ولدتُ في البحرين ولا أملك الجنسية

أنا مواطن من مواليد البحرين تقدمت بطلب الجنسية البحرينية في العام 2002 ولكني لم أوفق بالحصول عليها على رغم أن جميع أفراد عائلتي يحملون الجنسية البحرينية. وعلماً بأنني أكبر إخواني سناً، وفي كل مرة أقوم بمراجعة الجهات المختصة يخبرونني بأنه سيتم منحي إياها ضمن الدفعة القادمة؛ ولكن من دون أمل يرجى. والآن وقد أصبح عمري 29 عاماً وصرت المسئول عن عائلتي وعن توفير متطلباتهم المعيشية، وكوني لا أملك الجنسية فأنا غير قادر على الحصول على وظيفة لائقة تفي بمتطلبات الحياة الضرورية والتزاماتها من دون الحصول على شرف الجنسية.

وأنا الآن أكتب لكم وكلي أمل بالله أن تدعموني وتساندوني في الموافقة على طلبي هذا بالحصول على الجنسية البحرينية في أقرب وقت ممكن لحاجتي الماسّة لذلك ولكي استكمل حقوقي كمواطن ولد وترعرع في كنف هذا البلد الغالي والذي لا أعرف غيره وطناً.

ومازالت معاناتي مستمرة فأنا شاب أرغب أن أكون كغيري من الشباب في مثل عمري وأن أستطيع توفير الحياة الكريمة لي ولأسرتي أعيلها وخصوصاً أن والدتي أرملة وإخواني صغار وكل عبئهم يقع على عاتقي وكل هذا لم يتحقق لأني لم أحصل بعد على شرف الجنسية البحرينية والتي يمتلكها جميع أفراد أسرتي ما عداي.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)

الموظف... مواطن أمام مؤسسة أخرى!

لو كان هذا المقال يصلح لدولة عربية دون غيرها، لكنت قد حددتها في العنوان، لكن للأسف وجدتها ينطبق على كثير من دولنا العربية، لذا تركته من دون تحديد دقيق للدولة أو للمؤسسة أو المصلحة، سواء كانت حكومية أو خاصة، وإن كان الموضوع أقرب للمؤسسات التي تملكها وتديرها الحكومات من دون تلك التي تتبع القطاع الخاص.

لكل مصلحة أو مؤسسة موظفوها، وهم الأدرى بخفاياها وقوانينها، وهم أهل العلم والمعرفة بشئونها، لكن للأسف في كثير من الأحيان نجد أن نسبة ليست بالقليلة من موظفي هذه المصلحة أو تلك لا يفقهون شيئاً عن أصول عمله، هم فقط أشخاص موجهون من قبل رؤسائهم للقيام ببعض الأعمال من دون مناقشة أو معرفة ولو حتى بالأعمال الأخرى المتعلقة والمرتبطة بعملهم.

خطوط غريبة يكتبون بها الوثائق والأوراق المهمة، هي أشبه ما تكون بالنقش الفرعوني على أوراق البردي أو رموز رجل الكهف في العصر الحجري، والقصص كثيرة عن مصالح لمواطنين تعطلت لعدم وضوح الخط أو الأختام أو التواريخ، وفى عصر الكمبيوتر والإنترنت واستعداد الإنسان كي يبدأ أولى رحلاته المؤهلة إلى كوكب المريخ... مازالت الكثير من الهيئات والمؤسسات الحكومية متمسكة بجيوش من الموظفين الكتابيين لكتابة الوثائق والأوراق، أتذكر موقفاً حدث مع أحد الخريجين في إحدى الجامعات بدولة عربية عندما ذهب لاستخراج وثيقة معينة، فإذا به يجد الموظفة غارقة بين تلال من الملفات الورقية، فسألها لماذا لا تقومون بكتابة كل ما في هذه الملفات على الكمبيوتر لتسهيل البحث والاستخراج، فكان ردها: «كيف؟!... ونحن نكتب في العام الواحد عشرة آلاف وثيقة... الكمبيوتر هيشيل أيه ولا أيه!»، لو أن الكمبيوتر بشراً لتبرأ من جهلكم يا أمة الورق!

وبغض النظر عن ذلك فإن ثمة شيئاً ما تجده بمجرد أن تطأ قدمك داخل أية مؤسسة حكومية، تشعر بالضيق والملل بمجرد عبور مدخلها، تصدمك الوجوه العابسة للموظفين، المكان الحكومي معروف دائماً بكآبته وخلوه من أية لمسة إبداع سواء في مبانيه وتخطيطها أو حتى أثاثه وحوائطه الداخلية والخارجية، صحيح أن الحكومات تدفع الكثير والكثير عند إنشاء تلك الأماكن لكن وبكل أسف عدم الاهتمام بالصيانة والنظافة يحولها إلى كهوف، بعض الموظفين يعقدون الأمور وكما نقول: «يوقفون المراكب السايرة...»، على أتفه الأسباب يتذمرون، الرشوة والمحسوبية جزء أساسي في بعض الأماكن، غريب حقاً أن يدفع المواطن كي يحصل على حقه، وإذا دفع أكثر يحصل على حقه وحق غيره أيضاً!

فيا كل موظف في أية هيئة حكومية... اتق الله، واعلم أنك إذا كنت موظفاً في مصلحة ما وتتحكم في شئون المواطنين، فاعلم أنك مواطن أمام مصالح أخرى، فعامل الناس كما تحب أن يُعاملوك!

أحمد مصطفى الغر