العدد 3663 - الأحد 16 سبتمبر 2012م الموافق 29 شوال 1433هـ

تراجع مشاعر الغضب بشأن «الفيلم المسيء»

وسط إجراءات دولية عربية لتهدئة الشارع الإسلامي والحد من أعمال العنف

تراجعت أمس الأحد (16 سبتمبر/ أيلول 2012) حدة التوتر في عدة بلدان بعد مسيرات وأعمال عنف، اجتاحت عدة عواصم عربية كان أبرزها ليبيا واليمن والمصر والسودان. وذلك وسط إجراءات أمنية في مشددة في تلك الدول، وتحركات دولية للحد من غضب المسلمين بعد نشر مقتطفات من فيلم أنتج في أميركا مسيء للنبي محمد (ص) والإسلام.

وألغيت تظاهرة معادية لوجود مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في اليمن لقلة المشاركين، بحسب ما أفاد مراسل لوكالة «فرانس برس» في حين توقفت القنصلية الأميركية في صنعاء عن العمل. ودعا المتمردون الزيديون في شمال اليمن إلى التظاهرة التي كان من المفترض أن تسير باتجاه منزل الرئيس عبدربه هادي منصور في العاصمة.

وعبر البرلمان اليمني أمس الأول (السبت) عن رفضه مجيء عناصر من «المارينز» لحماية سفارة بلادهم في صنعاء بعد يومين من التظاهر ضدها. وكان أربعة أشخاص قتلوا الخميس في صدامات بين الشرطة ومتظاهرين يحتجون قرب السفارة على فيلم مسيء للإسلام. وهاجم آلاف المتظاهرين مجمع السفارة الأميركية وأحرقوا عدداً من السيارات المتوقفة في فناء المبنى.

وفي القاهرة، انتشرت شرطة مكافحة الشغب في ميدان التحرير واعتقلت مئات المحتجين في وقت مبكر من صباح أمس الأول بعد أربعة أيام من الاشتباكات. وأمنت قوات الأمن الميدان الذي يبعد بضع مئات من الأمتار عن السفارة الأميركية وأغلقت الطرق المؤدية إليها. وجاب ضباط يرتدون ملابس مدنية المنطقة وأمسكوا بأي شخص يشتبهون به.

وفي ليبيا، أوقفت السلطات الليبية 50 شخصاً على خلفية الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي قتل خلاله السفير الأميركي وثلاثة أميركيين آخرين، بحسب ما أعلن رئيس المؤتمر الوطني الليبي. وقال محمد المقريف في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الإخبارية إن «العدد هو نحو 50». وقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين يوم الثلثاء الماضي عندما هاجم مسلحون إسلاميون القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي وأحرقوها. وقال المقريف إن «عدداً قليلاً» من الذين شاركوا في الهجوم كانوا أجانب دخلوا ليبيا من «جهات مختلفة وبعضهم بالتأكيد من مالي والجزائر».

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها طلبت رحيل العاملين الحكوميين غير الأساسيين من تونس والسودان، بعد يوم من اقتحام سفاراتيها في البلدين وتعرضهما لأضرار من المتظاهرين. وحذرت الخارجية في بيان صادر من واشنطن المواطنين الأميركيين «من جميع أنواع السفر إلى تونس في الوقت الحالي» وحذر البيان من مخاطر السفر إلى السودان حيث مستوى التهديد الإرهابي «لايزال خطيراً».

وأكد وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا أمس أن الجيش الأميركي ليس لديه أية خطط لتعزيز قواته في الشرق الأوسط على رغم الاحتجاجات العنيفة التي استهدفت البعثات الدبلوماسية الأميركية في عدد من الدول العربية.

وصرح بانيتا للصحافيين قبل وصوله إلى طوكيو في جولة آسيوية بأنه مع انتشار قوة كبيرة في المنطقة إضافة إلى فرق مكافحة الإرهاب التابعة لقوات «المارينز» التي أرسلت إلى اليمن وليبيا، فإن الجيش لديه القدرة على الرد بالشكل المناسب لحماية الدبلوماسيين الأميركيين.

من جهة ثانية، يعتزم وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش منع جماعة ألمانية يمينية متطرفة بصورة حاسمة من عرض الفيلم علنياً أمام الجمهور. وقال فريدريش في حديث له مع مجلة «دير شبيغل» الإخبارية: «مثل هذه الجماعات والمنظمات ترغب في استفزاز الإسلاميين الذين يعيشون في ألمانيا». وأضاف فريدريش قائلاً: «علينا أن نقاوم هذا بكل الوسائل القانونية المتاحة». كانت جماعة «برو دويتشلاند» اليمينية المتطرفة أعلنت على موقعها بشبكة الإنترنت عن رغبتها في عرض الفيلم المسيء للإسلام في برلين من دون أن تحدد موعداً أو مكاناً لذلك.

كذلك، أعلنت وزارة الشئون الخارجية الهندية أمس أن شركة «غوغل» حجبت الفيديو المسيء للإسلام على موقع «يوتيوب». وقالت الوزارة: «لقد قام غوغل الهند، التزاماً بالقانون الهندي، بحجب المادة المسيئة» على موقع «يوتيوب» لمقاطع الفيديو والمملوك لشركة «غوغل». وأضافت الوزارة: «وفيما يتعلق بالأحداث الأخيرة، نود التأكيد على أن الهند تدين بشدة دائماً كل صور إهانة المعتقدات والشعائر الدينية». وتقول «غوغل» إنها حجبت الفيديو المسيء في الدول التي شهدت احتجاجات ومن بينها مصر وليبيا.

في المقابل، دعا تنظيم «القاعدة» المسلمين إلى مواصلة مهاجمة المصالح الأميركية للاحتجاج على الفيلم. وأكد التنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في بيان أن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، هو «انتقام» لمقتل أبويحيى الليبي، الرجل الثاني في قيادة التنظيم الأصولي ورد على الفيلم. وفي مواجهة الهجمات المتكررة على بعثاتها الدبلوماسية، أرسلت الولايات المتحدة مئة من جنود مشاة البحرية الأميركية إلى ليبيا وخمسين إلى اليمن.

إلى ذلك صرح رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أمس بأنه على الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأميركية اتخاذ قرار مناسب ضد الفيلم المسيء للإسلام وإلا فإنهما سيواجهان غضب المسلمين. ونقلت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية للأنباء عن لاريجاني قوله في الجلسة الصباحية للمجلس إنه على الأمم المتحدة الدفاع عن كرامة جميع الدول الإسلامية. وقال لاريجانى «على الغرب أن يعلم أنه لن يستطيع إدارة العالم من خلال موقفه الخاطئ تجاه القضايا العالمية».

من جانبها، أعلنت بنغلاديش أمس أن الفيلم المعادي للإسلام الذي أشعل العالم الإسلامي يشكل «تحريضاً على الكراهية» بعد أن أحرق آلاف المتظاهرين في دكا يوم الجمعة الماضي أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل.

العدد 3663 - الأحد 16 سبتمبر 2012م الموافق 29 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً