العدد 3590 - الخميس 05 يوليو 2012م الموافق 15 شعبان 1433هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

دولة الرسول المدنية في «وثيقة المدينة المنورة»

طارئاً على القاموس السياسي، فقد بذر الرسول الأعظم أول نواة لدولة مدنية مؤسساتية ضمت كل شرائح المجتمع المدني بمختلف اتجاهاته وأفكاره بكل معنى الكلمة في مدينته المنورة وكان اسمها يثرب سابقا. في ظل التطور الحضاري، التكنولوجي والاقتصادي والسياسي في العالم لابد من بناء نظام سياسي مؤسساتي في الدولة يتطلب هيكلية قانونية عبر منظماته ومؤسساته الشرعية منبثقة من رحم الشعب نفسه. ومبنية على التسامح. عناصر تلك الدولة هي الشعب والإقليم والسلطة. منذ أواخر القرون الوسطى استقر المجتمع الدولي على تجاوز مرحلة القوانين اللآهوتية والميتافيزيقية واعتمد على القوانين الوضعية عبر صياغته بنفسه قوانين أساسية (دساتير) انعكاسا لإرادة الشعب وليس إرادة الحكام تواكب حضارته وطموحاته وتطلعاته. يسمى بالنظام الديمقراطي.

في ظل هذا العنفوان والحراك الشعبي المتزايد واختلاف التوجهات وتعدد الايديولوجيات والتقدم الحضاري والتكنولوجي كما أسلفنا فانه لابد من وثيقة قانونية شعبية (عقد اجتماعي) تضمن الحقوق والمساواة بغض النظر عن عرقه ودينه وانتمائه وتكون متفقاً عليها بين الناس.

من دلائل نبوته (ص) أنه قبل أن يضع اللبنة الأولى في تأسيس دولته نظر نظرة استراتيجية وسيكولوجية في مجتمع المدينة المتعدد الأعراق والأفكار من قبائل عربية بدوية ويهودية متنوعة فوحدها. في السنة الأولى من هجرته والمسلمون في المدينة وبعد مضي خمسة أشهر على وصولهم المدينة آخى رسول الله (ص) أولا بين المهاجرين أنفسهم ثم آخى بين المهاجرين والانصار.

وكانت المؤاخاة بين كل ونظيره فقد آخى بين نفسه وعلي (ع) وآخى بين أبي بكر وعمر (رض) وآخى بين طلحة والزبير وبين عثمان وعبدالرحمن بن عوف، وبين حمزة وزيد بين حارثة وآخى بين سلمان و حذيفة.

ان المؤاخاة وتصفية القلوب والنيات أفضل عمل اجتماعي عمله (ص) لوحدة المسلمين تحت راية الإسلام ولأهميته كرره في مكة والمدينة. هذا الانسجام الذي حصل مكن المسلمين من الانتصار في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والعسكرية. وسر تدهور العرب والمسلمين وانحلالهم وتفوق العدو الصهيوني عليهم هو انعدام الوحدة وفقدان الانسجام. وتتويجا لهذه الوحدة وتوكيدها دشن (ص) أول وثيقة وحدة إسلامية والصلح مع اليهود. من شروط هذه الوثيقة المهمة التي هي بمثابة معاهدة أولا عدم الاعتداء بين المسلمين واليهود وثانيا جمعت قبائل المدينة من الأنصار مع المهاجرين في اتحاد مثالي تحت مبادئ فذة وأصول وحكمة. من مبادئها وحدة وطنية بين المسلمين واليهود تصون حقوق الطرفين وتمنع الظلم والاجحاف. كتب رسول الله كتابا بين المهاجرين والأنصار وادع فيه اليهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم وشرك لهم واشترك عليهم. يؤكد لنا التاريخ أن اليهود نقضوا تلك المعاهدات وضربوا بها عرض الحائط كما يقال. الذي يهمنا هو الوحدة والانسجام بين المسلمين التي تصبح ضرورة من ضروريات الإنسان المسلم قبل أن يكون مسلما وإلا انعكاساته خطيرة جدا على الجميع. لاشك أن مفهوم هذا التآخي والوثيقة تمثل جزاء لا يتجزأ من استراتيجية الرسول الأكرم وأخلاقياته وعقدا اجتماعيا ودستورا مرجعيا تقوم الأطراف المعنية الالتزام بتطبيقها عمليا على ارض الواقع. من مواقفه الأخلاقية والإنسانية والرسالية:

قال البعض إن الوثيقة كانت بين الرسول (ص) واليهود الاسرائليين فقط، والظاهر بأنها بينه وبين يهود المدينة عامة إذ ورد في نصها على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، ويضيف المؤرخون نحن نعلم من النصوص الكثيرة وجود عقد صلح بين رسول الله ويهود قريظة وقينقاع والنضير وهؤلاء اليهود هم من نقضوا وثيقتهم مع النبي بعد ذلك وهذا الاتفاق المبرم مع اليهود هو الذي فضحهم لأن اليهود لا يلتزمون بالعقود والمواثيق، كما اتفق النبي (ص) مع يهود النضير، قينقاع وقريظة على الهدنة وعلى ألا يساعدوا عليه أحداً. ولا يتعرضوا لأحد من أصحابه بلسان ولا يد ولا بسلاح ولا بكراع في السر والعلن حسب بنود وشروط المعاهدة المبرمة كما ترويها كتب التاريخ العربية.

