العدد 3547 - الأربعاء 23 مايو 2012م الموافق 02 رجب 1433هـ

تظاهرة معادية للافارقة في تل ابيب تثير جدلا حادا في اسرائيل

اثارت تظاهرة عنيفة ضد المهاجرين الافارقة في تل ابيب جدلا حادا الخميس في اسرائيل حول مصير نحو ستين الفا من هؤلاء الذين تسللوا بطريقة غير مشروعة الى الدولة العبرية، اغلبهم من السودان واريتريا، ودخلوا خلسة من الحدود المصرية في سيناء.
وتظاهر نحو الف اسرائيلي مساء الاربعاء في جنوب تل ابيب ضد المهاجرين ورددوا شعارات عنصرية ومعادية للاجانب منها "السودانيون في السودان" ونددوا باليساريين الاسرائيليين الذين يدافعون عن المهاجرين.
واعلن المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفلد لوكالة فرانس برس ان بعض المتظاهرين هاجموا ونهبوا متاجر يملكها افارقة ورشقوا بالحجارة عددا من السيارات كان على متنها مهاجرون افارقة.
وطلبت الشرطة الاسرائيلية الخميس تمديد توقيف 16 من اصل عشرين شخصا اعتقلوا مساء الاربعاء بينهم اربعة قاصرين.
وندد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو باعمال العنف هذه، معتبرا ان "لا مكان لها" في اسرائيل، ووعد في الوقت ذاته بترحيل المهاجرين غير الشرعيين "قريبا".
وقال نتانياهو في تل ابيب "اريد ان اقول بوضوح انه لا مكان للافعال والتصريحات التي شهدناها امس".
ومع تنديده بالعنف في تل ابيب، اكد نتانياهو ان "مشكلة +المتسللين+ يجب ان تحل وسنحلها".
وفي محاولة للقضاء على مشكلة المهاجرين غير الشرعيين، سرعت الحكومة الاسرائيلية بناء سياج بطول 250 كلم على حدودها مع مصر التي يسهل اختراقها لانها في وسط صحراء سيناء. واكد نتانياهو "سننهي بناء السور في غضون بضعة اشهر وسنبدا قريبا طرد المهاجرين الى بلدانهم".
وتشير ارقام الداخلية الاسرائيلية الى ان 62 الف مهاجر غير شرعي دخلوا اسرائيل منذ 2006 قادمين خصوصا من السودان وجنوب السودان واريتريا.
وقل عدد المهاجرين الافارقة في سوق حي هاتيكفا في تل ابيب الخميس بعد احداث مساء الاربعاء.
وقال أ. صاحب متجر صغير للملابس بارتياح "هذا الصباح عدد السود اقل بنسبة 70%".
واوضح الاسرائيلي البالغ 24 عاما ورفض الكشف عن اسمه ان تدفق الافارقة يولد شعورا بعدم الامان لدى السكان الاكثر تقدما في العمر في جنوب تل ابيب. وقال "جدتي غادرت الحي بعد ان تسلل افريقي الى منزلها. حتى انا اشعر بالخوف".
وقالت اسرائيلية تبتاع الطماطم في متجر مجاور "الحل الوحيد هو في اعادتهم الى ديارهم". وتابعت "نخشى الخروج من منازلنا. فالوضع يدفع بهؤلاء المهاجرين غير الشرعيين الى فعل الفظائع".
فبعد موجة من الجرائم التي شارك فيها مهاجرون انطلق جدل حاد حول عدد المهاجرين الافارقة في اسرائيل.
من جهته اعلن وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشائي الخميس انه ينبغي وضع كل المهاجرين الافارقة غير الشرعيين "وراء القضبان".
وقال يشائي زعيم حزب شاس الديني للاذاعة العسكرية "يجب ان نضع هؤلاء غير الشرعيين وراء القضبان في مراكز اعتقال واحتجاز وبعدها ارسالهم الى بلادهم لانهم ياتون لاخذ عمل الاسرائيليين".
واضاف "يجب حماية الطابع اليهودي لدولة اسرائيل".
وبحسب يشائي، فانه في حال لم تتصرف الحكومة فان المهاجرين غير الشرعيين "سيصبحون نصف مليون او حتى مليونا ولن نقبل بخسارة بلدنا".
وقالت ميري ريغيف العضو في الكنيست عن حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والتي شاركت في التظاهرة ان المهاجرين الشرعيين هم "كالسرطان الذي يتفشى".
اما رئيس بلدية تل ابيب رون حولدائي فاشار في حديث للاذاعة الاسرائيلية العامة الى انه في حال "سمحت الحكومة الاسرائيلية للمهاجرين غير الشرعيين بالاستقرار في تل ابيب فيجب علينا تمكينهم من العيش من خلال السماح لهم بالعمل".
من جهته قال ياريف اوبنهايمر وهو مسؤول في حركة السلام الان الاسرائيلية اليسارية المعارضة انه طلب من المدعي العام ملاحقة نائبي الكنيست دانون وريغيف بتهم "التحريض على الكراهية العرقية".
ومن المقرر اجراء تجمعين اثنين في القدس وتل ابيب مساء اليوم ضد العنصرية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً