العدد 3525 - الثلثاء 01 مايو 2012م الموافق 10 جمادى الآخرة 1433هـ

ملتقى حقوقي ومعرض فني في ختام «أسبوع الأصم العربي»

برعاية إعلامية من «الوسط»:

في ختام فعاليات «أسبوع الأصم العربي 37»، (21 - 28 أبريل/ نيسان 2012)، التي نظمتها «جمعية الصم البحرينية»، تم عقد ملتقى حقوقي تحت عنوان «تعزيز حقوق الأشخاص الصم في العمل»، صباح السبت الماضي، الثامن والعشرين من أبريل، في نادي بابكو بعوالي، بحضور الوكيل المساعد للرعاية والتأهيل الاجتماعي بوزارة التنمية الاجتماعية بدرية الجيب، والرئيس التنفيذي لشركة نفط البحرين (بابكو) جوردن سميث، وعدد من الضيوف والمدعوين.

بدأ الملتقى بورقة للباحث الاكاديمي ورئيس جمعية الاجتماعيين سابقاً سلمان درباس، بعنوان «توظيف الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية»، تطرّق فيها إلى واقع الإعاقة في المجتمع البحريني، حيث يعاني المعاقون من التهميش والتمييز ضدهم في العمل على مستوى التوظيف والتدريب والأجور. ومن خلال تجربته الإدارية بوزارة العمل والشئون الاجتماعية سابقاً، أكد أن هذه الفئة مازالت تعاني من الحرمان من أبسط حقوقها في مجال العمل، ولم تتعزز فرصها في سوق العمل، حيث تعاني من منافسة شديدة من العمالة الأجنبية على بعض الوظائف الفنية المؤهلة لشغلها، فظلت محصورة في مجالات عمل محدودة.

وأشار درباس إلى ما يتمتع به كثير من الصم من قدرات علمية جيدة ودرجة إنتاجية مرتفعة، بينما لايزال بعض أرباب العمل يتحفظون على توظيفهم لجهلهم بقدراتهم الحقيقية. وكشف عن وجود ما لا يقل عن مئة عاطل من الصم، وهو ملفٌ يمكن لوزارة العمل أن تنهيه في وقت قريب إذا ما توفرت الإرادة والجدية في ذلك.

واعتمد درباس على آخر الاحصاءات الرسمية الصادرة عن الوزارة، في رسم صورة جغرافية للإعاقات في البحرين، فأوضح أن أعلى معدل يوجد في المحافظة الشمالية، حيث يبلغ العدد 2574 شخصاً، 439 منهم صم، تليها الوسطى بمعدل 1991 شخصاً 275 منهم صم. ثم المحرق بمعدل 1060، من بينهم 126 أصم. أما العاصمة فيبلغ العدد 812 من بينهم 125 من الصم. وأخيراً الجنوبية 241 من بينهم 39 من الصم.

وفي الورقة الأخرى تحدّث الباحث علي البحار عن «حق العمل وفق الاتفاقية الدولية والقانون البحريني»، باعتبار حق العمل من حقوق الإنسان غير القابلة للتجزئة، حيث يوفّر للإنسان عملاً مناسباً يلبّي حاجاته ويحفظ كرامته. كما أن العمل حقٌ وليس رعايةً ولا منّةً من أحد، كفله الدستور وقانون العمل المحلي والاتفاقيات الدولية.

وأشار البحار إلى أنه لا يجوز التمييز بين ذوي الإعاقة وغيرهم في التوظيف أو الترقية، ومن حقّ المعوق الحصول على فرصة للتأهيل والتدريب المهني، وأجرٍ كافٍ لتلبية احتياجاته الأساسية، وعلى الدولة توفير هذه الفرص بحسب الدستور. ودعا ذوي الإعاقة، ومن بينهم الصم، للتفكير بالانتقال من دور العامل إلى ربّ العمل، ليتمكن الفرد من فتح مشروعه التجاري الخاص اعتماداً على ما لديه من قدرات إبداعية كبيرة. وتساءل: «هناك مسابقة سنوية ينظّمها المجلس الأعلى للمرأة لتكريم المؤسسات التي تقوم بتوظيف المرأة، فلماذا لا تقام مسابقة سنوية لتكريم المؤسسات التي توظّف ذوي الإعاقة»؟ ودعا البحار المعوق للالتزام بأداء العمل والانضباط الوظيفي بحسب اتفاق العمل، والحفاظ على وسائل الإنتاج والآلات والمحافظة على أسرار العمل.

من جانبه أكد مدير الجلسة جاسم سيادي أن موضوع الاستغلال ظاهرة عامة يمارسها أرباب العمل مع العمال ولا تقتصر على ذوي الإعاقة، وأن إنهاء مشكلة بطالة المعوقين وغيرهم ترتبط بمشكلة المخرجات التعليمية وتفعيل القانون، وقال: «لو تم تطبيق الفقرات القانونية بخصوص توظيف نسبة 2 في المئة من المعوقين في الشركات الكبرى، لما بقي صاحب إعاقة من دون وظيفة في البحرين».

قضايا ومداخلات

في المداخلات والتعقيبات، كشف أحد أولياء الأمور عن وجود حالات تلاعب على القانون من خلال التوظيف الوهمي لذوي الإعاقة، بتسجيلهم لدى بعض المؤسسات دون أن يمارسوا عملاً في الواقع، من أجل الحصول على رخصٍ لجلب عمالة أجنبية. وقال إن إعطاء راتب شهري للمعوق وهو في بيته لا يحل المشكلة ولا يحوله إلى عضو منتج في المجتمع.

وتحدث أحد الصم عن تجاربهم مع التدريب لسنوات على الكمبيوتر والنجارة وغيرها، إلا أنهم عند البحث عن عمل يتم توظيفهم في مجالات أخرى كعامل أو منظّف، بعيداً عن إمكاناته ومؤهلاته العلمية، وذلك من الأسباب التي تشيع الاحباط.

وشكا آخر من عدم اهتمام وزارة العمل بالصم وقضاياهم، وقال «إن كل ما ينشر مجرد كلام إعلامي، ونحن بحاجة إلى توجيه أنظار الحكومة إلى همومنا ومعاناتنا». إحدى المشاركات أوضحت ما يلاقيه الصم لدى مراجعتهم لوزارة العمل، حيث لا يجد الأصم من يتفاهم معه بلغة الإشارة، ويتم تحويله من شخصٍ إلى آخر، ما يسبب لهم الكثير من الإحباط والتأخير.

معرض فني

في ختام الملتقى الحقوقي، تم افتتاح معرض فني ضمّ لوحات زيتية ومصوغات فضية وأعمالا زخرفية وخطوطا على الزجاج مع أعمال صوف (كروشيه). وأشرف على تنظيم المعرض رئيس اللجنة الفنية بجمعية الصم الفنان محسن التيتون، الذي قال انه يؤمن «من موقعه كفنان، بأن لدى المعوق قدرات كبيرة، وأن أمام الأصم الذي لا يسمع ولا يتكلم، نافذة الفن الواسعة ليوصل صوته للعالم الخارجي».

وقد أعربت الوكيل المساعد للرعاية الاجتماعية بدرية الجيب عن شكر الوزارة للجمعية وتقديرها لما تقوم به من خدمات وأعمال لتطوير فئة الصم والارتقاء بمستوياتهم، واهتمامها بإحياء أسبوع الصم العربي سنوياً وإقامتها لورش العمل ومعرض المنتوجات الذي يعبّر عن إبداعات الصم.

وألقى نائب رئيس الجمعية راضي العلي كلمةً باسم أسرة جمعية الصم، رحّب فيها «بالحضور الذي حرص على مشاركتنا الاحتفال بأسبوع الأصم العربي 37»، معدّداً الدورات اللغوية والفنية والتقنية وبرامج التدريب المتنوعة التي حققت نجاحاً كبيراً في إدماج الصم في المجتمع خلال السنوات الأخيرة.

مشروع مركز الاتصال المرئي

وقدّم رئيس الجمعية مهدي النعيمي عرضاً عن مشروع برنامج الاتصال المرئي، المخصّص لمساعدة الصم في التواصل مع مختلف الوزارات والمؤسسات الرسمية عبر الهاتف المصوّر. وهو مشروعٌ يعتمد على الفيديو (صوت وصورة) باستخدام الهاتف النقال ذي الكاميرتين، ومن خلال مركز يتولى الاتصال بالطرفين الأصم والجهة التي يراجعها من أجل تيسير عملية التواصل وحل المشاكل الطارئة. وسيسهل ذلك تقديم المساعدات للصم في حالات الطوارئ والمستشفيات والمرور والشرطة والدفاع المدني والمطار والمصارف ومراكز التعليم والجامعات. وتأمل الجمعية نجاح هذه التجربة الرائدة حيث تطرح كفكرة لأول مرة في البحرين، وتأمل تعميمها على بقية دول الخليج الشقيقة.

وقدّم مترجمو ومترجمات الجمعية أنشودةً بلغة الإشارة، من كلمات الشاعر نادر التتان والحان ياسر خليفة، تقول كلماتها: «نحن آذانكم الصاغية. نحن أصواتكم العالية. لكل ما يدور نترجم الشعور. نحن أصحابكم الوافية». وقام بأدائها المنشد محمد الجزيري ولطيفة البوعينين.

وفي ختام الحفل تم تكريم الجهات الداعمة للجمعية، وتقديم هدايا ومشغولات فنية خاصة من إبداع الفنانين الصم. كما تم الإعلان عن أسماء الفائزين بمسابقة بابكو الفنية الأولى للصم.

العدد 3525 - الثلثاء 01 مايو 2012م الموافق 10 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:50 ص

      قانون 2%

      قانون 2% يجب ان يطبق بالتعاون مع وزارة العمل و الجهات المختصه
      «لو تم تطبيق الفقرات القانونية بخصوص توظيف نسبة 2 في المئة من المعوقين في الشركات الكبرى، لما بقي صاحب إعاقة من دون وظيفة في البحرين».

اقرأ ايضاً