العدد 3514 - الجمعة 20 أبريل 2012م الموافق 28 جمادى الأولى 1433هـ

«سُوّاق الأجرة» يعيشون على بضعة دنانير يوميّاً

سيارات الأجرة في البحرين تعيش أوضاعاً صعبة
سيارات الأجرة في البحرين تعيش أوضاعاً صعبة

تصطف مجموعة من سيارات الأجرة (التاكسي) في العاصمة (المنامة)، منتظرة دورها للحصول على أحد الزبائن الأمر الذي قد يستغرق ساعات.

وبحسب أصحاب سيارات أجرة، فإنّ الأعمال في هذا العام هبطت إلى أكثر من النصف بسبب الركود الاقتصادي والأحداث التي شهدتها البلاد، لكن «العمالة السائبة» ومنافستها لـ «التاكسي النظامي» هي من أبرز المشكلات التي تواجه أصحاب سيارات الأجرة في البحرين.

من جانبه، يقول رئيس جمعية سواق سيارات النقل العام البحرينية محمد عبدالله الذي يعمل من مجمع «سيتي سنتر» إن الأعمال انخفضت خلال الفترة الماضية بنسبة لا تقل عن 60 في المئة «سائق الأجرة الذي يعمل من الفترة الصباحية إلى المسائية يحصل يوميّاً في المتوسط 3 إلى 6 دنانير وفي أحسن الأحوال قد يحصل البعض على 10 دنانير».


هبوط الأعمال لأكثر من النصف وتعثر في سداد قروض «التاكسي»«سيارات الأجرة» بين نار الركود الاقتصادي ومنافسة «العمالة السائبة»

المنامة - علي الفردان

تصطف مجموعة من سيارات الأجرة في عاصمة البحرين (المنامة) التي تستضيف فعاليات الفورملا1، منتظرة دورها للحصول على أحد الزبائن الأمر الذي قد يس تغرق ساعات، وهذا مشهد يندر وجوده في عواصم الخليج مثل دبي التي ينتظر الزبون دوره للحصول على سيارة أجرة.

وبحسب أصحاب سيارات أجرة، فإن الأعمال في هذا العام هبطت إلى أكثر من النصف بسبب الركود الاقتصادي والأحداث التي شهدتها البلاد في العام، لكن العمالة «السائبة» ومنافستها لـ «التاكسي النظامي» هي من أبرز المشكلات التي تواجه أصحاب سيارات الأجرة في البحرين.

وأمام «باب البحرين» أحد أبرز المعالم السياحية والاقتصادية في البلاد، ينتظر صاحب سيارة الأجرة علي جعفر، ويعمل في هذه المهنة منذ 16 عاماً، قدم من الصباح الباكر لكي للحصول زبائن «أنا هنا نحو الساعة السادسة صباحاً وإلى الآن (الساعة التاسعة صباحاً تقريباً) لم أحصل على زبون واحد... الوضع صعب تماماً والعمل شحيح جداً».

وأضاف جعفر «أعمل منذ الساعة السادسة والنصف صباحاً إلى أذان الظهر ثم أرجع في الساعة الثالثة حتى نحو الثامنة، في الصباح يبلغ متوسط الدخل نحو 3 دنانير في والفترة المسائية قد أحصل على أقل من ذلك أي أني لو حصلت على 5 أو 6 دنانير في اليوم يكون الأمر جيداً».

ويقول جعفر إنه كان من بين نحو 23 سائق سيارة أجرة تم استبعادهم عن التوصيل من مطار البحرين الدولي على خلفية الأحداث السابقة، مضيفاً أنه تم إبلاغهم بعدم السماح لهم بالتوصيل دون الإدلاء بأسباب.

ومضى بالقول «لا نجد سياحاً هنا، أغلبية من نقوم بتوصيلهم هم الأجانب المقيمون، وقليلاً ما نجد بحرينيين».

منافسة العمالة السائبة

ويرى جعفر أن «العمالة السائبة»، وهي العمالة التي لا تملك تصاريح عمل، والتي تمارس مهن التوصيل بطريقة غير شرعية، هي من أبرز المشكلات التي تواجه أصحاب سيارات الأجرة. وقال «الطريقة هي أن يقوم 3 عمال أغلبهم من «فري فيزا» بأخذ سيارة واحدة وكل منهم يعمل على فترة محددة في الصباح وفي أول الليل وفي الفترة المسائية، يوصلون الركاب إلى كل مكان بدينارين فقط والحقيقة أن العمالة الأجنبية في مكاتب الاستقبال في المباني تساعد هؤلاء العمالة غير المرخصة على القيام بعملهم».

وتابع بالقول «نراهم (العمالة السائبة) في كل مكان وحتى في المطار متواجدين، وقد سلمنا بعضهم للمرور لكنه دائماً ما يفلتون من المحاسبة لذلك لا نرى أي حل لذلك».

ومضى «الأمر لا يتوقف على ذلك، فالكثير من العمارات التي يسكن فيها العمالة الأجنبية توجد بها سيارات مشتركة للتوصيل وهذا يؤثر على أعمالنا».

ويشكل الأجانب خصوصاً العمال الغالبية الساحقة من مستخدمي وسائل النقل العام والتاكسي، بحسب ما يراه جعفر «البحرينيون لا يشكلون أكثر من 2 في المئة من مستخدمي سيارات الأجرة».

إيقاف سائقين عن التوصيل من المطار

من جانبه يقول رئيس جمعية سواق سيارات النقل العام البحرينية محمد عبدالله الذي يعمل من نقطة مجمع «سيتي سنتر» أن الأعمال انخفضت خلال الفترة الماضية بنسبة لا تقل عن 60 في المئة «سائق الأجرة الذي يعمل من الفترة الصباحية إلى المسائية يحصل يومياً في المتوسط 3 إلى 6 دنانير وفي أحسن الأحوال قد يحصل البعض على 10 دنانير، في السابق كان بعض السواق يستطيع الحصول على 20 ديناراً في اليوم».

وأضاف عبدالله «قبل الأحداث كان الوضع أفضل، لكن الآن نعاني ركوداً علاوة على تأثير العمالة السائبة التي تعمل في التوصيل موجودة حتى في المجمعات التجارية».

ومضى بالقول «في أكبر مجمع (سيتي سنتر) في البحرين قد تتنظر سيارة الأجرة 6 ساعات للحصول على زبون واحد في حين في دول مجاورة ينتظر الزبون للحصول على سيارة أجرة، هذه المفارقة توضح حجم المعاناة».

وتطرق إلى ضعف التواصل مع الجهات المعنية «في السابق كنا نتحدث في برنامج «صباح الخير يا بحرين» على الإذاعة ونتواصل مع إدارة المرور، لكن التواصل الآن انقطع كما جمدت أنشطة الجمعية».

وقال إنه خلال الأحداث التي شهدتها البحرين تم «منع نحو 23 سائقاً على الأقل من التوصيل من مطار البحرين الدولي بسبب الأحداث».

وأضاف «أنا أحد الذين تم منعي، وللأسف كنا ننتظر في طوابير طوال النهار وحين نصل إلى نقطة توصيل الزبائن من المطار يتم سحب بطاقة الترخيص للتوصيل من المطار من قبل أمن المطار... أعتقد أن ذلك غير قانوني لأن الرخص من صلاحيات إدارة المرور».

وتابع «تم اتهامنا بعدم التواجد في المطار لعملية التوصيل خلال المشكلات الأمنية في شهر مارس/ آذار الماضي، جميعنا يعرف كيف كان الوضع في تلك الفترة، وبعض السائقين من المناطق البعيدة أو تكون الطرق مغلقة، فمن غير الآمن أن يعمل لكننا شكلنا فريق طوارئ للتأكد من تغطية المطار بصورة كافية وهذا ما تم بالفعل إذ تم الاتصال بالسائقين خصوصاً القريبين من منطقة المطار أو من يستطيعون الذهاب وتمكنا من تغطية التوصيل في هذه الظروف الصعبة».

وأشار عبدالله إلى أن بعض السواق سحبت سيارات الأجرة التي يمتلكونها ويبلغ عددها ثلاث سيارات من مستشفى السلمانية على خلفية الأحداث ولم يتم إرجاع اللوحات التعريفية لهم لكي يعاودوا العمل بسيارات أخرى «أرزاقهم متوقفة على هذا العمل، هناك كذلك من يتعرض للإهانة قبل وصوله إلى بعض المناطق النائية والتي قد تصل فيها سعر التوصيلة إلى 11 ديناراً، لذلك لا نذهب الذهاب إلى هناك خوفاً من ذلك».

وتخدم 150 سيارة أجرة المطار كما يقول رئيس جمعية سواق سيارات النقل العام البحرينية، في الوقت الذي يوجد في البحرين نحو 960 لوحة سيارة أجرة (رخصة) إضافة إلى نحو 130 لوحة لدى الشركة العربية، وهي شركة خاصة تشكلت بمساهمة أصحاب سيارات الأجرة قبل أعوام لكن الشركة تستخدم أقل من عدد اللوحات المتاح لديها.

وأوضح أن عدد من أصحاب سيارات الاجرة في وضع «صعب»، حتى أن بعضهم توقف عن سداد أقساط سيارة لدى بنك البحرين للتنمية والمؤسسات المالية الخاصة الأخرى.