كانت هذه من أهم الوثائق الخطيرة التي نظمها الرسول (ص) في المدينة المنورة فهي وثيقة الوحدة الإسلامية بين المسلمين أولا ومعاهدة عدم اعتداء بين المسلمين واليهود.

ثانيا: هذه الوثيقة جمعت قبائل المدينة من الأنصار مع المهاجرين في اتحاد مثالي مدني تحت مبادئ فذة وأصول حكيمة ووحدة وطنية واحدة. قد أورد المؤرخون بان هذه الوثيقة بمثابة عقد ينظم العلاقة بين المهاجرين والأنصار من جهة وبينهم وبين اليهود من جهة أخرى.

ومهما يكن من أمر، فإن هذه الوثيقة قد تضمنت أمورا كثيرة مهمة وجوهرية وأساسية في مجال بناء العلاقات في مجتمع مختلف الأعراق والطوائف والقبائل، فحري بنا أن ندرسها دراسة دقيقة لما لها من أبعاد قانونية وسياسية واجتماعية لما لها من آثار وانعكاسات على التكوين السياسي والاجتماعي وعلى الحالة النفسية والعاطفية والفكرية والحياتية بصورة عامة ولاسيما في عصرنا هذا الذي يحمل تكوينه المتناقضات.

علوي محسن الخباز


يوم «جمعة» مختلف فى مصر

الأجيال الجديدة لم يشهد معظم أبنائها حرب أكتوبر، لكنهم عاشوا سنوات ما بعد الحرب في ظل تقديس لصاحب الضربة الجوية الأولى أكثر من الحرب ذاتها، وأكثر من قائد الحرب الحقيقي الذي رحل في حادث المنصة، سنوات طويلة كانت تختصر حرب أكتوبر في ضربة جوية أولى لا أحد على يقين حتى الآن في أي مخبأ كان صاحبها المزعوم مختبئ هو وأسرته؟ حتى الصورة الشهيرة في غرفة عمليات القوات المسلحة والتي قيل بعد الثورة إنه قد تم تزويرها لوضع حسنى مبارك في المقدمة في مكان غير مكانه الحقيقي.

لقد شهدت مصر يوم جمعة مختلفاً بكل المقاييس، كانت استخدام كلمات مثل «الأول، الأولى...» هي الأدق لوصف أحداث كثيرة وقعت في ذاك اليوم واليوم الذي يليه أيضاً، في يوم الجمعة كانت المرة الأولى التي نرى فيها رئيساً لمصر يلتحم مع الشعب بهذا الشكل منذ أيام عبدالناصر، يصلى الرئيس في الجامع الأزهر من دون منع أي مواطن من دخول الأزهر للصلاة، على عكس أيام مبارك الذي كان يكتفي بصلاة العيدين في مسجد السلام بشرم الشيخ حيث لا يسمح سوى بدخول الوزراء والقادة وبعض المسئولين، «مرسى» يصلى في الصف الأول... على عكس سلفه الذي كان يقف غالباً في صف المؤخرة، «مرسى» في الميدان وسط الآلاف وربما يكون قد وصل عددهم إلى المليون، وهو ما لم يكن ليحدث في عهد مبارك على الإطلاق، بل وفى اعتقادي أنه لم يكن ليحدث على الإطلاق في حال فوز المرشح الآخر أحمد شفيق أن ينزل إلى ميدان التحرير أو إلى أي ميدان آخر به كل هذه الإعداد، مفاجأة حقاً أن نرى رئيس جمهورية من دون قميص واقٍ من الرصاص في وسط هذه الحشود، وتلك في حد ذاتها سابقة تستحق الإشادة والتقدير، فالمرة الوحيدة التي فعلها رئيس سابق قبله كان اغتياله هو نهايته.

يمين رمزي كما وصفه الإعلام في الميدان، ويمين دستوري أمام المحكمة الدستورية، ويمين ثالث أمام أعضاء مجلسي الشعب والشورى والنخبة من أبناء مصر، وفى الواقع كان أكثرها عمقاً وتقديراً هو يمين الميدان، خطابات مرسى في يومين دفعت نحو الهدوء والاستقرار من خلال الارتياح الذي أصاب المواطنين، أنا شخصياً أحترم تعهَّداته بالعمل من أجل إقامة دولة مدنية ديمقراطية حرة حديثة، ومحو كل أشكال الفساد والظلم والتمييز، والسعي من أجل تحسين اقتصاد البلاد وظروف معيشة أفضل للمواطنين بما يجعل كرامة المصريين هدفاً لكل مؤسسات الدولة.

لقد كان يوم جمعة مختلفاً في تاريخ مصر، نتمنى ألا تغيب مشاهده من ذاكرتنا!

أحمد مصطفى الغر


جموح العاطفة

اشتكى قلبي جموح العاطفة

قلت له مالك أيا قلبي نصيب

آسفة في اللي يصيبك آسفة

مـ أصعب الأشواق من غير الحبيب

ياقلب كفكف في دمعي وإذرفه

وإذرفه وكفكف يجوز إنها تصيب

العمر يمضي وشوقك تعرفه

ما إله ملفى يا قلبي أو مُجيب

إنخلق بوحك مشاعر عاصفة

كلما يعصف به أشواقه تخيب

وش تبيني من جنونك أوصفه

كل مافيني من اجموحك صويب

في عيوني إنطفت أجمل صفة

وإنرسم جفني مع الحرمان شيب

خايفة منك يا قلبي خايفة

لا تسأل امجرب ولا تسأل طبيب

بنت المرخي

العدد 3590 - الخميس 05 يوليو 2012م الموافق 15 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً