قتل أكثر من مئة شخص أمس (الخميس) في هجوم شنته القوات النظامية السورية على بلدة التريمسة بريف حماة في وسط البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» عبر الهاتف «هناك أنباء عن سقوط أكثر من 100 قتيل في التريمسة، وقد وثقنا حتى اللحظة أسماء 30 قتيلاً».

إلى ذلك، تعرضت مناطق حدودية في شمال وشرق لبنان فجر أمس إلى سقوط عشرات القذائف تزامنت مع تبادل إطلاق نار بين مسلحين والقوات السورية على جانبي الحدود، وفقاً لمصدر أمني وشهود.

تبادل لإطلاق نار على الحدود السورية اللبنانية

موسكو تهدد باستخدام «الفيتو» ضد قرار غربي بشأن سورية

موسكو، دمشق - أ ف ب

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف أمس الخميس (12 يوليو/ تموز 2012) أن بلاده ترفض مشروع القرار الذي طرحته الدول الغربية الكبرى في مجلس الأمن الدولي بشأن سورية، وستستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع صدوره في حال أحيل إلى التصويت.

وقال غاتيلوف بحسب ما نقلت عنه وكالة «انترفاكس» للأنباء «إذا قرروا هذا الأمر (إحالة المشروع على التصويت)، مع علمهم بأن هذا النص مرفوض بالنسبة إلينا، عندها لن ندعه يمر». وأضاف أن «مشروع القرار بمجمله غير متوازن» فهو يفرض «موجبات» على الحكومة السورية وحدها وبالتالي فهو «مرفوض» بالنسبة لروسيا.

وطرحت الدول الغربية الكبرى في مجلس الأمن الدولي أمس الأول (الأربعاء) مشروع قرار يمهل النظام السوري عشرة أيام لوقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المدن الخارجة عن سيطرته تحت طائلة فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية عليه. وجرى تسليم مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، إلى باقي أعضاء مجلس الأمن وسيعرض للمناقشة في وقت لاحق وفق دبلوماسيين.

وعلى مجلس الأمن اتخاذ قرار جديد بشأن سورية لتجديد تفويض بعثة مراقبي الأمم المتحدة في هذا البلد قبل انتهائه في 20 يوليو الجاري. في المقابل اقترحت روسيا مشروع قرار آخر يمدد تفويض البعثة ولكن من دون أي إشارة إلى عقوبات.

في الأثناء، أعلنت دمشق أمس إقالة سفيرها في العراق نواف الفارس الذي أعلن انشقاقه أمس الأول في وقت حصدت أعمال العنف في مناطق سورية عدة 38 قتيلاً، هم 24 مدنياً وثلاثة مقاتلين معارضين وأحد عشر جندياً.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية السورية إن الفارس أدلى «بتصريحات إعلامية تتناقض مع واجبه الوظيفي بالدفاع عن مواقف القطر وقضاياه، الأمر الذي يستوجب المساءلة القانونية والمسلكية». وأضاف البيان أن الفارس «كان غادر مقر عمله في سفارة الجمهورية العربية السورية في بغداد من دون الحصول على موافقة مسبقة من وزارة الخارجية كما تنص التعليمات المعمول بها في السلك الدبلوماسي وبعثاتنا الدبلوماسية».

وتابع البيان «تعلن وزارة الخارجية والمغتربين بأن نواف الفارس أعفي من مهامه أصولاً ولم يعد له أي علاقة بسفارتنا في بغداد أو بوزارة الخارجية والمغتربين». وكان الفارس أعلن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد وانضمامه إلى «صفوف الثورة»، داعياً العسكريين خصوصاً إلى أن يحذوا حذوه، بحسب شريط فيديو بثته قناة «الجزيرة» مساء الأربعاء.

ميدانياً، استمرت العمليات العسكرية وتركزت أمس في محافظة حماة في وسط البلاد، بالإضافة إلى استمرار القصف ومحاولات اقتحام أحياء في مدينة حمص ومعاقل الجيش السوري الحر في مدينتي الرستن والقصير في المحافظة.

جاء ذلك، فيما أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أنها تشتبه في استخدام القوات الموالية للأسد قنابل عنقودية سوفياتية الصنع في منطقة حماة الجبلية المتمردة على النظام. وأضافت هذه المنظمة، أن شريطي فيديو بثا على شبكة الإنترنت في 10 يوليو يؤكدان وجود «بقايا قنابل عنقودية وغلاف قنبلة سوفياتية الصنع عثر عليها على ما يبدو في منطقة جبل شهشابو الجبلية شمال غرب حماة».

إلى ذلك، تعرضت مناطق حدودية في شمال وشرق لبنان فجر أمس إلى سقوط عشرات القذائف تزامنت مع تبادل إطلاق نار بين مسلحين والقوات السورية على جانبي الحدود، بحسب ما أفاد مصدر أمني وشهود. وأوضح المصدر أن «اشتباكاً وقع بين مسلحين في بلدة الدبابية في أقصى شمال لبنان والقوات السورية في بلدة حالات السورية المقابلة قرابة الساعة الثانية من فجر اليوم (أمس)، تلاه قصف مكثف من الجانب السوري على الدبابية وجوارها».

وقال المصدر إن «نحو خمسين قذيفة سقطت في مناطق زراعية وعلى طول الحدود في الدبابية والجوار، ما تسبب في إصابة شاب في عينه».