العدد 3649 - الأحد 02 سبتمبر 2012م الموافق 15 شوال 1433هـ

القوى السياسية تستذكر النعيمي وتشدد على وحدة المعارضة

حضور تأبين الراحل النعيمي في جمعية المهندسين بالجفير أمس الأول
حضور تأبين الراحل النعيمي في جمعية المهندسين بالجفير أمس الأول

أجمع المشاركون في حفل تأبين المناضل عبدالرحمن النعيمي في ذكراه الأولى في جمعية المهندسين بالجفير والذي أقيم أمس الأول السبت (1 سبتمبر/ أيلول 2012) على أن «أبا أمل كان مناضلاً وطنياً وعروبياً بامتياز»، مشددين على «وحدة قوى المعارضة في التمسك بالمطالب العادلة بالتحول إلى ديمقراطية حقيقية».


«وعد»: لو كان أبو أمل بيننا لكتب «وثيقة المنامة» بنفسه

القوى السياسية تستذكر النعيمي وتشدد على وحدة قوى المعارضة

الجفير - حسن المدحوب

أجمع المشاركون في حفل تأبين المناضل عبدالرحمن النعيمي في ذكراه الأولى في جمعية المهندسين في الجفير السبت (1 سبتمبر/ أيلول 2012) على أن «أبا أمل كان مناضلا وطنيا وعروبيا بامتياز»، مشددين على «وحدة قوى المعارضة في التمسك بالمطالب العادلة بالتحول إلى ديمقراطية حقيقية».

ومن جهتها قالت جمعية وعد ان «عبدالرحمن النعيمي لو كان حاضرا اليوم لكان كتب (وثيقة المنامة) بيده».

وفي أولى الكلمات ذكر رئيس اللجنة المنظمة لحفل التأبين عبدالنبي العكري «السلطة أرادت أن تقزم عبدالرحمن النعيمي، لكنه كان كبيرا في حياته، وسيظل كبيرا بما ترك في القلوب من خلال ما تركه لنا في تنظيم وعد، وفي نضاله الخليجي والعربي».

وفي كلمة عائلة النعيمي قال ابنه وليد «تحت سقف منزلنا المتواضع في دمشق توافد مختلف جبهات النضال، وكنا نفرح عندما تكون الجلسات عامة، لأننا نستطيع أن نجلس مع قامات عظام».

وأضاف «كانت مجالس أبي أمل منبرا للحرية، للرأي والرأي الآخر، مجالس لا يكون للمكان والزمان لها قيمة، فالنعيمي الإنسان الذي لم يجد الفراغ فسحة في وقته، كان... تلك الروح الصافية القادرة على النأي بنفسها».

وأردف «رحلة عمره الطويلة مضت كومضة، لكننا لسنا أوصياء عليه، لأن الفكر الإنساني ليس حكرا على أحد».

وتابع «كان يكره التقديس للقيادات السياسية، فنأى بنفسه عن قيادة وعد ليأتي إبراهيم شريف لقيادة الجمعية ويكمل مسيرتها».

وأكمل «رحلة عمر مرت، لم تستمتع بها يا أبا امل ومحبيك برحلة العودة، رغم ألمها الصامت إلا أنها تقاسمت معك دفء المحبة».

وذكر أن «أم أمل قالت لنا ان أباكم علمكم أن مسيرة الحياة لا تتوقف عند شخص، رغم أننا كنا نحلم بأن ينفض المرض عنه ويعود لنا، لقد آمن أن فلسطين هي المحور الأساسي للنضال العربي».

وواصل وليد النعيمي «ندعو اليوم كل من يحمل في قلبه محبة واحتراما لأبي أمل أن يترجم هذا الحب بعمله، ونحن نقف ندعو كل من يشارك في الحراك السياسي في البلد إلى قراءة جذور النضال الوطني».

وشدد على أنه «في كل المراحل كانت الطائفية هي السلاح الفتاك الذي يواجه الحراك الوطني، إن وقود سلاح الطائفية هو الجهل والكراهية فليكن سلاحنا تجاهه هو الإنسانية والمحبة».

وختم بقوله «نستذكر هنا المرحوم ينادي «من حق هذا الشعب أن يمارس صلاحيته في حكومة منتخبة، وبرلمان حقيقي، لا يدافع عن طائفة بل عن عموم المواطنين».


«الجمعيات السياسية»: لو كان النعيمي موجوداً لتصدر حراكنا الوطني

ومن جانبه قال الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان في كلمة ألقاها باسم الجمعيات السياسية «عرفت عبدالرحمن النعيمي من النصف الثاني في الثمانينيات من القرن الماضي كشاب في مقتبل العمر مع مناضل كبير في دمشق، وعدنا إلى البحرين لنكمل مسيرة النضال التي يشكل فيها عبدالرحمن قائدا ومناضلا».

وأضاف سلمان «يقولون عبدالرحمن كان ماركسيا أو شيوعيا لكنني وجدته محبا إلى الدين متفهما لمختلف التوجهات، كان شخصا خلوقا مؤدبا في كل الجلسات والسفرات التي صحبته فيها».

وأوضح أن «النعيمي شخصية تتمتع بنظافة ونزاهة مالية، تستطيع أن تأتمنه على مالك وسرك، وليس غريبا انه كان يطلع على الكثير من الأمور قبل الإخوة في الوفاق لثقتي انه يحفظ السر».

وأكد أنه «شخصية متطورة متجددة، يؤمن بالآخرين ولا يحتكر المكان والزمان، كان عبدالرحمن ملازما إلى فلسطين فكرا وقلما».

وتابع «أما في حديثي عن الحراك الوطني فأرى أن الواقع الذي نعيش فيه يحكمه الاستفراد السياسي للسلطة، إذ تجد أن من حقها الاستفراد بالقرار السياسي، وأن من حقها أن تعين السلطة التنفيذية وترأس القضاء وتتولى المال والأمن، وكل القرارات المتعلقة بذلك».

وأردف «وطننا مؤسس على أساس التمييز، الأولوية ليست لهذه الطائفة أو تلك، بغض النظر عن الدين أو المذهب، وفي فترة من الفترات لم تكن السلطة قريبة هذه الطائفة أو الاخرى، الثروة الوطنية ملك للسلطة تتفضل بفتاتها على المواطنين على شكل مكرمات».

وواصل «نتائج هذه القيم استمرار الأزمات السياسية على مدى كل عشرات السنوات، للآن لم تنشأ الدولة الحقيقية، فلا وجود لدولة المؤسسات، وغياب التنمية الحقيقية، والتفاوت بين الثراء الفاحش والفقر المدقع، وقد أدى ذلك لظهور واستمرار طبقة تحمل روح التبعية للسلطة مختلفة الأيديولوجيات والأفكار».

وأكمل «نرى أن علينا أن نتفق كبحرينيين في أن نتساوى في الحقوق والواجبات، وأن تنظم هذه المرجعية وفق الأطر الديمقراطية في الدول الديمقراطية».

وأفاد ان «أعداء هذه القيم الوطنية هم أعداء البحرين في حاضرها ومستقبلها، وسيخلقون الذرائع والحجج من اجل الاستئثار بالثروة والقرار، سيقولون اننا نستعين بالخارج وهم يعلمون أنهم يكذبون، وسيقولون ماركسية وطائفية، لكنهم هم من يفرقون بالطائفية، وسيقولون إننا نمارس العنف، بينما هم من قتلوا منا قرابة 100 مواطن وجرحوا مئات الآخرين».

وشدد سلمان «على المؤمنين بهذه القيم أن يتعاونوا معا من اجل هذا الوطن، في سبيل تحرير وطنهم من الاستبداد، من اجل وطن يحترم الحرية، هذه قيم الدولة التي كان يحلم بها عبدالرحمن النعيمي، خلال وجوده في المنفي طوال ثلاثة عقود، وحتى بعد أن عاد».

وختم بقوله «عبدالرحمن لم يكن يقبل أن يقف على التل أو يمشي جنب الحيط، ولو كان موجودا لتصدر هذا الحراك، ومن يقدّر النعيمي ينزل إلى الميدان كما كان ينزل النعيمي من اجل وطن لا يرجف فيه الأمل».


رفاق النعيمي: كان يطمح في توحيد القوى الوطنية

أما كلمة رفاق المناضل النعيمي فألقاها القيادي في التيار الديمقراطي الكويتي وعضو مجلس الأمة الكويتي سابقا عبدالله النيباري وقدم في مستهلها «أصدق التحيات للأخت أم امل ولعائلة النعيمي، واصدق التحيات للمناضل إبراهيم شريف، وأعظم تحية للشعب البحريني».

وأضاف النيباري «إذا كنا بقلوب مفجوعة فقدنا عبدالرحمن، فإننا نفخر بما سطره من جهود خالدة من استعداد لا محدود للتضحية في نضال مستمر بذل فيه أقصى ما يملك من طاقة التزم فيها بصفات المناضل».

وأشار إلى أن «الفقيد العنيد وظف حياته للنضال على المستوى الوطني والعربي، وبالأخص قضية فلسطين، ومناصرته لقضايا حقوق الإنسان في العالم الأوسع».

وتابع «حياة النعيمي تعكس حياة جيل من المناضلين العرب، في مرحلة حركة التحرر التي بدأت في مصر بقيادة الزعيم العربي جمال عبدالناصر».

وأردف «ساهم في تأسيس الحركة الثورية في عمان والخليج العربي لأجل التغيير، وعلى اثر مبادرة عاهل البحرين عاد من المنفى وساهم في تأسيس جمعية العمل الوطني (وعد)، والسير في هذا الطريق للوصول إلى دولة المؤسسات والديمقراطية والدولة التي يتساوى فيها الجميع».

وذكر النيباري إلى أنه «خلال تلك الظروف كان هناك هاجس في نفس عبدالرحمن، كان يطمح لتحقيق تضامن القوى الوطنية، وأول لقاءاتي معه في دمشق تناول البحث في توحيد قوى العمل الوطني على مستوى البحرين والخليج، وكان هذا الأمر ينطلق من قناعة أن تحقيق مصالح الوطن لا يمكن انجازها من دون تحالف جميع القوى الوطنية للوصول إلى المكاسب».

وواصل «اليوم نرى أن ما يعوق التطور السياسي هو الانقسامات التي تفرق وتضعف العمل الوطني، والمؤسف أنها لم تعد نتيجة اختلاف الرؤى الفكرية والأيديولوجية، بل أضيف لها عنصر الدين الذي يغذى بترسبات الماضي، وعلاجها يتطلب مراجعة شاملة من كل الأطراف بمنهج علمي وثوري، بمعنى ثورة على النفس، وهو أمر قد يكون شاقا وصعبا لكنه ليس مستحيلا، وعلى مستوى البحرين هناك أدلة على أن القفز على الطائفية كما تم في النصف الثاني من العقد الماضي أمر ممكن، وهي تجربة جديرة بالاقتداء».

وشدد «نحن على مستوى الخليج نتحسر على ما تحدثه تلك الانقسامات في عدد من الأقطار العربية».

وختم بقوله «لقد كان هاجس النعيمي هو تجاوز تلك الانقسامات بكل ألوانها وانتماءاتها، وأثمن وأغلى وفاء نقدمه لروح أبوامل أن نمضي جادين في العمل الجاد في تحالف وتضامن القوى الوطنية وتجاوز الخنادق والحواجز التي تعوق تحقيق آمال شعبنا في الخليج والبحرين من اجل غد أفضل».


«رفاق فلسطين»: النعيمي حالة وطنية تقدمية قومية

ومن جهته ألقى رئيس جمعية مقاومة التطبيع عبدالله ملك كلمة الرفاق الفلسطينيين، وقال فيها «في هذا اليوم نتذكر الرفيق المناضل العربي الكبير أبوأمل، ونفتقده اليوم ونتذكره ونتذكر مواقفه الشجاعة».

وأضاف «كان أبوامل عندما تشتد الأزمات، يطرح أفكارا للخروج منها بأقل الخسائر، ونعلم انه لو عاش هذه الأزمة لأيد بعض أحداثها ولانتقد بعضها».

وأردف «كان تقدميا وحضاريا في كل تحركاته وسياساته، كما كان متواضعا ومخلصا من دون أن ينتظر جزاء من احد، كان رجلا ديمقراطيا بكل معنى الكلمة يحترم الرأي والرأي الآخر، وكلكم تعرفون كل العروض التي رفضها، بالإضافة إلى تخليه عن رئاسة جمعية العمل الديمقراطي، ولم يسبقه في هذا الأمر إلا جورج حبش».

وتابع «كنا نجده دائما بين الفقراء والمظلومين ينشد إليهم، انه حالة وطنية تقدمية قومية، دفع ثمن مواقفه المبدئية في كثير من الدول العربية».

وأكمل «كنا نريد أن نشارك في تشييع الشهيد لكننا مُنعنا، وأردنا أن نشارك في هذا الحفل لكننا منعنا أيضاً».


«وعد»: نسير على النهج الذي اختطه النعيمي

وأخيرا، في كلمة جمعية وعد قال نائب الأمين العام للجمعية رضي الموسوي «نتقدم بالاعتذار للإخوة والرفاق العرب أصدقاء النعيمي الذين رفضت السلطة منحهم تأشيرات دخول للبحرين ليشاركونا هذه الليلة في إحياء ذكراه».

وأضاف الموسوي «نقول لهم اعذرونا فلدينا من لايزال يلاحق النعيمي حتى وهو في قبره». وأردف: لقد حاولوا تشويه صورة النعيمي في الإعلام عندما كان يقود جمعية وعد، والنضال الوطني، ولم يوفروا فرصة إلا واستغلوها، كما سخروا الصحافة التي فرض عليها أو أراد مسئولوها مختارين، الدخول في بازار الحملات الظالمة التي ارتدت على أصحابها.

وأكمل «ماذا لو كان النعيمي بيننا؟ سألني احد اقرب رفاق النعيمي التاريخيين، ومن وحي كتابات ومواقف النعيمي على امتداد تاريخه النضالي لنصف قرن من الزمن، تأتي الإجابة: هو الذي كان يكتب تعميمات الجبهة الشعبية، وعينه على رفاقه في السجون البحرينية مطلع سبعينيات القرن الماضي ومنتصفها وأواخرها ومطلع الثمانينيات».

وواصل «النعيمي هو نفسه الذي قال في أوج المعركة الدستورية بعد فرض دستور 2002 بإرادة منفردة، بعيدا عن الإرادة الشعبية التي اقرها الميثاق، إن الدستور ليس شأنا شيعيا أو شأنا سنيا، بل هو شأن وطني يعني كل الشعب البحريني».

وأفاد «لو كان بيننا النعيمي لن يقف متفرجا، وهو لايزال، بمبادئه السامية التي ناضل من اجلها، طرفا أساسيا إلى جانب شعبه بكل فئاته ومكوناته الاجتماعية، ولكان النعيمي مقاتلا سلميا من اجل المواطنة الدستورية المتساوية والحرية والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية الديمقراطية».

وتابع «ولكان النعيمي مناضلا من اجل تجسيد المبدأ الدستوري الشهير (الشعب مصدر السلطات جميعا)، ومجسدا المقولة الخالدة «إن الحياة وقفة عز»، والحياة لا تكون كذلك إلا بالوقوف مع المطالب الشعبية العادلة والمشروعة المتمثلة في السلطة التشريعية المنتخبة كاملة الصلاحيات دون منازع لها، والحكومة المنتخبة التي تمثل الإرادة الشعبية، والدوائر الانتخابية العادلة التي يترجمها نظام انتخابي يتساوى فيه صوت المواطن في أي منطقة، سيكون النعيمي هو من يضع (وثيقة المنامة) ويزيد عليها مطالب شعبية عادلة». وشدد «لو كان عبدالرحمن النعيمي بيننا لواصل نضاله من اجل الوحدة الوطنية المبنية على أساس واضح من الحقوق والواجبات بين كل مكونات المجتمع».

وأكد «النعيمي لم يتغرب ويقود العمل السياسي والتنظيمي السري والعلني ليقف متفرجا على محاولات تقسيم المجتمع طائفيا ومذهبيا وعرقيا واثنيا وقبليا، إنما سيكون أول من يقف ضد محاولات تفتيت المجتمع، لقد انحاز النعيمي إلى شعبه وقدم التضحيات الجسام من اجل ذلك حتى آخر رمق في حياته».

ولفت إلى أن «جمعية وعد تؤكد أنها تسير على النهج الذي اختطه النعيمي وتتمسك بالمبادئ التي ناضل من اجلها، وتعتقد وعد بأن مكانها الطبيعي بين أبناء شعبنا».

وبيّن أن «المعارضة السياسية في البحرين لديها مشروعها السياسي الواضح والمعلن، وان الحكم ليس لديه مشروع سياسي، بل يتمسك بالدولة الأمنية».

وختم الموسوي «في الذكرى الأولى لرحيل عبدالرحمن النعيمي، نجدد العهد لشعبنا بكل فئاته بأننا سنواصل النضال من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل».

العدد 3649 - الأحد 02 سبتمبر 2012م الموافق 15 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:19 ص

      كان حلما

      الله يرحم المناضل النعيمي .... ياترى كم واحد منكم يالحضور التزم بخطه؟ الطريق ضاع يا رفاق لأنكم اليوم فئويون وسلطويون ... الله المستعان !

اقرأ ايضاً