العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ

العراقيل كثيرة أمام عملية السلام

تناولت الصحف الأميركية الصراع العربي ـ الإسرائيلي فالحسنة الوحيدة في حرب العدوان الإسرائيلي على لبنان تمثلت في الإتيان بزخم جديد باتجاه خطة سلام أوسع وأشمل في الشرق الأوسط. لكن هناك إجماعا على ان العراقيل كثيرة أمام استئناف عملية السلام فأثار البعض إخفاقات رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت المتكررة منذ هزيمته في لبنان، وآخرها قراره بضم حزب «إسرائيل بيتنا» المتشدد ما يعني ان الأمل بالعودة إلى المفاوضات لن يتحقق. ورأى آخرون ان جهل الإدارات الأميركية المتعاقبة بشئون الشرق الأوسط وراء الفشل المتكرر في إنجاح عملية السلام بينما هناك من يرى ان اعتماد الإدارة الأميركية على «المعتدلين» العرب هو أساس المشكلة. في أي حال يقرّ الجميع أن ترك مشكلة الشرق الأوسط من دون حل سيفجر العنف في المنطقة من جديد، كما بيّنت الحرب الإسرائيلية على لبنان لذلك يتعين على الإدارة الأميركية وضع التسوية للصراع في الشرق الأوسط على رأس أولوياتها.


أولمرت الشريك الخطأ

ووصفت «نيويورك تايمز» إيهود أولمرت أنه الشريك الخطأ في «إسرائيل»، فالحسنة الوحيدة في الحرب اللبنانية كانت تتمثل في إعادة الزخم جديد لمشروع سلام أوسع وأشمل في الشرق الأوسط، بعدما فضحت هذه الحرب حدود القوة العسكرية الإسرائيلية من جهة وأثارت المخاوف العربية من التطرف الشيعي من جهة أخرى، ما قد يدفع كلا الجانبين إلى التسوية المطلوبة. لكن، هذا الأمل قد لا يتحقق بعد دخول حزب «إسرائيل بيتنا» إلى الائتلاف الحكومي، اذ ان ضعف أولمرت بسبب الانتقادات الموجهة له عقب إخفاقه في حربه على لبنان، وقراره غير الحكيم بضم هذا الحزب المتشدد والمؤيد لتوسيع المستوطنات إلى حكومته كي يعزز أغلبيته الضعيفة في الكنيست، الأمر الذي يجعل من شبه المستحيل تنفيذ خطته الموعودة للإنسحاب الجزئي من الضفة الغربية. فحزب «إسرائيل بيتنا» متمسك بضم مستوطنات الضفة وبإعادة توزيع «عرب إسرائيل» إلى دولة فلسطينية مفتتة، ويرفض بشدة إخلاء المستوطنات. وبعدما رفضت حماس الشروط الدولية، ولم يحصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الدعم الكافي من «إسرائيل». وشدّدت على ان وضع العراقيل أمام السلام مع الفلسطينيين هو آخر ما تحتاجه «إسرائيل» حالياً خصوصاً بعد فشلها الذريع في حربها في لبنان.


تصنيف «المعتدلين»

كذلك تحدثت «واشنطن بوست» عن محنة عملية السلام، لكن في الجانب المتعلق بمسئولية سياسة إدارة بوش تجاه «إسرائيل» والفلسطينيين التي باتت تبدو وكأنها نسخة مكررة من عملية أوسلو للسلام التي وضعتها إدارة بيل كلينتون، والتي انتهت بكارثة عندما رفض الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بحسب زعمها، حل الدولتين وفضل المضي في الحرب ضد «إسرائيل». أما الآن فلاحظت أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تدفع بجيل جديد من الزعامات الفلسطينية الفاشلة، من أمثال محمود عباس. لافتة إلى خطأ الاعتماد على من تصنفهم الإدارة بأنهم «المعتدلين». فمنذ منتصف التسعينات، قدم الأوروبيون مساعدات مالية وسياسية هائلة لعرفات، وحاولت الولايات المتحدة تدريب قوة شرطة فلسطينية، استفادت من التدريب ولكن للانضمام إلى المنظمات المسلحة التي تستهدف «إسرائيل». وخلصت إلى ان الادعاء أن الزعماء الفاشلين والمفلسين أمثال عباس هم جزء من حل لمحنة الفلسطينيين تضر بالفلسطينيين كما لا يليق بكبيرة الدبلوماسية الأميركية أن تشبّه هؤلاء الأشخاص بأنهم النسخ المعاصرة لجورج واشنطن أو ابراهام لنكولن أو مارتن لوثر كينغ.


تعصي وجود الحل

لكن كلود صالحاني في «واشنطن تايمز» لفت إلى ان أزمة الشرق الأوسط لاتزال تزداد سوءاً، مذكراً إدارة بوش بضرورة أن تحل أزمة الشرق الأوسط الآن قبل أن تزداد تعقيداً وتستعصي على الحل. فمنذ انشاء الدولة الإسرائيلية في العام 1948، والنزاع العربي- الإسرائيلي يتفاقم، وأصبح أكثر تفجراً وتعقيداً. ولكنه اعتبر ان اللوم لا يقع على التعنت الإسرائيلي، ولا على قدرة العرب المذهلة على عدم تفويت فرصة لتبديد الفرص، كما كان يقول وزير الخارجية الإسرائيلي السابق آبا إيبان. وتوقف لينبّه إلى ان الإدارات الأميركية المتعاقبة تجهل شئون الشرق الأوسط، مدرجاً تفاصيل عن واقع جهل الرئيس بوش بقضايا المسلمين والفرق ببين السنة والشيعة حتى قبيل الحرب على العراق.


تفجر العنف في المنطقة

ولكنه تحدث عن المكونات الأساسية في أزمة الشرق الأوسط حالياً، من حركة «حماس» وسورية وإيران وحزب الله والجماعات الإسلامية الأصولية، سائلا، لو تم التوصل إلى تسوية للمسألة الفلسطينية قبل عقد أو اثنين هل كان لأسامة بن لادن أن يجد ما يتشدق به اليوم؟ وهل كانت الحرب في العراق ضرورية؟ وحذر من أن ترك مشكلة الشرق الأوسط من دون حل سيفجر العنف في المنطقة من جديد، كما أثبتت الحرب الإسرائيلية على لبنان. لذلك رأى انه يتعين على الرئيس بوش وضع التسوية للصراع في الشرق الأوسط على رأس أولوياته

العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً