العدد 3681 - الخميس 04 أكتوبر 2012م الموافق 18 ذي القعدة 1433هـ

تركيا ترد على قصف سوري جديد لاراضيها والمعارضة المسلحة تسقط مروحية

تمكن المقاتلون السوريون المعارضون اليوم الجمعة (5 أكتوبر / تشرين الأول 2012) من اسقاط مروحية للجيش النظامي في ريف دمشق، فيما استمر التوتر على الحدود التركية السورية مع اعلان انقرة انها ردت على قصف سوري جديد لاراضيها، وفق التلفزيون التركي.

وذكرت قناة ان تي في التركية ان القصف الذي مصدره سوريا استهدف قرية التينوزو الحدودية التركية في محافظة هاتاي، ما استدعى ردا فوريا من الجيش التركي قرابة الساعة 16,30 ت غ.

وجاء هذا التطور بعد ساعات على قيام رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة بتوجيه تحذير الى سوريا من مغبة تكرار قصف الاراضي التركية، مؤكدا انه في حال تكرر هذا الامر فان دمشق ستدفع "ثمنا باهظا".

وكان الجيش التركي قصف الاربعاء والخميس اهدافا سورية ما ادى الى مقتل العديد من الجنود السوريين، وذلك ردا على قصف سوري لقرية اكجاكالي التركية خلف خمسة قتلى مدنيين.

ميدانيا، اسقط مقاتلون معارضون الجمعة مروحية عسكرية سورية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وبث ناشطون على موقع "يوتيوب" الالكتروني اشرطة مصورة لسقوط الطائرة، يظهر في احدها مقاتلون يحتفلون بسقوط الطائرة.

وبدا في الشريط احد المقاتلين على ظهر شاحنة صغيرة مزودة رشاشا مضادا للطائرات، بينما قام آخرون بإطلاق النار في الهواء ابتهاجا. وسمع صوت المصور وهو يقول "الله اكبر. لواء ابو موسى الاشعري. الله اكبر. اسقاط طائرة مروحية".

ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا في اذار/مارس 2011 والتي تحولت الى نزاع مسلح، اعلنت المعارضة السورية المسلحة مرارا اسقاط مروحيات او مقاتلات للجيش النظامي كانت تقصف مواقعها.

وكان المرصد السوري افاد صباح الجمعة عن تعرض حي الخالدية بحمص "لقصف هو الاعنف منذ خمسة اشهر حيث شاركت طائرة حربية لاول مرة باستهداف الحي"، تزامنا مع قصف بالمدفعية وقذائف الهاون وتعزيزات في محيطه.

وتعتبر ثالث كبرى المدن السورية معقلا اساسيا للمقاتلين المعارضين الذين يسيطرون على غالبية الاحياء في حمص القديمة لا سيما الخالدية وجورة الشياح، وقد شهدت هذه المدينة معارك عنيفة استمرت اشهرا، ولا تزال مناطق فيها تحت الحصار.

كذلك، قصف الجيش السوري مواقع للمعارضة في دير الزور ودرعا وادلب واللاذقية وحلب، بحسب المرصد.

وافاد المصدر نفسه ان 12 جنديا نظاميا على الاقل قتلوا في ريف دير الزور في هجوم استهدف حاجزا لهم.

ولفت المرصد الى مقتل 99 شخصا الجمعة في اعمال عنف في مناطق سورية مختلفة هم 38 مدنيا و24 مقاتلا معارضا و37 جنديا نظاميا.

الى ذلك، هدد مقاتلون سوريون معارضون بإعدام رهائن ايرانيين خطفوهم مطلع آب/اغسطس الماضي، ما لم تنسحب القوات النظامية السورية من منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، بحسب ما ابلغ قائد ميداني وكالة فرانس برس.

وقال قائد المجلس العسكري الثوري في دمشق وريفها ابو الوفا "منحنا النظام مهلة 48 ساعة بدءا من الامس (الخميس) للانسحاب كليا من منطقة الغوطة الشرقية".

واضاف لفرانس برس عبر سكايب "لدينا ايضا مطالب سرية عسكرية اخرى"، مؤكدا انه في حال عدم تلبية النظام السوري هذه المطالب "سنبدأ بالقضاء على الرهائن".

وكان مقاتلون معارضون ينتمون الى "كتيبة البراء" التابعة للجيش السوري الحر، بثوا على الانترنت في 5 آب/اغسطس الماضي شريطا مصورا اعلنوا فيه خطف 48 ايرانيا قالوا ان من بينهم ضباطا في الحرس الثوري الايراني.

سياسيا، اعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الجمعة عن "اعادة هيكلة" للمجلس تشمل بشكل خاص توسيع مشاركة القوى الميدانية الموجودة في الداخل وزيادة عدد اعضائه من 300 الى 600 عضو.

وقال سمير النشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني ان لجنة العضوية واعادة الهيكلة في المجلس قررت "استيعاب المزيد من قوى الحراك الثوري والسياسي والميداني ومنظمات المجتمع المدني الناشىء، وتعزيز قيم الديموقراطية في المجلس بالانتقال من التوافق السياسي الى اختيار الهيئات القيادية عبر الانتخاب".

من جهة اخرى، اعلن سيدا ايضا ان "نظام الاسد بدأ يصدر هذه الازمة الى الخارج، الى دول الجوار كما فعل في لبنان وكما فعل في تركيا التي فتحت ابوابها للاجئين السوريين".

واضاف "هناك اكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون نازح داخل الوطن" داعيا الى "التحرك لمساعدتهم لان فصل الشتاء قادم".

ويشير سيدا بذلك الى التوتر التركي السوري على خلفية القذائف السورية التي سقطت الاربعاء في قرية اكجاكالي التركية والرد العسكري التركي على هذا التصعيد.

وكان مجلس الامن الدولي نجح مساء الخميس وبعد مفاوضات شاقة بين الدول الغربية وروسيا، في اصدار بيان يدين "باشد العبارات اطلاق القوات المسلحة السورية قذائف" على اكجاكالي، مطالبا باسم اعضائه الخمسة عشر ب"وقف مثل هذه الانتهاكات للقوانين الدولية فورا وعدم تكرارها".

وسعت روسيا، الحليف الاوثق لنظام الرئيس بشار الاسد، الى التخفيف من حدة البيان الذي كان من المتوقع صدوره صباح الخميس، رافضة تضمينه عبارة تعتبر ان القصف السوري "تهديد خطير للسلام والامن الدوليين".

وفي خطوة تعد تنازلا لصالح الروس، دان المجلس الجمعة "باشد العبارات الاعتداءات الارهابية" التي خلفت نحو خمسين قتيلا معظمهم من الجنود السوريين النظاميين الاربعاء في مدينة حلب بشمال سوريا.

وذكر المجلس بان هذه الاعتداءات تبنتها "جماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة"، مقدما "تعازيه الصادقة الى عائلات ضحايا هذه الاعمال الشنيعة والى شعب سوريا".

وكانت مناطق سورية عدة شهدت تظاهرات الجمعة رغم اعمال العنف المستمرة، طالبت بتسليح المعارضة واسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.

وتخلل تظاهرات "جمعة نريد سلاحا لا تصريحات لحماية اطفالنا من القتل" اعتقال القوات النظامية 20 شخصا في حماة، بحسب المرصد السوري.

ودعت مجموعة من الناشطين العلويين أبناء طائفتهم التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد، للانضمام الى الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظامه، كما جاء في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً