وساهم الفقيد في تأسيس «تمكين» في العام 2005، وانتقل بعدها للعمل في هيئة تنظيم سوق العمل».

ووصف القاسمي الفقيد بأنه شخص مخلص ويمتلك الكثير من القدرات، كما أن لديه الإمكانية في تأسيس المشروعات الجديدة وإنجاحها، إذ كان إنساناً مبدعاً ومعروفاً عنه بالإخلاص في العمل، وله بصماته الواضحة في مركز البحرين للمستثمرين.

وذكر أن «البحرين خسرت شخصاً كان يعطي الكثير من وقته وجهده لخدمة هذا الوطن وشعبه، والمشروعات التي أسسها وساهم فيها ستكون شاهدة على عطاء هذا الإنسان، وستسجل في ميزان حسناته».

من جهته، عبر وزير العمل السابق مجيد العلوي عن حزنه العميق برحيل علي رضي، وقال: «فقدت أخي وصديق قريب مني، فقد كانت بيني وبينه لقاءات إسبوعية، ورحيل مثل هذا الشخص خسارة لي، فمنذ أن تعرفت عليه عرفته إنسانا متسامحا جداً، وسافرت معه عدة سفرات عمل للخارج، وفي كل مرة لم أجد منه غير الكرم والشهامة، ويعتبر الفقيد علي رضي من أولئك الأشخاص الذين لا يميزون في علاقاتهم بين الناس بسبب الطائفة، فقد كان شخص يمتلك في قلبه الحب للجميع».

وواصل العلوي حديثه «فقدت البحرين شخصاً يعتبر من أكفأ وافضل الإداريين، فقد كان له دور كبير في وزارة التجارة والصناعة وتحويل نظامها إلكترونيا، فضلا عن بصماته الكبيرة في إنشاء مركز البحرين للمستثمرين وكذلك العمل على تأسيس هيئة تنظيم سوق العمل».

وثمن العلوي «مبادرة سمو ولي العهد ومتابعة وزير الخارجية لتسريع نقل جثمان الفقيد علي رضي من المغرب للبحرين، كما أن ولي العهد أبدى اسفه لفقد علي رضي».

وذكر أن «الفقيد عانى الكثير بعد برنامج الراصد الذي عرض في تلفزيون البحرين، وهو كبت الألم بداخله ورفض الحديث مع أي شخص خشية تفاقم الموضوع»، لافتا إلى أن «الفقيد كان متوجها للمغرب للاتفاق على إنشاء شركة للمطاعم المغربية».

من جهته، ذكر مستشار شئون العمليات بهيئة تنظيم سوق العمل عبدالجليل آل سند «كان الفقيد زميلي في الدراسة منذ العام 1984، ومن ثم عملنا مع بعض في العام 2002 بوزارة الصناعة والتجارة، وكان قد أسس مركز البحرين للمستثمرين، وعملت معه في هيئة تنظيم سوق العمل».

وأشار الى ان «البحرين خسرت رجلاً معطاء، فقد كان يعمل بما يعادل 18 ساعة في اليوم بكل إخلاص وتفان، ولم يكن يفرق بين الموظفين ولم يضع في حسبانه رئيساً ومرؤساً في التعامل مع الموظفين، وكان يخدم الناس من دون النظر لهم بدونية، وكان يمتاز بأخلاقه العالية، ولم يكن يزعل من أحد، ولم تكن له مشكلات مع أحد، بل على العكس كان شخصية محترمة لدى الجميع».

وبيّن آل سند ان «البحرين فقدت برحيل علي رضي رجلاً لن يعوض، والإنجازات تشهد له، بدءاً من مركز البحرين للمستثمرين وحصوله على جوائز عالمية منها جائزة بيل غيتس، كما حصل في العام 2011 على جائزة أفضل رئيس تنفيذي».

الى ذلك، قال مدير الإعلام والاتصال بهيئة تنظيم سوق العمل وحيد البلوشي: «إن الفقيد علي رضي قبل أن يكون زميل عمل، جمعتني به علاقة صداقة، اذ عملت معه في وزارة الصناعة والتجارة منذ العام 2002، ويحسب للفقيد عمله على إنشاء موقع إلكتروني للسجل التجاري يعنى بتخليص المعاملات من خلال الموقع، وبعد سنوات عملت معه في هيئة تنظيم سوق العمل».

وأضاف «الفقيد رجل لا يعوض، فقد عمل بكل وطنية ونزاهة وتفانى في عمله بإخلاص من أجل البحرين وإنجازاته تحكي عنه، كما ساهم في رفع اسم البحرين عالياً، وللأسف لم يقدر في حياته».

وتحدث الأمين العام لنقابات عمال البحرين سيد سلمان المحفوظ عن الفقيد علي رضي، اذ قال: «شخصياً أشعر بالحزن العميق وحين سمعتُ بنبأ وفاته كان أول شعور انتابني هو الصدمة مما حصل ولم أصدق، لكن تلك إرادة الله ولا راد لقضائه ولا مانع لأمره وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت».

وأضاف «على أي حال وإن كان الحزن يغالب الإنسان في مثل هذه المواقف والألم يعتصر القلب حتى لتتوقف الكلمات، إلا أن العزاء في أن هذا الراحل ترك سيرة حسنة وأثراً طيباً وذكْراً ناصعاً لا يموت بطيب أخلاقه وحسن معشره وجمال روحه وطهارة نفسه».

وعن شخصية الفقيد، أوضح المحفوظ ان «الفقيد علي رضي كان مثالاً للإنسان المحب المخلص لوطنه والكفؤ المجد في عمله، ورحيله يمثل خسارة كبيرة لهذا الوطن، وعزاؤنا أنه ترك في هيئة تنظيم سوق العمل شباباً تربّوا على حب العمل والجد والاجتهاد بفعل توجيهاته والقدوة الجادة التي مثلها في عمله. كان علي رضي في شغله لا يميز أحداً على أحد وهو ما شهد به الكثيرون من زملاء المهنة، ونحن عاصرناه حين كنا نعمل معه في الموضوعات المشتركة المتعلقة بالعمل والعمال ووجدنا فيه مثالاً للتنفيذي الناجح».

وبيّن ان «سيرة علي رضي حافلة حقاً بنجاحات عديدة هي كثيرة جداً، إذا قيست بعمره الشاب، فهو لا يزال في منتصف الأربعينات، لكن الله منّ عليه بهذه النجاحات التي تمثل خلاصة إنسان جاد وكادح يسعى إلى التميز دائماً ولا يقبل عن التميز بديلاً».

وأضاف «أتذكر أننا وبعض زملائه كنا نأخذ عليه إرهاق نفسه أكثر من اللازم في العمل، حيث يقضي ساعات طوال في عمله يومياً قد تتجاوز اثنتي عشرة ساعة، ويعمل أيام العطل حرصاً منه على أن يتابع كل شيء بنفسه ويتأكد من إنجازه، وكم كنا نأمل ألا يرحل عن هذه الدنيا وفي نفسه شيء من غضاضة أو ظلامة ومن الطيب تذكر أن خلفه في الهيئة لم يفوت فرصة تكريمه علها تجب في نفسه الكريمة المعطاءة من غبن وآلام فهو قد ظُلم بدون وجه حق».

وبحزن على فقد رضي قال المحفوظ: «ليرحم الله هذا الراحل العزيز ويزيد من أمثاله، فالبحرين بحاجة فعلاً إلى هذه النماذج الرائعة المميزة التي ترفع من إنتاجية كل موقع وتزيد من رصيد هذا البلد وتعلي شأنه في كل المحافل داخلياً وخارجياً».

وترأس رضي هيئة تنظيم سوق العمل منذ بداية تأسيسها كرئيس تنفيذي إذ أصدر رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم سوق العمل وزير العمل السابق مجيد العلوي قراراً بتعيين رضي في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2006 في منصب نائب الرئيس التنفيذي للهيئة على أن يقوم بمهمات الرئيس التنفيذي للهيئة حتى يصدر مرسوم بتعيين الرئيس التنفيذي، وظل رئيساً لها حتى العام 2011 والذي شهد أحداث فبراير/ شباط 2011، وعرض برنامج «الراصد» على تلفزيون البحرين والذي انتقده تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصّي الحقائق، حلقة خاصة عن الهيئة استضاف خلالها الفقيد بالإضافة إلى النائب علي أحمد، وبدا واضحاً استهداف رضي من خلال المكالمات التي كانت جميعها تتهمه بالتقصير، ورضي الذي واجه الموقف استوقفته المداخلات التي كان يرد عليها، وأشار في أحد ردوده على مداخلة كانت تتحدث عن وجود (كيشير) بأنّ «هذا تجنٍّ وافتراء فالمحاسبون غير موجودين في الهيئة عند البوابة بل تم إلغاء التعامل مع (الكيشير)».

كما شكل مجلس النواب في الفترة نفسها بقيادة كتلة المنبر ومساندة كتلة الأصالة لجنة التحقيق بشأن التجاوزات في هيئة تنظيم سوق العمل، والتي كانت تركز على التوظيف في الهيئة و «التجاوزات أثناء الأزمة».

وانتهت ولاية رضي من رئاسة الهيئة في 7 أبريل/ نيسان 2011 وذلك بعد مرور ثلاث سنوات على صدور مرسوم رقم (23) لسنة 2008 بتعيين رئيس تنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل الصادر في 9 أبريل 2008. ونص المرسوم رقم (23) للعام 2008 على أن «يُعين علي أحمد رضي رئيساً تنفيذياً لهيئة تنظيم سوق العمل لمدة ثلاث سنوات»، ولم يتم التجديد له، وشكلت لجنة تحقيق برلمانية في هيئة تنظيم سوق العمل في جلسة مجلس النواب بـ19 أبريل 2011.

ورغم خروجه من رئاسة الهيئة فإن لجنة التحقيق البرلمانية وجهت العديد من الاتهامات لرضي الذي ظل صامتاً، إلا انه خرج عن صمته في لقاء صحافي مع «الوسط» في 16 مايو/ أيار 2011، مؤكداً براءته من تلك الاتهامات التي تمثلت في تستره على الغياب أثناء الأزمة، وتواطئه مع الوزير السابق في صرف شيك مكافأة رئيس مجلس الإدارة السابق كما ادعت اللجنة ورئيسها. واستغرب من ليّ ذراع الحقائق من قبل اللجنة وبناء معلوماتها على ما وردها من موظفين في الهيئة، رافضاً النزول إلى مستوى الخطاب المتعلق بـ «التمييز والطائفية». يشار إلى أن هيئة تنظيم سوق العمل في عهد رضي حصلت على المركز الأول وبنسبة 56.9 في المئة في التقييم الخارجي للمؤسسات المشاركة في برنامج التميز والذي يشرف عليه مجلس الوزراء.