وذكر عبدالله «أعتقد أنه من الضروري الآن إرجاع صلة التواصل مع الجهات المعنية».

عام صعب

ويرى إبراهيم مديفع الذي يعمل سائق أجرة منذ 18 عاماً أن هذا العام «صعب» في مجال النقل العام في البحرين.

وأضاف «أنا الآن أنتظر من الساعة 5 صباحاً والآن 8 صباحاً لم أوصل زبوناً واحداً أي أنني انتظرت ثلاث ساعات لكي أحصل على زبون واحد». وذكر مديفع أغلب من نقوم بإيصالهم يذهبون إلى مناطق قريبة من باب البحرين مثل القضيبية أو ضواحي العاصمة مثل الجفير. وعمّا إذا كانت فعاليات الفورمولا قد تنعش القطاع «شخصياً لم أرَ شخص طلب مني توصيله إلى الحلبة أو ما إلى ذلك... أعتقد أن الفنادق توفر لهم المواصلات».

وأضاف «في العام 2010 في آخر فعالية للفورمولا1 كنا بعض الحركة قبل الحدث بأسبوع».

أما جعفر يوسف السعد وهو سائق أجرة منذ 35 سنة يرى فيقول إنه في عشرين سنة كان «التاكسي» في عصر ذهب «في اليوم الواحد كنا نحصل على 30 حتى 50 ديناراً في اليوم».

وأفاد السعد « أغلب زبائن «التاكسي» هم من المقيمين وأغلب التوصيلات هي لأماكن قريبة مثل المحكمة أو داخل العاصمة». وقال إنه يعمل حتى ساعات الظهيرة، لكنه لا يعاود العمل في المساء «في اليوم الواحد أحصل على ما بين 2 إلى 4 زبائن في حين يتراوح سعر التوصيلة بين دينار ونصف ودينارين».

سائق: مدخولي ديناران ونصف أمس

أحد أصحاب سيارات الأجرة، طلب عدم ذكر اسمه، قال «أمس عملت حتى ساعات الظهر ومدخولي دينارين و800 فقط، أكثر التوصيلات إلى المنطقة الدبلوماسية مثلاً والمناطق المجاورة بين دينار ونصف ودينارين و500 فلس».

وتابع بالقول «قبل سنة كان الوضع أفضل بالتأكيد، هنا (باب البحرين) تجد 6 سيارات، وإذ ذهبت وراء مبنى البريد سترى سيارات أخرى تنتظر دورها للوصول هنا في هذه المنطقة، هناك نحو 20 سيارة تنتظر دورها للحصول على زبائن». وأضاف «دعني أسالك إذا كان عمل «التاكسي» مربحاً لماذا لا نرى انتشاراً لشركات التاكسي مثل الدول الأخرى».

وأضاف «أستطيع القول إن الأعمال هبطت للنصف تقريباً خلال عام واحد». وتساءل بالقول «لماذا يحتسب علينا 35 ديناراً سنوياً كرسوم تسجيل في حين السيارات وحتى الفارهة منها يحتسب لها رسوم 20 ديناراً فقط».

من جانبه، يتفق سائق سيارة الأجرة محمد إبراهيم مع رأي زملائه بأن قطاع سيارات الأجرة يعاني ركوداً «طوال اليوم أحصل في المتوسط على نحو 3 توصيلات فقط، الأمر أسوأ من قبل بالطبع، كنا في السابق نستطيع الحصول على 7 توصيلات».

وأضاف إبراهيم «السياح قليلون هناك أجانب يستخدمون التاكسي ولكنهم من العمالة الأجنبية». وتابع «نحن هنا في باب البحرين مع وجود عمليات صيانة أو إغلاق لبعض الطرق القريبة نتأثر بصورة مباشرة قبل فترة كانت هناك أعمال مقاولات وتأثرنا».

وأشار إبراهيم أن سيارات الأجرة لا تجني الكثير من الفعاليات مثل الفورملا 1، داعياً لأن يفتح المجال بصورة أكبر لسيارات الأجرة في أعمال التوصيل خلال هذه الفعاليات لمساعدة القطاع الذي يواجه منافسة من عدة أطراف.

العدد 3514 - الجمعة 20 أبريل 2012م الموافق 28 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 8:09 ص

      الى ادارة المرور

      انا لدي طلب للحصول على رقم سيارة اجرة
      وطلبي موجود لديكم من تاريخ 13-5-2006
      ارجو ان ينال طلبي موافقتكم
      لاني عاطل عن العمل

    • زائر 5 | 6:42 ص

      اكيد محد يركب تكسي

      أسعار التكسيات ناااااااااااااااااااااااااااااااااااااار يا حبيبي نار..لو بمشي من المنامة لبلاج الجزائر ما بركب تكسي..

اقرأ ايضاً