العدد 3521 - الجمعة 27 أبريل 2012م الموافق 06 جمادى الآخرة 1433هـ

تضافر جهود جمعيات الأطباء والمرضى لمواجهة تدني مستويات علاج أمراض القلب الذي يتسبب في زيادة خطورة التعرض للسكتة الدماغية بمعدل 500 %

تم تدشين الميثاق العالمي لمرضى الرجفان الأذيني في المؤتمر العالمي لأمراض القلب 2012 تحت رعاية الاتحاد العالمي لأمراض القلب، ووقع عليه 68 من المؤسسات الطبية وجمعيات المرضى في أكثر من 39 دولة. وفي مبادرة غير مسبوقة على مستوى العالم، يتناول ميثاق المرضى، والحملة الداعمة تحت عنوان «وقّع لمواجهة السكتة الدماغية الناتجة عن الرجفان الأذيني»، هذه المشكلة الصحية العامة التي تصيب القلب وأوعيته، وهي غير معروفة ولكنها تنتشر بسرعة. ويعرض الميثاق عدداً من الاستراتيجيات والحلول التي من شأنها المساعدة في أن يتجنب ملايين البشر في الشرق الأوسط الموت أو الإصابة بإعاقة بسبب السكتة الدماغية الناتجة عن الرجفان الأذيني (AF)، وهي حالة مرضية تفتقر إلى التشخيص والعلاج المناسبين وتهدد الحياة.

ويقدر الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنحو 1.3 مليون شخص، وهو أحد اضطرابات نظم القلب ويُزيد من خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية. ويتسبب الرجفان الأذيني في انقباضات عشوائية وغير منتظمة لخلايا الأذينين، ويظهر ذلك على الحجرتين العلويتين للقلب (الأذيني) فيرجفان في مكانهما بدلاً من أن ينقبضا معاً بشكل منتظم، ما يؤدي إلى عدم ضخ الدم بشكل كامل، وبالتالي حدوث تخثرات دموية قد تؤدي إلى الإصابة بجلطة. وقد تنتقل هذه الجلطات إلى المخ وتتسبب في الإصابة بسكتة دماغية خطيرة، وربما تكون قاتلة.

ومن خلال نداء عالمي، طالب ما يقرب من 68 من منظمات المرضى والمجتمعات الطبية حول العالم المتخصصة بالرعاية الصحية، الشخصيات العامة وواضعي السياسات بالتعاون معهم في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من السكتات الدماغية الخطيرة والمميتة التي يسببها الرجفان الأذيني. ويمكن للراغبين بإظهار دعمهم زيارة موقع الحملة على الإنترنت www.signagainststroke.com وتوقيع الميثاق.

وقال الرئيس السابق لجمعية القلب الإماراتية وائل عبد الرحمن المحميد: «من المزعج أن توجد حاجة طبية واضحة لم تتم تلبيتها بصورة مرضية في الشرق الأوسط بأكمله لمنع السكتة الدماغية لمرضى الرجفان الأذيني. ويمكن منع غالبية هذه السكتات، غير أن الافتقار إلى التشخيص الجيد بالإضافة إلى الاستخدام غير الأمثل لمضاد التخثر يجعل الأمر صعباً، ما يعني زيادة الأعباء غير الضرورية على المرضى وعائلاتهم ومن يراعيهم. ولهذا فإننا نطالب الأشخاص حول العالم بزيارة الموقع وتوقيع الميثاق».

لا يتعلق الرجفان الأذيني بمنطقة جغرافية أو نوع محدد (ذكر أو أنثى) أو أية ظروف اقتصادية واجتماعية، ويعتبر هذا المرض مسئولاً عن 20 في المئة عن كل السكتات الدماغية التي تسببها جلطات الدم.

ميثاق المرضى

تحتل السكتة الدماغية المرتبة الثانية في أسباب الوفاة في العالم. وتعتبر السكتة الدماغية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المشكلات الصحية الخطيرة والمتزايدة في الانتشار، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد حالات الوفاة التي تحدث بسببها بحلول العام 2030.

بدوره قال رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب محمد صبحي: «على رغم أن الرجفان الأذيني من الأمراض الشائعة إلا أنه يفتقر إلى التشخيص الجيد، وبالتالي لا يتوافر العلاج الجيد، ما يؤدي إلى ضعف القدرة على منع حدوث السكتات الدماغية.» وأضاف «في الشرق الأوسط يوجد نقص حاد في المعلومات المتعلقة بمشكلات الرجفان الأذيني، على رغم الحقيقة المؤلمة بأن الرجفان الأذيني قد يتسبب في زيادة خطورة التعرض للسكتة الدماغية بمعدل 500 في المئة. وبالتالي تجب مواجهة هذه المشكلة بشكل عاجل».

يشار إلى أن السكتات الدماغية التي سببها الرجفان الأذيني أكثر خطورة من السكتات الدماغية التي تنتج عن أية أسباب أخرى. وهذا يعني أن الأشخاص الذين يعانون من سكتة دماغية ناتجة عن الرجفان الأذيني فرصتهم أقل في العودة إلى منازلهم، وسيحتاجون إلى رعاية أكبر من عائلاتهم، أو قد يستدعي الأمر الإقامة بمستشفى خاص. وعلى أية حال، فإنه يمكن تقليل أثر هذه السكتات الدماغية على الأشخاص أنفسهم والنظام الصحي والمجتمع من خلال إيلاء اهتمام أكبر بالتوعية والتشخيص والعلاج.

وتهدف الحملة الداعمة للميثاق، «وقّع لمواجهة السكتة الدماغية الناتجة عن الرجفان الأذيني»، إلى تجميع التوقيعات حول العالم لدعم الميثاق العالمي لمرضى الرجفان الأذيني، وكذلك التوصيات الخمسة المهمة لها:

- إطلاق حملات معلومات عامة وتوعية لزيادة الوعي بالعلامات المبكرة للرجفان الأذيني وعوامل خطورة السكتة الدماغية وأهمية فحوصات النبض.

- الوقاية من السكتة الدماغية الناتجة عن الرجفان الأذيني، وجعلها من أولويات برامج الرعاية الصحية القومية.

- توفير توجيهات طبية حول علاج الرجفان الأذيني والسكتة الدماغية الناتجة عنه على مستوى قومي.

- تحسين التعليم الطبي وأفضل الممارسات بين مجموع العاملين في الرعاية الصحية لتعزيز الوقاية من الرجفان الأذيني والسكتات الدماغية الناتجة عنه، بالإضافة إلى رفع الوعي وتطوير برامج إدارة المشاكل.

- توفير التقنيات الضرورية لتعزيز الوقاية والتشخيص وتقديم العلاج للأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني أو الذين في خطر التعرض لسكتة دماغية ناتجة عن الرجفان الأذيني بأسرع ما يمكن.

وقال رئيس الطب العام في شركة باير للمستحضرات الطبية والرعاية الصحية فليمنج أورنسكوف: «تفخر باير للرعاية الصحية بدعم هذه الحملة. ويعتبر تحسين النتائج بالنسبة للمرضى من الأولويات الملحة. ولكن ذلك يتطلب تضافر جميع الجهود، من المرضى ومتخصصي الرعاية الصحية وواضعي السياسات والمنظمات غير الحكومية وشركات تصنيع الأدوية، حيث لا يمكن لأي أحد القيام بهذا الدور بمفرده».

العدد 3521 - الجمعة 27 أبريل 2012م الموافق 06 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً