العدد 3603 - الأربعاء 18 يوليو 2012م الموافق 28 شعبان 1433هـ

الحوار يبني أنظمة ديمقراطية لتعددية أطرافه واحتضان آرائهم المختلفة

في ورشة عمل نظمها «التنمية السياسية»... أستاذ علوم سياسية:

بركات أثناء تقديم ورشة العمل
بركات أثناء تقديم ورشة العمل

أم الحصم - معهد البحرين للتنمية السياسية 

18 يوليو 2012

أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة اليرموك في المملكة الأردنية الهاشمية نظام بركات، أن الحوار يساعد على بناء الأنظمة الديمقراطية، على اعتبار أنه يقوم على قبول الآخر من خلال قبول التعددية وقبول الرأي الآخر وقبول مبدأ المشاركة السياسية.

جاء ذلك في ورشة عمل بعنوان «ثقافة الحوار وقبول الآخر» نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية في وقت سابق من الأسبوع الجاري، ضمن برنامجه المتكامل لتعزيز ثقافة الديمقراطية حضرها عدد كبير من مختلف فئات المجتمع البحريني.

وقال بركات: «يساهم الحوار كذلك في بلورة المصالح المشتركة بين أطراف الحوار، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، من خلال الوصول إلى قواسم مشتركة، فضلاً عن أنه يشجع على مراجعة الذات وتقبل النقد والمحاسبة وسيادة فكرة الاعتدال في المواقف، ما يساعد على الوصول إلى مستويات أعلى من التفكير والإبداع، بالإضافة إلى مساهمته في ترويض النزعات للوصول إلى حلول مناسبة تساعد على تخطي الأزمات ومنع انفجارها أو استباق وقوعها».

وأشار إلى أن «أهمية الحوار تنبع من التسليم المبدئي أن الاختلافات بين البشر ظاهرة طبيعية، وأن هذا التباين بين الناس سنة إلهية، وأن الوجود الإنساني لا يتحقق إلا بوجود الآخر، وأن الحوار هو الوسيلة لإنتاج المعرفة وتحقيق التفاعل الإيجابي مع الآخرين».

وأضاف «ظهرت إلى السطح في الفترات المعاصرة مسألة ثقافة الحوار، وأصبحت مجالاً خصباً لاهتمام الباحثين والمحللين السياسيين، وخصوصاً فيما يتعلق بمسائل التنمية السياسية ومشكلات بناء الأمة والدولة التي عانت من مشاكل التكامل الوطني، كالمشكلات العرقية والدينية، وما رافقتها من عمليات تطوير للبنى السياسية والاجتماعية، وما يتطلبه ذلك من استقلال ثقافة الحوار في تأييد ودعم عناصر التغيير والتقدم وتحقيق عمليات التنمية المطلوبة».

ولفت إلى أن ثقافة الحوار تدعمت في الأعوام الأخيرة، نتيجة ظهور مشكلة العنف السياسي التي اجتاحت العالم في التاريخ المعاصر، الأمر الذي ساعد على تعميق مبدأ الحوار لحل المشكلات المستعصية ونبذ المواقف المتطرفة.

وأوضح بركات أن أسس الحوار الناجح تقوم على فكرة قبول الآخر وعدم احتكار أي طرف للحقيقة، أو فرض الآراء بالقوة على الأطراف الأخرى، الأمر الذي سيؤدي إلى غياب نهج الحوار البناء، لافتاً إلى ضرورة الإيمان بإمكانية تقديم تنازلات بين أطراف الحوار، على اعتبار أن الحوار يعني تبادل الآراء وعدم التمسك الشديد بالمواقف.

وتابع «حتى ينجح الحوار لابد من الانطلاق من فكرة التكافؤ بين أطراف الحوار وضمان الاحترام المتبادل لأطرافه، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون الشعور بالمسئولية والسعي للوصول إلى الحقيقة بغض النظر عن الطرف الذي يطرحها هو الجو المهيمن على أجواء الحوار، علاوة على قبول مبدأ الحوار عن قناعة، وألا تفرض العملية بالقوة حتى يمكن القبول بنتائج الحوار».

وأكد «ضرورة إتقان أدبيات الحوار، ومنها فنون الاتصال وعرض وجهات النظر والقدرة على سماع وجهة نظر الآخر والالتزام بالعقلانية في طرح المواقف، وفي حال بدء الحوار، فلابد أن يبدأ من نقاط الالتقاء والاتفاق ثم الانتقال إلى مناقشة نقاط الخلاف والتفاوض بشأنها، وأن تبدأ من الأمور والمواقف الأسهل إلى المواقف الأكثر تعقيداً، والأهم من ذلك كله هو الاستعداد للالتزام بنتائج الحوار ونقلها إلى التطبيق العملي».

وإلى جانب الأسرة والتعليم واللقاءات والأنشطة الثقافية، رأى بركات أن من وسائل وأدوات نشر ثقافة الحوار في المجتمعات هو الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام، كونها وسائل متنوعة وتغطي جميع المراحل العمرية وتصل لجميع البيوت لتنقل لهم الأخبار والمعرفة.

وقال: «يعد النظام السياسي احدى الأدوات التي تساعد على نشر ثقافة الحوار، فكلما توفرت حرية الرأي وأتاح النظام السياسي الفرصة للتعددية السياسية والديمقراطية، كان المجال مفتوحاً للحوار، بينما الأنظمة الاستبدادية هي التي ترفض مبدأ الحوار وتعتمد سياسات على الإملاء».

العدد 3603 - الأربعاء 18 يوليو 2012م الموافق 28 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:14 ص

      لا سمعنا عنهه ولا عندنا خبر

      وين صارت ومن الي حضر و وين الصور





      واحنا لا خبر جا و لا وحي نزل

اقرأ ايضاً