العدد 1408 - الجمعة 14 يوليو 2006م الموافق 17 جمادى الآخرة 1427هـ

«إسرائيل» تواصل تقويض لبنان وحزب الله يدمر بارجة

مجلس الأمن يفشل في وقف النار

بيروت، عواصم - أ ف ب، رويترز، د ب أ 

14 يوليو 2006

كثفت «إسرائيل» من اعتداءاتها ضد لبنان أمس مستهدفة البنية التحتية من قطع الطرق والجسور(21 جسراً) والمؤسسات العامة. إذ قصفت مقر الأمانة العامة لحزب الله والطريق الدولي السريع الذي يربط بين بيروت ودمشق وهو الطريق الرئيسي للسفر خارج لبنان إلى العالم العربي. وقالت مصادر الشرطة إن الطريق السريع مغلق الآن بشكل رسمي. وأكد الجيش الإسرائيلي أن مجمع مقر حزب الله تعرض للقصف، مشيرا إلى أن الطائرات استهدفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي لم يكن موجودا فيه لحظة وقوع الغارة.

وتركز القصف الإسرائيلي أمس على الضاحية الجنوبية في بيروت إذ يوجد ثقل أنصار الحزب. وذكرت مصادر طبية في الضواحي الجنوبية ببيروت أن الهجمات التي وقعت قبل الفجر أدت الى مقتل أربعة لبنانيين وإصابة 52 مدنيا على الأقل من بينهم ثلاثة مواطنين سوريين. وقالت الشرطة إن الطائرات الإسرائيلية قصفت أيضا قاعدة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة التي تؤيدها سورية في القوسية على بعد أقل من كيلومترين من الحدود مع سورية. وفي المقابل أعلن مصدر طبي إسرائيلي أن مدنيين إسرائيليين قتلا مساء أمس في سقوط صواريخ أطلقت من جنوب لبنان على مدينة ميرون في شمال «إسرائيل»، في وقت أعلن فيه نصر الله أن عناصر الحزب دمروا مساء أمس بارجة إسرائيلية قبالة بيروت في حين اقر الجيش الإسرائيلي بـ «خسائر بسيطة»، ثم عاد واعترف بوجود أربعة مفقودين. وهاجم الجيش اللبناني الضفادع البشرية الإسرائيلية أثناء محاولة إنزال فاشلة.

وسيطرت حال من الجمود أمس على الحركة داخل مدن وقرى الجنوب اللبناني عقب استهداف الجسور التي تربط العاصمة بيروت بالجنوب، والجنوب بصيدا، وصيدا ببيروت، وتوقفت الأعمال في المحلات التجارية والأسواق والمصارف والمؤسسات الرسمية كافة. في المقابل، ازدحم الأهالي في الأفران ومتاجر الأغذية، لتموين الطعام، كما اصطفت السيارات أمام محطات الوقود طلبا للبنزين. وتوقف العمل في ميناء صور المحاصر من قبل الزوارق الإسرائيلية، التي منعت عددا من البواخر من الدخول إلى ميناء المدينة.

سياسيا، أنهى مجلس الأمن الدولي أمس جلسته التي ناقش فيها الهجوم الإسرائيلي على لبنان من دون أن يطلب وقفا لإطلاق النار، كما كانت تأمل بيروت. و«أشاد» المجلس في بيان موجز تلاه رئيسه الحالي السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جان مارك دو لا سابليير، بقرار الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إرسال وفد إلى الشرق الأوسط، وصل مساء إلى القاهرة لاحتواء التصعيد. واختلفت أمس مواقف الدول المشاركة في قمة مجموعة الدول الثماني من التصعيد الإسرائيلي، إذ إن الأميركيين والكنديين يدعمون «إسرائيل» في حين يرى الأوروبيون أن العملية الإسرائيلية في لبنان «غير متكافئة». وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جورج بوش يريد أن تقلل «إسرائيل» إلى أدنى حد ممكن خطر سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين لكنه لن يضغط عليها لوقف عملياتها العسكرية.

عربيا، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية محمد صبيح إن وزراء الخارجية العرب سيؤكدون في اجتماعهم الطارئ الذي سيعقد اليوم بالقاهرة ضرورة دعم لبنان وفلسطين.


نصر الله: خذوها حرباً مفتوحة

بيروت - رويترز

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في أول إطلالة له أمس بعد تدمير منزله في غارة إسرائيلية «إن إسرائيل أرادت حربا مفتوحة وان حزب الله مستعد لها»، ملمحا إلى احتمال شن هجمات في عمق إسرائيل». وقال نصر الله في خطاب بثه تلفزيون المنار: «المفاجآت التي وعدتكم بها ستبدأ من الآن. الآن في عرض البحر في مقابل بيروت البارجة الحربية العسكرية الإسرائيلية التي اعتدت على بنيتنا التحتية وعلى بيوت الناس وعلى المدنيين انظروا إليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الجنود الإسرائيليين الصهاينة. هذه البداية». وأضاف نصرالله مخاطبا الإسرائيليين: «من الآن وصاعدا انتم أردتم حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة، حكومتكم أرادت تغيير قواعد اللعبة فلتتغير إذاً قواعد اللعبة انتم لا تعرفون اليوم من تقاتلون...»، وأردف قائلا: «نحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها حربا على كل صعيد إلى حيفا وصدقوني إلى ما بعد حيفا. الذي سيدفع الثمن لسنا وحدنا. لن تدمر بيوتنا وحدنا لن يقتل أطفالنا وحدنا لن يشرد شعبنا وحده. هذا الزمن انتهى... وعليكم أيضا أن تتحملوا مسئولية ما قامت به حكومتكم».


استشهاد 4 لبنانيين ومصرع إسرائيليين اثنين بسقوط 100 صاروخ لحزب الله شمال تل أبيب

«إسرائيل» تكثف عدوانها على لبنان وتستهدف تصفية نصر الله

عواصم - أ ف ب ، أ د ب أ، رويترز

شددت «إسرائيل» أمس حصارها البحري والبري والجوي على لبنان وتابعت شن غاراتها المدمرة التي أسفرت عن قتل أربعة مدنيين لبنانيين وجرح 63 آخرين، مهددة بتصفية أمين عام حزب الله السيدحسن نصر الله في تصعيد لأعمال العنف يخشى أن يؤدي إلى اندلاع مواجهة إقليمية. واستهدفت الطائرات الإسرائيلية فعلاً نصر الله من خلال قصف مقر الأمانة العامة لحزب الله في بيروت. كما طال القصف الإسرائيلي البنية التحتية متركزا على الضاحية الجنوبية لبيروت ومطار بيروت ومناطق أخرى.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الطائرات الإسرائيلية هاجمت مقر الأمانة العامة لحزب الله في بيروت أمس. وامتنعت متحدثة باسم الجيش عن التعليق بخصوص ما إذا كانت الغارة محاولة لقتل زعيم حزب الله السيدحسن نصر الله. وقالت «استهدفنا مقر حزب الله في جنوب بيروت جوا. هاجمنا مبنيين تستخدمهما قيادة حزب الله» مضيفة أن «المدنيين انذروا سلفا وطلب منهم مغادرة المنطقة. وأفاد تلفزيون المنار التابع لحزب الله أن الأمين العام للحزب وعائلته ومرافقيه لم يتعرضوا لأي أذى في الغارة التي دمرت المبنى الذي يقيم فيه في ضاحية بيروت الجنوبية مساء أمس».

وكان مسئول إسرائيلي كبير أعلن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أجاز لجيش بلاده متابعة عملياته في لبنان، بعد إطلاق صواريخ على حيفا، ثالث مدينة في «إسرائيل»، على بعد حوالي أربعين كيلومترا عن الحدود المشتركة بين لبنان و«إسرائيل». وهي المرة الأولى التي تتعرض فيها مدينة حيفا لصواريخ من جهة الحدود اللبنانية.

وقال هذا المسئول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: إن «الحكومة أجازت للجيش متابعة عمليته في لبنان وضرب مزيد من الأهداف». واستهدفت القوات الإسرائيلية حيا يضم مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية فضلا عن عدة جسور في هذه المنطقة دمر بعضها بعد تحليق كثيف للطيران في أجواء العاصمة. وذكرت قوى الأمن اللبنانية أن الغارات الإسرائيلية صباح الجمعة على ضاحية بيروت الجنوبية أسفرت عن سقوط «ما لا يقل عن خمسين جريحا مدنيا»، علما أن حصيلة القتلى من اللبنانيين ارتفعت إلى 61 ضحية منذ بدء الحملة الإسرائيلية. ودمر قصف الدبابات والمدافع والبوارج الإسرائيلية الكثير من الجسور، وقطع الطرقات، وأشعل النيران في خزانات الوقود في معمل الجية الحراري على شاطئ بيروت الجنوبي. إذ دمر نحو 14 جسراً رئيسياً وفرعياً بالإضافة إلى استهداف المدرجين الرئيسين في مطار بيروت الأمر الذي أدى إلى توقف حركة الإقلاع والهبوط تماما في المطار.وقال شهود عيان إن الطائرات الإسرائيلية هاجمت منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله للمرة الثالثة أمس واطلقت عليها ثلاثة صواريخ على الأقل.كما قصفت البوارج الحربية الإسرائيلية المتمركزة في عرض البحر قبالة شاطئ بيروت عصر أمس إذاعة «النور» التابعة لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية. وأكدت مصادر أمنية ان مبنى الإذاعة أصيب إصابات مباشرة من دون وقوع إصابات بالأرواح ومازالت الإذاعة تواصل بثها كالمعتاد.

وأطلقت المضادات الأرضية اللبنانية نيرانها على الطائرات الإسرائيلية المغيرة. وأدى قصف طريق بيروت دمشق الدولية سبع مرات ليل الخميس الجمعة إلى قطعها. وتعرض مطار بيروت الدولي الجمعة عند الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي إلى القصف مجدداً. وتبدو الطرقات الجبلية التي تربط لبنان بسورية آخر منفذ يمكن الخروج من لبنان عبره.

وقصف الطيران الإسرائيلي أمس المدخل الغربي لمدينة شتورة البقاعية على طريق بيروت دمشق والتي تبعد حوالي عشرين كلم عن الحدود السورية، ملقياً صاروخين على الأقل بحسب الشرطة اللبنانية. وقالت الشرطة إن صاروخين سقطا على تلة تشرف على منطقة تضم فنادق ومنزل الوزير السابق القريب من سورية عبدالرحيم مراد عند مدخل المدينة. وأضافت ان القصف لم يسفر عن إصابات لكنه تسبب بأضرار في مبان ضمن شعاع يناهز كيلومترا.

وبدت عقارب الساعة وكأنها عادت إلى الوراء مع انقطاع التيار الكهربائي في مختلف المناطق اللبنانية بما في ذلك العاصمة بيروت، ومع إقفال الكثير من المحلات والمؤسسات التجارية أبوابها كما كان الأمر عليه أثناء الحرب اللبنانية (1975 - 1990). ورمت الطائرات الإسرائيلية مناشير دعت اللبنانيين إلى تجنب الوجود قرب الأمكنة التي تؤوي مراكز حزب الله. وأعلنت قوى الأمن ان «إسرائيل» قصفت ليل الخميس الجمعة منشآت لحزب الله في ضواحي الهرمل، شرق لبنان على مقربة من الحدود مع سورية، وهي منطقة يغير عليها الطيران الإسرائيلي للمرة الأولى.

وأضافت قوى الأمن ان المقاتلات الإسرائيلية أطلقت صواريخ على أربع دفعات متتالية على منتزه ومزرعة لتربية الأسماك في وادي نهر العاصي في ضواحي الهرمل.

وفي المقابل أعلن مصدر طبي إسرائيلي أن مدنيين إسرائيليين هما امرأة مسنة وطفل قتلا مساء أمس في سقوط صواريخ أطلقت من جنوب لبنان على مدينة ميرون في شمال «إسرائيل». وأوضح المصدر نفسه أن صاروخا سقط على منزل في المدينة مشيراً إلى أن الطفل والمرأة قتلا على الفور فيما أصيب خمسة من أفراد العائلة نفسها بجروح. وبذلك يرتفع عدد القتلى من المدنيين الإسرائيليين الذين قضوا في إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان إلى أربعة منذ الأربعاء.

وهدد وزير الداخلية الإسرائيلي رون باراون الجمعة بتصفية حسن نصرالله مؤكداً في تصريح للإذاعة العامة أن «نصرالله حدد مصيره بنفسه» مضيفاً «سنصفي حساباتنا معه في الوقت المناسب». وقال وزير العدل حاييم رامون من جهته لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن «إسرائيل» ستواجه حزب الله بالسبل نفسها التي «يستخدمها الأميركيون ضد أسامة بن لادن» زعيم تنظيم القاعدة أو الروس «ضد الإرهابيين الشيشان».

وجاء على الصفحة الأولى من صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية الواسعة الانتشار «الهدف: نصر الله».


أولمرت يضع ثلاثة شروط لوقف إطلاق النار

القدس المحتلة - أ ف ب

وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت أمس ثلاثة شروط لوقف إطلاق النار في لبنان هي الإفراج عن الجنديين الأسيرين ووقف إطلاق الصواريخ وتطبيق القرار الدولي 1559 الذي ينص على نزع سلاح حزب الله. وقالت المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ميري ايسين إن «رئيس الوزراء مستعد لوقف عملياتنا في لبنان إذا أفرج حزب الله عن جنديينا وأوقف إطلاق صواريخه، وإذا قررت الحكومة اللبنانية تطبيق القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن الدولي». ويدعو القرار 1559 إلى نزع سلاح حزب الله.

على صعيد متصل أعطى اولمرت مساء أمس الضوء الأخضر للجيش لمواصلة الهجمات الإسرائيلية في لبنان، كما ذكرت الإذاعة العامة.

وأضافت الإذاعة أن رئيس الوزراء أقر قائمة أهداف تابعة لحزب الله من دون المزيد من الإيضاحات.


نصر الله: نحن ذاهبون لحرب مفتوحة إلى حيفا وما بعد حيفا

بيروت - أف ب، يو بي آي

أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مساء أمس «حربا مفتوحة» على «إسرائيل»، مهددا بقصف مدن في العمق الإسرائيلي تتجاوز مدينة حيفا وذلك في رسالة صوتية بعد قصف مقره. وقال متوجها إلى الإسرائيليين «أردتموها حربا مفتوحة ونحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها (...) الى حيفا والى ما بعد حيفا». ودعا نصرالله الشعب اللبناني إلى «الصمود والتوحد» في مواجهة «إسرائيل». وأضاف «نحن أمام خيارين، أما أن نخضع للشروط التي يريد العدو إملاءها علينا بدعم دولي وأميركي وللأسف عربي وتعني إدخال لبنان في العصر الإسرائيلي ... وأما أن نصمد ونواجه (...) وأعدكم بالنصر مجدداً». وأكد الأمين العام لحزب الله أن الحرب التي تشنها «إسرائيل» على لبنان ليست بسبب قيام الحزب بأسر جنديين إسرائيليين بل «هي حرب شاملة يشنها الصهانية لتصفية حساب كامل مع لبنان وجيش لبنان انتقاما وثأراً لما تم انجازه في 25 مايو/ أيار 2000»، تاريخ انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان. واعتبر أن الشعب اللبناني «عقلا وقلبا... هو شعب كرامة وعزة وليس شعب عمالة وخضوع وخنوع وذل وهوان».

وخاطب الحكام العرب قائلا: «نحن مغامرون... لكننا مغامرون من العام 1982 (تاريخ الاجتياح الإسرائيلي للبنان والبدء بمقاومته) ولم نجلب لبلدنا سوى النصر والتحرير... هذه هي مغامرتنا». وقال نصر الله في خطاب بثه تلفزيون المنار «المفاجآت التي وعدتكم بها ستبدأ من الآن... البارجة العسكرية التي اعتدت على بنيتنا التحتية... انظروا إليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الجنود الصهاينة».

وفور انتهاء خطابه قصفت عناصر من حزب الله بارجة إسرائيلية قبالة بيروت واقر الجيش الإسرائيلي بعد ذلك بالخبر لكن قلل من الخسائر وأعتبرها بسيطة.


مجلس الأمن لم يطلب وقفاً لإطلاق النار... وشيراك يتساءل: هل تريد «إسرائيل» تدمير لبنان؟

اختلاف بين مجموعة «الثماني» بشأن الأزمة اللبنانية - الإسرائيلية

عواصم - أ ف ب، رويترز

أنهى مجلس الأمن الدولي أمس جلسته التي ناقش فيها الهجوم الإسرائيلي على لبنان من دون أن يطلب وقفا لإطلاق النار كما كانت تأمل بيروت. و«أشاد» المجلس في بيان موجز تلاه رئيسه الحالي السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جان مارك دو لا سابليير، بقرار الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الخميس إرسال وفد إلى الشرق الأوسط لاحتواء التصعيد.

وأضاف البيان الذي تم تبنيه اثر اجتماع طارئ عقد بناء على طلب بيروت التي كانت ترغب في رد أكثر حزما للمنظمة الدولية، أن المجلس «يطلب من كل الدول والأطراف المعنية التعاون الكامل مع هذا الفريق الدولي».

واختلفت أمس مواقف الدول المشاركة في قمة مجموعة الدول الثماني من التصعيد الأخير لموجة العنف في الشرق الأوسط، إذ أن الأميركيين والكنديين يدعمون «إسرائيل» في حين يرى الأوروبيون أن العملية الإسرائيلية في لبنان «غير متكافئة».

وأخذت روسيا التي تستضيف الحدث علما بانقلاب أولويات القمة رأسا على عقب وقررت إدراج الوضع في لبنان على جدول أعمال مجموعة الثماني. وبادر الرئيس فلاديمير بوتين منذ أمس بالإعلان أن الدول الثماني «ستتخذ الإجراءات كافة» الممكنة لإرساء السلام في لبنان وفلسطين و«إسرائيل». وفي لهجة حيادية نسبيا دعا «كل الأطراف المعنية» إلى «وقف فوري للمعارك».

وقبل ذلك كانت موسكو اتخذت موقفا قريبا من الموقف الأوروبي معلنة انه لا يمكنها «أن تتفهم ولا ان تبرر مواصلة اسرائيل تدمير البنى التحتية في لبنان والأراضي الفلسطينية» ودانت الهجوم على مطار بيروت الدولي في «خطوة خطيرة على طريق التصعيد العسكري». واستعد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا للقيام بجولة اليوم في منطقة الشرق الأوسط من أجل العمل على تهدئة الأوضاع المتوترة. ودانت كندا العضو الأميركي الشمالي الثاني في مجموعة الثماني «بشدة» ومن دون تمييز «اعتداء حزب الله على إسرائيل» على ما جاء على لسان وزير خارجيتها بيتر ماكاي. إلا أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس استخدمت لهجة مختلفة نوعا ما عندما شددت على ضرورة ان يتحلى الإسرائيليون بضبط النفس أيضا. وتبدو الهوة واضحة بين موقفي واشنطن والدول الأوروبية التي أجمعت تقريبا على استخدام عبارة «غير متكافئة» لوصف الرد الإسرائيلي على عمليات حزب الله.

وبحث مجلس الأمن الدولي أمس الوضع في لبنان بناء على طلب بيروت التي ترغب في تدخل الأمم المتحدة لوقف الهجوم الإسرائيلي على لبنان.

وقال السفير اللبناني نهاد محمود: «إن اجتماع المجلس يأتي في غمرة هجوم إسرائيلي واسع على لبنان منذ ثلاثة أيام». وفي إشارته إلى الهجوم الإسرائيلي، قال محمود: «إن لبنان «يدعو إلى اتخاذ قرار بوقف فوري وسريع لإطلاق النار وفك الحصار الجوي والبحري والبري ويطالب بوضع حد للعدوان الإسرائيلي». ومن المتوقع أن يصدر مجلس الأمن «إعلانا رئاسيا»، وهي آلية لا تستوجب اللجوء إلى التصويت، لدعم مهمة الموفدين الثلاثة الذين أوفدهم الخميس أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان إلى المنطقة، وفقا لما صرحت به سفيرة الدنمارك إلى الأمم المتحدة ايلين مارغريت لوج.

و تساءل الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس الجمعة عن ما إذا كانت هناك «نية لتدمير لبنان»، واصفا «الردود الحالية» في الشرق الأوسط بانها «غير متكافئة»، خلال مقابلة تلفزيونية معه بمناسبة العيد الوطني الفرنسي.

وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك في معرض رده على اسئلة خلال مقابلة بالتلفزيون الوطني بمناسبة يوم الباستيل «يتعين نشر قوات أمنية دولية» على طول حدود «إسرائيل» مع الاراضى الفلسطينية بمجرد توقف أعمال العنف.

إلى ذلك اعتبر رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير أمس في لندن ان «الوسيلة الوحيدة لتسوية الوضع في الشرق الاوسط هي العودة في اقرب وقت ممكن الى خريطة الطريق التي تقدم الحل الوحيد لضمان الاستقرار والسلام في المستقبل». وقال بلير في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الكندي ستيفن هاربر «اريد ان اشدد على خطورة الوضع » مضيفا انه «يتفهم تماما ضرورة تمكن اسرائيل من الدفاع عن نفسها». وأضاف «إلا انني اتفهم ايضا العبء الذي يتحمله لبنان والحكومة اللبنانية من دون ان ننسى الكثير من الفلسطينيين الذين يعيشون ايضا في معاناة».

من جانبه قال وزير الخارجية الفنلندي إركي توميويا أمس إن الاتحاد الأوروبي يدعم جهود الامم المتحدة والتجمعات الإقليمية الأخرى لتخفيف التوترات في الشرق الاوسط.

على صعيد متصل قال رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريجويز ثاباتيرو أمس إن «إسرائيل مخطئة في نوع الإجراء العسكري الذي اتخذته ضد لبنان». ودعا ثاباتيرو الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى التدخل «بشكل فعال» لوقف المعارك الدائرة. وقال ثاباتيرو في مقابلة مع محطة «بونتو» الإذاعية «ثمة أمر مشروع وهو الدفاع وثمة أمر آخر هو الهجوم المضاد لهجوم شامل والذي سيؤدي فقط إلى تصاعد العنف».

في غضون ذلك دعا وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل في الأزمة قائلا إنها تهدد المنطقة بأسرها،بينما دعا الرئيس السوداني عمر البشير العرب إلى اتخاذ مواقف عملية ضد «الاعتداءات الإسرائيلية» ووقف التطبيع معها. ودعا البشير، الذي يرأس الدورة الحالية للقمة العربية، «الدول العربية إلى اتخاذ مواقف عملية تجاه الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان وفلسطين،ووقف التطبيع معها».

وندد الفاتيكان أمس بشدة بالهجمات الإسرائيلية على لبنان قائلا انها «هجوم» على دولة حرة ذات سيادة. وقال وزير الدولة الكردينال انجيلو سودانو ان البابا بنديكت ومساعدوه قلقون للغاية من ان تؤدي التطورات الجارية في الشرق الأوسط إلى «صراع له عواقب دولية». وقال لراديو الفاتيكان «يشجب البابا في هذه اللحظة الهجوم على لبنان وهو دولة حرة ذات سيادة ويؤكد قربه من هؤلاء الناس الذين تعرضوا لمعاناة كثيرة للدفاع عن استقلالهم».

وطالب مجلس كنائس الشرق الأوسط المجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن والدول الفاعلة على المسرح الدولي، بالتدخل السريع من أجل إقرار وقف إطلاق للنار وحث أطراف النزاع على الدخول في المفاوضات السياسية لوقف الحوادث المتسارعة في لبنان. وضمت المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة لويز أربور أمس صوتها الى المخاوف الدولية المتصاعدة بشأن المدنيين المحصورين في الهجمات العسكرية بين «إسرائيل» ولبنان. وفي بيان صدر في جنيف قالت أربور إن «اسرائيل» لديها مخاوف أمنية مشروعة غير أنه ينبغي عليها احترام قوانين حقوق الإنسان الدولية والامتناع عن مهاجمة مدنيين أو أهداف مدنية

العدد 1408 - الجمعة 14 يوليو 2006م الموافق 17 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً