العدد 3540 - الأربعاء 16 مايو 2012م الموافق 25 جمادى الآخرة 1433هـ

عمرو موسى يعزف على وتر التوافق في الانتخابات المصرية

حقق المرشح الرئاسي المصري عمرو موسى شعبية كبيرة من خلال لغته القوية في انتقاد اسرائيل طوال سنوات عمله وزيرا للخارجية او امينا عاما للجامعة العربية لكن خصومه في السباق الرئاسي يسعون الان لتحويل تاريخه الى نقطة ضعف في الانتخابات المقرر اجراؤها الاسبوع القادم.
ويواجه موسى الذي التقى بزعماء لمختلف طوائف المجتمع تساؤلات بشأن صلته بالنظام السابق منذ أن أعلن نيته قبل أكثر من عام ترشيح نفسه للرئاسة لكنه يصور نفسه على انه اختلف مرارا مع سياسات الرئيس السابق حسني مبارك مما دفع مبارك إلى ابعاده.
واكتسب موسى الذي شغل منصب وزير الخارجية في الفترة من 1991 إلى 2001 قبل انتخابه أمينا للجامعة العربية لفترتين متتاليتين شعبية بسبب لغته الحازمة في انتقاد ممارسات لسلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين. وانتشر على السنة المصريين مطلع اغنية المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم "احب عمرو موسى واكره اسرائيل".
لكن ابرز منافسيه المرشح الاسلامي عبد المنعم ابو الفتوح واجهه اثناء مناظرة تلفزيونية بينهما الاسبوع الماضي بسؤال "هل يتصور موسى الذي كان وزيرا للنظام السابق أن النظام الذي صنع المشكلة أن يأتي رمز من رموزه كي يحل المشكلة؟" ورد موسى قائلا "أنا خرجت من النظام قبل سقوطه بعشر سنوات... أنا عارضته وأنا وزير للخارجية.
وزير الخارجية وقف وعارض ولم يتفق وكان علنيا بأنه معارض للنظام. ولذلك أخرج من النظام." ويحظي موسى الان بشعبية بين مصريين يتوقون لعودة الاستقرار والأمن بعد 15 شهرا من الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك. لكن رغم الشعبية تنتظر أكبر المرشحين سنا مهمة صعبة في اقناع الناخبين المصريين وغالبيتهم من الشباب بأنه يستطيع احداث تغيير وبأنه ليس جزءا من النظام القديم.
يقول محمد أبو الفضل الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن موسى "يمثل التوافق لدى قطاع عريض من الشعب بعيد عن الحياة السياسية... كل ما يريده هذا القطاع هو الأمن والاستقرار." ويضيف "هو محل توافق أكثر من (المرشح الرئاسي أحمد) شفيق الذي لن ينسى الناس أنه آخر رئيس وزراء في عصر مبارك... كما أن الدعاية الضخمة لشفيق تثير تساؤلات وربما تكون ضده."
ويرى أبو الفضل أن حظوظ موسى قد تكون أعلى من محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للاخوان المسلمين. وقال "الشعب لن يحتمل وجود مرشح اسلامي بحت يرفع شعارات دينية صريحة خاصة بعد احباط الناس من أداء مجلس الشعب" الذي يسيطر عليه الاسلاميون.
وتجري الجولة الأولى للتصويت يومي 23 و24 مايو آيار ويتوقع كثير من المحللين أن جميع مرشحي الرئاسة البالغ عددهم 13 مرشحا لن يستطيعوا حسم الانتخابات من الجولة الأولى ما يفتح المجال أمام جولة إعادة في 16 و17 يونيو حزيران.
وتعهد موسى (76 عاما) وهو اكبر المرشحين سنا بالبقاء لفترة رئاسية واحدة مدتها أربع سنوات اذا انتخب رئيسا لكن المنافسين الاسلاميين يبنون هجومهم عليه انطلاقا من أنه من بقايا نظام مبارك.

وقال موسى لرويترز العام الماضي في مستهل حملته الانتخابية للترشح للرئاسة "السؤال ليس هو الحرس القديم أو الحرس الجديد.. السؤال هو هل أنت جزء من الفاسدين الذين أضروا كثيرا بالبلاد أم من الناس الذين عملوا وأدوا واجبهم وفقا لأعلى معيار ممكن."

وقام موسى بجولات موسعة في محافظات مصر لحشد التأييد وهو يحظي بدعم حزب الوفد أقدم الأحزاب الليبرالية المصرية إلى جانب حزب المصريين الأحرار وهو حزب ليبرالي تأسس بعد الثورة. ومن بين نقاط الضعف التي يعاني منها موسى كبر سنه ويقول منتقدون أن موسى سيتم الثمانين في نهاية فترته الرئاسية الأولى إذا كتب له النجاح وبالتالي لا يستطيع أن يقوم بمهام المنصب كما ينبغي.

ويقول أبو الفضل ان كبر سن موسى قد يكون "نقطة قوة لدى مجتمع أبوي اعتاد على أن كبر السن مرتبط بالخبرة والممارسة العملية وهو ما سيتح له حسن التعامل مع القضايا الداخلية والخارجية."

ومن بين نقاط القوة التي يتمتع بها الدبلوماسي المخضرم أنه شخصية معروفة في المحافل الدولية ويمكن أن يبعث وجوده طمأنينة في دول غربية تشعر بالقلق من صعود الاسلاميين في مصر.

كما تزيد فرص موسى في الحصول على أصوات الأقباط الذي يقدر عددهم بنحو عشرة بالمئة من اجمالي سكان مصر وعددهم 80 مليون نسمة تقريبا إذ يخشى الأقباط من هيمنة الاسلاميين على مقدرات الأمور بعد النجاحات التي حققوها في الانتخابات البرلمانية.

ويقول أبو الفضل "في الأغلب سيحصل موسى على النصيب الأكبر من أصوات الأقباط هو و(أحمد) شفيق) وربما (حمدين) صباحي... الأقباط قلقون من صعود الاسلاميين."

وفي مقابلة مع تلفزيون يورونيوز وصف موسى حملته بانها رؤية وبرنامج شامل لكل الملفات المصرية.

وأضاف "سيكون هناك نظام رئاسي دستوري يستند إلى نظام ديمقراطي عميق بمعنى سيكون هناك تغيير في المؤسسات وفي الإدارة واستقلال القضاء وإحترام مبدأ الفصل بين السلطات."

ويحمل البرنامج الذي أعلنه موسى من عزبة الهجانة وهي منطقة عشوائية بالقاهرة عنوان "اعادة بناء مصر..رؤيتي للجمهورية الثانية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً